أعلن الأمير البريطاني أندرو، يوم الجمعة، تخلّيه عن لقب دوق يورك، بعد انتقادات على مدى سنوات، بشأن سلوكه وارتباطاته بمُرتكب الجرائم الجنسية الأميركي الراحل جيفري إبستين.
ويُعتقد أن القرار اتُّخذ بالتشاور الوثيق مع الملك تشارلز وأعضاء آخرين من العائلة المالكة.
وتدهورت سُمعة أندرو، الشقيق الأصغر للملك تشارلز والابن الثاني للملكة الراحلة إليزابيث، في السنوات القليلة الماضية، لأسباب كثيرة؛ أبرزها ارتباطه بإبستين.
وقال الأمير أندرو، في بيان، إن الاتهامات المستمرة الموجهة إليه تُشتت انتباه الملك عن عمله.
وأضاف: «لذلك سأتخلى عن اللقب أو الأوسمة التي مُنحت لي. وكما ذكرت، في وقت سابق، أنفي بشدةٍ الاتهامات الموجهة إليّ».
ما الألقاب والأوسمة التي سيتخلى عنها أندرو؟
سيتخلى الأمير أندرو عن لقب دوق يورك. وعلمت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أن هذا سيحدث فوراً.
كما سيتخلى أيضاً عن وسام فارس الصليب الأعظم الملكي الفيكتوري (GCVO) وعن وسام الرباط، أقدم وأنبل وسام فروسية في بريطانيا.
إلا أن أندرو سيحتفظ بلقب «أمير»، بصفته ابن الملكة إليزابيث الثانية.
لماذا يحدث هذا الآن؟
زعمت سيدة أميركية تُدعى فيرجينيا جيوفري، إحدى ضحايا الملياردير جيفري إبستين المتحرش بالأطفال، والتي تُوفيت في أبريل (نيسان) الماضي، أن الأمير أندرو اعتدى عليها جنسياً ثلاث مرات، عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ورفعت دعوى قضائية ضده في عام 2021.
وفي مذكراتها، التي من المقرر نشرها يوم الثلاثاء، زعمت جيوفري أن أندرو كان «يشعر بالاستحقاق»، و«يعتقد أن ممارسة الجنس معي حقه الطبيعي».
ولطالما نفى الأمير أندرو هذه الادعاءات، كما ادعى أن صورة شهيرة لهما معاً قد جرى التلاعب بها.

وقبل وفاتها، التي قالت عائلتها إنها انتحار، جرت تسوية القضية التي رفعتها جيوفري ضد أندرو مقابل مبلغ يُعتقد أنه بلغ نحو 1.2 مليون جنيه إسترليني.
وتُطرح مذكرات السيدة جيوفري للبيع بعد أسبوع من ظهور رسالة بريد إلكتروني تُظهر أن أندرو قال لإبستين: «نحن معاً في هذا الأمر»، عندما نُشرت صورة للأمير وهو يلف ذراعه حول جيوفري.
وورد أن الرسالة الإلكترونية أُرسلت بعد ثلاثة أشهر من إعلانه أنه توقّف عن التواصل مع المُدان بجرائم جنسية.
وفي مساء الجمعة الماضي، أصدرت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأميركي وثائق خاصة بإبستين تُظهر أن «الأمير أندرو» كان مسافراً على متن طائرة الملياردير الراحل من لوتون إلى إدنبرة عام 2006، برفقة مساعِدة إبستين، غيسلين ماكسويل.
كما كان على متن رحلة أخرى متجهة إلى ويست بالم بيتش، فلوريدا، في عام 2000.
ووُثّقت سِجلات الرحلات لسنوات، لكن ربما زاد نشرها من الضغط على أندرو.
وقالت المراسِلة الملكية لورا بوندوك: «أصبح الوضع لا يُطاق، وقد بلغ، هذا الأسبوع تحديداً، نقطة تحول بالنسبة له».
ودعت عائلة جيوفري الملك إلى اتخاذ إجراء إضافي و«سحْب لقب الأمير» منه.
يأتي قرار الأمير أندرو بالتخلي عن ألقابه أيضاً في أعقاب ازدياد الضغوط عليه بسبب معلومات تشير إلى أن أحد أقرب شركائه التجاريين تشكّ الحكومة في كونه جاسوساً صينياً.
هل سيؤثر هذا على زوجته السابقة وبناته؟
قالت مصادر، لشبكة «سكاي نيوز»، إن أندرو سيواصل إقامته في قصره بوندسور «رويال لودج»، كما ستبقى زوجته السابقة، سارة فيرغسون، مقيمة في القصر الملكي أيضاً.
لكنه، وللعام الثاني على التوالي، لن يحضر احتفالات العائلة المالكة السنوية بعيد الميلاد في ساندرينغهام.
كما لن تستخدم زوجة أندرو السابقة لقب دوقة يورك.
وقطع عدد من الجمعيات الخيرية علاقتها بفيرغسون، الشهر الماضي، بعد أن اتضح أنها راسلت إبستين، واصفةً إياه بـ«الصديق العظيم»، على الرغم من تبرؤها منه علناً في وسائل الإعلام.
لكن قرار إلغاء ألقاب أندرو لن يؤثر على وضع ابنتيْه، بياتريس ويوجيني، حيث ستحتفظان بلقب «أميرة».
هل يوقف تخلي أندرو عن لقبه الانتقادات الموجهة إليه؟
تقول مراسِلة «سكاي نيوز» للشؤون الملكية، ريانون ميلز، إن هذه الخطوة قد لا تُوقف تدفق القصص السلبية عنه.
وتضيف: «هذا يُنهي فقط التساؤلات حول ما كان يمكن للملك فعله لإظهار موقف العائلة المالكة من الاتهامات، وما سببته من انزعاج وإحراج لها».


