انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

أفلام قصيرة تحاكي جديدها «التنوُّع البيولوجي والسينما»

 الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)
الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)
TT

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

 الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)
الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

وتحية منها لمنطقة الجنوب، تُخصّص في 27 يوليو (تموز) الحالي محاضرة بيئية تتناول آثار القنابل الفوسفورية التي استهدفتها. وتستضيف، بالمناسبة، مزارعين من بلدة كفركلا ممن خسروا مزروعاتهم. ومع علماء بيئيين وخبراء بالفوسفور، ستتناول المحاضرة الحلول، فيبحث اللقاء في الأضرار التي لحقت بالجنوب، ويستكشف إمكان التعافي البيئي من أثر هذه القنابل.

مصنع الحرير يستضيف العروض السينمائية (مهرجانات ريف)

ينطلق المهرجان في 26 الحالي ويستمر حتى 28 منه، فتُعقد لقاءات في مصنع الحرير، وهو مَعْلم أثري قديم في القبيات رُمم مؤخراً، وتُقدِّم نسخة هذا العام مجموعة أنشطة محورها البيئة والسينما والفنّ.

يُعدّ مشروع «التنوُّع البيولوجي والسينما» جديد المهرجان، فيقدّم أفلاماً وثائقية قصيرة حول التنوُّع البيولوجي في لبنان؛ وهو نُفِّذ في الأشهر الماضية مع «بيت الفنان» في بلدة حمانا، ويشارك فيه عددٌ من المخرجين الصاعدين بتقديمهم 8 أفلام بيئية.

توضح إحدى منظِّمات المهرجان، المخرجة إليان الراهب، لـ«الشرق الأوسط»: «تحت هذا العنوان، اجتمع مخرجون مع علماء بيئيين، ووقفوا على أهم مشكلات لبنان. أما الأفلام المعروضة، فتتناول موضوعات بيئية مختلفة، وهي نتاج جولاتهم في عدد من المناطق».

بالفعل، تطلّ الأفلام الـ8 على موضوعات المياه والفطريات والنباتات وشجر اللزاب وغيرها. وبينها ما يحاكي حيوانات الغابات في لبنان الآيلة إلى الانقراض، من بينها الضبع.

ومن الموضوعات الجاذبة التي يتناولها أحد الأفلام الوثائقية؛ ورد الساحل والشجر الغازي. تتابع الراهب: «وتتناول الأفلام المحميات وموضوعات الزراعة والأسمدة، منها ما يتطرّق إلى وردة المنتور الساحلية. فهذه الوردة التي تغنَّت بها فيروز، أصبحت نادرة زراعتها. كما نعرّج على زراعة الشجر الغازي، فهو يفرز مواد سامّة ومضرّة للطبيعة عامة».

أسوة بكل عام، يتضمّن البرنامج مسابقة للأفلام القصيرة المُشاركة، وفي ختام أيامه، يعلن عن الفائزين. «تشارك فيها بلدان عدّة، من بينها إيطاليا وفرنسا وسوريا وتونس»، تؤكد الراهب.

ومن ناحية ثانية، يُخصّص الحدث عروضاً سينمائية لأفلام طويلة، فتضيف: «سلسلة أفلام طويلة صنّاعها من بلدان مختلفة ستُعرض في المهرجان؛ منها (وداعاً جوليا)، هو إنتاج سوداني - مصري، حصد جوائز عدّة، وفيلم (شجرة جهنم) يتحدّث عن جنوب لبنان لهادي رياشي ورائد زينو. وكذلك فيلم للروائي والمخرج الفلسطيني ميشال خليفي عنوانه (حكاية الجواهر الثلاث)، من بطولة الفنان محمد بكري». يتناول العمل قصة «يوسف» الذي يعيش وسط ظروف صعبة في غزة ويحلم بالسفر. يهرب إلى القرى الريفية المحيطة بالقطاع، ليلتقي بفتاة غجرية خلال مطاردته فراشة. تتوثّق العلاقة ويقرّر الزواج منها. لكنّها تشترط عليه إيجاد الجواهر الثلاث المفقودة من القلادة التي أتى بها جدّها لجدّتها، من أميركا الجنوبية. تُعلّق الراهب: «جميع الأفلام تحاكي التنوُّع البيولوجي والبشري، من بينها ما نشهده في الأرياف خصوصاً».

ومن بين المعروض، فيلم مُخصَّص للأطفال. تقول المخرجة اللبنانية: «نتعمَّد دائماً في فعالياتنا تخصيص أفلام تخاطبهم. وهذه السنة اخترنا (اللغز - mystere)، وهو إنتاج فرنسي يعود إلى عام 2019، من إخراج دنيز إمبرت».

نشاطات بيئية مختلفة تواكب الفعاليات في نسختها السادسة (مهرجانات ريف)

وتُقام خلال المهرجان لقاءات خالية من النفايات، ومسابقة جَمْع البلاستيك وورشة إعادة التدوير. ومن النشاطات، رحلات سير في منطقة عكار، يُشارك فيها أولاد تزوّدوا العام الماضي بمعلومات عن التنوُّع البيولوجي، فيكونون تقريباً الدليل السياحي الذي يرافق مجموعات هواة المشي. ومن بين هذه الرحلات، واحدة في منطقة منجز بعكار قرب النهر، إضافة إلى 3 نزهات أخرى في بلدة القموعة، بمشاركة خبير الطيور شادي سعد.

وتحت عنوان «سفراء الريف»، تُعقَد لقاءات مع الأولاد ومتخصّصين في البيئة، يشارك فيها هذا العام المهندس البيئي زياد أبي شاكر، والخبير البيئي أنطوان الضاهر، والاختصاصي الزراعي مارك بيروتي.

يختتم المهرجان فعالياته بأمسية فنّية مع الفلسطينية سلوى جرادات، الباحثة الموسيقية من رام الله، فتقدّم أغنيات الجدّات وأغنيات اليوم من تراثية ومعاصرة.


مقالات ذات صلة

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سينما «الرحلة 404» اشتراك مصري لهاني خليفة (فيلم كلينيك)

سباق أوسكار أفضل فيلم أجنبي بدأ عربياً وأجنبياً

لم تتقدّم بعد أي دولة عربية بفيلم لها في غمار سباق أوسكار «أفضل فيلم عالمي» (أفضل فيلم أجنبي)، وسيكون من الملاحظ أن الزحام الذي حدث في العام الماضي

سينما «خط أخضر» (ماد سوليوشن)

شاشة الناقد: حروب أهلية

خط أخضر - عودة إلى الحرب اللبنانية في فيلم تسجيلي بتوقيع سيلڤي باليو (لبنان، قطر، فرنسا - 2024).

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق أوطاننا تربّي القلق في أبنائها وتواجههم بأشكال النهايات (صور ماري لويز إيليا)

«الموت ومخاوف أخرى»... تمادي العبث اللبناني

الفيلم يتحوّل جماعياً بتبنّي حالة اللبناني المُدرِك أنّ خلف الفرح غصّة. وحين تقول صاحبته: «بِعتَل هَم انبسط»، فذلك لحتمية تسلُّل الأحزان من حيث لا ندري.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)
الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)
TT

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)
الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

أعلن مهرجان الجونة السينمائي في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان، المقرّر عقدها في الفترة من 24 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، تقديراً واحتفاءً بالأدوار التي قدّمها في السينما والتلفزيون ببراعة، وفق بيان للمهرجان، الأربعاء.

وأشارت إدارة «الجونة السينمائي» إلى «الدور الذي يلعبه حميدة في تطوير السينما المصرية بعيداً عن أعين الكاميرات، سواء عن طريق الإنتاج عبر شركة (البطريق للإنتاج الفني) التي أسّسها في التسعينات، أو في الإعلام عبر مجلة (الفن السابع) التي أصدرها لسنوات عدّة».

وكان الفنان المصري محمود حميدة (71 عاماً) قد حصل على تكريمٍ من مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» في دورته الـ31 عن مشواره الفني بداية سبتمبر (أيلول) الحالي.

تكريم محمود حميدة في مهرجان «القاهرة الدولي» (وزارة الثقافة المصرية)

وقدّم حميدة العديد من الأعمال مع أهم المخرجين، من بينها أدوار البطولة في «فارس المدينة» لمحمد خان، و«حرب الفراولة» لخيري بشارة، و«عفاريت الأسفلت» لأسامة فوزي، وغيرها من الأفلام. وذلك بعد تألقه في الأدوار المساعدة مع عدد من النجوم، مثل ظهوره في فيلم «الإمبراطور» إلى جانب أحمد زكي، ومشاركته في فيلم «شمس الزناتي» إلى جانب عادل إمام.

ولا يزال حميدة من أبرز الفنانين من أبناء جيله الذين يشاركون في الأعمال المختلفة مع الأجيال الجديدة، ويضيف لكل عملٍ يشارك فيه بصمته الخاصة، مثلما فعل في فيلم «ملك وكتابة» من إخراج كاملة أبو ذكري، و«فوتوكوبي» من إخراج تامر عشري، الذي كان عرضه العالمي الأول في الدورة الأولى لمهرجان «الجونة» السينمائي، وفق بيان المهرجان.

وقالت ماريان خوري، المديرة الفنية لمهرجان «الجونة»، إن «تكريم الفنان محمود حميدة يقف خلفه مسيرة فنية حافلة بالإنجازات، وإسهامات كبيرة في إثراء الفن المصري. وهذا التكريم يعكس تقدير المهرجان له ولجهوده المستمرة في السينما».

وعدّت ماريان خوري أن منح النجم محمود حميدة جائزة الإنجاز الإبداعي هو احتفاء بإسهاماته التي لا تُنسى، وأن مسيرته درس لكل فنان يسعى إلى تحقيق حلمه في عالم الفن.

وبدأ حميدة مشواره التمثيلي بالمسلسلات التلفزيونية، ومن أشهرها مسلسل «أبيض وأسود» أمام الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، وجاء ظهوره السينمائي الأول في فيلم «الأوباش» بطولة يحيى الفخراني عام 1986، ومن ثَمّ لفت الأنظار بدوره في فيلم «الإمبراطور» عام 1990، وتوالى تألُّقه بعد ذلك في أفلام كثيرة منها «إنذار بالطاعة» عام 1993، و«المصير» عام 1997.

وخلال مسيرته الفنية تعاون مع كبار المخرجين مثل محمد خان، ورأفت الميهي، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وأسامة فوزي، وخيري بشارة، فحظي بتقدير النقاد والجمهور.

وأسّس محمود حميدة شركة «البطريق للإنتاج الفني» التي أخرجت إلى النور أفلاماً عدّة، من بينها «جمال عبد الناصر» من إخراج أنور القوادري عام 1998. وكانت الشركة المنتج المنفذ لفيلم «ملك وكتابة» من إخراج كاملة أبو ذكري عام 2005، وفيلم «جلدٌ حي» من إخراج أحمد فوزي صالح عام 2010، الذي حصل على جوائز عدّة، وعُرض في أكثر من مهرجان دولي. كما أنتجت الشركة فيلم «جنة الشياطين»، المستوحى من رواية «ميتتان لرجلٍ واحدٍ» للكاتب البرازيلي خورخي أمادو، الذي أخرجه للشاشة أسامة فوزي في عام 1999. وقد شارك في بطولته حميدة، وقدم فيه شخصية «طبل» ببراعة فائقة، وهي لشخص ميت، وقد فاز الفيلم بجوائز عدّة.