مهرجان دولي في أسوان يحتفي بفولكلور الشعوب وظاهرة تعامد الشمس

بمشاركة 26 فرقة فنية عربية وأجنبية

جانب من عروض الفنون الشعبية المصاحبة لمهرجان أسوان (محافظة أسوان)
جانب من عروض الفنون الشعبية المصاحبة لمهرجان أسوان (محافظة أسوان)
TT

مهرجان دولي في أسوان يحتفي بفولكلور الشعوب وظاهرة تعامد الشمس

جانب من عروض الفنون الشعبية المصاحبة لمهرجان أسوان (محافظة أسوان)
جانب من عروض الفنون الشعبية المصاحبة لمهرجان أسوان (محافظة أسوان)

وسط أجواء يغلب عليها الطابع الفولكلوري على نهر النيل، وبمشاركة 26 فرقة للفنون الشعبية من مصر والدول العربية والأجنبية، احتضنت محافظة أسوان (جنوب مصر) مهرجان «أسوان الدولي للثقافة والفنون» في دورته 12، متضمناً كثيراً من الفعاليات، ضمن الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس.

المهرجان الذي انطلق بعروض باهرة على مسرحٍ بكورنيش النيل، افتتحه محافظ أسوان، اللواء الدكتور إسماعيل كمال، الأحد، وتتواصل فعالياته حتى الأحد المقبل 22 فبراير (شباط)، وهو اليوم الثابت لتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل.

وقال المحافظ إن «محافظة أسوان هي عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الأفريقية؛ كما أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي»، مؤكداً في بيان للمحافظة، الاثنين، أن «المحافظة يسعدها تنظيم هذا الحفل وسط ترحيب من أهالي أسوان أصحاب العمائم البيضاء والقلوب الطيبة، ضمن فعاليات مهرجان تعامد الشمس».

يُذكر أن تعامد الشمس على معبد أبو سمبل من الظواهر الفريدة التي تشير إلى براعة المصريين القدماء في مجالي الفلك والعمارة، ويقع هذا الحدث مرتين سنوياً يومي 22 أكتوبر (تشرين الأول) و22 فبراير من كل عام، ويرجح علماء ومؤرخون أن اليومين يمثلان يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني، ويوم تنصيبه على العرش.

وعدّ محافظ أسوان «مهرجان الثقافة والفنون من أبرز المهرجانات التي تُقام بالمحافظة خلال السنوات الأخيرة؛ ويضيف زخماً فنياً وثقافياً وسياحياً لأسوان بوصفها مركزاً لتلاقي الحضارات والثقافات والفنون».

فرق فنون شعبية من دول مختلفة تشارك في المهرجان (محافظة أسوان)

وقال نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، محمد عبد الحافظ ناصف إن «هذا المهرجان يعتمد على حدث فريد وظاهرة فلكية فريدة، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس يوم 22 فبراير»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المهرجان من المهرجانات المهمة التي تقيمها وزارة الثقافة بالتعاون مع المحافظات، وجاء في موسم مهم بالنسبة لمحافظة أسوان، ويتم بالتعاون بين وزارة الثقافة والمحافظة ليقدم المهرجان فنون الفولكلور المتنوعة في محافظات وأقاليم مصر، بوصف ذلك نوعاً من أنواع القوى الناعمة، بالإضافة إلى حضور عدد من الدول العربية والأجنبية المشاركة التي قدمت أيضاً فنونها الشعبية، وفلسطين ضيف الشرف لهذا المهرجان».

ولفت ناصف إلى أن «هيئة قصور الثقافة تشارك بكثير من الفعاليات تحت إشراف اللواء خالد اللبان رئيس الهيئة، وقد شهدت أسوان حضوراً سياحياً كبيراً في هذا الموسم، وتضاعف الحضور ونسبة الإشغالات في الفنادق خلال المهرجان الذي يعد من أهم عوامل الترويج للسياحة الثقافية، تحديداً المرتبطة بالمزارات الأثرية».

وافتتح المحافظ معرضاً للفنون التشكيلية يتضمن 50 عملاً ما بين لوحات فنية وصور فوتوغرافية، وتم خلال الافتتاح تقديم كثير من العروض الفنية والاستعراضية التي تعبر عن ثقافات وتراث الشعوب التي تمثلها الفرق الفنية المشاركة بالمهرجان، وهي فرق من 14 دولة أجنبية وعربية هي: الهند، والصين، وصربيا، وبولندا، وبنما، وليتوانيا، واليونان، وسريلانكا، وكولومبيا، وسلوفاكيا، والتشيك، وتونس، والجزائر، وفلسطين، بالإضافة إلى 12 فرقة مصرية.

معرض للفنون التشكيلية ضمن فعاليات المهرجان (محافظة أسوان)

وعدّ المتخصص في الإرشاد السياحي والحضارة المصرية الدكتور محمود المحمدي، الفولكلور الشعبي جزءاً من السياحة الثقافية، حيث يعرض الرقصات والإيقاعات المختلفة، مثل التحطيب، والبامبوطية، والسمسمية، والاستعراضات الصعيدية والبحراوية، وأيضاً الرقصات البدوية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الفرق ستتجه إلى منطقة أبو سمبل لمشاركة العالم كله الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثاني يوم 22 فبراير، حيث تعد تلك الظاهرة من عجائب قدرة المصريين المعمارية والفلكية».


مقالات ذات صلة

عيد «هولي»... كيف تحتفل الهند بمهرجان الألوان؟ (صور)

يوميات الشرق هندوس يحتفلون بعيد هولي وسط الألوان في الهند (رويترز)

عيد «هولي»... كيف تحتفل الهند بمهرجان الألوان؟ (صور)

امتلأت الأجواء بألوان زاهية، حيث احتفل ملايين الناس في جميع أنحاء جنوب آسيا بعيد «هولي»، وهو مهرجان الألوان الهندوسي الذي يُشير إلى حلول الربيع في الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق وفاء الحكيم خلال العرض (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

عرضان مصريان في مهرجان الفجيرة المسرحي

تشهد الدورة الـ11 من مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» المقرر إقامته خلال الفترة من 10 إلى 18 أبريل (نيسان) المقبل بالإمارات مشاركة 18 عرضاً عربياً ودولياً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الأطفال يحبون الزامبو (إنستغرام)

«الزامبو» أحد أغرب المهرجانات في المنطقة العربية

احتفلت مدينة الميناء في طرابلس، شمال لبنان، بواحدٍ من أغرب المهرجانات التي يمكن أن تراها على الإطلاق.

سوسن الأبطح (طرابلس (شمال لبنان))
سينما من «كثبان- 2»: أفضل تصوير (وورنر)

يومان على الأوسكار... من سيفوز ولماذا؟

يومان فقط يفصلانا عن حفل جوائز الأوسكار الـ97. تلك الجائزة الأقدم تاريخياً والأكثر متابعة بين كل الجوائز السنوية.

محمد رُضا (لندن)

«طبلة الست» تستعيد الفولكلور المصري في ليالي رمضان

فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«طبلة الست» تستعيد الفولكلور المصري في ليالي رمضان

فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة «طبلة الست» قدّمت الفولكلور المصري وأغاني رمضان (وزارة الثقافة المصرية)

بأغاني الفولكلور المصري الصعيدي والفلاحي، وأغنيات حديثة؛ مثل: «أما براوة» لنجاة، و«شكلاتة» لسعاد حسني، و«الأقصر بلدنا» لمحمد العزبي، و«العتبة جزاز» و«وحوي يا وحوي» وغيرها؛ أحيت فرقة «طبلة الست» إحدى الليالي الرمضانية، الجمعة، ضمن برنامج «هل هلالك» الذي تنظّمه وزارة الثقافة المصرية في ساحة الهناجر بدار الأوبرا.

وشهد الحفل الذي تضمّن فقرات متنوعة، مثل عرض «الليلة الكبيرة»، حضوراً جماهيرياً حاشداً مع منصة «غناوي زمان» للفنان عبد الرحمن عبد الله والفنانة أمنية النجار، اللذَيْن قدما عدداً من الدويتوهات الشهيرة، ومنصة «مزيكا» التي يقدّمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش، عازفاً مجموعة من المقطوعات الموسيقية لأغاني كبار نجوم الطرب في مصر.

وتفاعل جمهور مسرح ساحة الهناجر مع غناء فرقة «طبلة الست» حين قدّمت أغنية «يا حبيبتي مصر»، وظلّ علم مصر يرفرف في أيدي الجمهور. كما قدّمت الفرقة خلال الحفل باقة من الأغاني، من بينها: مقطوعات من أشهر أغاني رمضان، و«جانا الهوا»، و«يا عشاق النبي»، إلى جانب مجموعة من أغاني الفولكلور الصعيدي.

حضور جماهيري وتفاعل مع ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

وقالت قائدة الفرقة، سها محمد علي، إنهن حرصن على تقديم أغانٍ متنوعة من التراث المصري، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قدّمنا عدة أغانٍ وسط تفاعل الجمهور بشكل كبير، منها أغاني (آه يا لا للي) من الفولكلور الصعيدي، وكذلك (جانا الهوا) لبليغ حمدي، و(يا عشاق النبي)، ومجموعة كبيرة من الأغاني المناسبة لليالي رمضان المبهجة».

وتابعت: «كنا من ضمن فقرات الليلة التي ضمّت عروضاً أخرى كثيرة، مثل (الليلة الكبيرة)، وعزف على الكمنجة وغيرها، وفرحنا جداً بالجمهور الكبير الذي تفاعل مع أغاني الفولكلور والتراث المصري».

وبدأت «طبلة الست» قبل ست سنوات، وأوضحت سها: «بدأت فكرة الفرقة من استدعاء التراث والفولكلور المصري، حين توجّهت عام 2019 لدراسة العزف على الطبلة، وبدأت أتحدث مع فتيات أخريات لتكوين الفرقة والانضمام إليها، وبالفعل تحمّسن وانضممن إلى الفرقة، ووصل عدد أعضائها الآن إلى 10 فتيات».

تتراوح أعمار الفتيات والسيدات المشاركات في الفرقة بين 20 و30 سنة، بعضهن يعملن في شركات غير متخصصة بالفن، والعدد الآخر ما زلن في مرحلة الدراسة، إلا أن الشغف بالفن والعزف على الدف أو الطبلة أو الغناء هو الذي جمعهن، كما تقول سها.

فرقة «طبلة الست» (صفحة الفرقة على «فيسبوك»)

وأوضحت أنها مهتمة جداً بالتاريخ المصري القديم، والفرقة حريصة على تقديم أغنية «شهور السنة» التي تتغنّى بأسماء الشهور المصرية القديمة مقترنة بأمثال شعبية مثل: «توت... قول للحر يموت»، و«طوبة... يخلّي الصبية كركوبة» دليل على البرد الشديد، والشهر الذي يحل حالياً «برمهات... روح الغيط وهات» دليل على نضج المحاصيل، ومثل «أبيب... أبو اللهاليب يخلّي العنب يطيب»، و«أمشير... أبو الزعابيب الكتير» دليل على التقلبات الجوية.

وأبدى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أمنيته بزيادة الفرق التي تقدّم الفولكلور المصري، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الفولكلور عزيز علينا جميعاً بوصفنا مصريين، وتبرز أهميته في تنمية الحس الوطني والاجتماعي لدى الأشخاص من خلال نقل الموروث والتغنّي به؛ مما يساعد الأجيال الحالية على الاستماع لما تغنّى به أجدادهم؛ مما يُسهم في الحفاظ على الهوية المصرية».