«العيدية» في مصر... تقليد حائر بين الأموال والهدايا العينية

تحويلها على «المحفظة الإلكترونية» من بين الصيحات الحديثة

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
TT

«العيدية» في مصر... تقليد حائر بين الأموال والهدايا العينية

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)
كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)

تتبادل الثلاثينية أمنية رجب مع أشقائها في أول أيام العيد إهداء أطفال العائلة مبالغ نقدية جديدة (العيدية)، في تقليد يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية، ويحتفظ بأجواء الفرح والبهجة وخصوصية العيد.

وتختلف أشكال العيدية وقيمتها من عائلة لأخرى، ومن طبقة اجتماعية لغيرها، فتبدأ من 5 جنيهات (الدولار يعادل 50.5 جنيه مصري) وتصل لآلاف الجنيهات بين أبناء الطبقات الغنية، وتخضع لعدد من المعايير، أولها العلاقة الطردية بين عمر الطفل، وقيمة العيدية، فلا تتساوى «عيدية» الأطفال ذوي الأربعة أو الخمسة أعوام، مع المراهقين في قيمة العيدية.

وتقول أمنية إن «الأطفال من عام إلى 12 عاماً تبدأ عيديتهم من 50 جنيهاً في عائلتها، لكن من هم أكبر من ذلك نعطيهم 100 جنيه حدّاً أدنى».

وتحتفظ سارة الخولي، وهي أم لطفلين بالعادة نفسها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «خلال العيد أمنح أولاد إخوتي العيديات، ويحصل أبنائي في المقابل على عيديات مماثلة في القيمة تقريباً»، مشيرة إلى أنه «في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة أضطر للحصول على عيديات أطفالي، للإنفاق منها على عيديات الآخرين».

نقود وبلالين وهدايا يجهزها نجلا رحاب حسن لإهدائها لأصدقائهم في المدرسة (الشرق الأوسط)

وتضيف سارة -وهي ربة منزل- أن دخلهم لا يسمح بأن يقتطعوا منه نحو 2000 جنيه للعيديات دون أن يؤثر ذلك على ميزانية الشهر. ووصفت سارة العيدية بأنها «جمعية، نتبادل فيها الأموال، لكنها تظل محتفظة بمعاني الفرح، سواء بالأموال الجديدة، أو بالألعاب التي يشتريها الأولاد بجزء من العيدية».

اعتماد الألعاب

ويعد استبدال الألعاب بالعيدية حيلة تلجأ إليها بعض الأسر لإسعاد أطفالهم والتخفيف من العبء المادي للعيدية، وتقول أمنية: «بعد صلاة العيد، وقبل الزيارات العائلية أشتري لأولادي لعب العيد بالعيدية التي نعطيها لهم أنا ووالدهم، أما باقي الأموال التي يحصلون عليها من الأقارب فنأخذها، وإذا طلبوا شيئاً أعطيهم منها».

كروت معايدة مبتكرة (الشرق الأوسط)

الأمر نفسه تفعله سارة شعبان، وهي أم لطفل واحد، تقول لـ«الشرق الأوسط»، «أشتري لابني بالعيدية التي جمعها لعبة، ثم أدخر الباقي لشراء أخرى بعد فترة حين يمل من الأولى، أو لإنفاقها ضمن مصروف المنزل إذا دعت الضرورة». وتُضيف أن «العيدية باتت عبئاً مادياً، في ظل ارتفاع الأسعار في مصر».

وتبلغ نسبة التضخم في مصر على أساس سنوي 12.8 في فبراير (ِشباط) الماضي.

كارت معايدة (الشرق الأوسط)

ويرى الباحث في الإنثروبولوجي، وليد محمود، أن العيدية تُمثل نموذجاً مثيراً للاهتمام لفهم تكيف العادات الاجتماعية مع المتغيرات الاقتصادية، ما يؤكد مرونة الموروثات الثقافية وقدرتها على التفاعل مع السياقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.

ويضيف أن «العيدية في جوهرها ممارسة تُعبر عن روابط القرابة والتكافل الاجتماعي، وتقوم على مبدأ الهبة المتبادلة (gift exchange) الذي تحدَّث عنه المفكر الأنثروبولوجي مارسيل موس؛ حيث تتجاوز العيدية قيمتها المادية، لتصبح رمزاً للتواصل بين الأجيال، وتعزيزاً للروابط الاجتماعية، وتُشكل جزءاً من (رأس المال الاجتماعي) بتعبير بيير بورديو؛ حيث تسهم في تعزيز الشبكات الاجتماعية، وتقوية العلاقات بين أفراد العائلة الممتدة والمجتمع».

كروت لتقديم العيديات بطريقة مبتكرة (حساب هاجر درويش «فيسبوك»)

وابتكرت الثلاثينية رحاب حسن، (33 عاماً)، وتعمل رئيسة لقسم السوشيال ميديا في شركة خاصة، وتقطن التجمع الخامس (شرق القاهرة)، طريقة للاستفادة من عيديات أطفالها بطريقة مختلفة، عبر تعليمهم قيماً معنوية مثل العطاء والتكافل، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تدخر كل عام عيدية أبنائها في حصالة، «جزء منها يشترون به ألعاباً، وجزء ينفقونه على نشاط خيري، والباقي يقسمونه إلى مبالغ صغيرة جديدة، ويغلفونه مع بلالين وحلوى، ويوزعونه على زملائهم في المدرسة، وأقاربهم وأبناء الجيران، وأنا أشرح لهم معنى الحديث (تهادوا تحابوا)».

أحدث صيحة في تقديم العيدية (فيسبوك)

ولم تعد العيدية مقصورة على «الأموال الجديدة»، فبعضها يُمنح «إلكترونياً» عبر «محفظة النقود على الهواتف المحمولة». وتفاجأت شيماء الشناوي، عند طلب أطفال عائلتها منها تحويل العيدية لهم حتى قبل قدوم العيد، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «الأطفال في هذا الجيل ليسوا مثل الأجيال السابقة، فيطلبون الأموال على المحفظة ليضمنوا عدم مصادرتها من قبل آبائهم».

ليست للصغار فقط

لا ترتبط العيدية بالأطفال فقط، فتظل سبباً للفرح والسعادة لدى الأربعينية صفاء محمد، التي تقطن حدائق الأهرام (غرب القاهرة) وتعمل صحافية، حين يهاديها بها والدها، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها أم «لولد أطول منها، لكن تظل سعادتها بالعيدية مثل الأطفال».

أهالي يستبدلون الألعاب بالعيديات النقدية في العيد (الشرق الأوسط)

الأمر نفسه يعتقده محمود إبراهيم (30 عاماً) محامٍ، ويقطن في منطقة الهرم بالجيزة، الذي بحث عن كروت جديدة -أحدث صيحة في العيديات- لمهاداة خطيبته بها عند زيارتها أول أيام العيد. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن العيدية من الشخص لخطيبته تختلف قيمتها عما يمنحه لأطفال عائلته، فالأولى لا تقل عن 500 جنيه مصري. ويرى أن العيديات بدأت تفقد بعضاً من معانيها، وتصبح عبئاً في ظل المظاهر الاجتماعية، متمنياً أن تعود إلى قيمتها الرمزية، بوصفها معنى عن التقدير وتذكر الشخص الذي يهديها.


مقالات ذات صلة

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

يوميات الشرق أحد فيديوهات «العجول الهربانة» المنتشرة على «السوشيال ميديا» (إكس)

«الإفتاء المصرية» تحذِّر من التندُّر على «العجول الهاربة»

دخل مسؤولون بدار الإفتاء المصرية على خط «التريند» الشائع منذ يومين بعنوان «العجول الهربانة»، والذي تداوله مستخدمو «السوشيال ميديا» تزامناً مع حلول عيد الأضحى.

محمد الكفراوي (القاهرة)
خاص شواطئ الإسكندرية تستقبل الزوار (محافظة الإسكندرية)

خاص مصر: «فسحة العيد» تجافي النوادي والملاهي لحساب الشواطئ و«المولات»

اصطحب المهندس الأربعيني تامر فرج، (يعمل في إحدى شركات المحمول) بحلوان، (جنوب القاهرة) ابنتيه اللتين تدرسان في المرحلة الإعدادية إلى إحدى الأسواق التجارية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق وزارة الزراعة أعلنت استيراد رؤوس الماشية (وزارة الزراعة المصرية)

«العجول الهربانة»... استعادة مطاردات موسمية بين مصريين وأضاحيهم

وكأنه أصبح طقساً سنوياً ينتظره مستخدمو «السوشيال ميديا» بشغف، فمع حلول عيد الأضحى، ينتظر كثيرون «فيديوهات العجول الهربانة».

محمد الكفراوي (القاهرة )
خاص «سناب»: عيد الأضحى محطة رقمية رئيسية مع ارتفاع كبير في التفاعل والاستهلاك والمحتوى المرتبط بالتسوّق والاحتفال (غيتي)

خاص خلال عيد الأضحى... كيف يغيّر «سناب شات» سلوك التسوّق والتفاعل في السعودية؟

يشهد عيد الأضحى ذروة رقمية في السعودية، حيث يبرز «سناب شات» بوصفه منصة رئيسية للتسوّق والتفاعل بفضل العدسات التفاعلية والمحتوى المحلي والمبدعين.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق مسرحية «حكايات الشتا» تعرض خلال عيد الأضحى (البيت الفني للمسرح)

10 عروض مسرحية في عيد الأضحى بمصر

ترفع مسارح مصر الستار عن عشرة عروض مسرحية خلال عيد الأضحى، من بينها «الأرتيست»، و«حكايات الشتا»، و«مملكة الحواديت»، ضمن برنامج وزارة الثقافة المصرية للاحتفال.

داليا ماهر (القاهرة )

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».