«البحث عن علا 2»... دراما كوميدية تستغل نجاح الجزء الأول

بطولة هند صبري وظافر عابدين

هند صبري وظافر عابدين في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
هند صبري وظافر عابدين في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«البحث عن علا 2»... دراما كوميدية تستغل نجاح الجزء الأول

هند صبري وظافر عابدين في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
هند صبري وظافر عابدين في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

تواصل الفنانة هند صبري تقديم شخصية «علا عبد الصبور» في مسلسل «البحث عن علا 2» الذي أُذيع عبر منصة «نتفليكس» أخيراً، في ست حلقات شاركها بطولتها الممثل التونسي ظافر العابدين، من إخراج هادي الباجوري، بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل الذي لعبت خلاله الدور نفسه بعنوان «عايزة أتجوز»، وإنتاج الموسم الأول من «البحث عن علا».

في الموسم الجديد ظهرت «عُلا» بعد انفصالها عن زوجها ومحاولتها إثبات نفسها ونجاحها بعملها مع إنفاقها على أبنائها ووالدتها، التي تقوم بدورها سوسن بدر، في حين تواجه مشكلة بمشروعها الخاص وسط اضطرارها لمتابعة الحياة اليومية لأبنائها في مرحلة المراهقة.

تنطلق أحداث الجزء الجديد بالغوص في الإنهاك اليومي للحياة التي تعيشها «علا عبد الصبور» بين محاولاتها حلّ المشاكل المعقدة التي تواجهها في مشروعها برفقة زملائها، ويومياتها في المنزل مع نظرة أبنائها لها بأنها مقصرة في التعامل معهم ومتابعة شؤونهم مقارنة بوالدهم الذي يسافر للدراسة في الخارج، لكنه يبقى على تواصل مستمر معهم عبر الاتصالات التي لا تنقطع، مما يجعله يعرف عنهم تفاصيل أكثر مما تعرفها عنهم رغم إقامتها معهم في المنزل نفسه.

في خضم انشغالات «علا» بالعمل ومشكلاته، وتعقيدات حياة أبنائها اليومية، تجد نفسها عاجزة عن الاستمرار في قصة الحب التي عاشتها مع عدم رغبة شريكها في اتخاذ خطوات جدية تجاه ارتباطهما، في حين تنهمك في محاولة حلّ مشاكل توفير الإمدادات من المواد الخام المزروعة، مع وفاة صاحب الأرض، ورغبة نجله العائد من باريس في بيع الأرض.

هند صبري على الملصق الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

يجسد دور «الابن كريم» العائد من باريس، ظافر عابدين الذي يدخل في مشادات مع «علا» مرات عدّة قبل أن يتغيّر موقفه من اتخاذ قرار ببيع الأرض والعودة لفرنسا بشكل نهائي ليكون برفقة والدته التي رفضت الحياة التي عاشها والده قبل سنوات وعادت إلى بلادها، ويبدأ الانخراط بشراكة معها في مشروع يغيّر مسار حياتها، لتتوالى الأحداث بإيقاع سريعٍ لم يخل من الكوميديا.

ويُثني الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين على أداء هند صبري في العمل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» قدرتها على تقديم شخصية «علا عبد الصبور» بشكل يتناسب مع مراحل حياتها العمرية بداية من ظهورها الأول بمسلسل «عايزة أتجوز» وصولاً للجزء الثاني من «البحث عن علا 2».

وأضاف أن «هند استطاعت أن تقدّم أداءً صادقاً لشخصية الأم المسؤولة عن إعالة أسرتها التي تعاني التّشتت والانشغال بأكثر من أمرٍ في الوقت نفسه، لتحقيق مصلحة أبنائها والمحيطين بها»، لافتاً إلى أن «جزءاً من المصداقية مرتبط بمناسبة العمل لمرحلتها العمرية بشكل كبير».

ويدعم الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق هذا الرأي، مشيراً إلى «تقبّل الجمهور المبدئي لفكرة تقديم أجزاء جديدة من المسلسل، مع احتفاظ الأحداث بالعالم المحيط بشخصية (علا عبد الصبور)، وفق تغيرات منطقية مرتبطة بمرور الوقت»، لافتاً إلى أن «بصمة هند صبري في العمل واضحة مع متابعتها الكتابة لتطورات الشخصية بصفتها مسؤولة عن الإنتاج الفني للموسم الجديد».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «على الرغم من مرور 14 عاماً على عرض مسلسل (عايزة أتجوز)، فإن شخصية (علا عبد الصبور) يمكن مشاهدتها في تفاصيل وأمور مختلفة؛ لكون فكرة البحث عن الذات من الأفكار غير المحدودة، مما يجعلها في طريقها للتحول لعالم درامي على غرار (عالم مارفيل)، فالأحداث تحتمل المزيد من التفاصيل الدرامية».

طارق الإبياري يتوسط هند صبري وسوسن بدر في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

وجاءت مشاركة الفنان ظافر عابدين في الموسم الجديد ليعود للتعاون درامياً مع هند صبري، بعد أن كان قد شاركها بظهوره الأول في الدراما المصرية من خلال مسلسل «فيرتيجو» الذي عُرض عام 2012، بالإضافة إلى اشتراكهما معاً في مسلسل «حلاوة الدنيا» عام 2017.

ويشير سعد الدين إلى أن «مشاركة ظافر عابدين تمثّل إضافة للعمل بشكل كبير؛ كونه من النجوم الذين يحظون بقبول جماهيري بجانب تقديمه للدور بشكل واقعي، بيد أن المسلسل في الأساس يعتمد على شخصية (علا) التي تلعب دورها هند صبري، ولكن وجود عابدين كان إحدى نقاط قوة الجزء الجديد».

وهو ما وصفه عبد الخالق بـ«الإضافة الذكية للمسلسل»، بجانب عودة طارق الإبياري الذي جسّد شخصية شقيق علا، مما زاد من جرعة الكوميديا في الأحداث.


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
الوتر السادس عامر متحمسة لإحياء حفلات غنائية (حسابها على {فيسبوك})

أيتن عامر: لن أتوقف عن مهاجمة الرجال في أغنياتي

تستعدّ الفنانة المصرية أيتن عامر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة، بعد «النجاح» الذي حققته أخيراً أغنية «إفراج»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)

شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

في رأي شكري أنيس فاخوري أن التّكريم يبرهن على حب الناس للمكرَّم فيحفّزه ويعزّز ثقته بنفسه. وصار اسمه اليوم محفوراً في القلوب وفي التاريخ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات (إنستغرام)

ندى أبو فرحات من قلب بيروت... مسرح تحت القصف

النيران تسيّج المدينة، ونارٌ من نوعٍ آخر تتّقد على خشبات مسارحها. «في انتظار بوجانغلز» جزء من هذه الفورة المسرحية البيروتية، وبطلتها الممثلة ندى أبو فرحات.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)

«الممثلين المصرية» و«المتحدة» للحدّ من «بطالة الفنانين»

بعد تفاقُم أزمة «بطالة الفنانين»، وشكوى بعضهم من عدم الاستعانة بهم، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن بروتوكول تعاون للاستعانة بالفنانين.

داليا ماهر (القاهرة )

صغار البطريق تنجو بأعجوبة من جبل جليدي شارد

جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
TT

صغار البطريق تنجو بأعجوبة من جبل جليدي شارد

جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)
جدران الجبل الجليدي حاصرت صغار البطاريق (غيتي)

انفصل في مايو (أيار) الماضي جبل جليدي ضخم عن جرف جليدي في القارة القطبية الجنوبية، لتجرفه التيارات ويتوقف مباشرةً أمام ما يمكن أن تُوصف بأنها أتعس البطاريق حظاً في العالم ليعرّض حياتها للخطر.

وشكّلت جدران الجبل الجليدي الضخمة حاجزاً، كما لو كانت باباً فاصلاً، بين مستعمرة خليج هالي والبحر، مما جعل صغار البطاريق مُحاصَرة في الداخل.

وبدا الأمر كأنه سيشكّل نهاية مأساوية للمئات من فراخ البطريق هناك، التي كانت قد فقست لتوها، والتي ربما لم تَعُد أمهاتها، التي خرجت للصيد بحثاً عن الطعام، قادرة على الوصول إليها، لكن قبل بضعة أسابيع من الآن تحرّك الجبل الجليدي مرة أخرى.

وُصفت بأنها أتعس البطاريق حظاً في العالم (غيتي)

واكتشف العلماء أن البطاريق المتشبثة بالحياة هناك، وجدت طريقة للتغلب على الجبل الجليدي الضخم، حيث تُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بشكل حصري، هذا الأسبوع، وجود حياة في المستعمرة.

وقد عاش العلماء فترة طويلة من القلق والتّرقب حتى هذه اللحظة، إذ إن الفراخ لا تزال تواجه تحدياً آخر قد يكون مميتاً خلال الأشهر المقبلة، ففي أغسطس (آب) الماضي، عندما سألت «بي بي سي»: «هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي»، عمّا إذا كانت بطاريق الإمبراطور قد نجت، لم يتمكن أعضاؤها من الإجابة، إذ قال العالِم بيتر فرتويل: «لن نعرف الإجابة حتى تشرق الشمس (على المكان)».

وكان ذلك في فصل الشتاء في القطب الجنوبي، ولذا لم تتمكن الأقمار الاصطناعية من اختراق الظلام الدّامس هناك لالتقاط صور للطيور.

ووصفها فرتويل بأنها «أتعس البطاريق حظاً في العالم»، وهو شارك في متابعة حياتها طوال سنوات، إذ تتأرجح هذه الكائنات على حافة الحياة والموت، ولم يكن ما جرى مؤخراً سوى أحدث حلقة في سلسلة الكوارث التي تعرّضت لها.

كانت المستعمرة مستقرة في الماضي، حيث كان عدد الأزواج الذين يتكاثرون يتراوح بين 14 و25 ألفاً سنوياً، مما جعلها ثاني أكبر مستعمرة في العالم، ولكن في عام 2019، وردت أنباء عن فشل كارثي في عملية التكاثر، حينها اكتشف فرتويل وزملاؤه أنه على مدى 3 سنوات، فشلت المستعمرة في تربية أي صغار.

وتحتاج فراخ البطريق إلى العيش على الجليد البحري حتى تُصبح قوية بما يكفي للبقاء على قيد الحياة في المياه المفتوحة، لكن تغيُّر المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والهواء، ممّا يُسهم في زيادة اضطراب الجليد البحري وجعله أكثر عرضة للتفكك المفاجئ في أثناء العواصف، ومع فقدان الجليد البحري، فإن الأمر انتهى بالصغار بالغرق.

وانتقل بضع مئات من البطاريق المتبقية إلى مرتفعات ماكدونالد الجليدية القريبة، واستمرت المجموعة في العيش هناك، إلى حين انفصال الجبل الجليدي «A83»، الذي يبلغ حجمه نحو 380 كيلومتراً مربعاً (145 ميلاً مربعاً).

اكتشف العلماء أن البطاريق وجدت طريقة للتغلب على الجبل الجليدي (غيتي)

وكان فرتويل يخشى حدوث انقراض لهذه الطيور بشكل كامل، وهو ما حدث لمستعمرات البطريق الأخرى، فقد حاصر جبل جليدي مجموعة منها في بحر «روس» لسنوات عدّة، مما أدى إلى فشل عملية التكاثر، وفق قوله.

وقبل أيام قليلة، عادت الشمس مرة أخرى إلى القطب الجنوبي، ودارت الأقمار الاصطناعية «Sentinel-1» التي يستخدمها فرتويل فوق خليج «هالي» لتلتقط صوراً للغطاء الجليدي.

وفتح فرتويل الملفات قائلاً: «كنت أخشى ألّا أرى شيئاً هناك على الإطلاق»، ولكن، رغم كل الصعوبات، وجد ما كان يأمل به: بقعة بُنية اللون على الغطاء الجليدي الأبيض، وهو ما يعني أن البطاريق لا تزال على قيد الحياة، وهو ما جعله يشعر «براحة كبيرة».

بيد أن كيفية نجاتها تظلّ لغزاً، حيث يصل ارتفاع الجبل الجليدي إلى نحو 15 متراً، مما يعني أن البطاريق لم تتمكن من تسلّق الجبل، ولكن فرتويل أشار إلى أن «هناك صدعاً جليدياً، ولذا ربما تمكنت من الغوص من خلاله». موضحاً أن الجبل الجليدي يمتد على الأرجح لأكثر من 50 متراً تحت الأمواج، ولكن البطاريق يمكنها الغوص حتى عُمق 500 متر، وأوضح: «حتى لو كان هناك صدع صغير، فقد تكون غاصت تحته».

وسينتظر الفريق الآن الحصول على صور ذات دقة أعلى تُظهر عدد البطاريق الموجودة هناك بالضبط، كما أنه من المقرر أن تزور مجموعة من العلماء من قاعدة الأبحاث البريطانية في خليج «هالي»، للمستعمرة للتّحقق من حجمها ومدى صحتها.

وتظل أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) منطقة سريعة التغير تتأثر بارتفاع درجة حرارة الكوكب، بالإضافة إلى الظواهر الطبيعية التي تجعل الحياة صعبة فيها.

وتُعدّ مرتفعات ماكدونالد الجليدية، حيث تعيش البطاريق الآن، منطقة ديناميكية ذات تغيرات غير متوقعة، كما أن مستويات الجليد البحري الموسمية في القارة القطبية الجنوبية تقترب من أدنى مستوياتها على الإطلاق.

ومع تحرك جبل «A83» الجليدي، تغيّرت تضاريس الجليد هناك، مما يعني أن موقع تكاثر البطاريق بات الآن «أكثر عرضة للخطر»، وفق فرتويل، حيث ظهرت شقوق في الجليد، كما أن الحافة المواجهة للبحر باتت تقترب يوماً بعد يوم.

ويحذّر فرتويل من أنه في حال تفكك الجليد تحت صغار البطاريق قبل أن تتمكن من السباحة، بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فإنها ستموت، قائلاً إنها «حيوانات مذهلة للغاية، لكن الأمر كئيبٌ بعض الشيء، فهي مثل العديد من الحيوانات الأخرى في القارة القطبية الجنوبية، تعيش على الجليد البحري، بيد أن الوضع يتغيّر، وإذا تغيّر موطنها، فلن يكون الوضع جيداً على الإطلاق».