أسطورة الجاز هانكوك ومُلهمة الملايين سيغل: السعودية مستقبلٌ واعد للموسيقى

عبَّرا لـ«الشرق الأوسط» عن دهشتهما للتحوّل في المملكة واستعداهما للتعاون

هانكوك مُمسكاً بالعود على الطريقة السعودية ومتحدّثاً لجمهور حفل الرياض (الشرق الأوسط)
هانكوك مُمسكاً بالعود على الطريقة السعودية ومتحدّثاً لجمهور حفل الرياض (الشرق الأوسط)
TT

أسطورة الجاز هانكوك ومُلهمة الملايين سيغل: السعودية مستقبلٌ واعد للموسيقى

هانكوك مُمسكاً بالعود على الطريقة السعودية ومتحدّثاً لجمهور حفل الرياض (الشرق الأوسط)
هانكوك مُمسكاً بالعود على الطريقة السعودية ومتحدّثاً لجمهور حفل الرياض (الشرق الأوسط)

كشف أسطورة الجاز العالمي هيربي هانكوك، وصاحبة الصوت المُلهم الأميركية جانيس سيغل، اللذان أقاما حفلاً موسيقياً حاشداً في الرياض، عن رغبة أكيدة لفتح باب التعاون بين معهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز والموسيقيين والموسيقيات في السعودية، معبّرَيْن عن دهشتهما للتحوّل الكبير الذي تشهده المملكة.

هانكوك يعزف وسيغل تغنّي على مسرح «مركز الملك فهد الثقافي» في الرياض (الشرق الأوسط)

وأقام هانكوك وسيغل حواراً موسيقياً، تلاه حفل كبير في «مركز الملك فهد الثقافي»، الثلاثاء، بتنظيم من «هيئة الموسيقى السعودية»، وبالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرياض، ومعهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز في جامعة كاليفورنيا.

هانكوك مع الفرقة الموسيقية على المسرح (الشرق الأوسط)

ولبَّى هانكوك الدعوة لتعزيز التبادل الثقافي بين المملكة وأميركا، تأكيداً لقدرة الموسيقى على مدّ جسور التواصل بين الشعوب. وقدَّم هانكوك مسيرة من الإبداع الفنّي امتدّت أكثر من 60 عاماً، فأعاد تعريف موسيقى الجاز بتعاونه مع فرقة مايلز ديفيس الأسطورية، ومن خلال ألبوماته التي شكَّلت علامة فارقة في تاريخ الموسيقى، فيما حصد خلال هذه المسيرة 14 جائزة «غرامي» وجائزة «أوسكار».

هانكوك يعزف وسيغل تغنّي لدى إحيائهما الحفل الجماهيري في الرياض (الشرق الأوسط)

وشاركت الأسطورة هانكوك، النجمة العالمية جانيس سيغل، الصوت النسائي الأميركي الذي ألهم الملايين، وصاحبة 10 جوائز «غرامي»، التي عملت عضوةً مؤسِّسةً في فرقة «ذا مانهاتن ترانسفير»، في حوار موسيقي ضمن الفرقة الموسيقية التابعة لمعهد هيربي هانكوك لموسيقى الجاز.

موسيقى الجاز في السعودية

في هذا السياق، قال هانكوك لـ«الشرق الأوسط»: «في السعودية، ثمة ارتباط عميق بموسيقى الجاز والنوع الذي أعزفه. أتطلّع للحصول على مزيد من التفاعل مع الموسيقيين هنا. المستقبل الموسيقي أكثر من واعد، والمواهب تتعدَّد وتتطوَّر. يمكنني أن أرى مستقبلاً مشرقاً جداً».

هانكوك يُحيّي جماهير الحفل الموسيقي في الرياض (الشرق الأوسط)

وتابع: «أودّ العودة إلى هنا. أرغبُ في تأسيس قاعدة، وخَلْق تعاون سعودي مع معهد هيربي هانكوك للجاز، للعمل مع موسيقيي المنطقة مستقبلاً. إنْ أمكن ذلك، فسيكون رائعاً. ولأننا نعمل في جميع أنحاء العالم، نشاء أن يكون لمعهدنا فرعٌ في الرياض أو مكانٍ آخر في السعودية. ذلك سيكون أول تمديد لمعهدنا خارج الولايات المتحدة».

وعن المرّة الأولى التي يزور فيها المملكة، قال: «قضيتُ وقتاً رائعاً، فالجميع يعاملني كأنني ملك. كان الطعام السعودي لذيذاً. أنا نباتي، ومن السهل بالنسبة إليّ الحصول على الطعام الذي أحتاج إليه. أشعر بأنه مرحَّب بي وأحببتُ الشعب والبلد».

وتابع: «لفتني التحضير الجيّد للحفل الذي أقمتُه في (مركز الملك فهد الثقافي)، وأشعر بأنه مثَّل الأمل للمستقبل والإحساس بالتقدّم وعَبَق التاريخ».

جانيس سيغل تتحدّث إلى جماهير الحفل الموسيقي بالرياض (الرياض)

ووفق هانكوك، ضجَّ المكان بالمجتمع الثقافي والمغنّين الذين قدّموا أنواعاً مختلطة بأصوات جميلة متناغمة، مضيفاً: «المواهب السعودية مذهلة، وكذلك التجربة. رأيتُ تحوّلاً كبيراً في السعودية، وبوقت قصير جداً تكيَّف معه الجميع وصنع الصورة الزاهية الحالية. الفرص تُفتَح للنساء، وهو أمر رائع حقاً. استمتعتُ بكل دقيقة من وجودي هنا، وأتطلّع للعودة مجدّداً».

هانكوك يُحييّ الجمهور (الشرق الأوسط)

تجربة مذهلة

من جهتها، قالت جانيس سيغل: «لقائي بجمهور الرياض كان تجربة مذهلة. فالموسيقيون السعوديون والنساء اللواتي قابلتهن، جعلوا انطباعاتي الأولى عن البلاد مفاجئة. لم أعلم أنني سأجد واقعاً مختلفاً عن الصورة المرسومة مسبقاً. وجدتُ الدفء والضيافة الجميلة الصادقة. موسيقيات سعوديات تحدّثن عن الفرص في بلد يتغيّر بسرعة، وجعلنني أختبر شيئاً آخر مذهلاً من الدفء والتواصل».

وأضافت سيغل: «تحدّثنا عن قضايا مختلفة، كما تحدّثتُ مع موسيقيين من جميع الأنواع: نساء DJs، ونساء في فرقة روك نفسية، ونساء مهتمّات بالجاز والسوينغ. جميعهن يتمتّعن برغبة حقيقية منبعها الموهبة الخصبة. وجدت لدى السعوديات الجرأة للتعبير عن أنفسهن من خلال الموسيقى بشكل إبداعي. هذه الرغبة ستزداد قوة وتنمو مع استمرار تغيُّر المملكة».

وتابعت: «الحياة الإبداعية ليست فقط في صنع الموسيقى أو الفنّ. إنها الطريقة التي تعيش بها حياتك. وبكوني أميركية، أشعر بالفخر لأننا قادرون على مشاركة ذلك مع العالم عموماً والسعودية خصوصاً».

وأضافت سيغل: «الجاز أسلوب تعبير أميركي متطوّر. إنه واحد من إسهاماتنا الجيّدة للعالم، وتعبير عن الحرّية وما يمكن أن تفعله الحرّية الإبداعية. ورغم اختلاف المناخ الموسيقي في السعودية عن نشأتي في أميركا، ثمة لغة مشتركة رفيعة الإحساس تجمعنا».

وختمت سيغل: «من الخصائص البشرية الرغبة في التعبير عن النفس بشكل إبداعي. لذا؛ أقول للموسيقيين السعوديين والسعوديات، حافظوا على تلك النيران مشتعلةً، واستمرّوا في المضي قُدماً. الإصرار والمرونة يجب تشجيعهما».


مقالات ذات صلة

«متحف مصرف لبنان» يفتح أبوابه بعد غياب

يوميات الشرق إعادة فتح «متحف مصرف لبنان» ابتداء من 1 فبراير المقبل (موقع المتحف)

«متحف مصرف لبنان» يفتح أبوابه بعد غياب

يُعدّ «متحف مصرف لبنان» من المتاحف اللبنانية المختلفة عن غيرها... محتواه من عملات نقدية وورقية يطّلع من خلاله زائره على تاريخ لبنان عبر العملات.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق له شروطه ومزاجه (الجمعية الملكية لحماية الحيوان)

القطّ «مصاص الدماء» يبحث عن منزل جديد

يبحث قطٌّ أسود ذو أنياب تُشبه مصاصي الدماء عن شخص يتقبّل هيئته المُخيفة بعدما أمضى 4 أشهر في ملجأ للحيوانات ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حبيب الملايين (فيلدينغز)

رسائل «نادرة ومثيرة» تبادلها صنَّاع شخصية «ويني ذا بوه» للبيع

تُعرَض هذا الأسبوع للبيع في مزاد مجموعةٌ «نادرة وفريدة ومثيرة جداً» من الرسائل الأصلية والرسوم المتبادلة بين مُبدعي شخصية «ويني ذا بوه» الكرتونية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشاهير تُرعبُهم الجماهير... «المهاتما» هرب من المحكمة وفنانة فقدت الوعي على المسرح

مشاهير تُرعبُهم الجماهير... «المهاتما» هرب من المحكمة وفنانة فقدت الوعي على المسرح

لا يقتصر قلق الأداء أمام الجمهور على الأشخاص العاديين، بل هو حالة نفسية معقّدة يعاني منها كبار النجوم. ماذا يقول علم النفس عنها وما أساليب السيطرة عليها؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان أحمد مناويشي ولوحاته (إنستغرام «آرت ديستريكت»)

معرض «نسيج الشتاء»... تحيكه أنامل دافئة تعانق الشاعرية

يتمتع شتاء لبنان بخصوصية تميّزه عن غيره من المواسم، تنبع من مشهدية طبيعة مغطاة بالثلوج على جباله، ومن بيوت متراصة في المدينة مضاءة بجلسات عائلية دافئة.

فيفيان حداد (بيروت)

محمد بن راشد يكرّم الفائزين بجائزة «نوابغ العرب 2024»

الشيخ محمد بن راشد مع الفائزين الستة بجائزة «نوابغ العرب 2024» (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد مع الفائزين الستة بجائزة «نوابغ العرب 2024» (الشرق الأوسط)
TT

محمد بن راشد يكرّم الفائزين بجائزة «نوابغ العرب 2024»

الشيخ محمد بن راشد مع الفائزين الستة بجائزة «نوابغ العرب 2024» (الشرق الأوسط)
الشيخ محمد بن راشد مع الفائزين الستة بجائزة «نوابغ العرب 2024» (الشرق الأوسط)

كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفائزين الستة بلقب جائزة «نوابغ العرب 2024»، والتي تهدف لتكريم المبدعين العرب في عدد من القطاعات الحيوية كالاقتصاد والطب والهندسة والأدب والعلوم والتكنولوجيا والهندسة.

العقول العربية

وأكد الشيخ محمد بن راشد أن العقول العربية الفذة التي تستحق التقدير والدعم هي منارات للإبداع والإنجاز والتميّز، مبيناً أن العالم العربي يتطلع إلى استدامة الأثر الإيجابي لمنجزات أبنائه في ميادين العلم والمعرفة والثقافة والعمران، من خلال مشاريع استراتيجية كمبادرة «نوابغ العرب»؛ لأنهم يسهمون في بناء الإنسان وإثراء المعرفة وتصميم مستقبل أفضل للبشرية.

وقال: «كرمنا اليوم (نوابغ العرب)، في متحف المستقبل. نعتز بهم وبما قدموه من إسهامات رائدة في العلوم والآداب والثقافة والفنون والعمران والتنمية والمجتمع المعرفي العالمي. هذه خطوة ملموسة لاستئناف حضارتنا العربية ومضاعفة مساهمة منطقتنا في الحضارة الإنسانية».

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «نبارك معاً للفائزين بجائزة (نوابغ العرب 2024): البروفيسور أسامة خطيب عن فئة الهندسة والتكنولوجيا، والفنان ضياء العزاوي عن فئة الأدب والفنون، والبروفيسور عمر ياغي عن فئة العلوم الطبيعية، والبروفيسورة ياسمين بلقايد عن فئة الطب، والمهندس سهل الحياري عن فئة العمارة والتصميم، والبروفيسور ياسين آيت سحالية عن فئة الاقتصاد... وندعوهم لمواصلة إسهاماتهم ومنجزاتهم التي تلهم الملايين في منطقتنا والعالم».

وأشار إلى أن مشروع «نوابغ العرب» مشروع متكامل لتمكين العقول العربية الملهمة، والتزام مستمر بدعم المبدعين والعلماء والمفكرين من منطقتنا وتوسيع أثر إنجازاتهم.

وأكد الشيخ محمد بن راشد أن العالم العربي قادر على نهضة علمية وحضارية جديدة تستفيد من أدوات المعرفة وتقنيات المستقبل، وأن القادم أفضل للعقول العربية في المنطقة والعالم، وخاصة منها الشباب بمواهبهم الواعدة والذين يتطلعون إلى نوابغ العرب كقدوة ويستلهمون تجاربهم المتميزة كمسار للنجاح.

التغير الحقيقي

من جهته، قال محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، إن الشيخ محمد بن راشد يجمع الحضور اليوم في متحف المستقبل، إيماناً منه بأن تمكين العقول العربية النابغة هو الذي سيحدث تغييراً حقيقياً في واقع المنطقة.

وأضاف القرقاوي: «هناك نحو 450 مليون نسمة في الوطن العربي، أغلبهم دون سن الخامسة والعشرين. هؤلاء الشباب يحملون أحلاماً، وأفكاراً وطموحاً، وطاقات وقدرات. تنتظر من يؤمن بها، ويمكّنها، ويطلق أقصى إمكاناتها، فالإيمان بقدرات شبابنا يمنحهم القوة لتغيير واقعنا، ومنطقتنا، بل العالم بأسره».

وتابع: «تمكين العقول العربية ليس مجرد فعل عطاء، بل هو مسؤولية مشتركة نحو استئناف حضارتنا، لتعود منطقتنا منارة حضارية بأبنائها وعلمائها ومبدعيها. فلا يمكن لمنطقة ورثت أعرق الحضارات أن تسقط من ذاكرة التاريخ، وكما يقول سموّه: (الطريق الوحيد للحضارة هو العِلْم، ورجاله العُلماء، ونجاحه بدعم الحكومات، وضمانته بتسخير الموارد له)».

الإبداع العربي

وبحسب المعلومات الصادرة الخميس، تحتفي جائزة «نوابغ العرب» التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد، بالمبدعين من العقول العربية، وتسلط مزيداً من الضوء على منجزاتها، وتعزز استدامة أثرها الإيجابي في المسيرة المعرفية والحضارة الإنسانية، وتجسد دعمه لمضاعفة قدرات وإمكانات وإسهامات العقل العربي في الابتكار والتقدم العلمي والمعرفي والثقافي والفكري العالمي.

واحتفت جائزة «نوابغ العرب 2024» بفائز عن كل فئة من فئاتها الست التي شملت الهندسة والتكنولوجيا، والطب، والاقتصاد، والعلوم الطبيعية، والأدب والفنون، والعمارة والتصميم.

نوابغ العرب

وفاز بلقب «نوابغ العرب 2024» عن فئة الهندسة والتكنولوجيا البروفيسور أسامة خطيب، من مدينة حلب السورية، وهو مدير مختبر الروبوتات في جامعة ستانفورد الذي قدّم إسهامات علمية استثنائية في مجال هندسة الروبوتات وعلومها.

وحاز لقب فئة الأدب والفنون الفنان ضياء العزاوي، من العراق، والذي عُرضت إبداعاته في أبرز متاحف ومعارض العالم، وتناولت أعماله قضايا إنسانية وعربية، ودمجت بين الخط والشعر والتراث بأسلوب فني معاصر، وجعلت من الفن العربي المعاصر رسالة عالمية مؤثرة.

في حين حصد جائزة فئة العلوم الطبيعية البروفيسور عمر ياغي، من الأردن، وهو أستاذ الكيمياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي قدم إسهامات استثنائية في مجال الكيمياء الشبكية، ودعمت ابتكاراته تطوير تطبيقات رائدة لمواجهة تحديات الطاقة، والمياه، والبيئة.

بدورها، حازت البروفيسورة ياسمين بلقايد، من الجزائر، لقب «نوابغ العرب 2024» عن فئة الطب نظير تميّزها عالمياً في دراساتها العلمية وأبحاثها الطبية والسريرية المتقدمة في المناعة، والأمراض المعدية، والميكروبات، ومناعة الأنسجة.

وحصد لقب فئة العمارة والتصميم المهندس المعماري سهل الحياري، من الأردن، والذي استلهم جمال الطبيعة وعمق الهوية، وقدم تصاميم تجمع بين التراث والحداثة، وأبدع في الكثير من المشاريع المعمارية المميزة التي أثْرت المعمار العربي وأثّرت في العمارة العالمية.

وحقق لقب فئة الاقتصاد البروفيسور ياسين آيت سحالية، من الجزائر، وهو أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة برينستون، والذي قدّم إسهامات استثنائية في تطوير مقاييس اقتصادية مالية متقدمة لفهم الأنماط الاقتصادية والمالية ورسم تصورات أدائها المستقبلي، وساهم في تحسين تحليل الأسواق المالية، وتقييم المخاطر الاقتصادية، ورفع كفاءة التخطيط المالي والاقتصادي.