العديد من الأطفال السعداء يكبرون ليصبحوا بالغين تعساء. هناك فرق بين الاستمتاع بالحياة في الصغر والاستعداد للاستمتاع بها كبالغين.
بصفتها المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لمدارس أكاديمية النجاح التعليمية، قضت إيفا موسكوفيتز عقوداً في العمل مع أولياء الأمور وتعليم الطلاب من المجتمعات المحرومة، كما أنها أم لثلاثة أطفال.
وقالت إيفا: «يُولي كثير من الآباء اهتماماً بالغاً بتعليم أطفالهم تنظيف غرفهم، والتصرف بمسؤولية، وأداء واجباتهم المدرسية. هذه الأمور مهمة، ولكن هناك أمر واحد أساسي يغفله كثير منا تماماً: كيفية الاستمتاع بالحياة»، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».
بالتأكيد، يبدو هذا أمراً طبيعياً لدى الأطفال، لكن العديد من الأبناء السعداء يكبرون ليصبحوا بالغين تعساء. هناك فرق بين الاستمتاع بالحياة في الصغر والاستعداد للاستمتاع بها كبالغين.
رسالة خاطئة عن السعادة
من تجربتها، أشارت الخبيرة التربوية إلى أن الناس يكونون في أسعد حالاتهم عندما تتضمن حياتهم نوعاً من النشاط الهادف والمثمر. للأسف، نتعرض باستمرار لوابل من الرسائل التي تقول إن السعادة تأتي من الاستهلاك.
عندما يُطالبنا المُعلنون بـ«تدليل» أنفسنا بمنتجاتهم، فهم يُحاولون إقناعنا بأن الشراء هو المكافأة الكبرى، وأننا لن نكون سعداء إلا بشراء سيارة فاخرة أو منزل أكبر.
كيف تُقاوم ذلك؟ قلّل من اصطحاب أطفالك إلى المتاجر حيث يتجولون قائلين: «أريد هذا» و«أريد ذاك».
حتى لو لم يشاهد طفلك الكثير من الإعلانات مباشرة، فقد يتأثر بالثقافة التي خلقتها هذه الإعلانات. على سبيل المثال، يُريه صديقه لعبة جديدة رائعة حصل عليها ليلعب بها طوال الأسبوع حتى يحصل على لعبة أخرى، أو يحضر حفلة عيد ميلاد تُغدق فيها الهدايا على صديقه.
أسعد الأطفال يُقدّرون التجارب
أوضحت إيفا: «لا تُشجّع طفلك على الاعتقاد بأن امتلاك الأشياء يجلب السعادة بإهدائه الكثير منها».
فكرة التعبير عن حبك لشخص ما بإهدائه هدية جميلة كانت ناجحة في السابق، لكن كثيراً من الأطفال اليوم يحصلون على العديد من الأشياء لدرجة أنها سرعان ما تُصبح بلا قيمة.
وقالت الخبيرة: «أما بالنسبة لأعياد ميلادك، فاستغلها فرصةً لتعزيز قيمك. زوجي إريك لا يُشجع على تقديم الهدايا في عيد ميلاده، ويطلب بدلاً من ذلك من أطفالنا مُشاركته ذكرى شيء استمتعوا بفعله كعائلة».
يمكنك أيضاً مساعدة أطفالك في اختيار هدايا مُفيدة، مثل بطاقة مصنوعة يدوياً، أو كعكة منزلية الصنع، أو إلقاء قصيدة.
يجب أن يفهم الأطفال أنه بينما يُمكن للمال أن يمنحهم فرصة السعادة، فإنه لا يُمكنه أن يُفسد طريقهم إليها.
وأضافت إيفا: «العب مع أطفالك لتُظهر لهم مدى المتعة التي يُمكن الحصول عليها من خلال مجموعة أوراق لعب بسيطة. اصنع لهم بيتاً على شجرة أو اخبز كعكة معهم لإظهار متعة النشاط المُثمر. قم بزيارة متحف لتريهم متعة النشاط الفكري... إذا استطعتَ تعليم أطفالك قيمة هذه الأشياء الصغيرة، فستزداد فرص سعادتهم بشكل هائل عندما يكبرون».