قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر منع المذيعة مها الصغير من الظهور الإعلامي لمدة 6 أشهر، على خلفية واقعة التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأعمال فنية مملوكة لآخرين، مع إحالة الواقعة إلى «النيابة العامة».
وكانت المذيعة مها الصغير ظهرت في حلقة سابقة من برنامج «معكم منى الشاذلي»، وادَّعت أنها رسمت اللوحات التي عُرضت على الشاشة الكبيرة، وتفاعل معها الحضور، وسألوها عن أفكار اللوحات، قبل أن يتبيَّن بعد نحو شهر من إذاعة الحلقة أن اللوحات لا تخصها، وهو ما أقرت به في اعتذار نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك»، قبل أن تغلقها عقب تعرّضها لانتقادات عدَّة. وحذف فريق عمل البرنامج الحديث من حساباته المختلفة على مواقع التواصل، في حين استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤولي القناة لسؤالهم عن الواقعة وتفاصيلها.
وقرَّر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، خلال اجتماعه الأخير، منع مها الصغير من الظهور الإعلامي في جميع الوسائل الإعلامية لمدة 6 أشهر، لمخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس، وفق بيان نشره، الأربعاء.
كما قرَّر المجلس لفت نظر فريق عمل برنامج «معكم منى الشاذلي» لعدم تحرِّي الدقة خلال إعداد البرنامج، مما أدى إلى مخالفة المعايير والأكواد الصادرة عن المجلس.
وقرر المجلس أيضاً إحالة ما أُثير بشأن واقعة تعدِّي مها الصغير على حقوق الملكية الفكرية لأعمال فنية مملوكة لآخرين إلى النيابة العامة لاتخاذ شؤونها حيالها عملاً بنصوص المواد 138/1 و139 و140/ 9 من القانون 82 لسنة 2002 في شأن الملكية الفكرية، وكذلك المادتين 69/5 و70/3 من القانون 180 لسنة 2018 بإصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وفق البيان.
وعدّت أستاذة الإعلام في جامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، المجلس الأعلى للإعلام «قام بواجبه، واتخذ إجراءات بعد التحقيق في الواقعة»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسؤولية لا تقع على مها وحدها، بالطبع ما فعلته مها يعتبر جريمة وفق قانون حقوق الملكية الفكرية في مصر، وأعتقد أن المجلس وقَّع عليها أقصى عقوبة، ويمكن أن تؤثر بالسلب على مستقبلها المهني».
وشاركت مها الصغير في تقديم برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، على قناة «سي بي سي» المصرية، وكان من المقرر أن تقدم برنامجاً حوارياً على شاشة قناة «أون» المصرية، لكن القناة أوقفت بثه عقب الأزمة الخاصة باللوحات.

وقالت ليلى عبد المجيد إن «العقوبة ليست قليلة، كما أن المجلس رأى أن هناك شقاً جنائياً لن يكون المجلس هو صاحب الشأن فيه، ولكن جهة أخرى».
وأشارت إلى أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام منذ بداية إنشائه والقانون الذي ينظمه حدَّد أكواداً للملكية الفكرية، وتابعت: «هذه الأكواد لا بدّ من معرفتها جيداً ومعرفة حقوق الآخرين واحترامها، ونحن ننبه الطلبة لهذا الأمر في كلية الإعلام، فحتى في مشروعات تخرجهم إذا كان فيديو أو فيلماً تسجيلياً أو وثائقياً أو يستخدمون الموسيقى والمؤثرات الصوتية فيجب أن يستأذنوا أصحابها، ولا بدّ أن يشيروا إلى المصدر أيضاً احتراماً لحقوق الملكية الفكرية، وهي ليست فقط حقوقاً مادية، ولكنها أيضاً حقوقاً أدبية».
وأوضحت أن «الفنانين أصحاب اللوحات في الواقعة التي نحن بصددها لم يتحدثوا عن حقوقهم المادية ولكنّهم يتحدثون عن حماية حقوقهم الأدبية».
وعدّت أستاذة الإعلام هذه الواقعة في منزلة درس للجميع للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، وقالت: «هناك مسؤولية على فريق الإعداد فلا يجب التسليم جدلاً بصدق المصادر ولكن يجب التدقيق فيما يقدمونه، ليتأكدوا بمساعدة مستشار قانوني تستعين به القنوات والبرامج والمواقع المختلفة من احترام القوانين والأكواد ومواثيق الشرف».
وكانت الإعلامية منى الشاذلي علّقت قبل أيام على الحلقة بسبب الأزمة، وأكدت تواصل فريق عمل البرنامج مع الرسامين الأربعة أصحاب اللوحات، وتأكيد نسب الأعمال الفنية إليهم، عبر حسابات البرنامج في مواقع التواصل الاجتماعي، كما وجّهوا دعوة لهم ليكونوا ضيوفاً على البرنامج للحديث عن أعمالهم.







