مكسيم شعيا... في شقاء القمم يعرف الإنسان نفسه

المُغامر اللبناني تحدَّث عن وجع الصعود بحثاً عن ضوء داخلي

الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
TT

مكسيم شعيا... في شقاء القمم يعرف الإنسان نفسه

الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)
الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والوجع (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

قلةٌ هم مَن يعرفون هذه الأرض حقَّ المعرفة. مَن يغوصون في معانيها ويصعدون إلى أعاليها ولا يكتفون بالسير فوقها، علَّهم يلمحون شيئاً من أسرارها. المُغامر اللبناني مكسيم شعيا أحدهم. يُدرك، بيقين نادر، أننا مجرَّد عابري سبيل على هذا الكوكب، مُستعيرون له لأمدٍ قصير يُدعى الحياة. لذا، اختار اكتشافه، من أعلى قممه الثلجية إلى أقصى حدوده البحرية؛ فيطلب الحقيقة في قلب الطبيعة؛ في العزلة والثلج والصمت.

ضمن لقاء بيروتي استعاد فيه شيئاً من ذاكرة المرتفعات، قُبيل توقيع كتابه الصادر حديثاً بالإنجليزية، «ماكسيموم مكسيم» (هاشيت أنطوان)، الذي أبدع رسومه الفنان إيفان الدبس، انسكبت الحكايات كما تنسكب الثلوج من منحدر، باردة، نقية، ومُدهشة. هو كتابٌ يُحاكي الرحلة، ليس للاستعراض ولا من باب بطولي صاخب. وإنما من عذوبة الألم وجمالية الجهد وروحٍ لا تزال تنبض بشغف لا يشيخ، رغم أنّ صاحبها على مشارف عقده السابع.

غلاف كتابه الصادر حديثاً بالإنجليزية «ماكسيموم مكسيم»

لطالما أغوته الجبال؛ وكلما نادته، لبّى. يوضّب أمتعته، يترك المدن وراءه ويصعد إليها. هناك، حيث البياض لا ينتهي، وحيث الصمت أكثر بلاغة من اللغة، كان يصغي إلى الأرض تنبض تحت أقدامه، وإلى نفسه تتطهَّر من ضجيج اليومي والاعتيادي. التسلُّق عذابٌ، كما يصفه بعينَي مَن جرَّب. لكنه عذابٌ نقي، يُذكّر بأنّ الإنسان حيّ. كلما غاصت قدماه في متر من الثلج، ولسع الصقيع عظمه، تذكّر أنَّ الوصول لا يستحق منالَه إلا حين يُدفَع ثمنه بالتعب والعرق والوجع. فالرحلات الشاقة وحدها تهبُ المرء ما يبقى.

حين سُئل إنْ كان قد آن أوان الراحة، أجاب أنه لا يبحث عن بلوغ القمة بقدر ما يبحث عن المعنى في كلّ خطوة نحوها. المهم ليس الوصول فقط، بل المشي أيضاً وتنفُّس المسافة.

المُغامر اللبناني مكسيم شعيا ممَن يعرفون أسرار الأرض (حسابه الشخصي)

وها هو اليوم، يروي في كتابه الثالث بعضاً من أصعب اللحظات وأجملها، قائلاً: «هذا العمل قمّتي الجديدة، وربما كان أصعب من القطبين معاً!». ومَن يظن أنّ في اعترافه هذا مبالغة، فليُجرِّب أن يضع نفسه في كتاب. أنْ يسكب روحه في صفحات، أنْ يُواجه ذاته كما هي، لا كما يريد أن يراها الآخرون. والكتابة لدى مكسيم شعيا ليست مجرَّد توثيق، وإنما أشبه بولادة ثانية. أما الصور، ورغم بساطتها الظاهرة بأسلوب «الكوميك»، فإنها تشعّ بثقل اللحظة، وبالبياض الذي يشبه الجحيم إذا خلا من الدفء.

الكتاب، كما يراه، وثيقة تُدرَّس. فمدارس تبنّته، ودار نشر آمنت بقيمته، رغم الشكوك في زمن الحرب. ولأنه لا يعرف أنصاف الخطوات، قرَّر أن يخوض المغامرة الثالثة كما خاض الأولى، بالتحدّي والعناد: «أردت أنْ أُنجبَ كتاباً ثالثاً، كما أنجبتُ أول كتابين. فالمغامرة داخلي لا تهدأ، ولا تخضع لمنطق التوقيت أو الظرف».

يُدرك أننا مجرَّد عابري سبيل على هذا الكوكب (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

وبينما يتحدّث عن نفسه، يلمح أولئك الذين لا يزالون يقيمون في الحلم، رافضين أن يُختَصروا بعُمر أو تجربة أو خوف. كل الذين يُصدّقون أنَّ الأحلام لا تُقاس بالعقبات، وإنما بالإصرار على تجاوزها. يصبح مكسيم شعيا صوتاً لجيل لم يُسلِّم بأنَّ للاندفاع حدوداً. يروي، نيابة عنه، كيف أعادته البياضات الشاسعة إلى جوهره؛ إذ وقف، هناك، وحيداً في حضرة الثلوج والصمت والخواء، لا رفيق له إلا أطياف أحبائه، وأملٌ يتّقد في العتمة، وإرادة تشقّ طريقها بين اليقين والعدم.

وأمام والده، المتّكئ على سنواته التسعين، روى كيف تَشقَّق جلده وتجمَّدت وجنتاه، وكيف نحت الجوع ملامحه وعلَّمه البرد قسوة الاحتمال. لكنه أيضاً روى كيف نهض من وسط الخواء، مُمسكاً خيط الأمل، ساحباً نفسه إلى النجاة وأيضاً إلى المعنى. لم يُخبر ما عاشه بكونه شكوى، وإنما تسليمٌ بأنَّ للمعرفة ثمناً لا بدَّ أن يُسدَّد.

بهذا البوح، مدَّ يده إلى الحاضرين ليأخذهم معه. جرَّهم إلى عوالمه الثلجية؛ إلى الأشكال التي ترسمها الرياح في وجه الثلج، وإلى المساحات التي لا صوت فيها إلا خفقان القلب وإصرار الخطوة. كأنهم دعوه، من دون أن يدروا، إلى حَمْلهم على كتف الحكاية، وأخذهم حيث لا يُسمَع إلا صدى الداخل.

يطلب الحقيقة في قلب الطبيعة... في العزلة والثلج (حساب مكسيم شعيا الشخصي)

وفي القطب المتجمّد وأعالي القمم؛ من إيفرست إلى كلّ ذروة صامتة في أقاصي الأرض، يتبدَّد كل شيء عدا البقاء. لكنّ مكسيم شعيا، كما يليق بالمغامرين الحقيقيين، حمل هَمّ المعنى وسعى خلف الوصول العظيم، لا ليُقال «وصل»، بل ليُقال إنَّ الحلم، حين يُطارَد بشغف صادق، يُصبح طريقاً للحياة ذاتها.

وحين عُرضت صورته على طابع بريدي، لم يكن ذلك مجرَّد تكريم. كان اعترافاً من وطنٍ لرجل بلغ القمم، بالروح قبل الجسد.

يُطيل الحديث، ثم يعتذر: «لم أقل إلا القليل». ولعلّه مُحقّ. فما شهده، وما عرفه، وما عاشه، لا يُختَصر. يُشارك، لأنه آمن دائماً بأنَّ ما يفيض من الإنسان جديرٌ به أن يُعطَى عوض أن يُحبَس. كما تُعطي الينابيع ماءها للنهر، وكما تهبُ النجوم ضوءها للمجرّة.

كل قمة يصعدها، هي مرآة. كل خطوة، شهادة على أنّ الإنسان، حين يؤمن، يمكنه أن يصنع من الصقيع دفئاً، ومن الخوف أفقاً، ومن المغامرة حياة.


مقالات ذات صلة

الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة هايتي… و«العضلية» تغيّب مهند

رياضة سعودية الأخضر السعودي يختتم استعداداته لمواجهة هايتي (المنتخب السعودي)

الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة هايتي… و«العضلية» تغيّب مهند

اختتم المنتخب السعودي استعداداته الميدانية لمواجهة نظيره منتخب هايتي، المقررة مساء الأحد، على ملعب «سنابدراغون» بمدينة سان دييغو الأميركية

نواف العقيّل (سان دييغو )
رياضة سعودية مجرشي قال إنهم يتطلعون لتقديم الأفضل في الكأس الذهبية (المنتخب السعودي)

مجرشي: هدفنا الوصول إلى الملحق الآسيوي بتركيز عالٍ

شدّد علي مجرشي، لاعب المنتخب السعودي، على أهمية الوصول إلى ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم بحالة تركيز وجاهزية عالية، لضمان حجز بطاقة التأهل

نواف العقيّل (سان دييغو )
رياضة سعودية رينارد واللاعب مختار علي في المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

رينارد: لا أفكر بالإقالة... وشاركنا في «الكونكاكاف» لهدفين

أكد الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، أهمية الظفر بالنقاط الثلاث في مستهل مشوار «الأخضر» ببطولة الكأس الذهبية 2025.

نواف العقيّل (سان دييغو)
رياضة سعودية تقام تدريبات «الأخضر» في ملاعب مركز الأداء الرياضي (المنتخب السعودي)

«الكأس الذهبية»: «الأخضر» يواصل تحضيراته لمواجهة هايتي

يواصل المنتخب السعودي الأول استعداداته في مدينة سان دييغو الأميركية، تأهباً لخوض أولى مبارياته في بطولة الكأس الذهبية 2025.

«الشرق الأوسط» (سان دييغو )
رياضة سعودية كادش قائد الأخضر يتسلم درع المشاركة ( المنتخب السعودي )

كادش يتسلم درع مشاركة «الأخضر» في الكأس الذهبية

عقدت اللجنة المنظمة لبطولة الكأس الذهبية 2025، مساء الجمعة، اجتماعاً مع بعثة المنتخب السعودي الأول في مقر إقامته بمدينة سان دييغو الأميركية، وذلك ضمن الاستعدادا

«الشرق الأوسط» (سان دييغو )

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
TT

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)
تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)

في أولى تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني أعلنت الحكومة المصرية تأجيل افتتاح «المتحف المصري الكبير» لنهاية العام الحالي، كما شكلت مصر غرفة عمليات لمتابعة التداعيات المتلاحقة للتصعيد الإسرائيلي - الإيراني الأخير. وتباينت الآراء بشأن تأثير الأحداث على ما حققته القاهرة من «انتعاشة سياحية»، في الآونة الأخيرة، راهنين حجم التأثير على الإيرادات السياحية بمدى تصاعد التوترات في المنطقة.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، تأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير إلى الربع الأخير من العام الحالي، وقال، في تصريحات صحافية، إن «الحكومة تضع كل السيناريوهات في حال تصاعد الصراع».

وأوضحت وزارة السياحة والآثار، في إفادة رسمية السبت، أنه «في ضوء تطورات الأحداث الإقليمية الراهنة، فقد تقرر إرجاء الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي كان مقرراً في الثالث من يوليو (تموز) المقبل»، مشيرة إلى أنه «سيتم تحديد موعد جديد للافتتاح الرسمي للمتحف خلال الربع الأخير من العام الحالي، على أن يتم الإعلان عنه في الوقت المناسب، وذلك بعد التنسيق مع جميع الجهات المعنية لضمان تنظيم فعالية تليق بمكانة مصر السياحية والثقافية على الساحة الدولية».

ووفق الإفادة فإن «هذا القرار أيضاً جاء انطلاقاً من المسؤولية الوطنية للدولة المصرية، وحرصها على تقديم حدث استثنائي عالمي في أجواء تليق بعظمة الحضارة المصرية وتراثها الفريد، وبما يضمن مشاركة دولية واسعة تواكب أهمية الحدث».

توقعات متباينة بشأن تأثر السياحة في مصر بالتصعيد الإيراني - الإسرائيلي (الشرق الأوسط)

وكان من المقرر إغلاق المتحف منتصف الشهر الحالي تمهيداً للافتتاح، لكن في ضوء التأجيل، سيواصل المتحف استقبال زائريه في المناطق التي شهدت افتتاحاً تجريبياً منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى اقتراب موعد الافتتاح الرسمي الجديد.

وسبق أن تأجل افتتاح المتحف أكثر من مرة، بسبب تداعيات جائحة (كوفيد - 19)، وحرب غزة. ويعرض المتحف للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»، منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر (تشرين الثاني) 1922، إضافة إلى مجموعة مميزة من الآثار المصرية. وكانت مصر تتوقع أن يساهم المتحف في تنشيط السياحة وزيادة عائداتها.

وعلى صعيد التداعيات السياحية للتصعيد، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، في إفادة رسمية مساء الجمعة، عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الحركة السياحية بمختلف المقاصد المصرية في ضوء التداعيات المتلاحقة الناتجة عن تطورات الأوضاع الإقليمية.

أهرامات الجيزة (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار)

وبحسب الإفادة فإن «غرفة العمليات التي يتابع عملها وزير السياحة والآثار شريف فتحي تتولى التنسيق مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها بشأن حركة الطيران وعودة حجاج السياحة البريين، وتضم ممثلين عن الإدارات المركزية لشركات السياحة، والمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، إلى جانب وحدة الطيران بالوزارة».

كما «تتابع الغرفة أيضاً أوضاع السائحين الموجودين في مصر من مختلف الدول التي تم إغلاق مجالاتها الجوية تأثراً بالأحداث»، وفق الإفادة التي أكدت أن «وزيري السياحة والآثار والطيران المدني المصريين يتابعان المستجدات من كثب، للوقوف على أي تطورات».

وشهدت منطقة الشرق الأوسط إغلاقاً واسعاً لعدد من المجالات الجوية الحيوية بعد بدء الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية في إيران فجر الجمعة. ما أدى إلى شلل مؤقت في حركة الطيران، خصوصاً في أجواء، إسرائيل، وإيران، والعراق، والأردن، وسوريا.

وأوضح مصدر مطلع بوزارة السياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة تتابع تطورات المشهد الإقليمي لتقييم تأثيره على حركة السياحة»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن لم يتم إلغاء أي حجوزات سياحية». وقال: «مصر استطاعت على مدار العام الماضي تجاوز اضطرابات جيوسياسية كان من المتوقع أن تلقي بظلالها على معدلات السياحة».

ولا يعتقد الخبير السياحي محمد كارم أن حركة السياحة في مصر ستتأثر بالتصعيد الأخير. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة السياحة بين مصر وكل من إيران وإسرائيل ليست كبيرة»، لكنه أشار إلى أن «مدناً مثل طابا ونويبع قد تشهد تراجعاً في الإشغالات الفندقية وهذا أمر طبيعي مرتبط بالأحداث».

أحد مباني القاهرة التاريخية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أشارت تقارير إعلامية مصرية إلى «إغلاق نحو 90 في المائة من المنشآت السياحية (فنادق وكامبات) في مدينتي طابا ونويبع الواقعتين بسيناء على شاطئ البحر الأحمر وتراجع معدل الإشغالات الفندقية في شرم الشيخ ومدن جنوب سيناء نتيجة الحرب على غزة».

في المقابل، توقع الخبير السياحي أحمد عبد العزيز أن «تتأثر حركة السياحة القادمة لمصر، لا سيما إذا تصاعدت الأحداث أكثر من ذلك». وقال إن «التأثر لن يكون بسبب خوف الناس من السفر بل بسبب إيقاف الرحلات في بعض مطارات دول المنطقة».

وأوضح عبد العزيز أن «عدداً من الرحلات لم تتم منذ بدء التصعيد بسبب إيقاف حركة الطيران في مطارات عربية، بالأردن والعراق».

وبينما أشار عبد العزيز إلى أن تحذيرات السفر الدولية بشأن التوترات في المنطقة لا تشمل مصر، قال إن «عدداً من البرامج السياحية الدولية لا سيما تلك القادمة من أميركا اللاتينية تكون برامج ثلاثية تشمل الأردن وإسرائيل ومصر»، متوقعاً أن «تشهد هذه البرامج تراجعاً في الفترة المقبلة ما سيؤثر بالتبعية وبشكل غير مباشر على عائدات السياحة المصرية».

واستقبلت مصر، وفق بيانات رسمية، 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقمٍ تحققه البلاد في تاريخها. وقال رئيس الوزراء المصري في إفادة رسمية في فبراير (شباط) الماضي: «لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح».

معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل (الشرق الأوسط)

وأكد كارم أنه على مدار العام الماضي ورغم الاضطرابات السياسية في المنطقة شهدت مصر «انتعاشة سياحية» ما يؤكد أنها «لن تتأثر بالتصعيد الأخير»، على حد قوله.

وتجاوزت السياحة المصرية اضطرابات تشهدها المنطقة مسجلة أرقاماً قياسية هذا العام. ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، سجلت أعداد السياحة الوافدة للبلاد زيادة بنسبة 25 في المائة منذ بداية العام الحالي.

مدينة القاهرة التاريخية تجتذب الكثير من السائحين (الشرق الأوسط)

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031.

ويعد قطاع السياحة ركناً أساسياً للاقتصاد المصري، ومصدراً مؤثراً في توفير العملة الصعبة، وفرص العمل. ووفق بيانات البنك المركزي المصري بلغت عائدات السياحة خلال عام 2024 نحو 15.3 مليار دولار، مقابل 14.1 مليار دولار في 2023.