في يومها العالمي... متاحف «محلية» خارج الخريطة السياحية بمصر

«فقر سيناريو العرض» و«ضعف التسويق» من بين الأسباب

متحف سوهاج القومي (وزارة السياحة والآثار المصرية)
متحف سوهاج القومي (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

في يومها العالمي... متاحف «محلية» خارج الخريطة السياحية بمصر

متحف سوهاج القومي (وزارة السياحة والآثار المصرية)
متحف سوهاج القومي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تضم الأقاليم والمحافظات المصرية أكثر من 20 متحفاً مفتوحاً للزيارة، وفق دليل المتاحف بموقع وزارة السياحة والآثار المصرية، في حين تحظى المدن المركزية والسياحية مثل القاهرة والإسكندرية والأقصر وأسوان بالنصيب الأكبر من الحركة السياحية الوافدة لمتاحفها.

وطالب آثاريون في اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 مايو (أيار) من كل عام، وزارة السياحة والآثار المصرية الاهتمام بهذه المتاحف، ومعالجة فقر سيناريو العرض المتحفي بها وتسويقها بشكل جيد لوضعها على خريطة السياحة في مصر.

ومن المتاحف التي تضمها الأقاليم المصرية متاحف الإسماعيلية والسويس وطنطا وكفر الشيخ وتل بسطا بالشرقية، وكوم أوشيم بالفيوم، وملوي بالمنيا، ومتحف سوهاج القومي، ومتحف شرم الشيخ، ومتحف الغردقة ومتحف مطروح.

متحف الإسماعيلية القومي يضم كثيراً من الآثار المصرية القديمة (الشرق الأوسط)

وكي تصبح المتاحف الإقليمية المصرية جاذبة للسائحين، تحتاج إلى عناصر عدة حددها عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، في نقاط عدة من بينها «تجديد وتحديث العروض المتحفية، ما يتطلب عرض القطع الأثرية بشكل جذاب مع سرد قصصي يربط الزائر بالمكان والتاريخ»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يتطلب الأمر أيضاً إدماج هذه المتاحف في البرامج السياحية، وإنشاء منصات إلكترونية وصفحات تواصل اجتماعي تعرض محتواها بشكل جذاب ومحدث، مع إقامة الفعاليات الثقافية والتعليمية والأنشطة الحرفية والفنية لجعل المتحف مركزاً حياً، وليس مجرد مكان للعرض».

ويبلغ إجمالي عدد المتاحف المصرية 83 متحفاً على مستوى الجمهورية، بينها 73 متحفاً متخصصاً في الفن والتاريخ، و10 متاحف للعلوم الطبيعية والبحتة والتطبيقية، وتحظى محافظة القاهرة بالنصيب الأكبر، حيث تضم 22 متحفاً، ومن بعدها محافظة الإسكندرية بـ17 متحفاً، وفق تقرير لـ«الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء» بمصر.

وتعمد بعض المتاحف الإقليمية لإقامة أنشطة أو معارض أو تنظيم محاضرات حول الآثار التي يضمها المتحف، وهو ما يراه الخبير السياحي المتخصص في علم المصريات، بسام الشماع، «أمراً مهماً من شأنه التعريف بهذه المتاحف، ونشر الوعي الأثري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «المتاحف الإقليمية مستواها رائع جداً خصوصاً في الصعيد وسيناء والبحر الأحمر ومطروح، لكن يجب على هذه المتاحف الاتجاه للتسويق العالمي مثلما يطرحون أنشطة متميزة على المستوى المحلي من خلال (السوشيال ميديا)».

ويتابع: «إدارة المتاحف الإقليمية تحتاج إلى دماء شبابية جديدة تستطيع التواصل مع السفارات أو الوكالات الأجنبية للتعريف بهذه المتاحف، وجذب السائحين لها من دول شتى».

متحف كفر الشيخ يضم كثيراً من الآثار المصرية القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووصل عدد زوار المتاحف إلى 4.8 مليون زائر خلال عام 2023، مقابل 4.3 مليون في عام 2022، وسجلت المتاحف إيرادات بلغت 161.2 مليون جنيه خلال عام 2023، وفق تقرير «التعبئة والإحصاء».

ورغم ذلك يرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقاً، الدكتور محمد عبد المقصود، أن «متاحف الأقاليم وظيفتها بالدرجة الأولى تنشيط السياحة الداخلية، ولها وظيفة توثيقية وتوعوية بالدرجة الأولى، وتربط أبناء الإقليم بتاريخهم وآثارهم، لكن هي لا تستهدف بالأساس السائح الأجنبي».

وأضاف عبد المقصود لـ«الشرق الأوسط» أن «السائح الأجنبي يتوجه عادة للمتاحف المركزية في القاهرة والإسكندرية والمدن السياحية، لكنه إذا زار إحدى مدن الأقاليم وعرف أن بها متحفاً سيزوره، من هنا تأتي ضرورة التوعية والدعاية والتعريف بهذه المتاحف لتكون وجهة لزائري المحافظة».

متحف تل بسطا يضم كثيراً من القطع الأثرية في محافظة الشرقية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

من جانبه، أشار الخبير السياحي المصري، محمد كارم، إلى «ضرورة تطوير وتجديد المتاحف الإقليمية على مستوى البنية التحتية وتقنيات العرض، لتصبح واجهات سياحية جاذبة للزائرين سواء المصريين أم الأجانب»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يجب دمج التكنولوجيا بالعرض المتحفي، ودعم هذه المتاحف بشاشات تفاعلية ووسائط متعددة، ويكون من الجيد لو تم توفير دليل صوتي بعدة لغات، وتحسين العرض المتحفي، بحيث يتم عرض القطع الأثرية بأسلوب مشوّق يربط بين القصة المحلية والتاريخ القومي»، كما شدد على «ضرورة ربط المتحف بالمناطق الأثرية المجاورة في نطاق المحافظة، والتعاون مع شركات السياحة والسفارات للتعريف بهذه المتاحف على نطاق واسع».


مقالات ذات صلة

مصر تفتح مقبرة «الأخوين» في سوهاج للجمهور

يوميات الشرق جدران المقبرتين مغطاة بالرسوم والمشاهد الطقوسية (وزارة السياحة والآثار)

مصر تفتح مقبرة «الأخوين» في سوهاج للجمهور

تستعد مصر لإعادة إحياء مقبرة «الأخوين» بمدينة أتريبس الأثرية في محافظة سوهاج (جنوب مصر)، بعد الانتهاء من مشروع ترميمها وصيانتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق سليم حسن (من فيلم وثائقي عنه في مكتبة الإسكندرية)

مخطوطة نادرة عن «هرم ونيس» في سقارة تكشفها أسرة سليم حسن

بمخطوطات ووثائق ومواد لم تُنشر من قبل، تبدأ مكتبة الإسكندرية إطلاق مشروع للأرشفة الرقمية لتراث عالم المصريات الشهير سليم حسن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق منطقة «أبو مينا» الأثرية بالإسكندرية (الشرق الأوسط)

احتفاء مصري برفع «أبو مينا» من قائمة التراث المُعرّض للخطر

احتفى آثاريون مصريون بقرار رفع موقع دير «أبو مينا» الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر

عبد الفتاح فرج (القاهرة )
يوميات الشرق القاهرة التاريخية ضمن التراث العالمي بـ«اليونيسكو» (وزارة السياحة والآثار)

مصر تفتتح قبتين أثريتين بعد ترميمهما في القاهرة التاريخية

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن افتتاح قبتين أثريتين في القاهرة التاريخية

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتشاف الأثري تضمن وجوهاً من المقابر القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مقابر منحوتة بجبال أسوان

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر بأسوان (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة)

سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل يعالجني نفسياً

سلوى محمد علي تؤكد حبها لدور «عبلة» في «فات الميعاد» (إنستغرام)
سلوى محمد علي تؤكد حبها لدور «عبلة» في «فات الميعاد» (إنستغرام)
TT

سلوى محمد علي لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل يعالجني نفسياً

سلوى محمد علي تؤكد حبها لدور «عبلة» في «فات الميعاد» (إنستغرام)
سلوى محمد علي تؤكد حبها لدور «عبلة» في «فات الميعاد» (إنستغرام)

قالت الفنانة المصرية سلوى محمد علي إنها تعاطفت مع شخصية الحماة «عبلة» التي أدتها في مسلسل «فات الميعاد»؛ كونها امرأة تعيش في مجتمع ذكوري يمنح كل الحق إلى الرجل، مؤكدة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن هذا العمل وجد اهتماماً لافتاً من الجمهور؛ لأنه يُعبر عن مشكلة حقيقية تواجهها المرأة في مجتمعنا، وعَدّت الفنانة التمثيل علاجاً نفسياً يتيح لها التنقل بين شخصيات عدة وحكايات لا تنتهي، لافتة إلى أنها قدمت شخصية «الحماة» بشكل مختلف، وأن المخرج سعد هنداوي اهتم بإبراز التفاصيل بذكاء.

وأثار مسلسل «فات الميعاد» الذي يُعرض حالياً عبر منصة «وتش ات» اهتماماً جماهيرياً لتناوله قضايا اجتماعية، وما تواجهه بطلته من اعتداءات زوجها، وخوضها مرحلة صعبة حين تلجأ إلى الطلاق، ويشارك في بطولته أحمد مجدي وأسماء أبو اليزيد ومجموعة كبيرة من الممثلين، ولفتت سلوى الأنظار بأدائها لشخصية «الحماة» التي تُحرّض ابنها ضد زوجته.

سلوى نالت إشادات لتجسيدها دور «الحماة» في المسلسل (الشركة المنتجة للعمل)

وتقول سلوى عن هذا العمل: «هو مسلسل حقيقي جداً عن عائلة مصرية تقليدية، يعتمد على أفكار لا تزال سائدة، وهي أن الرجل من حقه كل شيء، تماماً مثل بطل المسلسل الذي سرق أموال الزوجة التي ادّخرتها لشراء شقة، وذلك لإنقاذ شقيقه من الحبس».

مجتمع ذكوري

وأبدت سلوى تعاطفها مع «عبلة»: «بالطبع لا بد أن أتعاطف معها وأصدقها لأتمكن من تأدية الدور جيداً، بل أحببتها وأوجدت لها دوافع، فهي امرأة تفكر في لم شمل أولادها، لكنها ورثت نظرة المجتمع الذكورية التي ترى أن الرجل من حقه كل شيء، وقد ربّت أولادها على ذلك».

ورغم أن أدوار الفنانة يغلب عليها طابع «المرأة الطيبة» وأشهرها «الخالة خيرية» في مسلسل الأطفال «عالم سمسم»، فإن سلوى لا ترى «عبلة» شريرة، حسبما تقول: «بل هي ابنة مخلصة لمجتمعها الذكوري».

وقد التقت الفنانة المصرية شخصية «عبلة» في الواقع: «التقيتها في نماذج عدة، في زفة عروس وقد وضعت أم الزوج قدمها على باب شقتهما ليلة الزفاف لتعبر العروس من أسفل قدمها، كدليل على أنها ستُطيع حماتها، ودليل آخر أن شقيقة الزوج تقول لها العروس في الريف والمناطق الشعبية (عمتي)؛ ما يمنحها قدراً من السيادة على الزوجة».

وتلقت سلوى ردود فعل مثيرة على أدائها اللافت للشخصية، قائلة: «على مواقع (السوشيال ميديا) وجدت من يوجهون السباب لـ(عبلة) لكنهم لم يقولوا سلوى، وهذا يؤكد أنهم كرهوا الشخصية وليس الممثلة، وفي إيطاليا استوقفني مصريون وعرب يتابعون المسلسل يسألونني عن مصير (عبلة) في الأحداث المقبلة، ما يعكس أنهم يتابعونه بشغف كبير، والحقيقة أن المسلسل كان كالواحة التي لجأ إليها جمهور كبير في ظل أجواء حرب غزة الجارية».

أسباب التميز

وعن أسباب تميز المسلسل تقول: «يظل التوفيق من عند الله، وهو عمل بُذل به جهد كبير ونُفذ بإتقان على مستوى الكتابة والإخراج والتصوير والديكور والأداء والإخراج بالطبع، فـ(عبلة) لم تكن لتحقق هذا الانتشار لو أن المخرج سعد هنداوي ركز على تفاصيلها الدقيقة في المونتاج، إلى جانب تفاصيل مهمة عدة، مثل الأريكة التي تجلس عليها في منزلها لمراقبة من يصعد ويهبط؛ إذ خاضوا رحلة بحث طويلة عنها، مع مخرج واعٍ بكل التفاصيل، كان يتدخل في الوقت المناسب دون أن يُقيد الفنان بأسلوب أداء مُعيّن».

الفنانة المصرية مع محمد علي رزق في كواليس التصوير (حسابها على إنستغرام)

وقدمت سلوى دور الحماة في ظل متغيرات عدة بعد أن سبقتها فنانات شهيرات، من بينهن ماري منيب، وزينب صدقي، وكريمة مختار، وتؤكد سلوى أن ذلك صعَّب مهمتها؛ لأنهن قدمن الحماة في إطار كوميدي وتراجيدي، لكن عبلة تُناقش زمناً مغايراً تطلّب بالطبع أداء مختلفاً، ونظراً لكونها أماً لابنتين تقول سلوى: «أظن أنني حين أصبح حماة فلن أتساهل، بل سأكون شديدة مع زوجيهما، فلن أحب أحداً أكثر من ابنتي».

وتعترف الفنانة بأن فرص الاختيار لأدوارها ليست كلها جيدة: «أعتقد أنني محظوظة بهذا العمل، فقد وثق بي كلٌ من المخرج والمنتج، ونقلني المسلسل إلى نوعية أخرى من الأدوار، عادة أؤدي أدواراً في مساحات صغيرة، وأحاول أن أخلق منها وجوداً جيداً، في الواقع لا تهمني مساحة ظهوري، فقضيتي أن أكون جزءاً من عمل مهم حتى لو كان دوري صغيراً».

تحب سلوى التمثيل، وتقول: «هذا عالمي الذي اخترته دون تردد، ولعل أكثر ما يجذبني إليه كالمغناطيس هو أنه يعالجني نفسياً عبر تعدد الأدوار والحكايات التي لا تنتهي والمواقف التي لا تُنسى».

ورشة تمثيل

قبل أيام عادت سلوى من إيطاليا حيث أقامت ورشة تمثيل للطلبة في إحدى المدارس، وهي التي طالما دربت ممثلين كبار، من بينهم أبطال الفيلم السوداني: «ستموت في العشرين»، وعن ذلك تقول: «دربت طلابَ إحدى مدارس المرحلة الإعدادية بدعوة من د. رانيا يحيى ضمن أنشطة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وقد ضمت طلبة مصريين وليبيين، وهي المرة الأولى التي أدرب فيها أطفالاً، وتعلمت شخصياً من هذه التجربة، وسعدت بتجاوب الأولاد والبنات».

وتعكف سلوى حالياً على كتابة «مونودراما مسرحية» تنوي أن تلعب بطولتها بعدما اشتركت في ورش كتابة عدة، وقد سبق وقدمت المونودراما عبر مسرحيتي «أرنب أبيض... أرنب أحمر»، و«طبخ» للمؤلف الإيراني نسيم سليمانبور، مؤكدة أنها استمتعت بهما كثيراً.