لماذا يُقبل مصريون على تناول «الفسيخ» و«الرنجة» في عيد الفطر؟

أسعارهما سجلت ارتفاعاً بفعل التضخم

شراء الرنجة والفسيخ من طقوس العيد في مصر (الشرق الأوسط)
شراء الرنجة والفسيخ من طقوس العيد في مصر (الشرق الأوسط)
TT

لماذا يُقبل مصريون على تناول «الفسيخ» و«الرنجة» في عيد الفطر؟

شراء الرنجة والفسيخ من طقوس العيد في مصر (الشرق الأوسط)
شراء الرنجة والفسيخ من طقوس العيد في مصر (الشرق الأوسط)

تُتوِج الأسماك المُملحة خصوصاً «الفسيخ» و«الرنجة» موائد كثير من المصريين في عيد الفطر، فيما يبدو وكأن ذلك طقس احتفالي تتشاركه العائلات، فيُجاورون أسماكهم المملحة بأطباق الخس، والبصل الأخضر، والكثير من الليمون والخبز الطازج، بما يليق بمائدة احتفالية تُواكب أجواء العيد وبهجته، فما السر وراء حرص المصريين على تناول هذه الأسماك خلال العيد؟ هو ما وثقته بعض الأفلام السينمائية على غرار «عسل أسود» للفنان أحمد حلمي.

محلات بيع الفسيخ تشهد انتعاشاً في موسم العيد (الشرق الأوسط)

وإلى جانب إعداد وشراء كعك العيد، يحرص مصريون مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان على الذهاب إلى «الفسخاني»، الذي يُطلق على المحال التي تقوم بإعداد الفسيخ والرنجة والملوحة، لشراء ما يلزمهم منها لتكون وجبة أول أيام عيد الفطر، فبحسب تعبير إيمان مدحت، أم وجدة (64 عاماً) والمقيمة بالقاهرة، فهو طقس «لا يكتمل من دونه العيد».

وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «على مدار شهر رمضان نبتعد عادة عن تناول الأسماك، وتحديداً الأسماك المملحة؛ لأنها تتسبب في الشعور بالعطش الشديد، فلا تتلاءم مع طبيعة الصيام، لذلك يكون العيد كسراً لروتين الطعام المعتاد في شهر رمضان، من خلال وجبة الفسيخ والرنجة التي اعتدنا إعدادها إلى جوار الكعك والبسكويت».

أسعار الأسماك المملحة تتفاوت حسب جودتها (الشرق الأوسط)

ويُصيب الكثير من المواطنين الملل من تناول أصناف الطعام التقليدية في إفطار رمضان، مثل «المحشي، والدجاج، واللحم»، ما يجعلهم يعدون الرنجة والفسيخ أكلة «حِرشة» بحسب تعبير المصريين، تفصلهم عن الروتين الرمضاني، وتمهدهم للإفطار في العيد، ويتفنن المصريون في وصفات تحضير الأسماك المملحة، مثل وصفة «سلطة الرنجة» التي يقومون فيها بفرم شرائح الرنجة جيداً، وإضافة الطحينة والليمون إليها، حتى تصبح في قوام سلطة لها قوام كريمي كثيف.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الأسماك المملحة هذا العام، حسبما يقول محمد حمدي، بائع بأحد محلات الفسيخ بمنطقة الجيزة (غرب القاهرة)، فإن «الإقبال على شراء الأسماك كبير، وإن كان هناك ميل لتقليل كميات المشتريات، ولكن لا يزال هناك ضغط على شراء الفسيخ والرنجة والسردين المملح، فعيد الفطر موسم يرتبط بتلك الأكلات مثل شم النسيم أيضاً، خصوصاً بعد الابتعاد عن تناول الأسماك عادة طيلة شهر رمضان»، ويشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «سعر الكيلو من كل نوع يتفاوت حسب الجودة، وإذا ما كان محلياً أو مستورداً».

عيد الفطر موسم رئيسي لتناول الفسيخ (الشرق الأوسط)

ويبدو مع الارتفاع اللافت في أسعار السلع أن وجبة الرنجة والفسيخ التي تُعرف بشعبيتها، باتت في ضوء الأسعار الحالية وجبة مُكلفة، حيث وصل متوسط سعر كيلو الفسيخ هذا العام إلى نحو 390 جنيهاً (الدولار يساوي 47.5 جنيه مصري)، ومتوسط سعر كيلو الرنجة يبلغ 170 جنيهاً، وسعر كيلو الملوحة 260 جنيها، وكيلو السردين 140 جنيهاً.

وتراجع حجم واردات مصر من الأسماك المملحة في الربع الأخير من العام الماضي، متأثراً بأزمة نقص الدولار، وذلك حسب أرقام أفادت بها شعبة الأسماك بالغرفة التجارية بالقاهرة.

إقبال على شراء الرنجة بالجيزة (الشرق الأوسط)

ويواكب الإقبال على تناول الفسيخ والرنجة كل عام تحذيرات من وزارة الصحة المصرية، التي نشرت عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» تحذيرات لبعض الفئات من تناول تلك الأكلة، منهم مرضى الكلى، التي أوصت الوزارة بابتعادهم عن تناول الفسيخ والرنجة في عيد الفطر نظراً لاحتواء هذه الأسماك على كمية كبيرة من الملح الذي يتسبب في تخزين المياه داخل الجسم، موضحة أن تخزين المياه داخل الجسم يتسبب في مشاكل في التنفس.

الخس من الملحقات الأساسية بجوار وجبة الرنجة والفسيخ (الشرق الأوسط)

وحسب الدكتورة مها ماجد، أستاذة التغذية العلاجية، فإن إقبال قطاع كبير من المصريين على تناول الأسماك المملحة في المواسم أمر من صميم العادات والتقاليد المصرية، خصوصاً أن تلك الأكلة تختلف بشكل واسع عن باقي الوجبات المطبوخة، فيعدها الناس سهلة الإعداد، وكذلك ذات مذاق مختلف مُحبب مع الخبز الساخن والبصل، وفق ما تقوله لـ«الشرق الأوسط».


مقالات ذات صلة

لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

يوميات الشرق بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)

لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

لبنان بجميع مناطقه يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى» الذي يحلّ في 21 يونيو من كل عام. فاللبنانيون اعتادوا الاحتفال به منذ انطلاقته عام 2001.

فيفيان حداد (بيروت)
العالم العربي عدد من الأضاحي قبل ذبحها في المجازر المعتمدة (مجلس الوزراء)

«عجول نزقة» تجلب مشاهد مصارعة الثيران إلى مصر

حظيت مقاطع فيديو مصورة لمَشاهد «هروب» عجول الأضحية في مصر، بانتشار واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محققة مشاهدات كبيرة، وتشبيه مدونين لها بـ«مصارعة الثيران»

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين: نسأل الله أن يديم الأمن والاستقرار على وطننا والأمتين العربية والإسلامية

هنّأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المواطنين والمقيمين والأمتين العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق رسمت فرحة العيد البهجة والسرور على وجوه الكبار والصغار في مختلف مناطق السعودية (تصوير: سعد الدوسري)

العيد في السعودية... كرنفال للفرح والبهجة

رسمت فرحة العيد البهجة والسرور على وجوه الكبار والصغار في مختلف مناطق السعودية، الذين توافدوا مع ساعات الصباح الأولى على ساحات المساجد والمتنزهات.

إبراهيم أبو زايد (الرياض)
الخليج «طواف الإفاضة» الركن الثالث من أركان الحج (واس)

الحجاج يؤدون «طواف الإفاضة» وسط منظومة من الخدمات المتكاملة

بدأ الحجاج اليوم أداء «طواف الإفاضة» الركن الثالث من أركان الحج في المسجد الحرام مع فجر عيد الأضحى المبارك وسط منظومة من الخدمات والتنظيمات المكثفة

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.