لماذا يفضل الآباء أحد أبنائهم على إخوته؟

بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
TT

لماذا يفضل الآباء أحد أبنائهم على إخوته؟

بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)
بعض الخبراء يرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا (رويترز)

لدى كثير من الآباء أطفال مفضَّلون، ويشكو آخرون من أن شريكهم لديه طفل مفضَّل بطريقة بارزة. يشرح الأطفال من جميع الأعمار، والبالغون أيضاً، تصورهم لديناميكيات الأسرة، وغالباً ما يشعرون بالإحباط لأن والديهم يفضلان أحد أشقائهم مهما بذلوا من جهد.

وقالت الطبيبة النفسية باربرا غرينبيرغ، المتخصصة في علاج المراهقين وأولياء أمورهم: «أحياناً تكون المحاباة واضحة جداً، وأحياناً أخرى تكون خفية. لكن لا تنخدع، فلدى الآباء أطفال مفضلون دائماً، ومن المهم الانتباه إلى ذلك وتعديل السلوك»، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

وتابعت: «يجب أن يكون الهدف تقدير السمات المختلفة لكل طفل. المعاملة التفضيلية مشكلة. يميل الأطفال الأقل تفضيلاً إلى مواجهة أوقات أصعب في الحياة. بالطبع، الاتجاه غير واضح. ربما يتلقى الأطفال الأكثر صعوبةً معاملةً مختلفةً؛ بسبب تصرفاتهم وليس العكس».

لكل منا آراؤه الشخصية حول الأطفال المفضلين، وأوضحت غرينبيرغ «كثيراً ما أسمع الناس يقولون إن تربية الذكور أسهل من تربية البنات، مع أنني لا أرى أي دليل يدعم ذلك. يرى آخرون أن الآباء يُفضِّلون الأطفال المشهورين، خصوصاً إذا لم يكونوا هم أنفسهم مشهورين في طفولتهم أو مراهقتهم».

ويرى آخرون أننا نتوافق بشكل أفضل مع أطفالنا الأكثر تشابهاً بنا أو الذين لا يُذكروننا بشركائنا السابقين. من الصعب بالتأكيد على الآباء التفاعل بسلاسة مع أطفال يشبهون ويتصرفون كأحباء سابقين يصعب التعامل معهم. هذا ليس خطأ الطفل، ولكن في كثير من الحالات، يدفع ثمناً باهظاً لهذا التشابه.

وأشارت غرينبيرغ إلى أنه «يُذكّر الآباء أطفالهم أحياناً بهذا التشابه في خضمّ جدال - ويندمون على ذلك. من الضروري أن تتذكر أن طفلك ليس شريكك السابق على الرغم من أوجه التشابه المحتملة».

في محاولة جريئة لمعالجة التساؤلات حول المحاباة، شرع علماء في تحليل 30 مقالة ورسالة جامعية منشورة في مجلات علمية محكمة، بالإضافة إلى 14 مصدراً آخر للمعلومات. قاموا بفحص بيانات جميع هذه الدراسات في محاولة لتحديد أسباب المحاباة. شملت البيانات 19 ألفاً و469 مشاركاً. سعى الباحثون إلى دراسة الروابط بين المحاباة وعوامل أخرى، بما في ذلك ترتيب الميلاد والجنس والمزاج والشخصية.

وللتوضيح، شمل المزاج مدى صعوبة تهدئة الطفل ومستوى التأثير السلبي عليه. كان التفكير هنا أن بعض المزاجات قد تكون أسهل، وبالتالي قد تؤدي إلى المحاباة.

وشرحت الطبيبة «تخيلوا رضيعاً يبكي باستمرار رغم محاولات أحد الوالدين تهدئته. ربما يؤثر هذا على مشاعر أحد الوالدين تجاهه. من ناحية أخرى، قد يمتلك الطفل صفات إيجابية أخرى كافية تجعله مع ذلك مفضلاً».

وكان فحص العلاقة بين الشخصية والمحسوبية مثيراً للاهتمام بشكل خاص. وتحديداً، درس الباحثون العلاقة بين سمات الشخصية الكبرى: الانفتاح، والضمير الحي، والانبساط، واللطف، والعصبية، والمحسوبية.

النتائج

قد تُفاجئك نتائج هذه التحليلات: فعندما استندت المحسوبية (أو تفضيل طفل محدد) إلى منح الأطفال الاستقلالية والتحكم، مال كلٌّ من الآباء والأمهات إلى تفضيل الأشقاء الأكبر سناً. كما مال الآباء إلى تفضيل البنات. ومن المثير للدهشة عدم وجود علاقة بين المعاملة التفاضلية والمزاج. وأخيراً، من بين سمات الشخصية التي خضعت للفحص، ارتبط الضمير الحي واللطف بالمحسوبية.

وأفادت الطبيبة: «هناك كثير من الدروس المستفادة من هذه النتائج. أولاً، يجب على الآباء والأولياء إدراك وجود ميل حقيقي لتفضيل أطفال معينين. ثانياً، بمعرفة هذا، تُتاح لهم فرصة الانتباه لهذا الأمر وتعديل سلوكهم. ربما إذا عومل الأطفال الأقل حظاً بشكل مختلف، فقد يصبحون أكثر لطفاً ووعياً. يجب أن ننتبه لتأثيرات الأطفال على سلوك الوالدين، وكذلك لتأثيرات الوالدين على سلوك الطفل».


مقالات ذات صلة

العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

صحتك العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

العلاج النفسي المعرفي يخفف آلام البطن

كشفت أحدث دراسة نُشرت في مجلة «لانست لصحة الأطفال والمراهقين» عن احتمال أن يكون العلاج النفسي عن طريق التنويم المغناطيسي من أكثر الطرق فاعلية في علاج آلام البطن

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق الأطفال لا يحتاجون سوى إلى عدد قليل من الألعاب لزيادة قدرتهم على الاستكشاف (رويترز)

ليس أكثر من 4... لماذا عليك منح طفلك ألعاباً أقل؟

أكدت خبيرة أميركية أن الأطفال لا يحتاجون سوى إلى عدد قليل من الألعاب لا يتعدى الـ4؛ لزيادة سعادتهم وقدرتهم على الاستكشاف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا يقف مسؤولو الأمن الباكستانيون حراساً خارج كنيسة بينما تحتفل الأقلية المسيحية بعيد الفصح في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في 20 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

مقتل شرطيين باكستانيين خلال مرافقتهما فريق تطعيم ضد شلل الأطفال

أفاد مسؤولون باكستانيون، الأربعاء، بأن شرطيين قتلا خلال مرافقتهما فريق تطعيم ضد شلل الأطفال في إقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
يوميات الشرق كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟ (رويترز)

النهج التربوي الشائع لا ينجح... كيف نتعامل مع نوبات غضب الأطفال؟

بعد نوبة غضب الطفل، عادةً ما يكون الروتين كالتالي: يُعطيه الوالد مهلة أو يُرسله إلى غرفته. بعد أن يهدأ الطفل، يعود إلى المجموعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

تقرير: ترمب يدرس منح 5 آلاف دولار للأمهات بعد الولادة لتحفيز الإنجاب

تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سبلًا لتشجيع مزيد من الأميركيين على الزواج وإنجاب الأطفال، بما في ذلك تخصيص مكافأة قدرها 5 آلاف دولار لكل أم جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.