توصل الباحثون إلى أن الرغبة في تناول السكر قد تكون مشابهة لبعض أنواع الإدمان على المخدرات، إذ إن كيهما يُنَشِّط نفس مناطق الدماغ.
ووفق تقرير نشرته صحيفة «إندبندنت»، تناول قطعة إضافية من الشوكولاته أو حلوى لن يضر بصحتك بشكل مباشر، لكن الإفراط في تناول السكر المكرر على المدى الطويل قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.
فالارتفاع المستمر لمستويات السكر في الدم قد يؤدي إلى زيادة الوزن، ومرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وأمراض القلب.
وقالت كاثرين ماسعود، ممرضة متقدمة لدى مجموعة هارتفورد للرعاية الصحية، في بيان: «تناول الكثير من السكر يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري والسكري والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى».
ومع ذلك، فإن مقاومة الرغبة في الحلويات ليست بالأمر السهل. وأوضح الخبراء أن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها خلال موسم العطلات للسيطرة على شغف السكر.
الإقلاع المفاجئ
ينقسم الخبراء حول طريقة الإقلاع المفاجئ عن السكر. وقالت اختصاصية التغذية المسجلة بيث تشيرزوني لمستشفى كليفلاند: «هذه الطريقة مفاجئة جداً وقد لا تنجح على المدى الطويل».
ومع ذلك، يمكن أن يساعد الامتناع التام في كسر العادة بسرعة نسبية.

كما أشارت الدكتورة فيجايا سورامبودي، إلى أن «كسر العادات يستغرق نحو ثلاثة إلى أربعة أسابيع، لذلك طريقة الإقلاع المفاجئ من الطرق المفضلة لدي».
بدلاً من ذلك، يمكن تقليل استهلاك السكر تدريجياً عن طريق تناول كميات أقل من الأطعمة السكرية وتقليل حصص الطعام في وجبات الإفطار والغداء والعشاء، ما يساعد على تقليل الرغبة في الحلويات.
طريقة إنديانا جونز
تناول بدلاً من الشوكولاته فاكهة صحية ولذيذة! تشبه هذه الطريقة موقف إنديانا جونز عند استبداله لتحفة أثرية بأكياس من الرمل قبل تفعيل الفخ.
الفاكهة تحتوي على السكر، وقد تصل كمية السكر فيها إلى نحو 20 غراماً لكل قطعة، لكنها سكريات طبيعية ومفيدة لأنها تأتي مصحوبة بالفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل فيتامين C الذي يقوي جهاز المناعة، وفيتامين A الذي يدعم صحة العينين.
قد يكون سبب الرغبة في الحلويات هو أنك لم تتناول ما يكفي من الطعام خلال اليوم، وأوضحت اختصاصية التغذية آنا تايلور، أن «يبحث الجسم عن السعرات الفارغة إذا لم يحصل على ما يكفي من الطاقة».
والسكريات البسيطة توفر طاقة سريعة، لكنها ليست الخيار المثالي. وأضافت: «هذا يؤدي إلى شعور كبير بالجوع، مما يجعلك تتوق لأي شيء حلو متاح».
وقد تحتوي وجباتك أيضاً على سكريات أكثر مما تتوقع. على سبيل المثال، نصف كوب من الفاصوليا المحلاة يمكن أن يحتوي على نحو ربع الكمية اليومية الموصى بها من السكر، لأنها مُحلاة بالعسل أو دبس السكر.
يمكن أن تساعد البدائل الغنية بالبروتين، مثل ألواح البروتين، على الشعور بالشبع لفترة أطول. وإذا كنت ترغب حقاً في تناول الشوكولاته، فاختر الداكنة، فهي تحتوي على مضادات أكسدة تحمي خلايا الجسم من الضرر وتحتوي على أقل بكثير من السكر مقارنة بالشوكولاته بالحليب.
العناية الذاتية الحقيقية
النوم الكافي، ممارسة الرياضة، شرب كمية كافية من الماء، قضاء وقت في الهواء الطلق كلها طرق فعالة لتقليل الرغبة في تناول السكر.
كما أن الكثير منا لا يحصل على ما يكفي من هذه الأنشطة الأساسية. وشرب الماء مهم جداً لأنه يساعد على نقل العناصر الغذائية إلى خلايا الجسم، وينظم درجة حرارة الجسم، ويحمي المفاصل والأعضاء.
وأوضح مستشفى كليفلاند أن «الأبحاث تشير إلى أن الخلط بين العطش والجوع قد يؤدي أيضاً إلى الرغبة في تناول السكر».
وينصح الخبراء بأن تشرب النساء ما لا يقل عن 2.7 لتر يومياً، بينما يحتاج الرجال إلى 3.7 لتر، أي ما يعادل نحو 11 إلى 15 كوباً قياس 8 أونصات. ويمكن زيادة الكمية خلال اليوم بحمل زجاجة ماء قابلة لإعادة الاستخدام وتناول الأطعمة الغنية بالماء مثل العنب والبطيخ.

