على خُطى أمهاتهن... نجمات بقوة الوراثة

على خُطى أمهاتهن... نجمات بقوة الوراثة
TT

على خُطى أمهاتهن... نجمات بقوة الوراثة

على خُطى أمهاتهن... نجمات بقوة الوراثة

بعد يومين على ولادتها عام 2012، أطلقت مجلّة «تايم» لقب «أشهر مولودة في العالم» على بلو آيفي، ابنة المغنية الأميركية بيونسيه نولز والمنتج الموسيقي والمغنّي جاي زي. وهي لم تكد تُصدر أوّل أصواتها وأنفاسها، حتى سجّلها والدها وضمّها إلى إحدى أغنياته التي حطّمت الأرقام القياسيّة حينها.

وكأنّ بيونسيه وجاي زي تعمّدا تسييج درب بلو آيفي بالأضواء منذ البداية. وها هي الفتاة، في عامها الـ12، تستعدّ لمشاركة والدتها بطولة فيلم «ديزني»، «موفاسا»، مانحةً صوتها لشخصية «كيارا»، ابنة الملك «سيمبا».

بلو آيفي كارتر متوسطةً والدَيها المغنَّين بيونسيه وجاي زي عام 2017 (أ.ب.)

راقصة في استعراض والدتها

في سياق ردّه على منتقدي الأبناء الذين يرثون النجومية عن آبائهم، تساءل الممثل الأميركي توم هانكس، وهو أبٌ لممثّلَين، «لماذا لا ينتقدون صاحب محل الأزهار في آخر الشارع الذي ورث المهنة عن أبيه، أو العائلة التي تتاجر بأدوات البناء أباً عن جدّ؟». هذا السؤال المنطقيّ لم يُسكت الهجوم على «الفنانين بالوراثة»، وهو لا يتوافق مع حالة بلو آيفي كارتر التي رُسم قدرُها قبل أن تكون لها كلمة فيه.

اعتادت الطفلة التنقّل بين خشبات المسارح وأمام عدسات الكاميرات، فهي لا تكاد تغيب عن أي من حفلات توزيع الجوائز العالمية مرافقةً والدَيها إليها. كانت في الـ3 من عمرها عندما انضمّت إلى جوقة فريق «كولدبلاي» العالمي في إحدى أغنياته. أما في الـ8 فشاركت والدتها تصوير فيديو كليب أغنية «Brown Skin Girl»، وسجّلت روايةً للأطفال بصوتها. وفي عام 2023، اتّضح أكثر أنّ بلو آيفي سلكت طريقها بجدّية إلى عالم الاستعراض، يوم انضمّت إلى جولة والدتها العالمية، مشاركةً في «Renaissance Tour» راقصةً أساسيةً.

ميلا وكيت

ما زالت ظاهرة الوراثة الفنية والاستعراضية هذه تثير حفيظة الصحافة والجمهور في الولايات المتحدة الأميركية، على اعتبار أن هؤلاء النجوم الصاعدين ليسوا أصحاب موهبة بل إنهم محظيّون لأنّ ذويهم من المشاهير. في مقابل الانتقادات، أعداد الورثة آخذة في الصعود خصوصاً في صفوف الإناث.

من الموسيقى إلى التمثيل مروراً بعرض الأزياء، كثيراتٌ حملن الشعلة عن أمّهاتهنّ وآبائهنّ على غرار ليلا موس، ابنة عارضة الأزياء العالمية كيت موس. احتفظت ليلا باسمِ أمّها وأخذت كثيراً من ملامحها، أما المهنة فاستنسختها بحرفيّة. دخلت مجال عرض الأزياء عام 2016 وهي في سن الـ14، ومنذ ذلك الوقت ارتبط وجهها بدور أزياء عالمية.

عارضة الأزياء كيت موس وابنتها ليلا (إنستغرام)

ديفا ومونيكا

على خُطى والدتها التي بدأت عارضة أزياء قبل الانتقال إلى التمثيل، سارت ديفا كاسيل ابنة مونيكا بيلوتشي من زوجها السابق الممثل الفرنسي فنسنت كاسيل. عام 2019، وهي لم تكن قد بلغت بعد الـ15 من عمرها، وقّعت عقدها الأول مع علامة «دولتشي آند غابانا» لتصبح الوجه المعتمد لها. ومنذ شهرَين، أصبحت كاسيل إحدى سفيرات «ديور».

كما لو أنها تُعيد تاريخ والدتها الممثلة الإيطالية، فهي خاضت تجربتها السينمائية الأولى عام 2023، على أن تطلّ قريباً في أحد مسلسلات منصة «نتفليكس». ومن الواضح أنّ بيلوتشي فخورة جداً بابنتها، فهي غالباً ما تنشر صورها في عروض الأزياء عبر صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي وابنتها عارضة الأزياء ديفا كاسيل (إنستغرام)

كايا وسيندي

قد لا يعني اسمُ كايا غيربر شيئاً لكثيرين، لكن ما إن تقع العيون على وجهها حتى يعود إلى الذاكرة مباشرةً وجهُ أمّها عارضة الأزياء العالمية سيندي كروفورد. لا ينحصر الشبَه بينهما في الملامح، فكايا اختارت هي الأخرى مهنة والدتها منذ الطفولة، لتصبح إحدى أبرز عارضات الأزياء في جيلها، ويبلغ عدد متابعيها على «إنستغرام» وحده 10 ملايين.

بالتوازي مع عرض الأزياء، بدأت غيربر التمثيل في الـ15 وفي رصيدها 6 أفلام و7 مسلسلات حتى الآن. أما موضوع الوراثة فهي علّقت عليه قائلةً إنها تخطّت هذا السجال، وإنها تنظر إلى والدَيها على أنهما مُرشدَيها في عالم الأعمال والأضواء.

عارضة الأزياء سيندي كروفورد وابنتها كايا غيربر (فيسبوك)

لورديس ومادونا

شهدت مسيرة لورديس ليون، ابنة الفنانة العالمية مادونا، تحوّلاتٍ عدة. فهي انتقلت من الرقص الذي احترفته في بداياتها، إلى عرض الأزياء، ولاحقاً إلى تصميم الحقائب، لتستقرّ منذ 2022 في الغناء. لورديس المولودة عام 1996 هي الابنة الكبرى لـ«ملكة البوب» من الممثل كارلوس ليون.

تعليقاً على السجال حول المحسوبيّات والوراثة في عالم الفن، قالت لورديس إنها تعمل بجهد كي تشعر بأنها استحقت ما وصلت إليه، ولم تنَله مجاناً لمجرّد أنها ابنة مادونا.

الفنانة العالمية مادونا وابنتها لورديس ليون (إنستغرام)

ويلو ويل سميث

من عرض الأزياء إلى الموسيقى، والمغنية ويلو سميث، ابنة الممثلَين ويل سميث وجادا بينكيت. قد تكون انطلاقتها في عالم التمثيل والموسيقى قد حصلت بتخطيطٍ وإشراف مباشرَين من والدها، إلّا أنها استطاعت خلال السنوات الأخيرة إثبات احترافها. تمثّل ويلو منذ سن الـ7 وتغنّي منذ الـ10، ومع مرور السنوات نجحت في صناعة خطٍ فني خاص بها، مستقل عمّا ورثته، حاصدةً عدداً من الجوائز العالمية.

أما عن السجال حول الوراثة فتقول إنه حفّزها على العمل بجدّ، من أجل الإثبات أنها لم تنجح بسبب المحسوبيّات العائلية.

المغنية والممثلة ويلو سميث متوسطةً والدَيها وشقيقها (أ.ب)

زحمة وراثة في هوليوود

تكثر وارثات النجومية في عالم التمثيل. من ليلي روز ديب، ابنة الممثل جوني ديب والمغنية فانيسا بارادي، التي شاركت في 16 فيلماً حتى الساعة، وهي بعد في الـ23، إلى ليلي كولينز ابنة المغنّي فيل كولينز، والتي اشتُهرت بشخصية «إميلي» في مسلسل «إميلي في باريس» على «نتفليكس».

من بين مَن انتقلت إليهنّ شعلة الدراما كذلك، داكوتا جونسون ابنة الممثلَين دون جونسون وميلاني غريفيث. بدأت التمثيل في سن الـ10 وفي جعبتها اليوم 37 فيلماً، من بينها «Fifty Shades of Grey»، الذي منحها شهرةً عالمية.

الممثلة داكوتا جونسون ووالدتها الممثلة ميلاني غريفيث (أ.ب)

ومن بين الممثلات الآتيات من عائلات فنية، ميا ثريبلتون ابنة الممثلة كيت وينسلت، ومارغريت كويلي ابنة الممثلة أندي ماك داول.


مقالات ذات صلة

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

الولايات المتحدة​ انطلق ترمب من عالم الشهرة والإعلام لكن الرئيس الأميركي ليس محبوب المشاهير (أ.ف.ب)

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

ليس دونالد ترمب محبوب المشاهير وهم لم يوفّروا فرصة لمهاجمته خلال ولايته الأولى وخلال فترة ترشّحه، لكنهم هذه المرة سيتجنّبون استفزازه لأسباب كثيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ المغينة الشهيرة بيونسيه تحتضن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (د.ب.أ)

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

رغم قدرة نجوم ونجمات من عيار بيونسيه وتايلور سويفت مثلاً على استقطاب الحشود الجماهيرية، لم ينجح دعمهما هاريس في التغلب على ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «جاك سبارو» في المستشفى (إ.ب.أ)

«القرصان» جوني ديب يُفاجئ أطفالاً في مستشفى إسباني

فاجأ الممثل جوني ديب النزلاء في جناح علاج الأطفال بأحد المستشفيات الإسبانية، وهو يرتدي ملابس شخصية «جاك سبارو» من سلسلة الأفلام الشهيرة «قراصنة الكاريبي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
آسيا ميريل ستريب خلال حدث «إشراك المرأة في مستقبل أفغانستان» (إ.ب.أ)

ميريل ستريب: القطط تتمتع بحقوق أكثر من النساء في أفغانستان

قالت الممثلة الأميركية الشهيرة ميريل ستريب، الاثنين، إن القطط تتمتع اليوم بحرية أكبر من النساء في أفغانستان التي تحكمها حركة «طالبان».

«الشرق الأوسط» (كابل)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
TT

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر» في إسبانيا، بما في ذلك كشف الزوار الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ومع انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة، يستعد كثير من الناس للسفر إلى الجنوب في منتصف الشتاء القارس، وتصبح إسبانيا البلد الأكثر شعبية بين المصطافين البريطانيين. ولكن بداية من يوم الاثنين المقبل، 2 ديسمبر (كانون الأول)، سيواجه السياح مزيداً من الإجراءات البيروقراطية عند التدقيق في أماكن إقامتهم أو استئجار سيارة. وينص قانون إسباني جديد - يهدف إلى تحسين الأمن - أنه يتعين على مقدمي الخدمات جمع كثير من المعلومات الجديدة من المصطافين. وتشعر وزارة الدولة لشؤون الأمن بالقلق إزاء سلامة المواطنين الإسبانيين، وتقول: «إن أكبر الهجمات على السلامة العامة ينفذها النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة على حد سواء، في كلتا الحالتين مع طابع عابر للحدود الوطنية بشكل ملحوظ».

وتقول الحكومة إن الأجانب متورطون في «التهديدات الإرهابية وغيرها من الجرائم الخطيرة التي ترتكبها المنظمات الإجرامية». وترغب السلطات في متابعة من يقيم في أي المكان، ومراجعة التفاصيل الشخصية استناداً إلى قواعد بيانات «الأشخاص المعنيين». وكثيراً ما سجلت الفنادق بعض التفاصيل الشخصية، ولكن الحكومة تعمل على تمديد قائمة البيانات المطلوبة، وتريد أيضاً أن يسجل الأشخاص المقيمون في أماكن الإقامة بنظام «إير بي إن بي» أنفسهم.