بحثت دراسة جديدة تم تقديمها (الثلاثاء) أمام مؤتمر «الكلية الأميركية لأمراض القلب - آسيا 2023» المقام في مانيلا بالفلبين، النتائج طويلة المدى للعلاج باليوغا لتحديد فائدة إضافته علاجاً تكميلياً في إدارة فشل القلب، أو ما يعرف أيضاً بـ«قصور القلب».
قال أجيت سينغ، الباحث في المجلس الهندي للأبحاث الطبية في كلية ومستشفى كاستوربا الطبي بالهند، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «اليوغا مزيج من تقنيات العقل والجسم، وهي عبارة عن مجموعة من التمارين البدنية مع تقنيات التنفس والاسترخاء والتأمل التي يمكن استخدامها بشكل فعال لتحفيز الصحة البدنية والعقلية».
وأضاف في بيان صادر (الثلاثاء): «لاحظ مرضانا تحسناً في ضغط الدم الانقباضي ومعدل ضربات القلب مقارنة بالمرضى الذين كانوا يتناولون الدواء دون ممارسة اليوغا».
كانت دراسات سابقة قد أظهرت أن العلاج باليوغا وتعديل نمط الحياة قد حسنا نوعية حياة مرضى فشل القلب، وعززا وظائف القلب والأوعية الدموية لديهم.
وفشل القلب هو شكل من أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تكون عضلة القلب إما ضعيفة جداً أو متصلبة جداً، بحيث لا تتمكن من ضخ الدم بشكل صحيح، مما يؤدي غالباً إلى تراكم السوائل وضيق التنفس ومضاعفات أخرى.
شملت الدراسة الجديدة اختبارات أجريت على 75 مريضاً بفشل القلب في أحد مراكز الرعاية في جنوب الهند، كانوا قد خضعوا للتدخل التاجي، أو إعادة تكوين الأوعية الدموية أو العلاج بالأجهزة خلال الأشهر الـ6 السابقة إلى السنة السابقة.
ونظام التصنيف الوظيفي التابع لجمعية القلب في نيويورك (NYHA) هو نظام التصنيف الأكثر استخداماً لتحديد مدى خطورة أعراض المريض. ويصنف النظام المرضى في واحدة من أربع فئات بناءً على القيود المفروضة على نشاطهم البدني، حيث تكون الفئة الأولى هي الأقل خطورة والفئة الرابعة هي الأكثر خطورة.
ولكى يتم تضمين مرضى فشل القلب في الدراسة، كان يجب أن تتراوح أعمار المرضى بين 30 إلى 70 عاماً، وأن يكون الكسر القذفي (مؤشر على قدرة القلب على الانبساط) من البطين الأيسر أقل من 45 في المائة.
قام معالج ذو خبرة بتدريس علاجات مختارة من اليوغا مثل تقنيات التأمل والاسترخاء في قسم اليوغا بالمستشفى، حيث استغرقت كل جلسة حوالي 60 دقيقة يومياً، ولمدة أسبوع واحد، قبل أن يُطلب منهم مواصلة اليوغا ذاتياً في المنزل.
نُصح أعضاء مجموعة اليوغا بأدائها خمسة أيام على الأقل في الأسبوع لمدة 12 شهراً. ثم قام الباحثون بقياس تحسينات نوعية الحياة باستخدام استبيان جودة الحياة لمنظمة الصحة العالمية، الذي يستخدم 26 سؤالاً لتقييم نوعية الحياة. أكمل المشاركون الاستبيان عند التسجيل، وكذلك بعد 24 أسبوعاً و48 أسبوعاً من المتابعة.
أظهرت النتائج أن المشاركين في مجموعة اليوغا تحسنوا جسدياً ونفسياً في القدرة على التحمل والقوة والتوازن واستقرار الأعراض ونوعية الحياة. كما لوحظ أنه خلال المتابعة لمدة 6 أشهر و12 شهراً، تحسن الوظيفة الانقباضية البطينية في المجموعة الأولى (اليوغا) مقارنة بالمجموعة الثانية.
كما أظهرت المجموعة الأولى أيضاً تحسناً كبيراً في النتائج الوظيفية، حسب تقييم تصنيف نظام التصنيف الوظيفي التابع لجمعية القلب في نيويورك.
قال سينغ: «تثبت هذه الدراسة أن إضافة العلاج باليوغا إلى الإدارة الطبية القياسية لفشل القلب يؤدي إلى تحسن في وظيفة البطين الأيسر الانقباضي ونوعية الحياة لدى مرضى قصور القلب»، مؤكداً على أن «العلاج باليوغا قد يحسن الصحة البدنية ووظيفة البطين الأيسر بين مرضى فشل القلب الذين يتلقون العلاج الطبي الأمثل الموجه بالمبادئ التوجيهية».