لا يزال آلاف المسافرين يدفعون ثمن توقف نظام مراقبة حركة المرور الجوي عن العمل في مطارات المملكة المتحدة، بعد قضائهم ليلة كاملة نائمين على أراضي المطارات بانتظار الإعلان عن جداول زمنية جديدة لرحلاتهم التي ألغيت، الاثنين، يوم حصول هذا العطل التقني الذي لم تشهد المطارات في البلاد مثله منذ عدة عقود.
وحذرت المطارات البريطانية، جميع المسافرين، من الإرباك الحاصل، طالبة منهم التأكد من أنه لم يتم إلغاء رحلاتهم قبل التوجه إلى المطار، بعدما تم الإعلان عن إلغاء أكثر من 1500 رحلة جوية منذ يوم الاثنين، وهذا يعني أن 27 بالمائة من الرحلات التي كانت مقررة ليوم الاثنين قد ألغيت، ومسلسل تأخير أو إلغاء الرحلات سيستمر بسبب الضغط الشديد على جميع المطارات في بريطانيا لتأمين الرحلات البديلة للمسافرين الذين تقطعت بهم سبل السفر بسبب العطل الفني الطارئ.
وقامت بعض شركات الطيران بعرض مبالغ مالية على المسافرين الذين بحوزتهم تذاكر سفر ليوم الثلاثاء وصلت إلى 250 يورو للشخص الواحد مقابل التنازل عن مقاعدهم، واختيار مواعيد أخرى للسفر في محاولة لحلحلة الأزمة، وتأمين المقاعد اللازمة للمسافرين الموجودين في المطارات لليوم الثاني على التوالي، كما طلبت الشركات من المسافرين الاتصال بمكاتبها قبل التوجه إلى المطار.
في صباح يوم الثلاثاء تم إلغاء 300 رحلة، من بينها 147 رحلة منطلقة من المطارات البريطانية و134 كان من المزمع وصولها إلى بريطانيا.
وقال وزير النقل البريطاني مارك هاربر، إن البلاد لم تشهد مثل هذه المشكلة التقنية منذ زمن طويل، مضيفاً أن نظام الملاحة لطالما عمل بشكل جيد في الماضي، ولكن يتعين على السلطات المختصة إعادة النظر فيه لتفادي أي مشكلات تقنية مشابهة في المستقبل مستبعداً نظريات المؤامرة أو أي هجوم على الإنترنت.
وأضاف أن سلطات الملاحة بانتظار تقرير رسمي حول هذا الموضوع في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وعانت الرحلات في مطار لوتن، يوم الثلاثاء، من التأخير والإلغاء، في حين استطاع مطارا غاتويك وستانستد إطلاق الرحلات في مواعيدها المقررة مع تحذير الركاب من التأخير بسبب الزحمة غير العادية.
يشار إلى أن حركة الطائرات في المملكة المتحدة تعرضت للعطل التقني في تمام الساعة الثالثة و15 دقيقة من بعد ظهر يوم الاثنين، خلال فترة تعد من أكثر الفترات ازدحاماً في موسم العطلات والصيف وقرب العودة للمدارس، واستطاعت خدمات الملاحة الجوية الوطنية (ناتس) اكتشاف وحل العطل بسرعة فائقة، لكنها لم تستطع تفادي الإرباك الذي حصل.
وروى الكثير من المسافرين معاناتهم مع أزمة الملاحة التي أدت إلى إلغاء رحلاتهم، من بينهم مسافرة تدعى ماريا سميث قالت إنها مستاءة جداً، لأن الخطوط الجوية البريطانية لم تقم بإعلامها أو أي مسافر آخر على متن الرحلة نفسها بأي مستجدات مما جعلها تقضي الليلة بالكامل على أرض المطار بانتظار تأمين رحلة أخرى لها ولباقي المسافرين.
قد يكون المهندسون استطاعوا حل المشكلة التقنية، لكنهم لم يتمكنوا من التعامل مع برامج الرحلات بشكل تلقائي، واضطروا إلى العودة إلى نظام الإدخال اليدوي، الأمر الذي أدى لعجزهم عن إدارة الحجم ذاته من الرحلات.
وقالت «بلومبرغ» إن مطاري هيثرو وغاتويك، أكثر المطارات ازدحاماً في لندن، شهد كلاهما تأخير مئات الرحلات وإلغاء العشرات.
وفي الوقت الذي لم يتم فيه إغلاق المجال الجوي للمملكة المتحدة بشكل تام، قالت الهيئة إنها اضطرت إلى فرض قيود على حركة المرور الجوي للحفاظ على السلامة.