«سوني» تُنهي معاناة المعوّقين مع لعب الـ«بلاي ستايشن»

إتاحة الاستمتاع بحياة قريبة من العادية

وحدة تحكّم جديدة في الـ«بلاي ستايشن» مصمَّمة لتسهّل اللعب على الذين يعانون إعاقات (أ.ب)
وحدة تحكّم جديدة في الـ«بلاي ستايشن» مصمَّمة لتسهّل اللعب على الذين يعانون إعاقات (أ.ب)
TT

«سوني» تُنهي معاناة المعوّقين مع لعب الـ«بلاي ستايشن»

وحدة تحكّم جديدة في الـ«بلاي ستايشن» مصمَّمة لتسهّل اللعب على الذين يعانون إعاقات (أ.ب)
وحدة تحكّم جديدة في الـ«بلاي ستايشن» مصمَّمة لتسهّل اللعب على الذين يعانون إعاقات (أ.ب)

تطرح «سوني» في الأسواق وحدة تحكّم جديدة في الـ«بلاي ستايشن» مصمَّمة لتسهّل اللعب على الأشخاص الذين يعانون إعاقات، لاحتوائها أزراراً كبيرة مثبتة على شكل دائرة، بالإضافة إلى عصا تحكّم. بذلك، تتناول شركة التكنولوجيا مسألة أهملها قطاع ألعاب الفيديو طويلاً.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتخصّص الفرنسي في ألعاب الفيديو والإعاقات، الذي يستخدم كرسياً متحركاً، جيريمي ليسيرف، قوله: «لن أتفاجأ برؤية أشخاص لا يعانون إعاقات يستخدمون» وحدات التحكّم الجديدة. وهو تلقّى دعوة من «سوني» لاختبار الجهاز الجديد المغاير في تصميمه لوحدات التحكم التقليدية في لندن.

تتناول شركة التكنولوجيا «سوني» مسألة أهملها قطاع ألعاب الفيديو طويلاً (أ.ف.ب)

ووحدة التحكم الجديدة «مدروسة جيداً»، لأنّ الشركة تسعى إلى جعلها في متناول الأشخاص الذين يعانون إعاقات مختلفة جداً، وفق ليسيرف (39 سنة) الذي يقول: «من الجيّد أن نرى أنّ قطاع ألعاب الفيديو بدأ بالفعل يتناول» مسألة تسهيل اللعب على المعوّقين.

ويواجه ثلثا اللاعبين من ذوي الإعاقات صعوبات أو مشكلات في اللعب، فيما اشترى 40 في المائة منهم ألعاب فيديو لم يتمكنوا من استخدامها بسبب عدم سهولة ذلك بالنسبة إليهم، وفق تقرير صدر عام 2021 عن جمعية «سكوب» الداعية إلى تحقيق المساواة للمعوقين في بريطانيا.

جيريمي ليسيرف تلقّى دعوة من «سوني» لاختبار الجهاز الجديد في لندن (أ.ف.ب)

لكنّ الاستوديوهات الكبرى والشركات الناشرة أو المطوّرة بدأت تضيء راهناً على إتاحة الألعاب بصورة أسهل للمعوقين.

يتابع ليسيرف: «أتاحت لي ألعاب الفيديو أن أستمتع بحياة قريبة من العادية، وأن أحظى بحياة اجتماعية». مؤكداً أنها أداة «للانفتاح على العالم».

أما مدير المشروع في «سوني» ألفين دانييل، فيقول إنّ أخْذَ مسألة سهولة إتاحة الألعاب في الحسبان «هو اتجاه نراه في القطاع برمّته، ولا يقتصر على (بلاي ستايشن) فقط. أردنا ألا يتحمّل اللاعب مسألة تكيّفه مع وحدة التحكّم، بل أن تكون وحدة التحكم مكيّفة معه». مشيراً إلى أنّ هذه مهمّة لم تكن سهلة «لعدم وجود شخصين يواجهان إعاقة ما بالطريقة عينها».

ويمكن وضع الجهاز الجديد على طاولة أو تثبيته فوق رف، وتوجيهه في مختلف الاتجاهات. كما يمكن تغيير شكل الأزرار باستخدام أغطية مغناطيسية، لتسهيل الضغط عليها أو الإمساك بها، ويمكن للمستخدم أن يطلب منها تنفيذ أي مهمة. ومن الممكن أيضاً الجمع بين وحدات تحكم عدّة من نوع «أكسيس» أو الكلاسيكية.

وتشير ميلاني غيليرت، وهي لاعبة ألمانية تعاني ضمور العضلات الشوكي، إلى أنّ وحدة التحكم «كبيرة نوعاً ما، ويصعب الضغط على أزرارها»، لكن «يمكن إضافة أزرار خارجية لها، وهي خطوة جيدة لي».

أتاحت ألعاب الفيديو لجيريمي ليسيرف الاستمتاع بحياة قريبة من العادية (أ.ف.ب)

وأحضرت إيليرت التي لا تستطيع اللعب سوى بيدها اليمنى، أزرارها الملونة، فيما ينتشر في الأسواق عدد كبير من الأجهزة من ابتكار شركات أخرى، مكيفة مع الإعاقات، إذ يتم تشغيل بعضها عن طريق حركة الفم أو التنفس مثلاً. وهي ترى أنّ من المبكر مقارنة وحدة التحكم الجديدة من «سوني» مع منافستها التي أطلقتها «مايكروسوفت» قبل 5 سنوات على «إكس بوكس» وتتيح أيضاً إمكانية توصيل أجهزة خارجية فيها.

لكن ابتكار هذا النوع من الأجهزة يحمل أهمية كبيرة لها. تقول: «كنت أمارس ألعاب الفيديو في طفولتي. ثم (بسبب تطوّر المرض) عجزتُ عن اللعب على مدى 15 عاماً. تعيّن عليّ الانتظار طويلاً حتى أتمكن من معاودة اللعب، وذلك بفضل ظهور حلول مكيفة».

وكان المشروع انطلق في «سوني» عام 2018 واستغرقت عملية الابتكار وقتاً؛ لأنّ الشركة «بدأت من الصفر» وفق ألفين دانييل. واختُبِر عدد كبير من التصاميم في 3 قارات بمساعدة جمعيات وخبراء، قبل الوصول إلى المنتج النهائي.

وستُتاح وحدة التحكّم في الأسواق في السادس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وستُباع في أوروبا لقاء 89.99 يورو (94.76 دولار).


مقالات ذات صلة

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

يوميات الشرق ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية (رويترز)

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة سعودية  الأمير فيصل بن بندر رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية وتيليز خلال حفل التدشين (الشرق الأوسط)

«بوكيمون جو» الشهيرة تنطلق في السعودية بحضور 5 آلاف عاشق

في أجواءٍ احتفالية رائعة وبحضور أكثر من 5 آلاف شخص من محبّي بوكيمون جو في المملكة، شهد بوليفارد سيتي) الجمعة (، الحدث الرسمي لإطلاق بوكيمون جو في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
تكنولوجيا ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أصغر سناً (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً... التمارين لا تفعل ذلك

كشفت دراسة جديدة عن أن ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً، لكن التمارين الرياضية لا تفعل ذلك.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد لافتة موجودة عند مدخل متحف «نينتندو» الجديد الواقع داخل مصنع قديم تم تجديده (أ.ف.ب)

«كيودو»: الصندوق السيادي السعودي يدرس زيادة حصته في «نينتندو»

ذكرت وكالة «كيودو» للأنباء يوم السبت أن «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي يدرس زيادة حصته في «نينتندو» وشركات ألعاب يابانية أخرى.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق اللعبة تقدم متعة لعب مبهرة عبر مجرات وكواكب خيالية

لعبة «أسترو بوت»: تفوق في متعة اللعب للجميع

لماذا نلعب الألعاب الإلكترونية؟ الإجابة ببساطة: للحصول على المتعة الفردية أو الجماعية مع الآخرين، وهذا هو جوهر تطوير الألعاب الإلكترونية.

خلدون غسان سعيد (جدة)

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.