تكتسب صيحة رائجة في عالم القهوة زخماً متزايداً، وقد تجعل قهوتك الصباحية أكثر سلاسةً دون سكر أو كريمة أو أي محليات، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».
لا تتضمّن أحدث صيحات القهوة على الإنترنت شراباً فاخراً أو حبوباً باهظة الثمن، بل رشة ملح فقط.
يقول المستخدمون إن هذه الإضافة البسيطة يمكن أن تُخفف المرارة، وتُعزز الحلاوة الطبيعية، وتُحسّن حتى طعم كوب قهوة عادي. ويقترحون بعض الطرق المختلفة، بما في ذلك رش الملح على القهوة قبل تحضيرها، أو مزج بضع قطرات من محلول ملحي، أو تقليب رشة صغيرة مباشرة في كوب القهوة.
لا يُضفي الملح نكهةً على الطعام فحسب، وفقاً للخبراء، بل يُوازن النكهة عند استخدامه باعتدال. في القهوة، يُمكن لكمية صغيرة من الملح أن تُعادل المرارة من خلال التأثير على مُستقبلات التذوق في اللسان دون أن تُخفي النكهة كما يفعل السكر والكريمة.
أظهرت دراسات عدة على مرِّ السنين أن الصوديوم قادر على تخفيف مرارة بعض المركبات، وزيادة الحلاوة المُدركة، وتحسين توازن النكهة بشكل عام.
كشف إد ماكورميك، استشاري علوم الأغذية في نيوجيرسي بأميركا، عن أن «رشة من أيونات الصوديوم تُخفِّف المرارة عن طريق تثبيط المركبات الشبيهة بالكينين، وتُعزِّز الحلاوة المُدركة، خصوصاً في أنواع القهوة المُحمصة داكنة اللون».
وصرَّح ماكورميك لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «يأتي تخفيف الملح للمرارة وقوامها من كيفية تحفيز مستقبلات التذوق. إنه علم غذائي يقوم بدوره، دون الحاجة إلى السكر».
من جهتها، قالت هيذر بيري، الرئيسة التنفيذية لشركة «كلاتش كوفي» في جنوب كاليفورنيا، إن كمية قليلة فقط من الملح تؤثر على مستقبلات التذوق، وتُرسل إشارةً إلى الدماغ بأن النكهة أقل مرارة.
وأوضحت أن القهوة، في نهاية المطاف، مسألة شخصية. وأضافت: «لا توجد طريقة خاطئة للاستمتاع بها إذا كانت تُحسّن مذاق كوبك».
مع أن بعض مستخدمي منصة «تيك توك» يدّعون أن إضافة الملح قد تُساعد على ترطيب الجسم، إلا أن خبراء الصحة يقولون إن هذا غير دقيق.
صرَّحت جانيل بوبر، متخصصة التغذية المُسجلة في كولورادو بالولايات المتحدة، بأن رشة الملح لن تُقدِّم أي فوائد حقيقية فيما يتعلق بالإلكتروليتات.
وأضافت: «للقهوة تأثير مُدرّ للبول خفيف، وهو تأثير أكثر وضوحاً، لذا فإن إضافة قليل من الملح لا تُعاكس ذلك بأي شكل من الأشكال».
وأشارت إلى أن رشة الملح من غير المُرجح أن تؤثر على مُتناول معظم الناس للصوديوم، لكنها حذّرت مُصابي ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكلى من تجنّبها.
وتابعت بوبر: «بالمقارنة مع السكر أو الكريمة، يُضيف الملح نكهةً دون أي سعرات حرارية، لذا إذا كنت ترغب في تقليل السكر أو السعرات الحرارية أو التركيز على مُحتوى الدهون، فسيكون الملح أداةً مُفضلةً لإضفاء النكهة دون التأثير على مُكونات أخرى».

