«مهرجانات بيت الدين» تعلن برنامجها للسنة الأربعين

تفتتحها الديفا فرح الديباني وتكمل بـ«شيكاغو» وغي مانوكيان

المهرجان يقام في قصر الأمير بشير الذي يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره حوالي 200 سنة (غيتي)
المهرجان يقام في قصر الأمير بشير الذي يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره حوالي 200 سنة (غيتي)
TT

«مهرجانات بيت الدين» تعلن برنامجها للسنة الأربعين

المهرجان يقام في قصر الأمير بشير الذي يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره حوالي 200 سنة (غيتي)
المهرجان يقام في قصر الأمير بشير الذي يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره حوالي 200 سنة (غيتي)

بعد أربعين سنة على أول انطلاقة له، اجتمع محبو مهرجان بيت الدين وأعضاء لجنته المنظمة، حول رئيسته نورا جنبلاط في المكتبة الوطنية في بيروت، يوم أمس، للإعلان عن برنامج صيف 2023 بمشاركة ثلاثة وزراء، هم وزير السياحة وليد نصّار، والإعلام زياد مكاري والثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.

وإن كان من إجماع على أمر، فهو على أهمية أن تستمر المهرجانات رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. فقد قال وزير الإعلام: «هذا المهرجان يُمثّل لبنان وثقافته وتراثه والهندسة المعمارية في لبنان هي إرث مهم قائم بحد ذاته». علماً بأن المهرجان يقام في قصر الأمير بشير، الذي يعتبر إحدى التحف المعمارية وعمره حوالي 200 سنة. أما وزير السياحة وليد نصار فلفت إلى أن «أكثر من 82 نشاطاً احتفالياً تم تسجيلها حتى اليوم في الوزارة، والمغتربون يسألون عن المهرجانات».

وأكدت رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط على أن «موسم عام 2023 هو دليل قاطع على عودة الحياة للبنان في ظل الانهيار الاقتصادي».

المؤتمر الصحافي رئيسة المهرجانات نورا جنبلاط تتوسط الوزراء الثلاثة (الشرق الأوسط)

والاحتفال اليوم هو بمرور عقود أربعة لم تكن كلها ازدهاراً. فقد انطلق المهرجان في الحرب، في ثمانينات القرن الماضي، وازدهر مع السلم وتطور، وتحول إلى واحد من ألمع مهرجانات العالم العربي على الإطلاق، لكن ما حدث منذ الانهيار الاقتصادي في عام 2019 وما تلاه من حجر ووباء، كان قاسياً على المهرجان الأنيق، المترفّع حقاً، والباحث أبداً عن تجويد الفنون التي يقدمها.

ولكن «كما تكيّفَ المهرجانُ في بداياتِهِ مع الظروفِ القاسيةِ، وانطلقَ نحو العالميّةِ، محققاً عبرَ السنواتِ الكثير من النجاحات وأرقاماً قياسيةً بتنظيمِ أكثرَ من 500 حفلٍ استضافَ فيها أكثر من 6600 فنانٍ وموسيقي ومُبدعٍ، مُفسحاً المجالَ أمامَ مشاركةِ ما يزيد عن 700 ألف مشاهدٍ في باحاتِ القصرِ التاريخي العريقِ. ها هو المهرجان اليومَ، يتكيّفُ مع الأوضاعِ المُستجدةِ التي فرضَها الانهيارُ الاقتصادي في لبنان، ويُعلِن عن موسم 2023 كفعل إيمان وتأكيد على دورِ لبنان الثقافي والفني، ورسالتِهِ الحضاريّةِ».

هذه الكلمات التي قيلت في المؤتمر والمعلومات التي أعطيت، ترافقت مع الإعلان عن برنامج عاد إلى طبيعته، كما قبل الانهيار، لكن بصبغة لبنانية عربية، مع التخلي عن الفرق الأجنبية التي تكلف ما لا طاقة لأحد به اليوم.

الافتتاح مع الديفا فرح الديباني (إدارة المهرجان)

والبرنامج الذي جاء مختصراً ومجانياً العام الماضي، عاد بحفلين نسّقا ليقدما خصيصاً لبيت الدين. حفل الافتتاح يوم 20 من شهر يوليو (تموز) تغني فيه الديفا فرح الديباني، يُرافقها المايسترو لبنان بعلبكي قائداً للأوركسترا. هذه الفنانة المصرية - الفرنسية الحائزة على جوائز عالميّة، تفتتح المهرجان ببرنامج أُعِدَّ خصيصاً لـ«بيت الدين»، وهو عبارة عن مجموعةٍ من الألحان الكلاسيكيّة، إضافة إلى ألحان وأغاني لكبار نجوم العالم العربي من فيروز وأسمهان وداليدا. تدربت فرح الديباني وغنّت في دار الأوبرا في برلين وأوبرا الصين ومهرجان الفنّ في البندقيّة وباريس. ولا بد أن كثراً لا يزالون يتذكرون الديباني عندما غنت النشيد الوطني الفرنسي يوم إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واكتشفوا روعة أَدائِها في حفل اختتام كأس العالم 2022 في قطر.

الحفل الثاني، يأتي يعد يومين من الافتتاح يوم 22 يوليو (تموز) بلقاء موسيقي يجمع بين الفلامينكو والألحان الشرقيّة. برنامج من قسمين. الأول مع فرقة «شيكويلو»، وعازف الغيتار الماهر ومؤسس الفرقة خوان غوميز، ترافقه فرقة رقصاً وعزفاً. أما القسم الثاني فسيعود فيه الفنان اللبناني المحبوب عازف البيانو والملحن صاحب الشعبية الواسعة، غي مانوكيان للسنة الثانية على التوالي. وهو قدم عروضاً محليّةً ودوليّةً على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وعَمِل مع كبار الفنانين، وعرف بأسلوبه الذي يدمج الألحان الشرقيّة مع الموسيقى الحديثة، حيث نفذت تذاكر حفلاته الموسيقيّة على مسارح لندن وسنغافورة والقاهرة وباريس ودبي والعديد من المهرجانات الدوليّة.

ليلة 25 يوليو ستكون هي ليلة الجاز بامتياز، في الباحة الداخلية للقصر، تجمع بين كبار فنانين الجاز في لبنان. القسم الأول من الحفل تحييه دونا خليفة، الملحنة وعازفة الموسيقى، مع مجموعتها. والقسم الثاني مع عازف البيانو والملحّن آرثر ساتيان وفرقته. وهو أحد أهم موسيقيي الجاز وأكثرهم تأثيراً في المنطقة.

الفنان اللبناني عازف البيانو غي مانوكيان يعود لبيت الدين للسنة الثانية على التوالي (غيتي)

وواحدة من الحفلات المنتظرة هي التي ستقدمها الفنانة اللبنانية الأميركية ميساء قرعة يوم 27 يوليو. وقرعة هي مغنية وكاتبة أغاني مرشحة لجائزة «غرامي»، ستقدم مزيجاً من موسيقى البوب والروك والموسيقى العربية، أُعِدَّ الحفل خصيصاً لمهرجانات بيت الدين بقيادة الملحن وعازف الكمان الأردني يُعرب سميرات، مع إطلالة مميّزة للملحن اللبناني الشهير وعازف العود شربل روحانا. تضم الفرقة الموسيقية زملاء ميساء من موسيقيين محترفين. أما الختام فمسك يوم 2 و3 و5 من أغسطس (آب) لكثر لم تسنح لهم الفرصة رؤية المسرحية الغنائية العالمية «شيكاغو» معربة، بسبب أنها قدمت في عروض محدودة جداً. هذه المرة ستنتقل إلى «بيت الدين».

«شيكاغو بالعربي» هي أول مسرحية موسيقية مرخصَّة من برودوي تُقدم باللغة العربيّة من تأليف وتصميم وإخراج اللبنانيّ الموهوب روي الخوري بمشاركة ممثلين بارزين هم ميرفا قاضي، وسينثيا كرم، وفؤاد يمين، ويمنى بو هدير، وماتيو الخضر، وإلياس كريستوفوريديس.

مشهد من «شيكاغو بالعربي» (إدارة المهرجان)

تضم المجموعة 20 راقصاً و20 موسيقياً ومغنياً، إلى جانب الملحِّن إيليو كلاسي وكاتب الأغاني أنتوني أدونيس. والعرض من إنتاج نايلة الخوري، وانطلق لأوّل مرّةٍ في كازينو لبنان، في خمسة عروضٍ نفدت تذاكرها بالكامل.

وكما في كل سنة، سيتمكن زوار القصر من الاستمتاع بمعرض تشكيليي سيكون عنوانه هذه المرة «تجريد» يُجسِّد الرسم التجريدي في لبنان بإدارة صالح بركات.

حقائق

أرقام قياسية

حقق المهرجان أرقاماً قياسيةً بتنظيمِ أكثرَ من 500 حفلٍ استضافَ فيها أكثر من 6600 فنانٍ وموسيقي ومُبدعٍ بمشاركةِ ما يزيد عن 700 ألف مشاهدٍ في باحاتِ القصرِ التاريخي العريقِ.


مقالات ذات صلة

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

يوميات الشرق إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، على الفنون المعاصرة.

أحمد عدلي (الفيوم (مصر))
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.