كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

نصائح لإدارة القلق (رويترز)
نصائح لإدارة القلق (رويترز)
TT

كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

نصائح لإدارة القلق (رويترز)
نصائح لإدارة القلق (رويترز)

مواجهة القلق مباشرة والتعامل معه بشكل مختلف يمكن أن يغيرا حياتك.

هذا ما ذكره الدكتور ديفيد إتش. روزمارين، أستاذ علم النفس والأستاذ المشارك بكلية الطب في جامعة هارفارد، والذي قدَّم النصيحة في كتابه الجديد «الازدهار مع القلق: 9 أدوات لجعل قلقك يعمل لصالحك».

وتحدَّث روزمارين إلى شبكة «فوكس نيوز» عن أن التغلب على رحلته مع القلق سمح له بمساعدة الآخرين بشكل أفضل.

وفي كتابه «الازدهار مع القلق»، كتب روزمارين أنه وجد نفسه بشكل غير متوقع يعاني الاضطراب عندما أنشأ عيادة للقلق في مدينة نيويورك عام 2011.

وقال: «اجتاحتني موجة من القلق، تبع ذلك بسرعة شعور بالنقد الذاتي لكوني منافقاً، تبعته موجة من التفكير الكارثي».

ويصف شعوره بالحرج و«التوجه نحو الفشل»، متسائلاً: كيف يمكنه مساعدة الناس على التغلب على قلقهم عندما كان يعانيه هو نفسه.

وقال: «إن الحكم على نفسك بسبب شعورك بالقلق يشبه ضرب شخص عندما يكون على الأرض من أجل جعله يقف».

لكنه وجد طريقة لاتخاذ خيارات نمط حياة صحية - تناول مزيد من الأطعمة المُغذّية، وممارسة الرياضة بشكل متكرر، والانفتاح على الآخرين بشأن تحدياته.

الفوائد الخفية للقلق

يلاحظ الكتاب أن الأشخاص الذين يعانون القلق، غالباً ما يكونون ضميريين ومندفعين، مما قد يساعد في إعدادهم لأدوار القيادة.

وفقاً لروزمارين، يمكن أن يؤدي القلق أيضاً إلى فهم أكبر وقبول الذات. وقال إن القلق يمكن أن يؤدي أيضاً إلى التعاطف.

وقال روزمارين: «عندما يمر شخص بأعماق الصعوبة، يمكنه رؤية الصراع على وجه شخص آخر».

وأضاف: «إنهم يفهمون ما يعنيه الشعور بعدم الارتياح، ويمكن أن يخلق هذا التعاطفَ».

وقال إن القلق ليس مرضاً، بل «عاطفة إنسانية طبيعية نختبرها جميعاً، ويمكننا استخدامها لتحسين قوتنا الداخلية وعلاقاتنا مع الآخرين وحياتنا الروحية».

5 نصائح لإدارة القلق

وقدَّم روزمارين النصائح التالية للاستفادة القصوى من القلق.

1- التعامل معه

بدلاً من محاولة تجنب القلق، فإن المفتاح هو مواجهته أو حتى احتضانه، كما قال.

وقال روزمارين: «يمكننا انتقاد أنفسنا لشعورنا بالقلق، والانزعاج منه، والهروب منه... أو يمكننا التعامل معه».

وأضاف أن هذا يتطلب «جرعة صحية من التعاطف مع الذات»، والاعتراف بأن جزءاً من كوننا بشراً هو الشعور بالإرهاق في بعض الأحيان.

2- الحديث الإيجابي مع النفس

يقترح روزمارين، في كتابه، أن يتحدث الناس بلطف مع أنفسهم، ويسمحوا بالوقت بعيداً عن المواقف المُزعجة، وتجنب اللغة التي تنتقص الذات.

عندما غيَّر حواره الداخلي ليتحدث إلى نفسه بلطف أكثر، أصبح أكثر وعياً بذاته، ووجد قبول الذات الذي يحتاج إليه للمضي قدماً، كما كتب.

3- جرب العلاج بالتعرض

وقال عالِم النفس إن العلاج بالتعرض؛ وهو ممارسة للصحة العقلية حيث يواجه الناس مخاوفهم، يمكن أن يساعدهم أيضاً على تحمل الشدائد، بدلاً من السماح لها بالسيطرة عليهم.

على سبيل المثال، إذا كنت تخاف التحدث أمام الجمهور، فيوصي روزمارين ببناء المرونة من خلال رفع يدك في اجتماع، أو ارتداء شيء يلفت الانتباه إليك، أو حتى غناء الكاريوكي.

4- شارك مخاوفك

الخطوة التالية هي مشاركة مخاوفك مع شخص، إن أمكن، وطمأنة نفسك بأن القلق لن يستمر إلى الأبد، كما قال روزمارين، لـ«فوكس نيوز ديجيتال».

ونصح روزمارين بأن «احتضن القلق... اتركه يمضِ ودعْ نفسك تشعر بالمشاعر».

5- ابحث عن الهدوء

الخطوة الأخيرة، والتي قال روزمارين إنها الأكثر أهمية، هي التخلي عن القلق.

وذكر عالِم النفس أن البشر لديهم «نظام تبريد مدمج» يسمى نظام «الراحة والهضم» - والذي يساعد الجسم على الهدوء.

وتابع: «نحن بشر، وليست لدينا سيطرة على كل شيء. كلما تقبَّلنا ذلك، كان لدينا مزيد من الهدوء».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي
TT

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

عرض مسرحي
عرض مسرحي

نثر مهرجان للمسرح، أقيم في درنة الليبية بعضاً من الفرح على المدينة المكلومة التي ضربها فيضان عارم قبل أكثر من عام.

ومع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سوريا والأردن ومصر وتونس.

الفنان صابر الرباعي

واختتم، مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.

وتحت شعار «درنة عادت، درنة الأمل»، دعا المهرجان سبع فرق: خمساً من ليبيا، وفرقةً من مصر، وأخرى من تونس.

أحد العروض

وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية «خرف» لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية «صاحب الخطوة» لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.

وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.

وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية «البوابة 52»، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.

ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خير الله، من «المسرح الوطني» بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع»، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية «عرض مسرحي للبيع».

عرض مسرحي

كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً «لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح». وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم «يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع».

وكانت الدورة السادسة لمهرجان «درنة الزاهرة»، وهو اللقب الذي يُطلق على هذه المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة.

في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر (أيلول) 2023، ضربت العاصفة «دانيال» الساحل الشرقي لليبيا، ما تسبّب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة. وخلفت المأساة ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، حسب الأمم المتحدة.

مسرح جامعة درنة

وتقول الممثلة المسرحية التونسية عبير السميتي، التي حضرت لتقديم مسرحية «الباب 52»، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، «هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل».

بدورها، ترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيّم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في «زمن قياسي».

جانب من تكريم الفنانين في مهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، «بيت الثقافة»، وخصوصاً «دار المسرح»، أول مسرح تم افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.

وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات «المسرح الصغير» بجامعة درنة.

تكريم الفنانة خدوجة صبري بمهرجان للمسرح في درنة الليبية (إدارة المهرجان)

وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد: «كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصررنا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء».

وأوضحت عضوة لجنة التحكيم، حنان الشويهدي، أنه على هامش المهرجان، «يُنظَّم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب».

وتقول الشويهدي: «الصورة التي تقدمها درنة اليوم تُفرح القلب، رغم الموت والدمار»، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر «بوجه جديد؛ درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا».