كشف الملياردير الأميركي بيل غيتس عن أن أطفاله الثلاثة لم يكونوا ليفلتوا من العقاب على ما فعله عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، مثل التسلل خارج المنزل بهدف البرمجة حتى بعد الساعة الثانية فجراً، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».
كان مبرر الملياردير المستقبلي للتسلل بسيطاً: فلم يكن أحد يملك جهاز كمبيوتر ضخماً ومكلفاً في منزله في ذلك الوقت، وأراد أن يقضي المزيد من الوقت في فهم التكنولوجيا. وكان والداه مشغولين للغاية بحياتهما المهنية - كان والده محامياً، ووالدته ناشطة مدنية - فلم يلاحظا أن ابنهما المراهق كان يتسلل خارج المنزل، على حد قوله.
وأوضح: «لقد استفدت بالتأكيد من القليل من المعاملة غير المشروطة».
لقد حالفه الحظ في إبرام اتفاق مع شركة محلية في منطقة سياتل منحته وقتاً غير محدود لاستخدام الكمبيوتر، وقضى ما يقرب من أربعة أشهر يركز بشكل كبير على تعلم البرمجة، وفقاً لمذكراته الجديدة «Source Code»، التي نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر. كانت التجربة لا تقدر بثمن بالنسبة لتطوره بوصفه مبرمجاً ماهراً، كما أكد.
وأفاد غيتس: «كنا أطفالاً ... لم يكن لدى أي منا أي خبرة حقيقية في الكمبيوتر»، مضيفاً: «من دون تلك الفرصة المحظوظة من وقت الكمبيوتر المجاني - دعنا نسميها أول 500 ساعة - ربما لم تكن الساعات الـ9500 التالية قد حدثت على الإطلاق».
مع تزايد كفاءة غيتس في البرمجة، بدأ يفكر في التطبيقات الواقعية المحتملة لمهاراته الجديدة، مثل كتابة برامج لأجهزة الكمبيوتر الشخصية، الفكرة التي أطلقت «مايكروسوفت»، وهي لحظة أساسية ربما لم يختبرها أبداً، إذا كان قد مكث في غرفة نومه كل ليلة، كما أوضح.
«لماذا إضاعة الوقت؟»
في المذكرات، كتب غيتس عن بعض الحريات التي منحها له والداه المنفتحان، حيث سمحا له بقضاء ساعات في القراءة والتفكير في غرفته وسمحا له بالذهاب في رحلات لمدة أسبوع في الجبال حول سياتل دون إشراف من شخص بالغ.
في سن الثالثة عشرة، بدأ في ركوب حافلة عبر المدينة لمدة 20 دقيقة بانتظام إلى أحد المكاتب للقيام ببعض أعمال البرمجة في وقت متأخر من الليل، دون علم والديه. يتذكر أنه فكر: «لماذا أضيع وقتي هنا بينما أستطيع الجلوس أمام الكمبيوتر؟».
لقد كلفت شركة محلية «Computer Center Corp»، غيتس وأصدقاءه من نادي الكمبيوتر في مدرسة ليكسايد في سياتل، بما في ذلك المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت»، بول ألين، بتحديد الأخطاء في أكواد البرمجة الخاصة بها. وكتب غيتس أن الشركة أعطتهم وقتاً غير محدود لكتابة واختبار أكوادهم الخاصة، بما في ذلك الوصول للأجهزة بعد ساعات العمل في المقابل.
وتابع: «لم يتساءل أحد عن سبب خروج طفل بمفرده في ذلك الوقت». كان غيتس يمشي أحياناً لمدة 45 دقيقة إلى المنزل إذا فاتته الحافلة الأخيرة في الساعة الثانية صباحاً: «أعيد كتابة التعليمات البرمجية في رأسي، وأتجاهل طلاب جامعة واشنطن الذين يتدفقون من الحانات والمقاهي».
لقد اكتشف والداه الأمر في النهاية، وأفاد: «قالا لي، (مرحباً...عليك أن تنام. لا يُفترض بك أن تفعل مثل هذه الأشياء)».
أما بالنسبة لأطفاله الثلاثة، الذين أصبحوا الآن بالغين، فأشار غيتس إلى أنه يعتقد أنه سيكتشف الأمر إذا تسللوا للخارج في منتصف الليل، وهو سلوك لن يوافق عليه أبداً، بصفته أباً».
وقال: «لقد كنت بالتأكيد والداً أكثر ملاحظة، بمساعدة كبيرة من (زوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس)... جميع أطفالي أصبحوا جيدين للغاية. لذا، أعتقد أن هناك مسارات متعددة للنجاح».