ماذا لو تزوج العالم بطريقة أكثر ذكاءً؟ كيف سيبدو الأمر؟ كيف ستتحسَّن الصحة النفسية والعاطفية لأطفالنا؟ إلى أي مدى سنكون أكثر إنتاجيةً وتواصلاً وسلاماً؟ الحقيقة هي أن الزيجات الصحية قادرة على جعلنا أكثر سعادةً، بل وأكثر صحة جسدياً. فالأطفال الذين يكبرون مع آباء يحبون ويهتمون ببعضهم بعضاً يتمتعون بحماية من مجموعة من المشكلات، بما في ذلك المشكلات الاجتماعية والعاطفية، وصعوبات التعلم، وحتى بعض المشكلات الصحية الجسدية. في الوقت نفسه، قد يكون الزواج التعيس كارثياً على البالغين والأطفال الذين يربونهم.
إليك 5 طرق للبدء بجدية في الالتزام، من أجل صحتك النفسية وسلامتك العاطفية، وفقاً للدكتورة جيل ب. ويبر، وهي طبيبة نفسية سريرية، عبر موقع «سايكولوجي توداي»:
لا تتزوج لإثبات شيء
سواء أكان ذلك صحيحاً أم خاطئاً، فإنّ الزواج رمزٌ للنجاح والرخاء والسعادة والنضج والاستقرار. ونتيجةً لذلك، يستخدم الناس الزواج، دون قصد، وسيلةً لإثبات أشياء عن أنفسهم لمَن حولهم، أو لأنفسهم. يتزوج البعض لإثبات استقلاليتهم ونضجهم الكامل لآبائهم. ويتزوج آخرون ليُثبتوا لأحبائهم السابقين أنهم تجاوزوا الأمر بسعادة. ويتزوَّج البعض للهروب من عائلاتهم الأصلية ولإثبات قدرتهم على القيام بكل شيء بمفردهم. ويتزوج كثيرون في محاولةٍ ليثبتوا لأنفسهم أن مستقبلهم مشرق وأنهم «طبيعيون». في النهاية، الزواج لا يُثبت شيئاً. بدلاً من ذلك، أثبت لنفسك أنك تستطيع الحفاظ على علاقة صحية في الحاضر. اعمل على أن تكون على طبيعتك، وأن تتواصل مع الآخرين، وأن تُحبّهم كما هم تماماً.
لا تتزوج لتعتني بشخص ما أو لتحظى باهتمامه
الرغبة في الاهتمام، والحصول على اهتمام، قوية لأنها متأصلة في أعصابنا. لا بأس أن ترغب في الشعور بالاهتمام، وأن ترغب في حب الآخرين. ليس من المقبول أن تبحث عن شخص يفعل لك ما لا تستطيع فعله لنفسك. وليس من المقبول أن تفعل للآخرين ما يجب عليهم فعله لأنفسهم. يجب أن تكون فرداً مستقلاً وكاملاً لتكون في علاقة صحية. وإلا، ستبدأ في الارتباك والإرهاق بين ما يحمله الآخرون وما تحمله أنت. قبل أن تدرك ذلك، ستصبح معتمداً على شريكك، وستختفي ذاتك الفريدة والجميلة المنفصلة. الزيجات السعيدة هي شراكات حقيقية يمكن لكل فرد فيها أن يعتني بنفسه ويطور الفريق.
لا تتزوج لتشعر بقيمة نفسك
أخيراً، تلتقي شخص أحلامك، وتجد فيه كل ما تفتقر إليه، وتشعر بالسلامة والقيمة بطريقة لم تختبرها من قبل. إذا شعرتَ بهذا، فاحذر: لدينا مشكلة. ما اكتشفته ليس حباً صحياً، بل هو ذهب زائف. إذا لم تشعر يوماً بالسلامة والرضا عن نفسك، بعيداً عن علاقة عاطفية، فستخيِّب هذه العلاقة ظنك، لأنه لا أحد يستطيع أن يمنحنا قيمةً لا نستطيع نحن منحها لأنفسنا أولاً.
لا تتزوج لأنك تعتقد أن وقتك ينفد
قد يصل المرء إلى سن معينة ويشعر: «حسناً، أعتقد أنني سأتزوج؛ ماذا سأفعل غير ذلك؟» يرى أصدقاءه أو زملاءه ينتقلون إلى الحياة الزوجية ويخشى أن يكون آخر مَن يبقى وحيداً. يدفعه الكبرياء والخوف إلى اتخاذ هذه الخطوة، ربما قبل أن يكون مستعداً تماماً. دع نفسك آخر مَن يبقى. كن شجاعاً. الانتظار صعب، لكن بضع سنوات أخرى قد تُحدث فرقاً بين زواج متسرع من شريك غير مناسب قد يجلب لك الخلافات والانزعاج، وبين زواج صحي يجلب لك الرفاهية.
لا تتزوج لتحظى بعائلة لم تكن لديك
جروح الطفولة يصعب شفاؤها. ومن الطرق المُغرية للتغلب على الألم الإيمان بخيال أن الزواج سيمنحك العائلة التي لم تكن لديك - والتي تستحقها. قد تُقسم لنفسك ولشريكك أنك لن تُعيد بناء الأنماط والديناميكيات التي نشأت فيها. تريد أن تأخذ كل خيبة أمل من الطفولة، والألم، أو حتى الإساءة، وتحولها إلى زواج جديد وعائلة جديدة في نهاية المطاف. للأسف، لن تكون النتيجة مُرضيةً. إلى أن تُعالج تلك الجروح القديمة، بمفردك أو بمساعدة مُعالج نفسي، ستظل تُؤرقك، بغض النظر عمَّن تتزوج. خذ وقتك الآن، قبل الالتزام، لفهم نفسك، والتعافي.