الحياة المثيرة والأفلام الجديرة لجين هاكمَان

سعى للنجاح وحققه لأربعين سنة

في «المحادثة» لكوبولا (ذ دايركتورز كومباني)
في «المحادثة» لكوبولا (ذ دايركتورز كومباني)
TT

الحياة المثيرة والأفلام الجديرة لجين هاكمَان

في «المحادثة» لكوبولا (ذ دايركتورز كومباني)
في «المحادثة» لكوبولا (ذ دايركتورز كومباني)

ينتمي جين هاكمان (95 سنة) الذي رحل قبل يومين في ظروف غامضة، إلى ممثلي الفترة الذهبية ونجومها خلال الستينيات وما بعدها: وورن بَيتي، كلينت إيستوود، وودي ألن، فاي داناواي، جاك نيكولسن، جين فوندا، روبرت ردفورد، ڤانيسا ردغراف، جولي كريستي، روبرت دوڤال، دستن هوفمان والراحل سيدني بواتييه.

سبق هؤلاء نخبة أخرى من الممثلين الذين أنجزوا القيمة الفنية والشهرة الجماهيرية أمثال روبرت دينيرو وآل باتشينو وجيمس كان، دونالد سذرلاند، جون ڤويت، أوليڤر ريد، كريس كريستوفرسن، دنيس هوبر وسواهم.

‫وهو عمل مع العديد من هؤلاء في الستينيات والسبعينيات. مع وورن بَيتي وفاي داناواي في «بوني وكلايد» (1967) و«حُمر» (1981)، مع كلينت إيستوود في «غير المُسامح» و«سُلطة مطلقة» (1967)، وروبرت ردفورد في «متسابق الانحدار» (Downhill Racer) في 1969، ومع أوليڤر ريد في «فريق الصيد» (1971)، وذلك من بين 85 فيلماً مثلها ما بين 1961 و2004. بدأت بدور بلا اسم في فيلم جريمة (Mad Dog Coll) وانتهت بفيلم رومانسي - كوميدي بعنوان «Welcome to Mooseport».

وُلد يوجين ألن هاكمان في مدينة سان برناندينو (كاليفورنيا). ترك المدينة باكراً مع والديه إلى ولاية آيوا ثم غادر وحده البلدة منضمّاً إلى مشاة البحرية (المارينز) لأربع سنوات ونصف السنة. حين عاد إلى الحياة المدنية استقر في نيويورك باحثاً عن مستقبله. لم ينجز نجاحاً هناك فعاد إلى كاليفورنيا في عام 1956، ثم عاد إلى نيويورك بعد فترة قصيرة باحثاً عن فرص تمثيل، وهذا ما تحقق له بدءاً من سنة 1961 في فيلم «ماد دوغ كول»، ثم لاحقاً في عدد من الأفلام الصغيرة. محرّكه الأساسي كان النجاح لإثبات أنه جدير به.

سلسلة بوليسية

«بوني وكلايد» كان الإقلاع الحقيقي له. لم يكن هاكمان من ذوي الوجوه المحفوظة والأسماء المطلوبة قبل هذا الفيلم فما بين بدايته في 1961 ودوره في فيلم آرثر بن «بوني وكلايد» سبعة أفلام غير محسوبة، لكن «بوني وكلايد» وضعه على القمّة لاعباً دوراً مسانداً لوورن بيتي وفاي داناواي يشاركهما سرقة المصارف في رحى سنوات الانهيار الاقتصادي العصيبة في الثلاثينات.

في فيلم «بوني آند كلايد» (آي إم دي بي)

التعبير الذي ساد أداءه في هذا الفيلم البوليسي هو ذاك الذي ينتمي إلى شخصية من يفضل الفعل على التفكير على عكس وورن بَيتي الهادئ والمبتسم حتى في عملياته.

هذه الصورة القلقة جسّدها هاكمان في أكثر من فيلم أشهرها «ذ فرنش كونَكشن» (إخراج وليام فرايدكن، 1971) ونال عنها أوسكار أفضل ممثل.

لم يلعب هاكمان دور التحري المتوتر في هذا الفيلم فقط، بل انساب تحت وطأة أداء شخصية عنيفة وسادية مهووسة في عملها لدرجة الانعتاق من الروابط. في المشهد الأخير، خلال ملاحقته لرئيس العصابة الفرنسية (فرناندو راي) يتركنا الفيلم موحياً بأنه قتل زميله (روي شايدر) بالخطأ.

«ذَ فرنش كونكشن» (تونتييث سنتشري فوكس)

تبع «ذَ فرنش كونكشن» جزء ثانٍ سنة 1974 أخرجه جون فرانكنهايمر، وفيه ينتقل التحري إلى فرنسا ضمن هوسه ذاك محاولاً النيل من العصابة في عقر دارها. الفيلم صنعاً أفضل من الجزء الأول لكنه نال شعبية أقل.

حصد هاكمان الإعجاب كذلك في «مغامرة بوسايدن» لرونالد نيم (1972) لاعباً دور راكب باخرة تتعرض للغرق وتنقلب على ظهرها. عليه أن يُبدي سطوته على المرتابين بأنه يستطيع إنقاذهم. يتبعه في ذلك عدد محدود من الناس.

«تحركات ليلية» (Night Moves) لآرثر بن أيضاً (1975) كان فيلم تشويق بخلفية سياسية تبعه بسلسلة أفلام، مثل «مبدأ الدومينو» لستانلي كرامر (1977)، و«سر أو مت» لدك رتشردس (1977) لم تتقدم بمهنته بقدر ما كانت مجرد أعمال متاحة. هذا كله قبل أن ينتقيه رتشرد دونر لتمثيل دور الشرير لكس لوثور في «سوبرمان» (1978) الذي قام ببطولته الراحل كريستوفر ريڤ.

مع وورن بَيتي مرّة ثانية في «حُمر» (Reds) عن حياة المنشق الأميركي جون ريد الذي آمن بالشيوعية وانتقل إلى روسيا قبل أن يكتشف حقيقتها. بَيتي أخرج هذا الفيلم ببراعة وجمع فريقاً ذائع الصيت حينها جمع جاك نيكولسن (في 1981) في دور الكاتب يوجين أونيل و الممثلة دايان كيتون. دور هاكمان هنا كان شرفياً على عكس فيلمه التالي «تحت النار» لروجر سبوتسوود (1983) في دور واحد من ثلاثة صحافيين (الآخران هما نك نولتي وجوانا كاسيدي). تشويق سياسي خلال حقبة الدكتاتور سوموزا في السبعينيات.

حط هاكمان في تونس لبطولة «مُساء فهمه» (Misunderstood) حيث قابلته للمرّة الأولى بشعر رأس محروق جزئياً في حادثة خلال تصوير «يوريكا» (للبريطاني نيكولاس روغ). الفيلم التونسي كان من إخراج رومان بولانسكي وإنتاج التونسي طارق بن عمّار.

مع إيستوود في فيلمين

عاد هاكمان إلى شخصية الرجل المتوتر بعد ذلك في بضعة أفلام، أشهرها في هذا الاتجاه «مسيسيبي بيرنينغ» لألان باركر (1988)، و«هامش ضيّق» (Narrow Margin) لبيتر هايامز (1990)، لكنه كان على موعد مع وجه آخر لهذه الشخصية عندما انتقاه كلينت إيستوود لدور الشريف في بلدة صغيرة.

مع مورغان فريمان في «غير المسامح» (آي إم دي بي)

الفيلم هو «غير المُسامح» (1992) وهو، ككثير من أفلام إيستوود، يدور حول من يملك السُلطة وكيف يمارسها. في مشهد واضح في هذا الشأن يستقبل الشريف (هاكمان) صحافياً في منزل يبنيه. يتغنى الشريف بمنزله الذي أشاده بيديه، لكن المنزل لا يبدو صالحاً للسكن كون المطر ما زال يتسرّب من سقفه.

أمّن هذا الفيلم أوسكار هاكمان الثاني (بعد ذاك الذي ناله عن «ذَ فرنش كونكشن»).

بعد خمس سنوات كان له لقاء آخر مع إيستوود هو «سُلطة مطلقة» (Absolute Power)، وفيه لعب إيستوود دور لص دخل منزلاً فخماً لسرقته. بعد قليل يضطر للاختباء في خزانة غرفة النوم بعدما دخل رئيس الجمهورية (هاكمان) المنزل مع عشيقته. يرقب قيام الرئيس بقتل عشيقته والفرار مع الأمن الخاص من المكان. إيستوود سيصبح مطارداً بعدما تم اكتشاف أنه شاهد عيان.

«سُلطة مطلقة» لإيستوود (كاسل روك إنترتينمنت)

لكن أحد أهم أدوار البطولة المطلقة ورد باكراً سنة 1974 فيلم فيلم فرنسيس فورد كوبولا «المحادثة» (The Conversation) وفيه لعب دوراً مميّزاً كان جديراً بالأوسكار. في هذا الفيلم نراه يعمل لجهة شبه حكومية كمهندس صوت مهمّته التنصت على من تختارهم المنظّمة من أشخاص. يكتشف أن هناك شاباً وفتاة طُلب منه التلصص عليهما سيتم اغتيالهما من دون أي تهمة. ما يجعله يفكّر في مغبّة مهنته. في المشهد الأخير يعود إلى شقّته ويقلبها بحثاً عن أجهزة تنصّت يعتقد أنها زرعت في شّقته. حين لا يجدها يأوي إلى الساكسفون الذي يهوى العزف عليه مستسلماً.

قبيل اعتزاله

هذا الإيجاز لبعض المميّز من أعمال هاكمان يمنحنا صورة لممثل متعدد المواهب في أدائه، ولو أن الخيط الجامع بينها ينمّ عن شخصية غير مرتاحة مع نفسها. التوتر، خفيّاً أو ظاهراً، سمة هذا التشخيص مع قدر من سيادة التفرّد أمام الشاشة مبررةً من حيث تبقى في طيّ استخدام درامي ينتمي إلى الفيلم ولا يشذّ عنه.

في مسيرته هذه انتقل هاكمان بين أدوار البطولة والأدوار المساندة كثيراً لكنه بقي مميّزاً بحضور فاعل وناجح.

من فيلم «Runaway Jury» (آي إم دي بي)

في لقاء ثانٍ معه سنة 2003 على أعقاب عرض فيلم بعنوان «Runaway Jury» (قام ببطولته أمام جون كوزاك ودستن هوفمان) عكس شيئاً من تبرّمه من أفلام فترة لم يعد يجد فيها ما يُثير اهتمامه. قال: «على الممثل الجاد أن يبحث طويلاً هذه الأيام عن الدور الذي يعني له شيئاً خاصاً. معظم ما بات سائداً تلك الأدوار الجاهزة كما الشرائح الخارجة من الفرن».

«المحلّف الهارب» كان بالفعل فيلمه قبل الأخير. وحين قرر الاعتزال كتب قائلاً: «مللت أدوار العنف. لم أعد أجد في الأفلام ما أبحث عنه».

لكن هاكمان بعد خمس سنوات من اعتزاله أبدى سبباً آخر، وهو أن طبيبه أخبره أن قلبه لم يعد يتحمّل من منواله من العمل.

لكن هاكمان عاد ممثلاً نفسه (سلفي) في فيلمين تسجيليين لحساب المارينز في عام 2016. نوع من التقدير للمحاربين والمشاركين القدامى. باستثناء ذلك لزم منزله ولو أنه بقي في ذاكرة السينما وجمهورها.


مقالات ذات صلة

البابا فرنسيس... النجم السينمائي غير المتوقع

يوميات الشرق جوناثان برايس في لقطة من «البابوان» (آي إم دي بي)

البابا فرنسيس... النجم السينمائي غير المتوقع

عند مشاهدتي فيلم «كونكليف» أو «المَجْمَع» المثير للجدل، والذي أخرجه إدوارد بيرغر عن الفاتيكان، العام الماضي، وجدت صعوبة في عدم التفكير في البابا فرنسيس.

يوميات الشرق من «فرانكنشتاين» لغييرمو ديل تورو (نتفليكس)

فيلمان جديدان عن أعتى الوحوش... فرانكنشتاين يعود في الخريف والربيع

فرانكنشتاين ووحشه عائدان بقوّة، والصرخة التي أيقظت هوليوود نتج عنها فيلمَان جديدَان سيُطلقان خلال الأشهر المقبلة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق عبارة الذكاء الاصطناعي تظهر إلى جانب لوحة مفاتيح وروبوت في صورة مركبة (رويترز)

هوليوود تدعو ترمب إلى حماية السينما من الذكاء الاصطناعي

دعت أكثر من 400 شخصية هوليوودية البيت الأبيض إلى حماية حقوق المؤلف المتعلقة بالأعمال السينمائية والموسيقية لمنع استغلالها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق فريق فيلم Anora الحائز على 5 جوائز أوسكار (أ.ب) وأوسكار أفضل وثائقي للفيلم الفلسطيني الإسرائيلي No Other Land  (أ.ف.ب)

أوسكار 2025: 5 نجوم للسينما المستقلّة ونَصرٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك

مفاجأتان في ليلة الأوسكار. الأولى عنوانها «أنورا»، الفيلم الذي حقق انتصاراً للسينما المستقلّة. والثانية فوزٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك لفيلم «لا أرض أخرى».

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون فريق عمل فيلم «أنورا» (رويترز)

الفيلم المستقل «أنورا» يحصد 5 جوائز في «الأوسكار»

اختتام فعاليات جوائز «الأوسكار» بنسختها الـ 97 من على مسرح «دولبي» في هوليوود.

«الشرق الأوسط» (هوليوود)

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
TT

في «أوكسفورد»... شربوا من كأس مصنوعة من جمجمة بشرية

الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)
الجمجمة تحوَّلت لأداة مائدة (جامعة أكسفورد)

يكشف كتابٌ جديدٌ عن الاستخدام الطويل لكأس في كلية وورسيستر، ما يلقي الضوء على التاريخ الاستعماري العنيف المُرتبط بالرفات البشرية المنهوبة، وفق البروفيسور دان هيكس.

وفي كتابه، «كل نصب سيسقط»، يتتبَّع هيكس، وهو أمين علم الآثار العالمية في متحف بيت ريفرز بجامعة أوكسفورد، «التاريخ المخجل للجمجمة»، ويميط اللثام عن ماضٍ استعماري عنيف يتعلَّق باستخدام رفات بشرية، مشيراً إلى أنَّ أكاديميين في الجامعة دأبوا، على مدى عقود، على استخدام كأس مصنوعة من جمجمة بشرية لشرب النبيذ.

وذكرت «الغارديان» أنّ الكأس المصنوعة من الجزء العلوي من الجمجمة والمزيَّنة بحافة وقاعدة من الفضة، استُخدمت بانتظام في حفلات العشاء الرسمية بكلية وورسيستر حتى عام 2015. ووفق هيكس، كانت تُستخدم أيضاً أحياناً لتقديم الشوكولاته.

وأدّى تزايُد القلق بين الأساتذة والضيوف إلى إيقاف هذا الطَقْس في قاعة الأساتذة عام 2015. وفي 2019، دعت الكلية، هيكس، إلى التحقيق في أصل الجمجمة، وكيف تحوّلت إلى ما وصفه بـ«أداة مائدة مقزّزة».

ويشير إلى أنّ النقاش حول إرث الاستعمار غالباً ما يتركز على شخصيات بريطانية بارزة، مثل سيسيل رودس أو إدوارد كولستون، الذين خُلِّدوا بتماثيل أو مؤسّسات تحمل أسماءهم، لكنه يرى أنَّ ضحايا الاستعمار هُمِّشوا ومُحيت هوياتهم من الذاكرة نتيجة أفكار عنصرية عن التفوّق الثقافي والبيولوجي للعرق الأبيض البريطاني، مضيفاً: «نزع الإنسانية وتدمير الهويات كانا جزءاً من هذا العنف».

ورغم أنَّ هوية صاحب الجمجمة لا تزال مجهولة، أظهر التأريخ بالكربون أنَّ عمرها يُقدّر بنحو 225 عاماً. ويُرجح، استناداً إلى الحجم وأدلة ظرفية، أنها تعود لامرأة مُستَعبدة من منطقة الكاريبي.

في المقابل، فإنَّ مالكي الكأس معروفون جيداً، فقد تبرَّع بها لكلية وورسيستر عام 1946 أحد خرّيجيها، جورج بيت ريفرز، واسمه منقوش على حافتها الفضية. وكان جورج من أنصار علم تحسين النسل، واحتجزته السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية لدعمه الزعيم الفاشي أوزوالد موزلي.

الكأس كانت جزءاً من مجموعة خاصة أقلّ شهرة لجدّه، أوغستوس هنري لين فوكس بيت ريفرز، الجندي البريطاني وعالم الآثار الفيكتوري، ومؤسِّس متحف بيت ريفرز عام 1884. وقد اشتراها من مزاد لدار «سوذبيز» في العام عينه. وتُظهر قائمة البيع أنها كانت مزوَّدة بقاعدة خشبية مزيَّنة بعملة شيلينغ من عهد الملكة فيكتوريا. وتُشير علامات الفضة إلى أنها صُنعت في 1838؛ عام تتويج الملكة.

أما البائع، فكان المحامي وخرّيج كلية أورييل، برنارد سميث، الذي كان يجمع الأسلحة والدروع، ويعتقد هيكس أنَّ الكأس ربما كانت هدية من والده الذي خدم في البحرية الملكية بمنطقة الكاريبي.

من جهتها، عبَّرت رئيسة المجموعة البرلمانية الخاصة بالتعويضات الأفريقية، النائبة العمالية بيل ريبييرو آدي، عن اشمئزازها، قائلة: «من المُقزّز أن نتخيّل أكاديميي أوكسفورد وهم يجلسون في هذا المعقل المترف، الغني بعائدات قرون من العنف والنهب الاستعماري، يشربون من جمجمة بشرية ربما تعود لامرأة مُستَعبدة، جُرّدت من إنسانيتها إلى حد تحويلها أداةَ مائدة».

وبدوره، قال متحدّث باسم كلية وورسيستر إنَّ الكأس كانت تُعرض أحياناً ضمن مجموعة الفضة الخاصة بالكلية في القرن الـ20، واستُخدمت مرات محدودة بعد عام 2011، قبل أن تُسحَب تماماً قبل 10 سنوات. وأضاف: «بناءً على نصائح علمية وقانونية، قرَّر مجلس الكلية حفظ الكأس في الأرشيف بطريقة محترمة، مع فرض حظر دائم على الوصول إليها»، مشيراً إلى أنَّ الدكتور هيكس أقرّ في كتابه بأنّ الكلية تعاملت مع الأمر بمسؤولية وأخلاقية.

ويعرض الكتاب كذلك جماجم أخرى نُهبت من ساحات المعارك الاستعمارية، واحتُفظ بها في منازل شخصيات بارزة أو تبرّعوا بها للمتاحف، ومن بين هؤلاء، اللورد غرينفيل، القائد العسكري البريطاني الذي يحمل برج كنسينغتون اسمه، والذي احتفظ بجمجمة أحد زعماء الزولو بعد مقتله على يد الجيش البريطاني في معركة «أولوندي» عام 1879.