العراق بعد «طوفان الأقصى»... خطة إيران للانهيار السريع

«الشرق الأوسط» ترصد كواليس تشكيل «المقاومة الإسلامية»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي براون خلال مراسم استقبال جثامين جنود أميركيين قُتلوا في الأردن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي براون خلال مراسم استقبال جثامين جنود أميركيين قُتلوا في الأردن (أ.ب)
TT

العراق بعد «طوفان الأقصى»... خطة إيران للانهيار السريع

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي براون خلال مراسم استقبال جثامين جنود أميركيين قُتلوا في الأردن (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي براون خلال مراسم استقبال جثامين جنود أميركيين قُتلوا في الأردن (أ.ب)

يكشف تحقيق شامل لـ«الشرق الأوسط» عن نشأة المجموعة التي تسمي نفسها «المقاومة الإسلامية في العراق»، وأظهرت عشرات المقابلات مع مسؤولين وشخصيات ضالعة في المشهد العراقي، «خطة إيران» لـ«تبادل الأدوار» بين الفصائل المسلحة الموالية، وأقطاب في تحالف «الإطار التنسيقي» الذي يقود الحكومة، التي انتهت إلى مواجهة مباشرة بلا قواعد اشتباك. ويستعرض التحقيق الخط الزمني للأحداث من مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حتى نهاية يناير (كانون الأول) الماضي.

وبدأ تشكل هذه المجموعة التي تطلق على نفسها «فصائل المقاومة الإسلامية» وتبنت منذ نوفمبر الماضي أكثر من 160 هجوماً، عندما شجع مسؤولون إيرانيون قادة فصائل شيعية على «احتكار الشيعة لسرية تحرير القدس» كمدخل لـ«حكم المنطقة». وانخرطت فصائل مثل «النجباء» و«كتائب حزب الله» العراقي في هذه المجموعة؛ لأن إيران كانت تعتمد عليها لسنوات في سوريا، عندما شعرت بأن انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية قد يضعف «جبهة دمشق».

وقال مسؤولون وشخصيات نشطة في تلك الفصائل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «طهران صممت عملية خاصة للعراق منذ مجيء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تضمنت توزيع الأدوار بين تصعيد عنيف تقوده فصائل لا تشترك في السلطة، وتنفيس لضغط الأميركيين تتولاه أحزاب شيعية لديها تمثيل رسمي في الحكومة».

ويقدم التحقيق تفاصيل ميدانية عن كيفية تشكل المجاميع التي تنفذ الهجمات، وطرق التحرك والتخفي، إلى جانب «رقعة الانتشار» التي قسّمت الجغرافيا العراقية إلى ثلاث مناطق لكل منها وظائف تكتيكية في الميدان.

وبحسب المقابلات، فإن التغييرات التي طرأت خلال الشهرين الأخيرين من عام 2023 كانت تقضي بإعادة الانتشار إلى مواقع تضمن المسافة المطلوبة لإصابة القواعد العسكرية في أربيل وسوريا.

ومع تصاعد الهجمات، أسهمت خطة «تبادل الأدوار» الإيرانية إلى تسريع المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة والفصائل المسلحة، عندما رفضت إيران مقترحات عراقية بتخفيف الضغط على الحكومة العراقية، حتى تبقى متمتعة بالمرونة في التعامل مع الأميركيين.

ومن بين جملة الأفكار التي رفضتها طهران «تقديم كبش فداء للأميركيين حتى يتراجعوا عن المواجهة السريعة في العراق».

وقال مسؤولون لـ«الشرق الأوسط»، إن إيران دفعت بالأمور إلى أن تطغى «صفة المقاومة» على الحكومة التي تتمتع بفائض قوة سياسية وموازنة مالية تزيد على 450 مليار دولار.

ويعتقد هؤلاء أن استراتيجية تبادل الأدوار ارتدت على طهران، بعدما فتحت باب التطاحن بين قادة الأحزاب الموالية، وأن الطريق مفتوحة إما أمام انهيار كبير أو تفاوض على صفقة مبتكرة، وهذا الأخير «ليس واعداً على الإطلاق».

لقراءة التحقيق كاملاً: 

العراق بعد «طوفان الأقصى»…خطة إيران للانهيار السريع
كيف ظهرت «المقاومة الإسلامية» ولماذا ارتد «تبادل الأدوار» على طهران؟

Enter

keywords


مقالات ذات صلة

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

المشرق العربي إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

أعلن العراق، أمس الجمعة، فتح تحقيق في اختفاء آلاف الباكستانيين، كانوا قد دخلوا البلاد لزيارة المراقد الدينية خلال شهر محرم.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي باكستانيون خلال مشاركتهم في طقوس «عاشوراء» بمدينة كراتشي (إ.ب.أ)

50 ألف باكستاني اختفوا في العراق

فجر وزير باكستاني مفاجأة مدوية حين أعلن اختفاء 50 ألفاً من مواطنيه في العراق، ودفع حكومة بغداد سريعاً إلى فتح تحقيق في تسربهم إلى سوق العمل.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون في قاعدة عين الأسد (أرشيفية - الجيش الأميركي)

فصائل مسلحة تنهي الهدنة مع الأميركيين في العراق

استأنفت فصائل موالية لإيران هجماتها ضد قواعد أميركية في العراق وسوريا، بعد أيام من اتفاق أمني شمل تعهد بغداد بحماية المستشارين والقوافل الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي 
الأحزاب العراقية فشلت مرات كثيرة في اختيار بديل لرئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي (إعلام حكومي)

الحلبوسي يفرض «شروطاً صعبة» على التحالف الحاكم

فرض رئيس حزب «تقدم» العراقي محمد الحلبوسي «شروطاً صعبة» على قادة «الإطار التنسيقي» مقابل حل أزمة رئيس البرلمان الشاغر منذ نحو 7 أشهر. وقالت مصادر مطلعة لـ…

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الأحزاب العراقية فشلت مرات كثيرة في اختيار بديل لرئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي (رويترز)

الحلبوسي يضع «شروطاً صعبة» لحسم أزمة البرلمان في العراق

للمرة الأولى منذ إقالة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، عقدت قوى «الإطار التنسيقي» اجتماعاً حول أزمة المرشح البديل دون الإعلان عن مخرجات.

حمزة مصطفى (بغداد)

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
TT

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)

تفتتح، غداً، في باريس دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024، وسط إجراءات استثنائية صارمة استدعتها المخاوف الأمنية وذكريات المجزرة التي شهدتها القرية الأولمبية في دورة ميونيخ عام 1972، إثر محاولة لاحتجاز رهائن إسرائيليين نفذتها مجموعة «أيلول الأسود» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» تعيد تسليط الضوء على تلك «الكارثة الأولمبية» انطلاقاً من أسئلة طرحتها على العقلين المدبرين للعملية. ولدت فكرة الهجوم في لقاء عُقد في مقهى بروما وضم صلاح خلف «أبو إياد» عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومساعده فخري العمري ومحمد داود عودة «أبو داود» عضو «المجلس الثوري» لـ«فتح». جاءت الفكرة من العمري وتبناها «أبو إياد» وأوكل التنفيذ إلى «أبو داود».

وتكشف رواية «أبو داود» عن أنه نجح في استطلاع مقر البعثة الإسرائيلية، وأن «أبو إياد» تولى شخصياً إحضار الأسلحة برفقة «زوجته» اللبنانية المزيفة التي سُميت جولييت. وشاءت الصدفة أن يسهم رياضيون أميركيون عائدون من سهرة عامرة في مساعدة الفريق الفلسطيني المهاجم في تسلق السياج ومن دون معرفة غرض الفريق ومحتوى الحقائب التي يحملها.

وتؤكد الرواية أن ياسر عرفات كان على علم بالعملية وأن الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس (مسؤول المالية آنذاك) صرف للفريق المبلغ اللازم لتنفيذها. وانتهت العملية بمقتل 11 إسرائيلياً وخمسة من المهاجمين حين اختلط الرصاص الألماني بالرصاص الفلسطيني.