مدحت العدل: استوحيت «قشر البندق» من الزحام على مطعم مصري

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يفكر في تقديم جزء ثانٍ من الفيلم

لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬
لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬
TT

مدحت العدل: استوحيت «قشر البندق» من الزحام على مطعم مصري

لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬
لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬

يعود الفيلم المصري «قشر البندق» للعرض مجدداً بعد مرور ما يقرب من 30 عاماً على إنتاجه في منتصف تسعينات القرن الماضي، وذلك ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان «الجونة» السينمائي، التي تقام في الفترة من 24 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وكان المهرجان قد أعلن عن عرض 3 أفلام تم ترميمها ضمن عروض الأفلام الكلاسيكية، وهي «السلم والثعبان»، و«عمر المختار»، و«قشر البندق».

رانيا ياسين وماجد المصري في لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك)

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبّر مؤلف الفيلم السيناريست المصري مدحت العدل عن سعادته بتكريمه في مهرجان «الجونة»، الذي وصفه بمهرجان سينمائي حقيقي، وكذلك بخطوة ترميمه.

وكشف العدل عن أنه لا يفكر في تقديم جزء ثانٍ من الفيلم مجدداً، مؤكداً أن فكرة تقديم جزء ثانٍ من أي عمل من كتابته غير واردة، باستثناء فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، التي كان من المفترض تقديمه، لكن المشروع ما زال متوقفاً حتى الآن».

وقال العدل إنه استوحى فكرة «قشر البندق» من حدثين مختلفين، الأول تأثره بفيلم «إنهم يقتلون الجياد أليس كذلك»، الذي تدور أحداثه حول الأزمة الاقتصادية بأميركا أوائل الثلاثينات، مما اضطر الناس لفعل أي شيء من أجل الطعام، والحدث الثاني هو «مشاهدته زحاماً شديداً أمام مطعم في شارع (جامعة الدول العربية) بوسط القاهرة، بعد إعلانه عن تقديم جائزة وهي (سيارة) كعرض ترويجي».

محمود ياسين وحسين فهمي في لقطة من الفيلم (صفحة خيري بشارة على فيسبوك)

ويضيف العدل: «من هنا جاءتني الفكرة، خصوصاً أن الفنان والمنتج، محمود ياسين، كان يطمح لصناعة فيلم من أجل تقديم ابنته رانيا كممثلة، وبعد تفكير عميق قررت صياغة فكرة الأكل بالفيلم من أجل تقديم رانيا بشكل مميز، وفي الوقت نفسه تقديم مجموعة كبيرة من النجوم أيضاً».

لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬

وأكد العدل أن الفيلم يؤرخ لفترة مهمة من أعمال المخرج خيري بشارة ومرحلة لها طعم مختلف عن السينما السائدة في ذلك الوقت، كما أوضح العدل أن «إسناد مهمة كتابة الفيلم من قبل الفنان محمود ياسين دليل ثقة يعتز به كثيراً»، كما كشف العدل أن «الفيلم هو الخامس له مع خيري بشارة بعد (آيس كريم في جليم)، و(أمريكا شيكا بيكا)، و(حرب الفراولة)، و(إشارة مرور)».

وعن سبب اختيار «قشر البندق» اسماً للفيلم، قال العدل: «في البداية لم يكن اسمه هكذا، وليس بالضرورة أن يكون الاسم له علاقة مباشرة بأحداثه، وقشر البندق يعني صلابة الناس من الخارج لكنهم من الداخل ليسوا على ما يرام، ولكن بعد إعداد أغنية حميد الشاعري (قشر البندق)، وتسجيلها تم إطلاق الاسم تيمناً بالأغنية».

بوستر الفيلم (صفحة الناقد سامح فتحي على فيسبوك)

موضحاً أن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً وقت طرحه في دور العرض السينمائي، فقد كان من بين أسباب نجاحه مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم الشباب وصوت حميد الشاعري، وطرافة الفكرة، واختلاف المضمون.

وذكر العدل أن «تقديم الفنان محمود ياسين ابنته، من خلال إنتاجه للفيلم، حق مشروع وأن رانيا تستحق الدعم من والدها؛ لأنها ممثلة مهمة ومتميزة».

لقطة من فيلم «قشر البندق» (صفحة خيري بشارة على فيسبوك) ‫‬

وشهد فيلم «قشر البندق» الظهور الفني الأول للفنانة المصرية رانيا محمود ياسين، كما شارك في البطولة عدد كبير من النجوم من بينهم محمود ياسين، وحسين فهمي، وعبلة كامل، وحميد الشاعري، وعلاء ولي الدين، ومحمد هنيدي، وطارق لطفي، وماجد المصري، الفيلم أخرجه خيري بشارة، وكتبه مدحت العدل.

وتدور أحداث الفيلم، الذي قام بترميمه الناقد الفني المصري سامح فتحي، حول مسابقة للطعام بأحد الفنادق يشارك فيها مجموعة كبيرة من الناس بهدف الحصول على الجائزة المالية من أجل تحقيق أحلامهم، إلا أن المسابقة تنتهي بشكل مأساوي وغير متوقع للمتسابقين.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.