معرض جماعي يستعيد بهجة الريف المصري

60 لوحة عن طقوس الأفراح وذكريات الطفولة

القرية المصرية والبيوت البسيطة في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
القرية المصرية والبيوت البسيطة في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

معرض جماعي يستعيد بهجة الريف المصري

القرية المصرية والبيوت البسيطة في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
القرية المصرية والبيوت البسيطة في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ينطلق 3 فنانين شباب من رصد ملامح وأبعاد الهوية المصرية من خلال معرض جماعي يستضيفه غاليري «ضي» بالقاهرة. وتؤكّد الفنانة داليا نجم هذه الهوية عبر أعمال تستدعي بهجة الريف المصري، إلى جانب مجتمع الصيادين. في حين ترصد الفنانة منى رفعت المرأة المصرية في مواسم الفرح ولحظات السعادة والأعياد. وينطلق الفنان أحمد رفعت من فكرة فلسفية في رسم الشخوص.

اللوحات تضمنت أفكاراً فلسفية عدّة (الشرق الأوسط)

تقول الفنانة داليا نجم إن أعمالها تركِّز على العادات والتقاليد والمشاهد اليومية في الريف المصري، ليس فقط في لوحات هذا المعرض، وإنما في أعمالها عموماً. وتضيف في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «لا تقتصر رؤيتي للهوية المصرية على الريف، بل أقدِّم أحياناً لوحات عن الصيادين، وعن الصعيد، وعن الحرف الشعبية والتراثية».

ويتنوّع المعرض الذي يضم نحو 60 عملاً، بين الرسم بالألوان الزيتية والمائية، كما يتميَّز بالتنوّع في الخامات والموضوعات؛ إذ تصنع الألوان حالة خاصة مستوحاة من البيئة التي يختارها كل فنان، أو من الفكرة التي يعمل عليها.

مشاهد الريف في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

وتوضح داليا: «ارتبطتُ بالألوان المائية منذ سنواتي الأولى في الدراسة، وأعدُّها الأكثر قدرة على التعبير عن انفعالاتي وتجسيد الحالة التي أرغب في رصدها». وتشير إلى أن أكثر ما يجذبها في الريف هو الملابس والألوان الزاهية التي تتجلَّى في الطبيعة، وتقول: «حين أزور الريف أو أمرُّ به أشعر بأنني أتنفَّس بحرية، كما أن التعاملات اليومية فيه تحمل كثيراً من المشاعر، وتعكس الألفة والترابط الأسري، وتقدِّم لنا الطبيعة فيه مشاهد خلابة، خصوصاً انعكاسات الضوء على الأشجار؛ فالريف يحمل حياة كاملة ويشحننا بالمشاعر».

وترى الفنانة المصرية أن التعبير عن المجتمع والبيئة المحلية للتأكيد على الهوية هو ما يميز الفنان، وقالت: «لذلك أحب أعمال الفنانين الرواد مثل تحية حليم، وزينب السجيني، وعبد الهادي الجزار، وغيرهم ممن رصدوا الهوية المصرية عبر بيئاتها المختلفة، فلا معنى في أن نعيش وسط تفاصيل مدهشة وطبيعة خلابة ونتجه للتعبير بأساليب أوروبية أو غربية». ومن اللوحات التي شاركت بها داليا: «الكارو» و«السوق» و«بائع البطاطا» و«التلي»، وحصلت على المركز الأول في الرسم بمهرجان «ضي» الخامس للشباب العربي.

طقوس أفراح وأعياد عدّة تناولتها اللوحات (الشرق الأوسط)

أما الفنانة منى رفعت، وهي مدرّسة في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، فشاركت بأعمال تُسلِّط الضوء على الهوية المصرية من خلال التصوير الواقعي لمشاهد من البيوت البسيطة أو الحارات، مستخدمة مجموعة لونية يغلب عليها الطابع الحار؛ إذ ترصد معظم لوحاتها طقوساً شعبية متعلّقة بصناعة الكعك، وهي طقوس مرتبطة بالأفراح والأعياد.

ألعاب الأطفال ضمن لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ومن خلال رسم الشخوص والطبيعة الصامتة، تقدِّم منى لوحات تنتمي إلى المدرسة التعبيرية الواقعية، وترصد أكثر من مشهد في البيوت والحارات المصرية، من بينها مشهد لأطفال أثناء اللعب في الشارع.

وقد شاركت منى رفعت سابقاً في معارض جماعية عدّة، وحازت الجائزة الكبرى في «مهرجان ضي للشباب العربي»، والمركز الأول في الملتقى الثاني لجامعات الفنون.

لوحات المعرض تناولت الشخوص بطريقة فنية مخالفة للمألوف (الشرق الأوسط)

أما الفنان أحمد سليمان، فيقدِّم مجموعة لوحات طولية تمثّل شخوصاً في وضع يقترب من التلاشي، منطلقاً من فكرة الحضور البشري العابر، مستخدماً خامات مثل الفحم والصدأ والحديد للتعبير عن أفكاره. وقد سبق أن فاز بالجائزة الكبرى في «صالون الشباب»، كما حصد جوائز في «مهرجان ضي للشباب العربي».


مقالات ذات صلة

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

يوميات الشرق الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

 أكد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على إقامة معرض يجمع بين الفن التشكيلي والسينما سيكون أحد الملامح المهمة للدورة 46 لمهرجان القاهرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من الأعمال المعروضة في بهو قصر الفنون (الشرق الأوسط)

مصر: «المعرض العام» يتحرر من الكلاسيكية

تتقاطع الفنون التشكيلية بمختلف مفاهيمها وخاماتها وأساليبها الفنية هذه الأيام في «قصر الفنون» بمصر.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق الكاميرا لا تلتقط... إنها تشهد (الجهة المنظّمة)

معرض «ما بين السماء والبحر»... الوجع الفلسطيني إلى أميركا

بين الجمال والخوف، يُصوّر المعرض كيف يمكن أن يمنح البحر والسماء لحظة هدوء، حتى حين يكونان شاهدَين صامتَين على المأساة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
سيدة تنظر للوحة «العشيقة والخادمة» في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)

«رسائل حب» من فيرمير محور معرض يقتصر على 3 لوحات

يتحدى متحف «مجموعة فريك» في نيويورك التقليد المتعارف عليه عبر تقديم معرض يقتصر على ثلاث لوحات تحمل توقيع يوهانس فيرمير تتمحور حول رسائل حب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بورتريهات لأشخاص وأماكن من الحضارة المصرية (هيئة قصور الثقافة)

معرض فنّي يستلهم الحضارة المصرية القديمة في مراسم بني حسن

المعرض الذي ضمَّ أكثر من 40 عملاً أُقيم بعد معايشة الفنانين للمكان لأيام تعرَّفوا خلالها على طبيعة الموقع وآثاره المتنوّعة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
TT

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)

لا يزال مصوّر الحياة البرّية، الهندي ساشين راي، يتذكّر النمرة «أروهيد» وهي تنقضُّ على تمساح وتمزّق جلده بأسنانها.

كان راي يُصوّر النمرة الشهيرة في حديقة رانثامبور الوطنية بولاية راجاستان الغربية منذ أن كانت شبلاً.

والأسبوع الماضي، نفقت «أروهيد»، المعروفة أيضاً باسم T-84، عن 11 عاماً، بالقرب من مجموعة من البحيرات في المتنزه الخلّاب، وهو الإقليم عينه الذي كانت تحكمه بفخر في أوج شبابها، وفق «بي بي سي».

وقد حزن على نفوقها -الناجم عن مرض أصابها- مئات من عشّاق الحياة البرّية والمصوّرين والمرشدين السياحيين الذين توافدوا إلى المتنزه لرؤيتها.

تأتي المكانة الأسطورية لـ«أروهيد» جزئياً من نسبها؛ فهي ابنة «كريشنا» وحفيدة «ماشلي»؛ النمرَيْن المهيبَيْن، وقد كانا يسيطران في يوم من الأيام على مناطق واسعة في رانثامبور بضراوة.

كانتا أيضاً ماهرتين في قتل التماسيح، ومعروفتين بقدرتهما على شلّ حركة هذه المخلوقات الضخمة عن طريق سحق جماجمها بفكّيهما القويّين.

يقول راي إنّ «أروهيد رأس السهم» -التي أطلق عليها مصوّر حيوانات برّية آخر هذا الاسم بسبب الخطوط المميّزة على شكل سهم على خدّها- بدأت في قتل التماسيح بعد أن بدأت صحّتها تتدهور.

ويضيف: «لكن، رغم ضعفها وهشاشتها، لم تكن التماسيح ندّاً لها أبداً».

ويستطرد أن قتلاها أكسبتها لقب «صائدة التماسيح» من معجبيها، وفي الواقع، قتلت تمساحاً قبل وفاتها بأيام.

يتابع راي أنّ «أروهيد»، رغم رشاقتها وشراستها، عاشت حياة صعبة. فقد طردتها ابنتها «ريدهي» من أراضيها، واضطرّت إلى التزاوج مرات من أجل العثور على مكان يمكن أن تعدّه وطناً لها، إذ إنّ النمر الذكر يتشارك أراضيه مع رفيقته ويوفّر لها مساحة لتربية صغارهما.

أنجبت «أروهيد» 4 مواليد خلال حياتها، لكن لم ينجُ جميع أطفالها. أصبحت ضعيفة بعد إصابتها بورم، وكان على مسؤولي الحديقة إحضار الطعام لها عندما لم تستطع الصيد لأيام.

يقول راي، الذي كان حاضراً عندما كانت تقترب من نهايتها، إنّه كان من المحزن رؤية مخلوق قويّ ومهيب يصبح ضعيفاً وعاجزاً: «رأيتها تكافح من أجل المشي. بدت كلّ خطوة كأنها جهد كبير، وكانت تسقط باستمرار».

ومن المثير للاهتمام أن «أروهيد» غامرت بالدخول إلى منطقة ابنتها «ريدهي» التي كانت ذات يوم منطقتها في أيامها الأخيرة.

يختم راي وهو يذرف الدموع: «لم تقاوم (ريدهي). لقد أعطت والدتها مساحة لتستلقي وتستريح».