«لجنة التراث» تبدأ من الرياض تسجيل المواقع الجديدة في قائمة التراث الدوليةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/4552451-%C2%AB%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%C2%BB-%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6-%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
«لجنة التراث» تبدأ من الرياض تسجيل المواقع الجديدة في قائمة التراث الدولية
يُنظر خلال اجتماعات الرياض إلى طلبات بتسجيل 50 موقعاً تراثياً قيّماً حول العالم (واس)
تُواصل لجنة التراث العالمي اجتماعاتها في مدينة الرياض، لتحديد مصير مجموعة من المواقع التراثية، ومراجعة أهليّتها للإدراج في قوائم التراث الدولية، وحمايتها بوصفها ممتلكات ثقافية وطبيعية ذات قيمة عالمية استثنائية، حيث تنتظم جلسات الوفود الدولية المشكَّلة لـ«لجنة التراث العالمي» للتصويت على إدراج مواقع جديدة مؤهَّلة وفق المعايير للدخول في القائمة، حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وأعلنت «لجنة التراث العالمي»، التابعة لـ«اليونسكو»، في أولى جلساتها المخصصة لتصنيف المواقع، الأحد، فوز موقع «تل السلطان - أريحا» الفلسطيني بأغلبية الأصوات، بما يجعله أول موقع عربي يضاف إلى قائمة «اليونسكو» في هذه الدورة الـ45 المنعقدة في الرياض.
ويُنظَر، خلال اجتماعات الرياض، في طلبات بتسجيل 50 موقعاً تراثياً قيّماً حول العالم، من بينها 3 مواقع ذات أهمية استثنائية في المنطقة العربية والعالم، وهي: «محمية عروق بني معارض» في السعودية، و«ملف تل السلطان» في فلسطين، و«ملف جزيرة جربة» في تونس، وقد جرى الإعداد لتقديم ملفات هذه المواقع التراثية العربية، في اجتماع لجنة الخبراء العرب، الذي استضافته دولة الكويت، مطلع الشهر الحالي.
وبفوز موقع «تل السلطان» في أريحا الفلسطينية، تأمل تونس أن تدرَج جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي، والتي تبلغ مساحتها 514 كيلومتراً مربعاً، وتحتلّ أحد أهم المواقع الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط، كما تدرس اللجنة إدراج «محمية عروق بني معارض» السعودية، التي تقع على الحافة الجنوبية الغربيّة للرَّبع الخالي؛ وتبلغ مساحتها 12787 كيلومتراً مربّعاً، وتضم عدداً من التشكيلات الأرضية والمواطن الفطريّة الطبيعية المهمة؛ ومنها كثبان رملية مرتفعة، وهضبة جيرية متقطّعة.
أقدم مدينة مأهولة بالسكان
ويمثل موقع «تل السلطان» أقدم مدينة محصَّنة في العالم تعكس جانباً من حكاية البشرية وتطورها عبر التاريخ، من خلال بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث، وتستمر حتى العصر البيزنطي، كما تضم تضاريسها برجاً دائرياً ضخماً، بالإضافة إلى أسوار لحماية الموقع.
وأسفر التنقيب في كنوز الموقع التراثي الثمين، الذي استمر لأكثر من قرن، عن العثور على بقايا مدينة محصَّنة تعتبر نفسها أقدم مدينة مأهولة بالسكان على هذا الكوكب، وهو ما شجّع المنظمة الدولية على تصنيفها على قائمة التراث العالمي، وسط معارضة من الجانب الإسرائيلي، في سعي العرب والفلسطينيين لتحصيل قرار من «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)»، للاعتراف بأريحا موقعاً للتراث العالمي، وخامس موقع فلسطيني على اللائحة، خلال الاجتماع المنعقد في الرياض.
وأعرب مندوب فلسطين الدائم لدى «اليونسكو» منير أنسطاس، عن فخره بهذا النجاح التاريخي الذي «يُحسَب للعرب كافة، وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي بذلت كل الجهود في استضافة الدورة، ولم تدّخر أي جهد في سبيل دعم القضية الفلسطينية في كل المنابر الدولية».
لم يكن متوقعاً أن تكون آثار غزة أفضل حظاً من سكانها بعد الحرب الإسرائيلية؛ غير أن مستوى التدمير يدفع خبراء للاعتقاد بأن حرباً أخرى تدور لـ«دفن الذاكرة».
معرض إسطنبول للفن المعاصر يغازل السوق الفنية بأعمال الرواد والمعاصرينhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5077241-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%86
معرض إسطنبول للفن المعاصر يغازل السوق الفنية بأعمال الرواد والمعاصرين
عمل للفنان التركي بلال هاكان (الشرق الأوسط)
«المترجم الثقافي ما بين الشرق والغرب» هكذا يصف العاملون في مجال الفنون في تركيا المحفل السنوي «معرض إسطنبول للفن المعاصر» فهو الأكبر والأقدم في إسطنبول، واحتفل هذا العام بدورته الـ19.
وبدا أنه يؤكد الصفة الفخرية التي حملها بوصفه صلة وصل بين الشرق والغرب، فاستضاف هذه الدورة إسبانيا ودول أميركا اللاتينية لتكون في خانة ضيف الشرف، ليجمع المعرض بين إنتاج فناني تركيا وبين الإبداعات المقبلة من إسبانيا والأرجنتين والبرازيل وغيرها.
تكشف الجولة بين الصالات الفنية المشاركة عن جو فني ثري، ومع أن المعرض بحسب اسمه يركز على الفن المعاصر إلا أن أرجاءه لم تخلُ من إبداعات لأساتذة الفن، كما يطلق على فناني الحداثة.
التجول والمطالعة والتعرف إلى أسماء وإبداعات مختلفة تجربة ثرية ثقافياً، وبحسابات السوق الفنية يضعنا المعرض أمام سوق نامية وأسماء لفنانين وضعوا أقدامهم داخل السوق الفنية العالمية.
الشرق الأوسط تجولت بين الصالات، وهنا بعض اللمحات من الجولة.
غاليري نيف... 37 عاماً من الفن التركي
البداية مع «غاليري نيف» حيث تعرض مجموعة من أجمل الأعمال في دورة هذا العام، يثبت الغاليري موقعه في الوسط الفني بتركيا عبر أكثر من 37 عاماً منذ إنشائه.
أتحدث مع القائمة على العرض، وأسألها: «كيف تطور الجو الفني في 37 عاماً، وكيف تشكلت السوق الفنية التركية؟»، تبدأ حديثها بالإشارة إلى أن الغاليري يمثل مجموعة من الفنانين الراسخين «ليس لدينا فنانون شباب»، وتضيف قائلة: «منذ عام 2005 عندما تأسس «معرض إسطنبول للفن المعاصر» شهدنا بناء متاحف جديدة وبينالي وفعاليات جمعت ممثلين عن الإعلام في العالم ومختصين، كان المشهد مزدهراً، وإن كنت أعتقد أنه تراجع مؤخراً ربما لأسباب سياسية واقتصادية وتحديات عالمية».
نتعرف إلى بعض الفنانين المعروضة أعمالهم في «غاليري نيف»، ونبدأ من الفنان تيفون أردوغموش، وتقول إنَّه يبحث في كيفية تحويل الطبيعة إلى عمل فني جمالي وصوفي.
طور أردوغموش أسلوباً مثيراً للاهتمام، فهو يشكل ملامح خطية من سيقان وأوردة الأوراق، وينتج صوراً تشبه الحروف المكتوبة، تتدفق أفقياً في خطوط.
يجلب أردوغموش منظوراً جديداً للعلاقة الراسخة بين العمل الفني والطبيعة. تصف محدثتي أسلوب الفنان: «يستخدم أوراقاً من نباتات وأشجار مختلفة، ويصنفها ويتركها لتجف، ثم يجمع هذه العناصر عن طريق وضعها في طبقات على القماش بعد معالجتها بتقنيته الفريدة باستخدام مواد كيميائية مختلفة».
في جانب آخر، نرى لوحة مصنوعة من السيراميك تصور هيكلاً إنسانياً أطرافه وعمقه محددان بصور النباتات المختلفة تتخللها كتابات بالإنجليزية، العمل جاذب للبصر بجماليات عالية، ويتميز عن غيره من الأعمال.
تشير مسؤولة المعرض إلى أن العمل للفنانة بوركاك بينغول، ويحمل عنوان «آفاتار»، ويصور هيكل الفنانة نفسها، تشرح لنا أن الفنانة تخصصت في فن السيراميك، وتضيف: «شاركت بينغول في إقامة فنية في مدينة سانت آيفز ببريطانيا في متحف النحاتة الإنجليزية باربرا هيبورث، ومن حديقة المتحف جمعت بعض النباتات، ونقلتها على لوحة السيراميك التي حرصت على أن تحمل مقاسها بالحجم الطبيعي، (استلقت على الأرض، وطلبت من معاونيها رسم حدود جسدها لتستخدم الهيكل على قطع السيراميك، ثم أضافت لها رسوم نباتات من حديقة باربرا هيبورث تداخلت مع كلمات وجمل للنحاتة الراحلة. تشير إلى أن العمل مقدَّر له سعر 50 ألف يورو.
يعرض الغاليري أيضاً أعمالاً للفنان التركي مورات موروفا: «في السبعينات من عمره، وله اهتمام كبير بالرموز الصوفية وبالخط الذي يرسم به أشكالاً إنسانية. في لوحاته هنا يستخدم الكواكب ورمزية الرقم 7 في التراث الإسلامي، كما يستخدم الطيور، ولها رمزية في الفن الصوفي».
عودة من الثمانينات
في غاليري خوسيه دو لا مانو من مدريد نرى عدداً من اللوحات الزيتية، لافتة بألوانها الزيتية وضربات الفرشاة المحملة بالألوان الكثيفة، تبعث بنفحات من فناني الانطباعية وفان جوخ، في جانب آخر رسوم لنفس الفنان بعضها يحمل لمسات من تأثير الفنان الفرنسي ماتيس، يتحدث صاحب الغاليري عن اللوحات، وعن الفنان الذي يعده من أشهر الرسامين في تركيا خلال السبعينات والثمانينات، وهو جوزيف تيرجان، ولكنه غاب عن السوق الفنية لسبب ما.
الفنان تيرجان وُلد في عام 1924 في تركيا من أصل أرميني، ثم انتقل مع عائلته في طفولته لبيروت، حيث تعلم فن الرسم من والده ثم درس الرسم بالمراسلة في مدرسة «إيكول ABC» هناك على يد فنان فرنسي، وفي عام 1947 التحق بمعهد الآداب العالي لدراسة الفن في بيروت، وانتقل لاحقاً للعيش في باريس حيث كون علاقات صداقة مع فنانين من الشرق الأوسط، ومع كثير من النقاد والكتاب في عصره.
يقول خوسيه دي لا مانو: «اكتشفنا الاستوديو الخاص به منذ أشهر، وحالياً نقوم بفحص محتوياته لعمل أرشيف بأعماله وصوره. لدينا من أعماله لوحات ورسوم تعود للأربعينات والخمسينات، وشهدت تلك الفترة تغيراً في أسلوبه أخذه للتجريد، وتغيرت ألوانه من الألوان الغامقة للألوان الفاتحة الأكثر حيوية.
تعرض لوجات تيرجان بأسعار معقولة بحسب لامانو: «أرخص لوحة هنا تقدر بـ2000 دولار والأغلى بـ9000 دولار».
محاكاة الطبيعة بالسيراميك
خلال الجولة نتوقف في غاليري ليلا هيلر تلفتنا لوحات الفنانة التركية ميليس بوروك، وهي فنانة تستخدم تشكيلات من الخزف في أعمالها. نلتقي الفنانة التي تتحدث لنا عن أعمالها، وعن سبب اختيارها السيراميك في أعمالها حيث تقول إنها درست استخدامات السيراميك من خلال دراستها الجامعية: «بعد التخرج بدأت التجريب باستخدام الخامة، ولم أتوقف عن استخدامها منذ ذلك الوقت. لديَّ أسباب عدة لتفضيل السيراميك في تشكيل لوحاتي؛ فأنا أحب أن أشكله بيدي، وأرى في ذلك نوعاً من التأمل، أيضاً أنا مهتمة بالتفاصيل الدقيقة، وتساعدني مادة السيراميك في التشكيل الدقيق، فهي مادة رقيقة، وهو ما يسبغ معنى على أعمالي التي تتناول تفاصيل الطبيعة، وهي أيضاً هشة ورقيقة».
الأعمال المعروضة للفنانة في غاليري ليلا هيلر تنتمي إلى سلسلة «Habitat (الموطن)». تتباين القطع في تصويرها لتفاصيل من الطبيعة مثل الأزهار وأوراق الشجر، وتبرز من ثناياها رؤوس حيوانات مثل ابن آوى أو ثعابين أو ضفادع، لا نراها كاملة، بل نلمح أجزاءً منها تطل من تحت طبقة مزدحمة بالقطع.
هناك كثافة كمية في كل لوحة، وهو ما يؤكد حب الفنانة للخامة، ويتأكد ذلك عندما نعرف أنها تحرص على صنع كل قطعة بيدها، وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً ومجهوداً: «أعمل 16 ساعة في اليوم في الاستوديو، وقد أستغرق شهوراً لعمل قطعة واحدة، وذلك يعتمد على حجم القطعة. أحب ملمس السيراميك وتشكيله، أستمتع بذلك، لكن أيضاً أريد أن تكون كل تفصيله متفردة ومتميزة؛ لأن إذا لاحظنا في الطبيعة تنسجم كل الأنواع والتفاصيل رغم اختلافها وتفردها تماماً مثل مثل الأشخاص كل منهم له ما يميزه».
قد تتشابه اللوحات بصرياً للوهلة الأولى، ولكن بالاقتراب من كل واحدة يمكننا ملاحظة أن هناك تركيباً أو بنية تمثل فصائل وأنواعاً مختلفة من الطبيعة، هناك تفاصيل من الحيوانات مثل القرون والذيول: «بعض الأوقات أستخدم حيوانات معينة في أعمالي مثل ابن آوى أو الثعالب والثعابين والأرانب والضفادع».
هل تصور أيضاً حيوانات أسطورية؟ تجيب: «في الحقيقة لا، دائماً أصور أشياء من الطبيعة، ولكن خلال الوباء صنعت ذلك العمل، وكنت وقتها مهتمة بالقصص، قرأت لافونتين، وبعدها تعرفت إلى كليلة ودمنة، وبحثت فيها، وعرفت أنها أول القصص الخيالية المروية على لسان الحيوانات، وتساءلت لماذا لا أضيف هذه الحيوانات وشخصيات كليلة ودمنة لسلسلة أعمالي (هابيتات)».
وتحكي لنا قصة عرض عملها «كليلة ودمنة» في معرض باللوفر - أبو ظبي هذا العام، فتقول إنَّ المسؤولين عن المعرض تعرفوا إلى أعمالها لدى عرضها في معرض دبي للفنون: «رأوا أن لديَّ عملاً يتعلق بكليلة ودمنة، ولهذا دعوني للمشاركة في المعرض».
تعبر بوروك في أعمالها عن رسالة بسيطة، وهي التعايش بين مختلف الأجناس والفصائل والأنواع: «كل أنواع الحياة تعيش جنباً لجنب في الطبيعة، وتتعايش معاً من دون تراتبية».
أختتم حواري مع الفنانة قائلة: «هل يرى البعض أعمالك على أنها تزيينية؟»، سؤال لا تستريح كثيراً له، وتجيب: «عندما يرى البعض أعمالي يلمح فيها الجانب الزخرفي والزينة مثل الزهور أو اللون الذهبي، ولكن عندما يقتربون من العمل يلاحظون أن هناك ما هو أكثر من ذلك، ويبدأون بمحاولة معرفة أكثر والقصص خلفها وموضوع التعايش والطبيعة وغيرها».