أندريه الحاج لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى خالدة وذاكرتنا الفنية تستحق التكريم

المايسترو اللبناني يأسف لرؤية التراث الفني القديم مهملاً

المايسترو اللبناني أندريه الحاج (أندريه الحاج)
المايسترو اللبناني أندريه الحاج (أندريه الحاج)
TT

أندريه الحاج لـ«الشرق الأوسط»: الموسيقى خالدة وذاكرتنا الفنية تستحق التكريم

المايسترو اللبناني أندريه الحاج (أندريه الحاج)
المايسترو اللبناني أندريه الحاج (أندريه الحاج)

أطلّ المايسترو أندريه الحاج مؤخراً في حفل موسيقي بعنوان «سفر الشرق في رحلة النغم»، وقاد الأوركسترا الوطنية اللبنانية لتقديم مقطوعات موسيقية من أعمال مارسيل خليفة، وزياد الرحباني، وشربل روحانا، وأحمد قعبور، وغيرهم.

تضمّن برنامج الحفل عزف مجموعة من الألحان والمقطوعات من الموسيقى اللبنانية المعاصرة.

يتحدث المايسترو الحاج بحماس عن هذا الحفل، ويرى أنه يسهم في التعريف بالموسيقى اللبنانية المعاصرة، وقد اختار عازف الناي علي مذبوح ليشاركه، حيث قدَّم وصلة موسيقية، ويصفه الحاج بأنه من بين أفضل العازفين على آلة الناي في لبنان والعالم العربي.

يحمل المايسترو أندريه الحاج همّ التراث الفني اللبناني (أندريه الحاج)

وسبق للحاج أن قدّم حفلات تكريمية لعدد من المطربين اللبنانيين الكبار، من بينهم وديع الصافي، وزكي ناصيف، وسامي الصيداوي، وغيرهم. ويعدّ حفل «سفر الشرق في رحلة النغم» محطة محببة إلى قلبه.

عزفت الأوركسترا الوطنية مقطوعات موسيقية لكل من مارسيل خليفة، وزياد الرحباني، وأحمد قعبور، وغيرهم. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «الموسيقى هذه جزء من ذاكرتنا الفنية الحديثة، ويعود تاريخها إلى السبعينات والثمانينات. رغبت في إدراجها بحفل خاص لأنها تستحق التكريم».

ويرى الحاج أن الحفل الموسيقي عادةً ما يكون أكثر صعوبة من الغنائي، ويقول: «أتمسَّك دائماً بإحياء الحفلات الموسيقية الصرفة إلى جانب الغنائية، لكنها تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين. لذلك، فهي تمنح متعة خاصة للمستمع، لأنها تنقله إلى عالم الفن الجميل. فالكلمة تؤثر مباشرة في السامع وتأخذه إلى حيث تريد، أما الموسيقى فتترك له حرية التفاعل وفقاً لأحاسيسه، فتولد فيه مشاعر دفينة يسافر معها بأحلامه».

ويعترف المايسترو اللبناني بأن الأغنية قد تزول يوماً، أما الموسيقى فخالدة وتبقى نابضة بالحياة على مرّ الزمن.

خلال تحضيره للحفل، بحث الحاج في ريبرتوار الموسيقى اللبنانية المعاصرة، ويقول: «لم يكن من السهل إيجادها جميعاً بنُسَخ جيدة، لكنني اخترت موسيقى مسلسل (آثار على الرمال) من تأليف زياد الرحباني، و(غجرية) للراحل وليد غلمية، وكذلك (تفاريح) و(تانغو) لأحمد قعبور ومارسيل خليفة. كما اخترت من مؤلفاتي (منِّك أنا)، التي كتبتها هديةً لوالدتي قبل رحيلها. وختمت الحفل بأغنية (نقّيلي أحلى زهرة) للراحل زكي ناصيف».

في «سفر الشرق في رحلة النغم» قدّم معزوفات موسيقية معاصرة (أندريه الحاج)

يُبدي الحاج أسفه لخسارة لبنان عدداً كبيراً من الموسيقيين الشباب بسبب الهجرة، ويقول: «لا تجوز الاستهانة بهذا الموضوع إطلاقاً، فهؤلاء الشباب هم مستقبل الموسيقى اللبنانية، وعلينا أن نبذل الجهد للحفاظ على من تبقى منهم في الوطن، وكذلك تشجيع المهاجرين على العودة. فمجال الموسيقى وحده كفيل بأن يحفر في الذاكرة، وعلينا الاهتمام به كأنه كنز نادر».

ويوجه المايسترو الحاج عتباً إلى كل من لم يعمل على الحفاظ على تراثنا الموسيقي القديم. ويشير إلى أن «الأجيال اللبنانية الشابة لها حق علينا، لأن معرفتها بتراثنا خجول جداً. من ناحيتي حملت الأوركسترا الوطنية إلى مختلف المناطق اللبنانية. في عام 2013 توجهت إلى زحلة مع فريق الأوركسترا، وانتقيت المدرسة الشرقية فيها لإحياء حفلة. هذا الخيار لم يأتِ من عبث، بل لأن السيدة فيروز غنّت لأول مرة هناك. وكذلك زرت بلدة بعقلين الشوفية، وفي المكتبة الوطنية بها أقمت حفلاً موسيقياً».

ويتحدث المايسترو عن الساحة الفنية اليوم، قائلاً: «نعيش فترة صعبة تتأثر بموجات فنية من هنا وهناك، وربما نشهد الأسوأ مستقبلاً، ما قد يجعلنا نندم على ما نعيشه اليوم. ليس أمامنا سوى انتظار الغد لفهم طبيعة المرحلة الفنية المقبلة». ويختم: «لا نعلم كيف سيتلقّاها الجيل الجديد، خصوصاً أنه نشأ في عصر السرعة. لا شك في أن الفولكلور باقٍ ولن يموت، لكننا نجهل التحوُّلات الفنية والأوجه الجديدة التي ستتخذها عنواناً لها».


مقالات ذات صلة

شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى

يوميات الشرق قمرٌ شاهد على أمسية أعادت ترتيب العلاقة بين القلب والكلمة (الشرق الأوسط)

شربل روحانا ومارانا سعد: فيضُ الموسيقى بالمعنى

الجمال الفنّي لم يكن في الأداء وحده، وإنما في علاقةٍ متينة مع اللغة العربية، وفي اجتهاد لتقديم القصائد إلى جمهور ذواق يدرك قيمة الكلمة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملصق الترويجي لحفل شيرين في «موازين» (حساب المهرجان في «فيسبوك»)

حضور مصري لافت في «موازين»: شيرين وحماقي وروبي على المسرح المغربي

تُعدّ الدورة الـ20 من المهرجان، الثانية بعد توقّف فعالياته منذ عام 2019، بالتزامن مع انتشار وباء «كورونا» آنذاك، وعودته العام الماضي في دورته الـ19.

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس تكتفي صقر بريبرتوارها الغنائي القديم (حسابها على إنستغرام)

باسكال صقر لـ«الشرق الأوسط»: أهتم بشؤون المواطن أكثر من الفن

تشكّل الفنانة باسكال صقر امتداداً لزمن الفن الجميل، حيث تربّت على صوتها أجيال من اللبنانيين.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس الموسيقار المصري راجح داود (حسابه على «فيسبوك»)

راجح داود: موسيقى أفلام الأكشن والكوميديا لا تناسبني

قال الموسيقار المصري راجح داود، المشرف على «مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية» إن إعادة تقديم أوبريت «البروكة» كاملاً للمرة الأولى يأتي في إطار مشروع ثقافي

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفيلم نقطة التقاء بين الذات والمهنة وبين المُعلَن والخفي (الشرق الأوسط)

«الضوء – إرث شتوكهاوزن»: مواجهة إنسانية مع الاضطراب والعبقرية

«ليخت» ليست عملاً فنياً بقدر ما هي تركيب «بازلي» كثيف يُلخِّص سنوات من الاضطراب الداخلي، والروح المنهكة، والقسوة وردّ الفعل.

فاطمة عبد الله (بيروت)

دمية «لابوبو» بحجم إنسان تُباع بمبلغ خيالي

«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
TT

دمية «لابوبو» بحجم إنسان تُباع بمبلغ خيالي

«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)
«لابوبو»... من دمية إلى ظاهرة (رويترز)

بيعت دمية «لابوبو» بحجم الإنسان، هذا الأسبوع، بمبلغ قياسي بلغ 1.08 مليون يوان (150.324 دولار أو 110.465 جنيه إسترليني)، وفق دار مزادات صينية.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الدمية البالغ طولها 131 سنتيمتراً (4 أقدام و4 بوصات)، بيعت في مزاد «يونغلي» الدولي في بكين. وقال منظّمو المزاد إنها أصبحت الآن أغلى لعبة من نوعها في العالم.

دمى «لابوبو» هي شخصيات غريبة على شكل وحوش، ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ من هونغ كونغ قبل عقد، وازدادت شعبيتها بعدما أيَّدها عدد من المشاهير.

تبيع شركة الألعاب الصينية «بوب مارت» هذه الدمى، وعادةً ما تكلِّف نحو 50 يواناً.

وهذا الأسبوع، كان المزاد مخصَّصاً بالكامل لـ«لابوبو»، فطُرحت 48 قطعة للبيع بحضور نحو 200 شخص.

وقالت دار المزاد إنها جمعت ما مجموعه 3.37 مليون يوان.

أثارت «لابوبو» ضجة شرائية عالمية بعد ظهورها المتكرّر في منشورات ليزا من فرقة البوب الكورية «بلاك بينك» على وسائل التواصل الاجتماعي.

أصبحت الآن أغلى لعبة من نوعها في العالم (رويترز)

وأصبحت هذه الدمى موضة رائجة على تطبيق «تيك توك» بعدما ارتداها مشاهير آخرون، منهم ريهانا ودوا ليبا.

كما نشر قائد منتخب إنجلترا السابق لكرة القدم، ديفيد بيكهام، صورة على «إنستغرام» لدمية «لابوبو» معلّقة على حقيبته.

في وقت سابق من هذا العام، سحبت شركة «بوب مارت» الدمى من جميع متاجرها في المملكة المتحدة بعد تقارير عن تشاجر العملاء عليها.

غالباً ما تبيع شركة التجزئة الصينية الألعاب القابلة للتجميع في «صناديق مغلقة» غامضة. وتحظى هذه المنتجات بشعبية لدى العملاء الذين لا يكتشفون تصميم الدمية إلا بعد فتح العبوة.

أسهمت شعبية ألعاب «لابوبو» في نجاح شركة «بوب مارت»، فبلغت إيراداتها 13 مليون يوان عام 2024، أي أكثر من ضعف الرقم المُسجَّل في العام السابق.

افتتحت الشركة، العام الماضي، متاجر جديدة في 5 بلدان، بما فيها إيطاليا وإسبانيا.