تحقيقاً لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء... تدشين زراعة 240 مليون شجرة

المتحدث الرسمي لمركز تنمية الغطاء النباتي: استقطاب أفضل الممارسات العالمية في مجال التشجير وتطبيقها في البيئة المحلية

مشروعات التشجير في السعودية شملت كثيراً من المواقع (الشرق الأوسط)
مشروعات التشجير في السعودية شملت كثيراً من المواقع (الشرق الأوسط)
TT

تحقيقاً لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء... تدشين زراعة 240 مليون شجرة

مشروعات التشجير في السعودية شملت كثيراً من المواقع (الشرق الأوسط)
مشروعات التشجير في السعودية شملت كثيراً من المواقع (الشرق الأوسط)

على قدم وساق وسباقاً مع عجلة الزمن، تجري جهود المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية في مشروعات التشجير حول المملكة وتأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة تحقيقاً لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بزراعة 10 مليارات شجرة أو ما يعادل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار خلال العقود القليلة المقبلة؛ للوصول إلى غطاء نباتي مزدهر ومستدام يعزز التنمية المستدامة ويرتقي بجودة الحياة.
من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر عبد الرحمن بن محمد الدخيل، أن المركز «عَمِل - وما زال - على تنفيذ قائمة من مشروعات التشجير، شملت كثيراً من المواقع حول المملكة؛ حيث وقَّع سبعة عقود للتشجير في مناطق الرياض والقصيم وحائل لزراعة 820 ألف شتلة من الأشجار والشجيرات المحلية، إضافة إلى سلسلة أخرى من العقود والاتفاقيات ومذكرات التفاهم لزراعة أكثر من 3 ملايين ونصف المليون شجرة في عدد من المتنزهات الوطنية والمحميات الملكية، منها مليون و400 ألف شجرة في محمية الملك عبد العزيز الملكية وحدها، ومذكرة تفاهم مع شركة التعدين العربية السعودية (معادن) لزراعة 20 مليون شجرة»
     .

كما كشف المتحدث الرسمي للمركز الوطني في حديث مع «الشرق الأوسط» عن زراعة المركز لأكثر من 11 مليون شجرة بمشاركة عشرات الآلاف من المتطوعين ضمن حملة «لنجعلها خضراء» خلال 12 شهراً بين عامي 2020 و2022. التي أطلقها المركز بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وعدد من الجهات والقطاعين الحكومي والخاص والمشاركة المجتمعية، وكذلك نثر أكثر من 10 أطنان من البذور خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحملة عام 2022، لافتاً إلى توقيع عدد من عقود التشجير على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي لزراعة أكثر من ثلاثة ملايين شجرة مانجروف، فضلاً عن المساهمة مع الشركاء في زراعة 100 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة حتى 2030. ومبادرة نيوم بالتعاون مع المركز لزراعة 100 مليون شجرة محلية وإعادة تأهيل 1.5 مليون هكتار من الأراضي.
وأشار الدخيل إلى أن المركز أطلق مشروع دراسات مبادرة السعودية الخضراء والخطة التنفيذية للتشجير، إمعاناً في تنفيذ أعمال التشجير بالتعاون مع الشركاء، وفقاً لأحدث الأساليب والممارسات العلمية العالمية، للتعرف على واقع التشجير في المملكة واحتياجاته الحالية والمستقبلية في مساراته الأربعة «البيئي، والزراعي، والحضري، والطرق السريعة وسكك القطارات»، عبر تنفيذ مسوحات ميدانية وتطوير خرائط رقمية، فضلاً عن إنشاء منصة إلكترونية جيو مكانية للتشجير في بيئات المملكة ومناطقها، وإعداد أدلة فنية إرشادية لتنفيذ برامج التشجير في البيئات المختلفة، وتحديد الأنواع النباتية الملائمة، وكذلك وضع خطة تنفيذية لإدارة الشراكات مع القطاعات والجهات المختلفة.
وبيَّن المتحدث الرسمي أن المركز هدف إلى «استقطاب أفضل الممارسات العالمية في مجال التشجير وتطبيقها في البيئة المحلية، وذلك عبر مراجعة الدراسات والتجارب الرائدة محليّاً ودوليّاً، وإجراء المقارنة المعيارية لأفضل الممارسات والتقنيات لاختيار الملائم منها لبيئاتنا، وكذلك تطوير المخطط الشامل للتشجير في البيئات المختلفة ضمن الاستراتيجية الوطنية للتشجير في المملكة، إضافة إلى إعداد الخطة التنفيذية للتشجير وعمل حوكمة وآلية وجدول زمني لتنفيذها»، وجاء ذلك بالتعاون مع مجموعة من الشركاء المحليين وبيوت الخبرة العالمية، مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، وجامعتي الملك سعود والملك فيصل، وKings Park.
كما لفت الدخيل إلى أنه عقب إطلاق مشروع دراسات مبادرة السعودية الخضراء، شرع المركز في عقد سلسلة من ورش العمل الخاصة به، والتي سيستمر انعقادها خلال مراحل تنفيذ المشروع، وستتضمن أدق التفاصيل حول أنسب الطرق وأفضل الآليات لتنفيذ المشروع، وتفعيل الشراكات بين مختلف الجهات ذات العلاقة بالمشروع؛ حيث تُخصَّص هذه الورش للقطاعين الحكومي والخاص، والقطاع غير الربحي، إضافة إلى القطاعات المالية والأكاديمية والبحثية، مستطرداً بأنه «يجري حاليّاً العمل ميدانيّاً ضمن المشروع في عدد من المواقع حول المملكة من قبل الفريق الاستشاري المشرف على تنفيذ أعماله في مواقع العمل، وتمثل هذه الأعمال أحد مكونات الدراسة العلمية والفنية، التي يتضمنها المشروع لتوثيق البيانات والمعلومات حول الغطاء النباتي لفائدة بناء المخطط الاستراتيجي الشامل والخطة الوطنية للتشجير».
ويهدف المركز الذي نشأ بقرار من مجلس الوزراء السعودي في أواخر مارس (آذار) من عام 2019. إلى الإشراف على إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، والمحافظة على الموارد الوراثية النباتية والغطاء النباتي خارج المناطق المحمية في المملكة بجميع بيئاته، ومكافحة التصحُّر.


مقالات ذات صلة

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

يوميات الشرق الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» لفنلندا

حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في جدة شرف التمثيل القنصلي الفخري لفنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة.

عبد الهادي حبتور (جدة)
يوميات الشرق الراحل عبد الله العلي النعيم

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض.

بدر الخريف (الرياض)
الخليج جانب من اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في مدينة العقبة السبت (واس)

تأكيد خليجي على دعم الجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن سوريا

شدّد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأحد على دعم دول المجلس للجهود الرامية لوحدة وسيادة وأمن واستقرار سوريا والوقوف مع الشعب السوري

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية وأكدت أن الجولان أرض عربية سورية محتلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين قرار إسرائيل التوسع في الاستيطان بـ«الجولان»

أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي التوسع في الاستيطان بالجولان المحتلة ومواصلتها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».