بعد تمثيله بالثوب والشماغ... ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اللهجة السعودية صعبة

عاش 4 أشهر في أبها وأظهر جمالها الخلاب في «إلى ابني» المشارك بـ«البحر الأحمر»

الفنان ظافر العابدين أثناء حديثه بجدة (الصورة من المهرجان)
الفنان ظافر العابدين أثناء حديثه بجدة (الصورة من المهرجان)
TT

بعد تمثيله بالثوب والشماغ... ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»: اللهجة السعودية صعبة

الفنان ظافر العابدين أثناء حديثه بجدة (الصورة من المهرجان)
الفنان ظافر العابدين أثناء حديثه بجدة (الصورة من المهرجان)

ليس سهلاً أن يلعب فنان تونسي دور رجل سعودي ويتحدث باللهجة المحلية على مدى 112 دقيقة، وهو ما فعله ظافر العابدين، الكاتب والمخرج والبطل الرئيسي في الفيلم السعودي (إلى ابني)، حين ارتدى الثوب والشماغ في دور الشاب فيصل، الذي عاش فترة في لندن ثم عاد مع ابنه إلى مسقط رأسه مدينة أبها (جنوب غربي السعودية)، في الفيلم الذي يُعرض في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة.

يتحدث ظافر العابدين لـ«الشرق الأوسط»، مبيناً أنه لم يجد أي صعوبة في لعب دور الرجل السعودي، ويردف: «كان الأهم لدي هو احترام الثقافة وفهمها والدخول في تفاصيلها، وتفاصيل العائلة بما يشمل ذلك طريقة الجلوس والكلام والتواصل فيما بينهم». وكشف ظافر أنه جلس نحو 4 أشهر في مدينة أبها لفهم كل ذلك وتأمل حياة الناس هناك، وكيفية التعامل فيما بينهم، وكيف يتحدثون ويتصرفون، ومن بعدها أصبح الموضوع بالنسبة لديه سلساً جداً، كما يقول.

اللهجة السعودية

إلا أن اللهجة السعودية التي تحدث بها لم تكن مقنعة إلى حد كبير، إذ استخدم اللهجة الجداوية في حين أنه كان يمثل دور ابن لأسرة أبهاوية، وبسؤاله إن كان واجه صعوبة في ذلك يجيب: «أي لهجة في العالم هي لهجة صعبة، وذلك حصل لي مع اللهجة المصرية، ومن يعتقد أن هناك لهجة سهلة فهذا يعني أنه وقع مباشرة، والأمر ذاته مع اللهجة التونسية وغيرها. فلا توجد أي لهجة سهلة على الإطلاق»، مؤكداً أنه اجتهد في تعلّم اللهجة السعودية قبيل التصوير وأثناء التصوير.

تفاعل الجمهور

وعن حفاوة استقبال الجمهور للفيلم في المهرجان، يقول: «القاعة كان تضم نحو 1200 مشاهد، وفي مراحل مختلفة من الفيلم كان الجمهور يتفاعل ويصفق مع بعض المشاهد، وفي نهاية الفيلم وجدت ردة الفعل جميلة جداً، وهذه أهم جائزة يحوز عليها الفنان». ويشير العابدين إلى أن الجمهور الذي حضر عرض الفيلم في القاعة الكبرى في «ريتز كارلتون جدة»، لم يركز كثيراً في التفاصيل ولم يهتم بخلفية كل ممثل، بقدر استمتاعه بقصة وأجواء الفيلم.

بوستر فيلم إلى ابني (من المهرجان)

لماذا أبها؟

بسؤاله عن سر اختياره مدينة أبها تحديداً، يجيب: «كانت أول زيارة لي إلى السعودية قبل نحو 4 سنوات، وكنت أعرف أن هناك مناطق جميلة جداً في البلاد، لكن لم تكن لدي فكرة مسبقة عن جمال أبها، وفجأة وجدت نفسي في مكان يرتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 2200 متر، ومن حولي جبال خضراء وتضاريس مختلفة جداً، ولغزارة الأمطار حينها جلست نحو 3 ساعات في السيارة، فلمست أن المنطقة جميلة جداً وخلابة».

ويوضح العابدين أنه بعد ذلك جاءت قصة الفيلم، التي وجدها تتطلب تقاليد محافظة وعائلة مترابطة، وهو ما يتناسب جداً مع الطابع الاجتماعي لمدينة أبها، ومن هنا قرر تصوير الفيلم في أبها، علماً بأن الشاب المغترب فيصل كان غائباً عن مدينته لنحو 12 سنة، وحين يعود تشعر شقيقتاه نورة وشهد وأخوه الأصغر فارس بسعادة عارمة لرؤيته مرة أخرى، ولكن والده إبراهيم الحساوي لم يستطع مسامحته لتركه العائلة، رغم معارضته لذلك، في سبيل متابعة أحلامه وبناء حياة له في بريطانيا، وهكذا تتوالى الأحداث. وهنا يقول العابدين: «بدأت في كتابة هذا النص قبل نحو سنة ونصف السنة، وكان الأمر في بدايته أشبه بالحلم، لكنه تيسر، ليكتشف الجمهور معي جمال مدينة أبها».

جدير بالذكر أن فيلم «إلى ابني» يضم عدداً كبيراً من الممثلين السعوديين، مثل إبراهيم الحساوي، وسمر ششة، وآيدا القصي، وخيرية نظمي، وآدم أبو سخا، وسارة اليافعي، وغيرهم.

وركز كثيراً على إظهار جبال أبها وسفوحها وأوديتها وطبيعتها الخلابة، الأمر الذي أثار دهشة الجمهور ودفعهم للتساؤل أكثر من مرة إن كانت هذه المدينة الساحرة موجودة في السعودية فعلاً، وهو ما أظهره ظافر العابدين بذكاء وتمرّس، مستخدماً تقنيات الإبهار البصري والاستثمار الفني لجمال المكان.


مقالات ذات صلة

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

يوميات الشرق نجوم الأغنية المصرية في التسعينات غنّوا روائع الذاكرة (الشرق الأوسط)

نجوم التسعينات في مصر أشعلوا الذاكرة وأبهجوا بيروت

نجوم الأغنية المصرية في التسعينات، حسام حسني وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وهشام عباس وإيهاب توفيق، غنّوا روائع الذاكرة في حفل بيروتي حضره الآلاف.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)

«القومي للمسرح» يمنح أولوية لتكريم الفنانين على قيد الحياة

دافع الفنان المصري محمد رياض، رئيس المهرجان القومي للمسرح عن قرارته التي أحدثت جدلاً في الأوساط المسرحية ومن بينها أسماء المكرمين في الدورة الـ17 من المهرجان.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

في حفل المايسترا اللبنانية الأخت مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.