غموض يلف ظروف وفاة الممثل جين هاكمان وزوجته... وهوليوود تبثّ حزنها

الأمير ويليام: «نجح في بثّ الحياة في كل شخصية قام بتجسيدها بكل القوة والمصداقية وبريق النجوم».

جين هاكمان وزوجته بيتسي أراكاوا (أ.ب)
جين هاكمان وزوجته بيتسي أراكاوا (أ.ب)
TT
20

غموض يلف ظروف وفاة الممثل جين هاكمان وزوجته... وهوليوود تبثّ حزنها

جين هاكمان وزوجته بيتسي أراكاوا (أ.ب)
جين هاكمان وزوجته بيتسي أراكاوا (أ.ب)

جاء خبر العثور على الممثل الأميركي جين هاكمان (95 عاماً) وزوجته عازفة البيانو بيتسي أراكاوا (63 عاماً) ميتَين بمنزلهما في سانتا فيه بولاية نيو مكسيكو، بمثابة صدمة لمحبي الفنان الكبير، خاصة أن الظروف والأسباب التي أدّت لوفاة الفنان وزوجته وكلبه ما زالت غامضة. وبعد توارد الخبر، أعلنت شركة غاز أنها ستساعد في عملية التحقيق. في إشارة إلى أن سبب الوفاة قد يكون تسرب غاز، خاصة بعد تناقل وسائل الإعلام تصريحاً من مكتب مأمور مقاطعة سانتا فيه أنه لا يوجد أثر لفعل إجرامي.

انتشار لقوات أمنية خارج منزل الممثل الراحل جين هاكمان في سانتا فيه بولاية نيو مكسيكو (أ.ب)
انتشار لقوات أمنية خارج منزل الممثل الراحل جين هاكمان في سانتا فيه بولاية نيو مكسيكو (أ.ب)

وفور ذيوع النبأ، أسرع أصدقاء وزملاء الممثل الراحل لرثائه على وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في مقدمتهم المخرج الشهير فرانسيس فورد كوبولا، الذي تعاون مع هاكمان في فيلم «ذا كونفرسيشن» (1974)، حيث كتب في صفحته عبر «إنستغرام»: «إن خسارة ممثل عظيم هي دائماً سبب للحداد والاحتفاء. جين هاكمان ممثل عظيم وملهم ومذهل في عمله وتعقيده. إنني حزين على خسارته، وأحتفي بوجوده ومساهمته» في السينما.

أما الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار فيولا ديفيز، فكتبت على صفحتها عبر «إنستغرام»: «لقد أحببتك في كل أدوارك! (ذا كونفرسيشنذا، فرنش كونيكشن، أنفورغيفن)... قاسٍ لكنه هش. لقد كنت واحداً من العظماء. ارقد بسلام يا سيدي».

أما الممثل جوش برولين، فكتب على «إنستغرام»: «لقد دمرني الموت المفاجئ لجين هاكمان، وزوجته بيتسي أراكوا (وكلبهما). كان دائماً من المفضلين عندي. لم يوجد كثيرون مثله. ارقد بسلام».

ونشر حساب أمير وأميرة ويلز على موقع «إكس» نعياً للفنان الراحل، وقّع بالحرف الأول من اسم الأمير ويليام، جاء فيه: «حزين جداً خبر وفاة جين هاكمان وزوجته بيتسي. هاكمان كان عبقرياً حقيقياً في مجال السينما، نجح في بثّ الحياة في كل شخصية قام بتجسيدها بكل القوة والمصداقية وبريق النجوم». والمعروف أن الأمير ويليام هو رئيس الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون «بافتا».

قصة حياة الرجل القوي

ولد هاكمان في 30 يناير (كانون الثاني) 1930، وأصبح شخصية بارزة في «نيو هوليوود»، وهي حركة تجديد إبداعي في السينما الأميركية بين عامي 1960 و1980 تميزت بأفلام شهيرة مثل «إيزي رايدر» للمخرج دينيس هوبر، و«إيه كلوكوورك أوراندج» لستانلي كوبريك و«تاكسي درايفر» لمارتن سكورسيزي.

الراحل جين هاكمان في لقطة من عام 1972 (أ.ب)
الراحل جين هاكمان في لقطة من عام 1972 (أ.ب)

في تلك المرحلة، كان يتميز مظهر هاكمان بشارب وبدانة وصلع، وهي 3 علامات مميزة ساعدته ليكون صورة عن «الرجل القوي».

عندما كان على مشارف الأربعين من عمره، شارك في فيلم «بوني أند كلايد» عام 1967، وهو عمل حمله للشهرة وحصل بفضله على أول ترشيح لجوائز الأوسكار، لكن من دون الفوز بها.

وقد نال هاكمان جائزتي أوسكار، إحداهما عام 1971 في فئة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم «ذا فرنش كونكشن» الذي أدى فيه دور الشرطي جيمي «بوباي» دويل.

ثم حاز جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1993 عن أدائه في فيلم «روثلس» للمخرج كلينت إيستوود. وتولى في هذا العمل دور قاتل سابق يصبح مأمور منطقة صغيرة في وايومنغ.

وفي المجموع، تلقى الممثل 5 ترشيحات في جوائز الأوسكار، ورُشح 8 مرات لجوائز «غولدن غلوب»، بينما فاز بـ4 منها.

جين هاكمان أثناء تلقيه جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «ذا فرنش كونيكشن» عام 1972 (أ.ب)
جين هاكمان أثناء تلقيه جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «ذا فرنش كونيكشن» عام 1972 (أ.ب)

وقد عمل مع أسماء بارزة في السينما، بينها فرانسيس فورد كوبولا في فيلم «ذا كونفرسايشن»، وكريستوفر ريف في «سوبرمان» عام 1978، وآل باتشينو في فيلم «سكيركرو» غير المعروف، الذي قال هاكمان ذات مرة إنه العمل المفضل لديه في مسيرته المهنية.

وقال لمجلة «ليكسبريس» الفرنسية في إحدى المقابلات: «في هوليوود، كل شيء يدور حول السينما: المحادثات، والأشخاص الذين نراهم، والحياة اليومية. إنها نرجسية تامة. وينتهي بنا الأمر بنسيان سبب عملنا في هذه المهنة».


مقالات ذات صلة

فيلمان جديدان عن أعتى الوحوش... فرانكنشتاين يعود في الخريف والربيع

يوميات الشرق من «فرانكنشتاين» لغييرمو ديل تورو (نتفليكس)

فيلمان جديدان عن أعتى الوحوش... فرانكنشتاين يعود في الخريف والربيع

فرانكنشتاين ووحشه عائدان بقوّة، والصرخة التي أيقظت هوليوود نتج عنها فيلمَان جديدَان سيُطلقان خلال الأشهر المقبلة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)

هوليوود تدعو ترمب إلى حماية السينما من الذكاء الاصطناعي

دعت أكثر من 400 شخصية هوليوودية البيت الأبيض إلى حماية حقوق المؤلف المتعلقة بالأعمال السينمائية والموسيقية لمنع استغلالها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق فريق فيلم Anora الحائز على 5 جوائز أوسكار (أ.ب) وأوسكار أفضل وثائقي للفيلم الفلسطيني الإسرائيلي No Other Land  (أ.ف.ب)

أوسكار 2025: 5 نجوم للسينما المستقلّة ونَصرٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك

مفاجأتان في ليلة الأوسكار. الأولى عنوانها «أنورا»، الفيلم الذي حقق انتصاراً للسينما المستقلّة. والثانية فوزٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك لفيلم «لا أرض أخرى».

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون فريق عمل فيلم «أنورا» (رويترز)

الفيلم المستقل «أنورا» يحصد 5 جوائز في «الأوسكار»

اختتام فعاليات جوائز «الأوسكار» بنسختها الـ 97 من على مسرح «دولبي» في هوليوود.

«الشرق الأوسط» (هوليوود)
يوميات الشرق في «المحادثة» لكوبولا (ذ دايركتورز كومباني)

الحياة المثيرة والأفلام الجديرة لجين هاكمَان

ينتمي جين هاكمان (95 سنة) الذي رحل قبل يومين في ظروف غامضة إلى ممثلي الفترة الذهبية ونجومها خلال الستينات وما بعدها.

محمد رُضا (لندن)

مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
TT
20

مشاهير يعيشون بلا هاتف... فمتى تمتدّ العدوى إلى باقي البشر؟

موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)
موضة التخلّي عن الهاتف تنتقل من المشاهير إلى «الجيل زد» (رويترز)

لا تستطيع المغنّية الأميركية دوللي بارتون الاستغناء عن آلة الفاكس الخاصة بها، فهي لا تزال حتى اليوم تستخدمها للتواصل مع الآخرين. ووفق صديقتها المغنية مايلي سايرس فإنّ بارتون لا تكاد تستعمل الهاتف.

مثلُها زميلُها ألتون جون الذي تخلّى عن الهاتف الجوال، واستعاض عنه بالجهاز اللوحي iPad عند الضرورة، وذلك للاتصال بولدَيه، أو لتسهيل أمور العمل. وفي حديثٍ ضمن برنامج Jimmy Kimmel Live، قال الفنان البريطاني إنّ حياته رائعة من دون هاتف: «أكره الهواتف الجوالة لأنها تلغي الخصوصيّة، ولم أتحمّل أن أقتني واحداً كي لا يتّصل بي الناس مرّتَين في الدقيقة».

صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)
صرّح المغنّي البريطاني إلتون جون بأنه يكره الهواتف الجوالة (رويترز)

ليست موضة الاستغناء عن الهاتف الجوال بكل ما يحمل من مغرياتٍ تكنولوجية محصورةً بالمشاهير الذين تخطّوا الـ70 من العمر، إنما تنسحب على مَن هم أصغر سناً.

عام 2015، وكجزءٍ من مقررات السنة الجديدة، تخلّص المغنّي البريطاني إد شيران من هاتفه الذكيّ. الهدف الأساسيّ من ذلك القرار كان الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى مقابلاته، تحدّث شيران عن الأمر كاشفاً أنّ تعلُّقَه بالهاتف أتعبه كثيراً، وقد انتهى الأمر بأن أُصيب بالإحباط. وأضاف: «عندما تخلّصت منه شعرتُ وكأنّ أثقالاً نزلت عن كتفيّ». ويكتفي شيران بالجلوس أمام جهاز الكمبيوتر بضع ساعات كل أسبوع من أجل متابعة بريده الإلكتروني.

منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)
منذ عقدٍ من الزمن قطع إد شيران علاقته بالهاتف الجوال (رويترز)

من بين المشاهير والفنانين الذين وجدوا سعادتهم في حياةٍ خالية من الهواتف الذكية، المغنية سيلينا غوميز، والممثلة سارة جسيكا باركر، والمغني جاستن بيبر، والمخرج كريستوفر نولان.

أما الإعلامي البريطاني سايمون كاول فقد كان هو الآخر من بين السبّاقين في الاستغناء عن هواتفهم. عام 2017، اكتشف كاول أنّ كل الرسائل الواردة إلى هاتفه تتسبّب له بالإرهاق، وتأخذ وقتاً كثيراً من عمله وحياته عموماً. في حوار مع أحد البرامج التلفزيونية الأميركية، أخبر كيف أنه وفي أحد الصباحات، استيقظ ليكتشف 52 رسالة غير مقروءة على شاشة الهاتف، فقرر ألّا يجيب عليها، وأن يطفئ هاتفه. أضاف كاول: «أطفأته يوماً ثم شهراً، فـ3 أشهر، ثم سنة، سنتَين، ثلاثاً... لقد راق لي الأمر كثيراً».

الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)
الإعلامي البريطاني سايمون كاول (إنستغرام)

في وقتٍ تدور معظم أخبار «السوشيال ميديا» حولهم، فإنّ عدداً كبيراً من المشاهير غير مدركين لذلك بما أنهم قرروا الانفصال عن الواقع الافتراضي.

هم الذين يوظّفون مديري أعمال ومساعدين شخصيين يتولّون الردّ على اتصالاتهم وبريدهم، وإدارة صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يبدو هذا القرار صعباً بالنسبة إليهم. لكن هل يستطيع البشر العاديّون أن يقوموا بالمثل، وأن يعيشوا حياةً خالية من الهواتف؟

التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)
التخلّي عن الهواتف الذكيّة صار من أكبر التحديات (رويترز)

خلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت مبيعات الهواتف الجوالة قديمة الطراز قفزةً نوعيّة، بعد أن كانت طيّ النسيان. يعود ذلك إلى ميلٍ لدى «الجيل زد» (Gen Z) إلى الابتعاد عن الهواتف الذكيّة. لا يفعلون ذلك تأثُّراً بالمشاهير، بل لأنّ هذا الجيل تيقّظ على ما يبدو إلى مضارّ الهواتف.

بعد أن كان نجمها أفل، عادت شركة «نوكيا» إلى تصنيع بعضٍ من هواتفها القديمة. حصل ذلك نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد، الذي أطلق حملة عبر منصة «تيك توك» تحت عنوان «أعيدوا الهواتف القديمة».

أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)
أعادت شركة «نوكيا» إطلاق طراز 3310 بعد أن صار من الأرشيف (رويترز)

وفق شركة الأبحاث البريطانية «GWI»، فإنّ أكثر شريحة عمريّة تدنّى مستوى استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي للهواتف الذكية، هي تلك المتراوحة سنوات ولادتها ما بين 1995 و2012. يلي هؤلاء جيل الألفيّة (1980 – 1994).

إلى جانب موضة النوستالجيا إلى كل ما هو قديم، أدرك هذان الجيلان أو جزءٌ لا بأس به منهما، أنّ الخصوصية أهمّ من مشاركة تفاصيل حياتهم مع الآخرين عبر منصات التواصل. كما أنهم ارتأوا الابتعاد عن الهواتف الذكية لأسبابٍ مرتبطة بالصحة النفسية والجسديّة.

استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)
استُحدث الـ«Boring Phone» نزولاً عند رغبة الجيل الصاعد بهواتف غير ذكيّة (الشركة المصنّعة)

يدخل «الهاتف المملّ» (Boring Phone) ضمن قائمة الهواتف غير الذكيّة (أو الغبيّة كما يطلق عليها الجيل الجديد). طُرح هذا الهاتف في الأسواق قبل سنوات تلبيةً لرغبة الشباب بهاتفٍ غير معقّد، ويفتح على الطريقة القديمة، كما يساعدهم على التخلّص من الإدمان على الشاشة.

هذه العودة إلى الواجهة للهواتف القديمة لا تعني حتماً أنها آتية لتحلّ مكان الهواتف الذكيّة، ولا لتقنع الناس باستبدال القديم بجديدهم، إلّا أنّ ثمّة حكمةً واضحة من هذه اليقظة. فمهما كانت مسلّية ومفيدة وعملية، تبقى العلاقة بالهواتف الذكية مشوبةً بالمخاطر. أوّلها صحّي، كآلام العنق والظهر، واضطرابات النوم، والآثار السلبية على العينَين والجهاز العصبي. وليس آخرُها نفسيّاً مثل القلق، والتوتّر، والعزلة الاجتماعية.

فهل يحذو الناس تدريجياً حذو المشاهير الذين قرروا العيش من دون هواتف، أم أنّ سطوتها ستزيد ليصبح العيش من دونها أكثر استحالةً؟