ابتكار مادة غريبة تصبح أكثر صلابة عند ضربها أو تمددها !

ابتكار مادة غريبة تصبح أكثر صلابة عند ضربها أو تمددها !
TT

ابتكار مادة غريبة تصبح أكثر صلابة عند ضربها أو تمددها !

ابتكار مادة غريبة تصبح أكثر صلابة عند ضربها أو تمددها !

ابتكر مجموعة من العلماء مادة جديدة غريبة تصبح أكثر صلابة عند ضربها أو تمددها.

ويمكن يومًا ما تصنيع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء من مادة تصبح أكثر صلابة عند تعرضها للضرب أو التمدد، وذلك بفضل بحث جديد أجراه فريق من جامعة كاليفورنيا بميرسيد.

وتعتبر «المتانة التكيفية»، كما هو معروف، خاصية مهمة من حيث علم المواد وتعني الحماية من التلف ومقاومة الإجهاد، حتى في البيئات القاسية.

والمادة الجديدة مستوحاة في الواقع من نشا الذرة المستخدم في الطهي، والذي يمكن تقليبه عند إضافة الماء؛ فعلى عكس الرمل الرطب، الذي يتمتع بلزوجة ثابتة سواء كانت مخلوطة أو مثقوبة، يعمل ملاط نشا الذرة مثل السائل عند تحريكه بلطف وكمادة صلبة عند ثقبه بسرعة؛ فعندما تسحق نشا الذرة ببطء، فإن الجزيئات الصغيرة تتنافر مع بعضها البعض، ما يجعلها تتصرف كالسائل. ولكن إذا اصطدمت بالسطح بسرعة، فإنها تتلامس، ما يسبب الاحتكاك وتتصرف مثل المادة الصلبة. وهذا الاختلاف في السلوك يرجع إلى حجم الجزيئات.

وأراد الباحثون معرفة ما إذا كان بإمكانهم الحصول على نفس النتائج من مادة البوليمر.

ولتحقيق ذلك، بدأ الفريق بالبوليمرات المترافقة كبوليمرات ذات خصائص خاصة تساعد المواد على توصيل الكهرباء مع بقائها ناعمة ولينة نسبيًا. إذ يمكن تصنيع هذه المواد من جميع أنواع مجموعات الجزيئات.

وفي هذه الحالة، قاموا بدمج جزيئات طويلة من حمض بولي (2-أكريلاميدو-2-ميثيل بروبانيسولفونيك)، وجزيئات بولي أنيلين قصيرة، وموصل عالي الكفاءة - بولي (3،4-إيثيلين ديوكسي ثيوفين) بوليسترين سلفونات (PEDOT:PSS). وقد خلقت هذه التركيبة طبقة مشوهة أو ممتدة عندما تعرضت لتأثيرات سريعة. فكلما كانت التأثيرات أسرع أصبحت المادة أكثر صلابة.

كما أدت إضافة 10 في المائة من PEDOT:PSS إلى تحسين المتانة التكيفية وموصلية المادة. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي.

ووفقًا للباحثين، فإن اختيارهم لاثنين من البوليمرات ذات الشحنة الموجبة واثنين من البوليمرات ذات الشحنة السالبة خلق مادة ذات هياكل صغيرة جدًا مثل كرات اللحم المصغرة، في وعاء متشابك من السباغيتي. فتمتص كرات اللحم هذه الصدمات الناتجة دون أن تتفكك تمامًا ما يحافظ على المادة وموصليتها في مكانها.

وتشير المزيد من التجارب إلى أن إضافة جسيمات نانوية 1.3-بروبانديامين موجبة الشحنة تعمل على تحسين المتانة بشكل أكبر، ما يضعف كرات اللحم قليلاً (وبالتالي يمكن للمادة أن تتلقى ضربات أكبر) بينما يقوي «خيوط السباغيتي» حولها.

كل هذا معقد وتقني للغاية. لكن يجب أن تكون هناك تطبيقات للمادة خارج المختبر إذا كان من الممكن تصنيعها على نطاق واسع.

وفي هذا الاطار، تعتبر أحزمة الساعات الذكية وأجهزة الاستشعار التي يمكن ارتداؤها وأجهزة مراقبة الصحة (القلب والأوعية الدموية أو مستويات الغلوكوز) كلها أمثلة طرحها فريق البحث. وان الأطراف الاصطناعية الإلكترونية الشخصية هي حالة استخدام محتملة أخرى، وقد جربها الباحثون بالفعل.

وفي نهاية المطاف، يمكن طباعة الأطراف الاصطناعية ثلاثية الأبعاد من هذه المادة متعددة الاستخدامات.

وفي المحصلة، فان الأمر تذكير بإمكانية اكتشاف مواد جديدة وتحسين المواد الموجودة؛ وهو أمر يمكن أن يغير مستقبلنا؛ بدءا من الأجهزة التي نستخدمها إلى الملابس التي نرتديها.

ويخلص عالم المواد يو وانغ الى القول «هناك عدد من التطبيقات المحتملة، ونحن متحمسون لرؤية إلى أين ستأخذنا هذه الخاصية الجديدة غير التقليدية».


مقالات ذات صلة

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
TT

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأميركية، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

وأظهرت النتائج أنّ الجلوس أو القرفصاء بجانب سرير المريض في المستشفى، كان مرتبطاً بمزيد من الثقة والرضا لديه، كما ارتبط بنتائج سريرية أفضل مقارنة بوضعية الوقوف.

وأفادت الدراسة المنشورة في دورية «الطبّ الباطني العام»، بأنّ شيئاً بسيطاً مثل توفير الكراسي والمقاعد القابلة للطي في غرف المرضى أو بالقرب منها، قد يساعد في تحقيق هذا الغرض.

يقول الدكتور ناثان هوتشينز، من كلية الطبّ بجامعة ميشيغان، وطبيب مستشفيات المحاربين القدامى الذي عمل مع طلاب كلية الطبّ بالجامعة، لمراجعة الأدلة حول هذا الموضوع، إنهم ركزوا على وضعية الطبيب بسبب ديناميكيات القوة والتسلسل الهرمي للرعاية القائمة في المستشفى.

وأضاف في بيان نُشر الجمعة في موقع الجامعة: «يلاحظ أنّ الطبيب المعالج أو المقيم يمكنه تحسين العلاقة مع المريض، من خلال النزول إلى مستوى العين، بدلاً من الوقوف في وضعية تعلو مستوى المريض».

وتضمَّنت الدراسة الجديدة التي أطلقتها الجامعة مع إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، وضعية الطبيب بوصفها جزءاً من مجموعة من التدخلات الهادفة إلى جعل بيئات المستشفيات أكثر ملاءمة للشفاء، وتكوين روابط بين المريض ومُقدِّم الخدمة العلاجية.

وبالفعل، ثبَّتت إدارة شؤون المحاربين القدامى في مدينة آن أربور بولاية ميشيغان، كراسي قابلة للطي في غرف عدّة بمستشفيات، في مركز «المُقدّم تشارلز إس كيتلز» الطبي.

وكانت دراسات سابقة قد قيَّمت عدداً من النقاط الأخرى المختلفة، من طول لقاء المريض وانطباعاته عن التعاطف والرحمة من مُقدِّمي الرعاية، إلى درجات تقييم «المرضى» الإجمالية للمستشفيات، كما قيست من خلال استطلاعات موحَّدة.

تتضمّن التوصيات التشجيع على التحية الحارّة للمريض (الكلية الملكية في لندن)

ويقول الباحثون إنّ مراجعتهم المنهجية يجب أن تحضّ الأطباء ومديري المستشفيات على تشجيع مزيد من الجلوس بجانب سرير المريض، كما تتضمّن التوصيات أيضاً التشجيع على التحية الحارّة عندما يدخل مُقدّمو الخدمات غرف المرضى، وطرح أسئلة عليهم حول أولوياتهم وخلفياتهم المرضية خلال المحادثات.

وكان الباحثون قد درسوا هذا الأمر بوصفه جزءاً من تقييمهم الأوسع لكيفية تأثير العوامل غير اللفظية في الرعاية الصحّية، والانطباعات التي تتولّد لدى المريض، وانعكاس ذلك على النتائج.

وشدَّد هوتشينز على أنّ البيانات ترسم بشكل عام صورة مفادها أنّ المرضى يفضّلون الأطباء الذين يجلسون أو يكونون على مستوى العين. في حين أقرّت دراسات سابقة عدّة أنه حتى عندما كُلِّف الأطباء بالجلوس مع مرضاهم، فإنهم لم يفعلوا ذلك دائماً؛ خصوصاً إذا لم تكن المقاعد المخصَّصة لذلك متاحة.

ويدرك هوتشينز -عبر إشرافه على طلاب الطبّ والمقيمين في جامعة ميشيغان في إدارة المحاربين القدامى- أنّ الأطباء قد يشعرون بالقلق من أن الجلوس قد يطيل التفاعل عندما يكون لديهم مرضى آخرون، وواجبات يجب عليهم الوصول إليها. لكن الأدلة البحثية التي راجعها الفريق تشير إلى أنّ هذه ليست هي الحال.

وهو ما علق عليه: «نأمل أن يجلب عملنا مزيداً من الاعتراف بأهمية الجلوس، والاستنتاج العام بأنّ المرضى يقدّرون ذلك».

وأضاف أن توفير المقاعد وتشجيع الأطباء على الوصول إلى مستوى عين المريض، وحرص الكبار منهم على الجلوس ليشكّلوا قدوة لطلابهم، يمكن أن يساعد أيضاً.