أمضى ستيفان فالك، وهو مدرب تنفيذي معترف به دولياً وخبير في علم نفس مكان العمل ومؤلف كتاب «الدافع الجوهري»، أكثر من 30 عاماً في مساعدة الآلاف من الأفراد والرؤساء التنفيذيين في منظمات بملايين الدولارات على التعامل مع العلاقات الصعبة وتحقيق النجاح.
ووفقاً له، فإنه من بين جميع الشخصيات المختلفة التي عمل معها، برز «الوسطيون»، الذين لديهم ميول إلى الانطواء والانفتاح، بشكل أكبر. إذ يمكنهم الاستفادة من التأمل الداخلي والتفاعل الخارجي بطريقة استراتيجية ومتوازنة.
وفي تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، شرح فالك أن الوسطيين يتميزون أيضاً بالطموح والتركيز على الأهداف. تساعدهم مهاراتهم الحادة في ملاحظة الصورة الأكبر للمشاكل المحتملة - كل ذلك أثناء بناء مجتمع حولهم لمساعدتهم على تحقيق رؤيتهم.
العلامات الرئيسية للوسطيين
إذا كنتَ تتطابق مع أي من السمات أدناه، فقد تكون من الوسطيين. وإليك ما يجعل هذا النوع من الشخصية غير مقدَّر بشكل كاف، وأكثر نجاحاً من أقرانهم المنفتحين والانطوائيين.
1- أنت انتقائي للغاية عندما يتعلق الأمر بالمشاركات الاجتماعية.
لا تسعى إلى التفاعل لمجرد التفاعل. أنت تقيِّم بعناية الفرص التي تتوافق مع أهدافك وقيمك ومستويات طاقتك. وهذا يسمح لك بالوجود بشكل كامل والقدرة على المساهمة في كل تفاعل.
2- تحول العزلة إلى قوة عظمى
الوقت الذي تقضيه بمفردك ليس مجرد استرخاء - بل إنه منتج. أنت تستخدم الوقت بمفردك للمعالجة والتأمل والتخطيط، بدلاً من الهروب. بعد يوم طويل، تتراجع لإعادة شحن نفسك بطريقة تجعلك تخرج برؤى وأفكار جديدة.
3- أنت تتقن التحدث الانطوائي والمنفتح
أنت قادر على التكيُّف بشكل كبير وذو مهارة في تعديل نهجك لمطابقة طاقة الشخص الآخر أو تفضيلاته. أنت مرتاح بنفس القدر للغوص في محادثات عميقة مع أفراد أكثر هدوءاً والانخراط في مناقشات ديناميكية مكثفة مع أشخاص أكثر انفتاحاً.
4-يمكنك أن تأخذ زمام المبادرة، لكنك تعرف أيضًا متى تتراجع
أنت متفوق في جذب الانتباه، ولكنك تعرف متى تسمح للآخرين بالتألق. أنت تنتقل بسهولة بين القيادة والاستماع أثناء المناقشات الجماعية.
5-تتحدث لإحراز تقدم وليس لإحداث ضوضاء
غالباً ما يتحدث المنفتحون عندما لا ينبغي لهم ذلك، وغالباً ما لا يتحدث الانطوائيون عندما ينبغي لهم ذلك. ولكن الوسطي بصفته شخصاً منفتحاً ومتقلباً، يعرف متى يتحدث ومتى يستمع.
6-تتصرف بوعي وتوقيت مثالي
تتمتع بقدرة غير عادية على قراءة المواقف والأشخاص: من الذي يتمتع بالنفوذ؟ من غير المنخرط؟ أين الفرص الحقيقية التي يمكنك المساهمة فيها؟ أنت تحلل باستمرار كل تفاصيل تفاعل معين، وتعرف بالضبط متى تتدخل.
7- يمكنك تحويل التفاعلات المملة إلى فرص
عندما تواجه اجتماعات أو محادثات مملة أو غير ذات صلة، لا تغيب عن ذهنك. بدلاً من ذلك، تفحّص الغرفة لتحديد الأشخاص المثيرين للاهتمام - أولئك الذين قد تستفيد من التواصل معهم للوصول إلى أهدافك. بهذه الطريقة، تحول ما قد يراه الآخرون على أنه «وقت ضائع» إلى اتصالات قيمة.
8- أنت قادر على حل المشكلات بشكل متعدد الاستخدامات
بسبب مهاراتك العميقة في الوعي الذاتي، فإنك تفهم الجوانب العقلانية للمشكلة والحساسيات العاطفية للأشخاص المعنيين. وهذا يمنحك قدرة فريدة على ابتكار حل يناسب الجميع.
كيف يمكن أن يصبح المنفتحون أكثر شبهاً بالوسطيين؟
بالنسبة للمنفتحين، يتعلق الأمر كله بتطوير المهارات اللازمة للازدهار في لحظات أكثر هدوءاً واستبطاناً. إليك 3 أشياء بسيطة يمكنك تجربتها:
-توقف وفكر قبل التحدث: في المحادثات، عِدّ إلى 3 قبل الرد. هذا يمنح الآخرين مساحة للمساهمة ويضمن أن تكون مدخلاتك مدروسة.
-مارس الملاحظة الصامتة: في الاجتماعات أو إعدادات المجموعة، راقب الديناميكيات من دون التحدث. تنبَّه لمن يتحدث ومن يستمع، وكيف يتم اتخاذ القرارات.
-جدول وقتًا للعزلة: خصِّص 30 دقيقة كل يوم لتدوين المذكرات. استخدم هذا الوقت لمراجعة يومك والتخطيط لخطواتك التالية، أو لمعالجة أفكارك فقط. فكر في التفاعلات أو القرارات الأخيرة. ما الأفكار التي يمكنك استخلاصها؟
كيف يمكن للانطوائيين أن يصبحوا أكثر شبهاً بالوسطيين؟
بالنسبة للانطوائيين، يتعلق الأمر بتوسيع نطاقك. إليك 3 أشياء بسيطة يمكنك تجربتها:
-قم بإعداد ما تريد مشاركته: اكتب نقطة أو نقطتين ترغب في مشاركتهما قبل حضور اجتماع. التزم بالمساهمة بشكل استباقي بشيء ذي معنى. هذا سيجعل التحدث أقل ترويعاً.
-المتابعة: أرسل بريداً إلكترونياً أو رسالة سريعة بعد مقابلة شخص ما. أشر إلى شيء محدد ناقشته، واشكره على وقته.
-اشحن طاقتك بالغرض يوميًا: خصص بعض الوقت بمفردك كل يوم لمعالجة أفكارك. حلل تفاعلاتك. خطِّط لكيفية تطبيق ما تعلمته. قم بصياغة أفكار لما ستشاركه في الاجتماعات والمحادثات المخطَّط لها غداً.