الذكاء الاصطناعي يُظهر نمط حياة السعوديين في الثمانينات

المصوّرة هديل محمد لـ«الشرق الأوسط»: تعكس أعمالي تميّز تلك الفترة بالأناقة والترابط العائلي

صورة عروس الثمانينات من أكثر الصور الرائجة لهديل استُلهمت من صورة حقيقية لوالدتها (الشرق الأوسط)
صورة عروس الثمانينات من أكثر الصور الرائجة لهديل استُلهمت من صورة حقيقية لوالدتها (الشرق الأوسط)
TT

الذكاء الاصطناعي يُظهر نمط حياة السعوديين في الثمانينات

صورة عروس الثمانينات من أكثر الصور الرائجة لهديل استُلهمت من صورة حقيقية لوالدتها (الشرق الأوسط)
صورة عروس الثمانينات من أكثر الصور الرائجة لهديل استُلهمت من صورة حقيقية لوالدتها (الشرق الأوسط)

كيف يبدو نمط الحياة في بيوت السعوديين قبل 4 عقود؟ سؤال تحاول الإجابة عنه أعمال المصورة السعودية هديل محمد، التي وظّفت الذكاء الاصطناعي في صور تحاكي فترة الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي بدقة عالية، مما جعل أعمالها تلقى رواجاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، وتصل مشاهداتها لعدة ملايين، كما تقول، بسبب ما تحمله صورها من تفاصيل حياتيّة تلاشى الكثير منها في الوقت الحاضر.

تتحدث هديل لـ«الشرق الأوسط» عن قصتها، قائلة: «بدأ الأمر في اجتماع عائلي كان أهلي خلاله يتصفحون صورهم القديمة التي تعود لفترة الثمانينات، وشدني جمال هذه الصور بكل ما تحويه من تفاصيل لافتة خاصة في الأزياء وطرق تصفيف الشعر وديكور المنازل، وكذلك أجواء الأعراس والمناسبات في تلك الفترة، وهذا ما ألهمني للبدء في استخدام الذكاء الاصطناعي لإيصال الأحاسيس والذكريات المرتبطة بذلك الزمن».

وأرجعت السبب في غياب هذه النوعية من الصور، إلى طبيعة ثقافة المجتمع السعودي التي كانت تتحفظ على الصور الخاصة ولا تشاركها أو تعرضها للآخرين، مضيفة: «حاولت أن أجعل كل صورة صنعتها تعكس تجربة معينة». وأشارت إلى إحدى الصور التي نفذتها لعروس في يوم زفافها من فترة الثمانينات، والتي تقول عنها: «هذه الصورة عكست من خلالها صورة حقيقية لوالدتي في يوم زواجها، حيث تأثرت حينها بجمال فستانها وتسريحة شعرها والتاج الذي تم وضعه فوق رأسها، وكان تقليداً دارجاً آنذاك... حيث حاولت إيصال هذه التفاصيل، ولحسن الحظ لقيت هذه الصورة رواجاً كبيراً، لم أكن أتوقعه».

تظهر أعمال المصورة هديل محمد أناقة السعوديات في فترة الثمانينات (الشرق الأوسط)

ملامح الثمانينات

وما يبدو لافتاً هو أن هديل لم تعش في تلك الفترة فعلياً؛ إذ كشفت أنها عاشت طفولتها في فترة التسعينات، ما يعني أنها لم تدرك تفاصيل عقد الثمانينات الذي تركز عليه اليوم في أعمالها، لكنها أكدت أن كل ذلك استلهمته من ألبومات الصور الخاصة بعائلتها. وبسؤالها عن أكثر ما شدها لتلك الفترة، تجيب: «في الثمانينات كانت هناك فخامة واضحة في نمط الحياة، ومعظم الأشياء مستوردة من الدول الأوروبية، ولم تكن هناك منتجات مقلّدة أو رديئة، وكذلك كانت هناك بساطة واضحة، وعدم تكلّف».

صورة تحاكي ديكور منازل السعوديين قبل أربعة عقود حيث كان يميل للطابع الكلاسيكي (الشرق الأوسط)

وتتابع: «في الثمانينات كان هناك ترابط أسري كبير مقارنة بالوقت الحالي، حيث المناسبات الاجتماعية والروابط العائلية تظهر في صور تلك الفترة، خاصة في الاحتفالات والمناسبات، مما أثّر بدوره عليّ، وحاولت عكسه في أعمالي، علماً أن كثيراً من أبناء الجيل الجديد لم يعش هذه التفاصيل العائلية بنفس النمط السائد في تلك الفترة».

البحث عن المعنى

ولا يقتصر الأمر على الصور فقط، بل يمتد إلى الأغاني القديمة التي تربطها هديل مع الصور في عدة مقاطع، موضحة أنها اختارت أغنيات تذكرها بطفولتها وتلك التي كانت تسمعها والدتها ونساء عائلتها، مضيفة: «حاولت أن أدمجها مع الصور كي أنقل التجربة بشكل كامل»، لافتة إلى أن كثيراً من متابعيها هم من المهتمين بالديكور والأزياء، ممن يحاولون الاستلهام من تفاصيل الثمانينات الثريّة بصرياً.

نمط المناسبات الاجتماعية في الماضي يُلهم المصورة هديل محمد (الشرق الأوسط)

وفيما يتعلق بتفاعل الناس مع أعمالها، تقول هديل: «هذه الصور ليست مجرّدة، بل تتضمن معنى وأحاسيس، وهو ما ألمسه من خلال التعليقات التي تصل إليّ ممن عاشوا في عقدَي الثمانينات والتسعينات، وهذا جعل صفحاتي تتحوّل إلى ما يشبه التجمّع لمعاصري تلك الحقبة، يتفاعلون فيها مع تلك الأعمال، ولا يقتصر الأمر على السعودية فقط، فهناك متابعون من الخليج ومصر ولبنان والمغرب وغيرها من الدول».

الذكاء الاصطناعي

هديل محمد الحاصلة على شهادة في التصوير الفوتوغرافي من لندن ولديها مهارة عالية في تحرير الصور، تؤكد أن هذا ساعدها كثيراً في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتضيف: «أحب الصور، وأحب أن أرى الجمال في كل شيء، وأقدر الفن كثيراً». وتتابع: «تصل إليّ تعليقات ترى أن صوري ذات دقة عالية إلى درجة صعوبة التأكد مما إذا كانت حقيقية أم لا، وهذا بالطبع نتيجة المجهود الكبير الذي أبذله على الصور، فالذكاء الاصطناعي لا تتجاوز نسبته 50 في المائة من أعمالي، والبقية هي أمور أعدلها بالصور، إلى أن أصل لنتيجة مُرضية».

تحاول صور هديل محاكاة الأزياء البراقة التي راجت في الثمانينات (الشرق الأوسط)

في ختام حديثها تكشف هديل أنها حين بدأت نشر أعمالها في منصات التواصل الاجتماعي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حرصت على دمج الصور مع التكنولوجيا، بطريقة تعكس أفكارها ومشاعرها وتجاربها التي تحاول إيصالها للمشاهدين، لخلق حالة من التواصل الفني، ترغب أن تلمسه في تفاعلهم مع هذه الصور.


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي في الرياض (واس)

السعودية تجدد دعوتها دول العالم للانضمام لتحالف «حل الدولتين»

جدد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب الأشقاء في فلسطين ولبنان، لتجاوز التبعات الإنسانية الكارثية جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يشارك في المعرض 17 فناناً سعودياً من أجيال مختلفة (هيئة المتاحف)

البرازيل تحتضن أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر

معرض «فن المملكة» أوّل معرض متجوّل للفن السعودي المعاصر الذي أطلقته «هيئة المتاحف السعودية» في أروقة القصر الإمبراطوري في البرازيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص نائب وزير الخارجية الإندونيسي محمد أنيس متى (تصوير: تركي العقيلي)

خاص إشادة إندونيسية بمخرجات قمة الرياض العربية - الإسلامية

شدّد محمد أنيس متى، نائب وزير الخارجية الإندونيسي، على أن القمة العربية الإسلامية جاءت على قدر تطلّعات المشاركين.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الخليج صورة للقادة المشاركين في القمة العربية والإسلامية (د.ب.أ)

محمد بن سلمان: جرائم إسرائيل تقوّض السلام في المنطقة

الرياض: غازي الحارثي وعبد الهادي حبتور وجبير الأنصاري وإبراهيم أبو زايد

غازي الحارثي (الرياض) عبد الهادي حبتور (الرياض) جبير الأنصاري (الرياض) إبراهيم أبو زايد (الرياض)

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
TT

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)

استحوذت «البطولات النسائية» التي تنوعت موضوعاتها ما بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي على صدارة إيرادات دور العرض السينمائي بـ«موسم الخريف» في مصر.

وتصدرت الفنانة منة شلبي قائمة إيرادات شباك التذاكر منذ بدء عرض أحدث أفلامها «الهوى سلطان»، كما جاء فيلم «وداعاً حمدي»، بطولة الفنانة شيرين رضا في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة جاء فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة.

وحسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، فقد حقق فيلم «الهوى سلطان» إيرادات تقدر بـ11 مليوناً و620 ألف جنيه مصري (الدولار يساوي 49.20 جنيه مصري)، أما فيلم «وداعاً حمدي» فحقق 800 ألف جنيه، منذ بداية عرضه قبل أسبوع، كما حقق فيلم «آل شنب» مليونين و720 ألف جنيه منذ بداية عرضه قبل أسبوعين.

وتدور أحداث فيلم «الهوى سلطان» بطولة منة شلبي، وأحمد داود، في إطار رومانسي حول علاقة الصداقة والحب التي تجمع بين «سارة» و«علي» منذ الطفولة، حيث يواجهان العديد من المواقف والمشكلات والتغييرات في علاقتهما.

بينما تدور أحداث فيلم «وداعاً حمدي» بطولة شيرين رضا، وبيومي فؤاد، في إطار درامي كوميدي، حول صحافية تُكلف بكتابة تقرير إخباري عن إحدى الشخصيات بعد وفاته، مما يضطرها للبقاء في منزل ابنته والعمل خادمة، من أجل الحصول على معلومات وتفاصيل متعلقة بالواقعة.

أما أحداث فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة، فتدور في إطار أُسري وسط مفارقات كوميدية بعد حدوث حالة وفاة مفاجئة في العائلة؛ مما يضطر أفرادها للذهاب إلى مدينة الإسكندرية للمشاركة في إجراءات الجنازة والعزاء، والإقامة فيها خلال أيام الحداد، وسط تجمع عائلي كبير يضم أربع شقيقات وأبناءهن وأحفادهن.

الملصق الترويجي لفيلم «آل شنب» (صفحة الفنانة ليلى علوي بـ«إنستغرام»)

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي تؤكد أن «مصطلح (البطولة النسائية) ليس جديداً على السينما المصرية التي شهدت بروز نجمات عديدات منذ بدايتها وحتى الآن عبر حكايات مميزة».

لكن متبولي أوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصدر النجم، سواء رجلاً أو امرأة في المرحلة الحالية تحكمه عوامل، في مقدمتها إيرادات شباك التذاكر، التي تحدد قدرة الفنان على جلب عائد مادي كبير يمكنه من الاستمرارية والتصدر، فالسوق لا تحسبها بالنوع، بل بالكم، لأن السينما صناعة وعجلة لا بد من دورانها لإنتاج المزيد».

وتضيف متبولي أن «نجم شباك التذاكر يحمل مواصفات خاصة، وربما لا يمتلك الموهبة التمثيلية اللافتة، بل حضوره هو أساس الرهان عند بعض المنتجين»، وعدّت «تصدر الفنانة منة شلبي حالياً يرجع لكونها تجمع بين قواعد التمثيل والحضور».

وبجانب أفلام «البطولة النسائية» تضم قائمة الأفلام التي تعرض في مصر حالياً عدداً من البطولات الرجالية، وهي «إكس مراتي»، و«المخفي»، و«اللعب مع العيال»، و«عصابة الماكس»، و«عاشق»، و«ولاد رزق 3»، و«دراكو رع».

الملصق الترويجي لفيلم «وداعاً حمدي» (الشركة المنتجة)

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «تصدر الفنانات في الموسم السينمائي الحالي أمر مبشر، خصوصاً أن العنصر النسائي كان عنصراً مكملاً، برغم براعتهن في التجسيد، وتصدرهن البطولة في الأعمال الدرامية».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»، أن «استشعار المنتجين لأهمية الأدوار النسائية وكتابتها بشكل جيد علامة للوجود بكثافة في المواسم المقبلة»، كما نوهت بأن الكتابة والإخراج، التي أُسندت لعنصر نسائي في فيلمي «آل شنب»، و«الهوى سلطان»، من ضمن أسباب تصدر هذه الأعمال نظراً لدرايتهن بالموضوعات النسائية عن قرب.