رانيا فريد شوقي: أرفض تقديم سيرة والدي درامياً

في ذكرى ميلاده قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن عدم تصوير مسرحياته «خسارة كبيرة»

الفنان فريد شوقي وابنته رانيا (حسابها على موقع «فيسبوك»)
الفنان فريد شوقي وابنته رانيا (حسابها على موقع «فيسبوك»)
TT

رانيا فريد شوقي: أرفض تقديم سيرة والدي درامياً

الفنان فريد شوقي وابنته رانيا (حسابها على موقع «فيسبوك»)
الفنان فريد شوقي وابنته رانيا (حسابها على موقع «فيسبوك»)

رغم مرور أكثر من ربع قرن على رحيل الفنان المصري فريد شوقي المُلقب بـ«وحش الشاشة»، فإن أعماله الغزيرة و«المميزة» التي قدّمها على مدار أكثر من 50 عاماً ويُعاد عرضها بشكل دوري، تجعل من الصعب نسيانه، وفق نقاد.

وفي ذكرى ميلاده الـ104 التي توافق 30 يوليو (تموز) من عام 1920، تحدثت ابنته الفنانة رانيا عن جوانب من حياة والدها، رأت أن «سرّ حبّ الناس له حتى يومناً يعود إلى حبه الشديد للفن واعتزازه بتقديم أعمالٍ غيّرت مجرى حياتهم، فقد كان شخصاً فريداً اقتحم القلوب ببراعة وحرفية».

وعدّت رانيا عدم تصوير عدد كبير من مسرحيات والدها في القطاعين العام والخاص بـ«الخسارة الكبيرة».

رانيا فريد شوقي (الشرق الأوسط)

وترفض الفنانة المصرية تقديم السيرة الذاتية لوالدها: «لا أرى مواصفاته الخاصة في أي فنان راهناً، فالسيرة الذاتية مراحل، ولا يوجد من يقدم مراحله عبر سيناريو متقن، لذلك الفكرة خارج حساباتي، لكن في حال وجود سيناريو جيّد، سأرحب بتجسيد دور ابنته».

وكشفت رانيا بعض تفاصيل علاقة والدها بوالدتها سهير ترك التي رحلت قبل 4 أشهر: «كان والدي يعشق عمله، وهي لم تعترض يوماً أو تشعر بالضيق من ذلك، بل كانت متيمة به، وتهوى تسجيل أعماله ولقاءاته والاهتمام بكل تفاصيله، ولديها مكتبة تضمّ تسجيلات نادرة له». مشيرة إلى أنه «كان شخصاً نشيطاً يبدأ يومه بالصلاة والجلوس في مكتبه لشرب القهوة، ومن ثَمّ الخروج للتمشية بالنادي، ليعود بعد ذلك إلى المنزل لتناول الطعام والراحة».

«وحش الشاشة» ورانيا (حسابها على موقع «فيسبوك»)

وكان فريد شوقي، وفق رانيا، يحب السباحة وكرة القدم وركوب الخيل ولعب الشيش والبوكس، وعاشقاً للجو الأُسري والتجمعات العائلية والتنزه والسّفر، ويتمتع بالطيبة المفرطة حتى إنه كان يتأثر بأي مشهد فني حزين.

وفي إطار العمل كان يستيقظ قبل موعده بـ5 ساعات للاستعداد الجيد للتصوير للانتهاء من كل ما يلزمه، لأنه دقيق وهادئ الطباع ولا يحب الاستعجال.

وتُعدّ رانيا نفسها محظوظة لأنها ابنة فريد شوقي الذي تعيش بنصائحه، ومن بينها الالتزام بالمواعيد، والحرص على ما تقدمه، وتقول إنه حذّرها من تأثير الحياة الشخصية على الفن والعكس.

الفنان المصري فريد شوقي (حساب رانيا على موقع «فيسبوك»)

والدها كان السبب الرئيسي وراء حبها للفن، توضح: «تأثرت به كثيراً، وعايشت تفاصيله، وأُعدّه مؤسسة وأكاديمية فنية. كان بيتنا مجمّعاً فنياً كبيراً يضمّ المنتجين والممثلين والمخرجين وكتاب وصناع الفن».

وعن أقرب أعمال والدها لها تقول: «قدّم أكثر من 360 فيلماً، جميعها قريبة لقلبي، خصوصاً أفلام (رصيف نمرة خمسة)، و(الفتوة)، و(جعلوني مجرماً)، و(كلمة شرف)، و(شاويش نص الليل)، و(وبالوالدين إحسانا)، و(حكمت المحكمة)، و(لا تبكي يا حبيب العمر)، و(الموظفون في الأرض)، و(هكذا الأيام)».

وترى رانيا أن قرب والدها من الشارع كان السبب في ظهور فيلم «الأسطى حسن»، الذي استلهم أحداثه وكتبه عبر نافذة في حي «الزمالك» تطل على حي «بولاق» في الجهة المقابلة، وقدّم خلاله البطولة للمرة الأولى.

ولفتت رانيا إلى أن والدها كان عاشقاً للكتابة ويهتم بقراءة الصحف، والمجلات، والكتب، خصوصاً أخبار الحوادث التي يخرج منها بأفكار يدوّنها في أجندة خاصة أو بصوته على الكاسيت حتى لا يفقدها.

صورة لملك الترسو مع زوجته وابنتيه رانيا وعبير (حساب رانيا على موقع «فيسبوك»)

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوى أن فريد شوقي نجم صنع نفسه بنفسه، فقد عُرف عنه تأثّره بالفنان يوسف وهبي، كما أنه قرر التمرد والمجازفة وأنتج فيلم «الأسطى حسن» لينتقل للبطولة، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.

ويضيف الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «حظي شوقي بلقب (ملك الترسو)، بجانب لقب (وحش الشاشة)، و(الملك)، الذي أطلقه عليه زملاؤه بالإجماع بعد أن شهدت فترة السبعينات أزمة في كتابة الأسماء عبر الشارة، حتى إن نور الشريف قال إن الفنانين الذين يحصلون على أجور أعلى تُكتب أسماؤهم أولاً، باستثناء فريد شوقي الذي يجب أن يكتب اسمه أولاً في كل الحالات».

وكشف الشناوي أنه على الرغم من زواج شوقي أكثر من مرة، لكن تبقى هدى سلطان وسهير ترك علامتين بارزتين في حياته: «سلطان كانت دائمة التواصل معه، وسهير رفيقة الدرب الطويل».

ويؤكد الناقد محمد شوقي أن فريد كان «الورقة الرابحة» في معظم الأفلام، وصاحب فكرٍ وحجر أساسٍ في صناعة السينما، كما أنه الممثل الوحيد في العالم الذي قدم 3 أفلام غيّرت قوانين، وهي «جعلوني مجرماً»، و«حميدو»، و«كلمة شرف».

صورة جماعية للفنان الراحل رفقة زوجته وابنتيه رانيا وعبير (حساب رانيا على موقع «فيسبوك»)

ويذكر محمد شوقي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجمهور حطّم السينما مرتين بسببه، الأولى في فيلم «الفتوة» لضربه «بالقفا»، وفي فيلم «باب الحديد»، بسبب ضربه فيه خلال الأحداث بجانب رفضهم لدوره. كما يرى أن فريد ظل «بطلاً للنهاية»، وساهم في تقديم نجومٍ مثل نادية لطفي، وليلى طاهر، ونورا، وقدّم ليلى علوي، وساند الفخراني، ويشير شوقي إلى أنه برغم دخول فريد للتلفزيون متأخراً فإنه قدّم علامات مثل «البخيل وأنا»، و«حلم الليل والنهار»، و«العرضحالجي»، و«الشاهد الوحيد»، و«تاه الطريق».

رحل فريد شوقي يوم 27 يوليو (تموز) 1998، وقبل ذلك بـ40 يوماً أعلن التلفزيون المصري خبر رحيله بالخطأ، وهو ما تسبّب في إقالة الإعلامية الراحلة ملك إسماعيل من رئاسة القناة الأولى حينها. وهو ما دعا أيضاً الإعلامية المصرية سهير شلبي للذهاب إلى منزل الفنان الراحل بحي العجوزة وتصوير آخر لقاء له، وتحكي شلبي لـ«الشرق الأوسط» كواليس اللقاء، تقول: «كنت في منزلي وعندما استمعت للخبر اتصلت مباشرة بزوجته سهير التي عبّرت عن استيائها لما حدث».

مؤكّدة: «تربطني صلة وطيدة بأسرته، ولم يكلّفني أحد بالذهاب إليه، بل اتصلت بالتلفزيون وطلبت كاميرا وارتديت الجينز وتوجهت إلى منزله، ووجدته نائماً وحوله زوجته وبناته، وقال لي: (التلفزيون المصري موتني بدري وأجرى بروفة لخبر رحيلي يا سهير)، وحزن لإذاعة الخبر بالخطأ، لكنه سرعان ما هدأ وفرح بحبّ جمهوره الكبير».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.