الطريق الصحيح لفقدان الوزن... 3 مفاهيم خاطئة عن عملية «الأيض»

الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر تقريباً يميلون إلى فقدان كتلة العضلات الخالية من الدهون (أرشيفية - رويترز)
الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر تقريباً يميلون إلى فقدان كتلة العضلات الخالية من الدهون (أرشيفية - رويترز)
TT

الطريق الصحيح لفقدان الوزن... 3 مفاهيم خاطئة عن عملية «الأيض»

الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر تقريباً يميلون إلى فقدان كتلة العضلات الخالية من الدهون (أرشيفية - رويترز)
الأشخاص الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر تقريباً يميلون إلى فقدان كتلة العضلات الخالية من الدهون (أرشيفية - رويترز)

لقد أصبح مصطلح «الأيض» (التمثيل الغذائي) من أكثر المصطلحات تداولاً في مجال الصحة والعافية، فهو لغزٌ غامض، يُعتقد أنه إذا فُكّ، سيكشف أسرار فقدان الوزن والصحة العامة.

على الرغم من شيوع هذا المصطلح، يقول أحد العلماء إن الكثيرين لا يفهمون آلية عمل هذه العملية الجسدية الأساسية.

يقول الدكتور كيفن هول لشبكة «سي إن إن»: «يعتقدون أن الأمر يتعلق بكمية الطعام التي يمكننا تناولها دون زيادة الوزن أو ما شابه».

يسعى هول إلى تعزيز عملية الأيض لأسباب مختلفة. ويضيف: «الأيض هو ببساطة عملية كيميائية حيوية مذهلة تُحوّل الطعام الذي نتناوله والأكسجين الذي نتنفسه إلى كل ما نحن عليه وكل ما نفعله».

هول، عالم رائد في مجال التغذية والتمثيل الغذائي، معروف بأبحاثه التي أجراها على متسابقي برنامج الواقع «الخاسر الأكبر»، والتي أسهمت في توضيح ما يميز المشاركين الذين حافظوا على وزنهم عن أولئك الذين استعادوه.

أمضى أكثر من عقدين في المعاهد الوطنية للصحة. وبحث في أعماله اللاحقة عن الأطعمة فائقة المعالجة في علاقتها بالسمنة، بما في ذلك دراسة أثبتت أنها تُسبب الإفراط في تناول الطعام لدى المشاركين.

أعلن هول عن تقاعده المبكر وخروجه من المعاهد الوطنية للصحة في أبريل (نيسان)، مُشيراً إلى الرقابة على كيفية نشر نتائج أبحاثه. وهو الآن مُشارك في تأليف كتاب جديد بعنوان «الذكاء الغذائي: علم كيف يُغذينا الطعام ويُضرنا» إلى جانب الصحافية جوليا بيلوز.

هل الأيض الأسرع أو الأعلى هو حقاً الطريق الصحيح لفقدان الوزن؟ يسلط هول الضوء على ثلاثة مفاهيم خاطئة حول الأيض تُظهر أن الأمر أعمق مما يبدو:

الخرافة الأولى: يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة من بطء في عملية الأيض

من المعتقدات الشائعة أن بطء عملية الأيض يؤدي إلى زيادة في وزن الجسم. لكن في الغالب، كما أوضح هول، أن العكس هو الصحيح.

وقال: «بشكل عام، يتمتع الأشخاص ذوو البنية الجسمية الأكبر بمعدلات أيض أسرع من الأشخاص ذوي البنية الجسمية الأصغر».

عزى هول انتشار هذه الخرافة إلى الطريقة التي صمم بها الباحثون دراسات الأيض المبكرة. حاول العلماء في البداية مطابقة السعرات الحرارية التي يتناولها المشاركون مع وزنهم، لكنهم لم يأخذوا في الاعتبار حقيقة أن هذه السعرات الحرارية تم الإبلاغ عنها ذاتياً.

اتضح أن المصابين بالسمنة غالباً ما يُبلغون عن عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها بشكل أقل من نظرائهم الأقل وزناً. وأضاف هول: «هذا دفع الناس إلى استنتاج مفاده أنه إذا كانوا يتناولون سعرات حرارية أقل ويحافظون على وزنهم، فإنهم يحرقون سعرات حرارية أقل. وربما يكون سبب إصابتهم بالسمنة هو بطء عملية الأيض لديهم».

تتيح التكنولوجيا الحديثة الآن للباحثين الاعتماد على البيانات، وليس على تقارير المشاركين أنفسهم. أشار هول إلى أنه «عندما نقيس عمليات الأيض لدى الأشخاص مباشرةً، نجد أن معدلات الأيض لدى المصابين بالسمنة أعلى في المتوسط من الأشخاص النحيفين».

الخرافة الثانية: يتباطأ الأيض مع التقدم في السن

كما هو الحال مع الوزن، قد لا يؤثر العمر على الأيض بالقدر الذي قد تظنه.

قال هول: «اتضح أنه حتى سن متقدمة جداً، أي في السبعينات والثمانينات من العمر، يبدو أن معدل الأيض لدينا ثابت تقريباً».

بالطبع، هناك تغيرات في الجسم المتقدم في السن يمكن أن تؤثر على معدلات الأيض.

قال هول إن الأشخاص «الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر تقريباً» يميلون إلى فقدان كتلة العضلات أو كتلة العضلات الخالية من الدهون، ويميلون إلى اكتساب كتلة الدهون. ومن المتوقع أن يؤدي هذا وحده إلى انخفاض معدل الأيض. ذلك لأن العضلات الخالية من الدهون تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون.

لكن هذه التغيرات المرتبطة بالعمر - وهي ليست حتمية - وليس العمر نفسه، هي التي تؤثر على معدل الأيض.

واختتم هول قائلاً: «بمجرد التخلص من هذا التأثير... لا يبدو أن هناك تأثيراً أساسياً للشيخوخة يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض، كلما تقدمنا في السن».

الخرافة الثالثة: التمثيل الغذائي العالي ضروري لفقدان الوزن

عمود آخر من أساطير التمثيل الغذائي هو فكرة أن التمثيل الغذائي البطيء هو عدو فقدان الوزن المستمر. يُعتقد أن التدخلات مثل اتباع نظام غذائي تبطئ عملية التمثيل الغذائي لدرجة أنه لا يمكنك فقدان أي وزن إضافي.

وقال هول إن الحفاظ على التمثيل الغذائي من التباطؤ ليس هو المفتاح لفقدان الوزن المستمر. في الواقع ، إنه عكس ذلك تماماً.

وقال: «الأشخاص الأكثر نجاحاً في فقدان الوزن والحفاظ عليه هم الذين يمارسون أبطأ عملية التمثيل الغذائي أو أكبر تخفيضات في التمثيل الغذائي».

وأظهرت أبحاث هول أن الأيض الأبطأ «لا يبدو أنه يحدد قدرة أي شخص على إنقاص الوزن أو إبقائه على المدى القصير أو طويل».


مقالات ذات صلة

انهيار ضيف قرب ترمب خلال فعالية في البيت الأبيض

الولايات المتحدة​ رجل يغمى عليه (الثاني يميناً) بينما يلقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب كلمة في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض في العاصمة واشنطن... 6 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

انهيار ضيف قرب ترمب خلال فعالية في البيت الأبيض

توقَّفت فعالية في المكتب البيضاوي، الخميس، بشكل مفاجئ بعدما انهار أحد الحضور خلف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أثناء إعلانه خطة لتخفيض أسعار أدوية إنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يكشف عن اتفاق لخفض أسعار أدوية لإنقاص الوزن

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس عن اتفاق مع شركتي الأدوية العملاقتين "إيلي ليلي" و"نوفو نورديسك" لخفض أسعار بعض أدوية إنقاص الوزن الشائعة، مقابل مزايا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من فوائد الصيام أنه يريح الجهاز الهضمي إذ يساعد على تخفيف الانتفاخ وتحسين صحة الأمعاء (بيكسباي)

هل الصيام لمدة 24 ساعة آمن لخسارة الوزن؟

قد يساعد الصيام لمدة 24 ساعة على خفض السعرات الحرارية وتحسين عملية الأيض والهضم، لكنه ليس مناسباً للجميع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الصالة المنزلية تمنحك حرية التمرّن وفق جدولك الخاص (أرشيفية - رويترز)

مستلزمات رياضية تساعد على إنقاص الوزن في المنزل

يمكن أن تكون التمارين المنزلية لإنقاص الوزن وسيلة رائعة لمساعدتك على تحقيق أهدافك، فهي تمكّنك من تحسين لياقتك البدنية دون الحاجة إلى مغادرة المنزل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التوتر يُسبب الرغبة الشديدة في تناول الطعام (بيكسيلز)

لماذا تستيقظ جائعاً؟ وكيف تحارب ذلك؟

يعتبر الجوع رغبة طبيعية وقوية مع العلم أن أجسامنا تعرف عادةً متى يحين وقت الأكل ومتى يحين وقت النوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

7 نصائح للتغلب على اكتئاب الشتاء

اكتئاب الشتاء  يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
اكتئاب الشتاء يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
TT

7 نصائح للتغلب على اكتئاب الشتاء

اكتئاب الشتاء  يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
اكتئاب الشتاء يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)

مع تغيير التوقيت وحلول الظلام باكراً في كثير من المناطق حول العالم، يضطر الكثير منا للذهاب إلى العمل والعودة منه في عتمة الليل، مما قد يسبب انزعاجاً ومزاجاً سيئاً.

قد نشعر بتعب أكثر من المعتاد، أو نفتقر إلى الطاقة، أو نواجه صعوبة في التركيز، خصوصاً مع بداية فصل الشتاء.

يمكن أن يُصيب الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، أو «اكتئاب الشتاء»، أي شخص. تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا من يجدون صعوبة في ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة بالتواصل مع طبيبهم العام.

واكتئاب الشتاء، هو شكل من أشكال الاكتئاب ويتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية ومشاكل النوم، ويبلغ ذروته في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من كل عام.

بالنسبة لمن يعانون من أعراض خفيفة، هناك طرق للمساعدة على إدارة الأيام الأكثر ظلمة، بل وحتى تقبّلها.

ما أبرز طرق محاربة اكتئاب الشتاء؟

1- ممارسة الرياضة

أبسط وسيلة للتغلب على كآبة الشتاء هي إجبار نفسك على ممارسة النشاط، حتى في الظلام والبرد. أظهرت الأبحاث أن المشي لمدة 15 دقيقة في منتصف النهار يكفي لزيادة النواقل العصبية الأساسية، مثل الدوبامين والنورأدرينالين، التي تساعد على تنشيط الدماغ وتنظيم الساعة البيولوجية. إذا استطعت ممارسة الرياضة في وقت مبكر من اليوم، مع امتصاص ضوء النهار الطبيعي خلال ساعتين من الاستيقاظ، فسوف يكون ذلك أكثر فائدة، بحسب صحيفة «الغارديان».

2- امتلك العقلية الصحيحة

تتبنى الدول الاسكندنافية، مثل الدنمارك، التي تعاني من بعض أطول وأقسى فصول الشتاء على وجه الأرض، مفهوم «هيجي» الذي يُناقش كثيراً. يقوم هذا المفهوم على عدّ الشتاء وقتاً للتهدئة والاستمتاع بالبقاء في المنزل وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة. يمكنك أيضاً تحسين مزاجك من خلال استغلال هذا الوقت للتخطيط لأشياء تتطلع إليها لاحقاً في العام. وقد وجدت الدراسات أن كثيراً من الأشخاص الذين يستمتعون بالسفر يجدون متعة أكبر في انتظار العطلة أكثر من الرحلة نفسها.

3- تناول الكربوهيدرات المعقدة

تمنحك الكربوهيدرات الدهنية والمكررة، مثل البيتزا وخبز الثوم، متعةً مؤقتة، لكنها ستجعلك تشعر بالخمول خلال أشهر الشتاء. أما الكربوهيدرات الأكثر تعقيداً، مثل البروكلي والسبانخ والكوسا والعدس، فتستغرق وقتاً أطول في الهضم، مما يعني أنها لا تسبب ارتفاعاً مفاجئاً في سكر الدم قد يؤثر سلباً على مزاجك.

4- تناول مكملات زيت السمك وفيتامين (د)

يلعب فيتامين (د) دوراً في تنظيم المزاج، والحفاظ على مستويات مثالية لسكر الدم، وتعزيز جهاز المناعة، لكن أحد المصادر الطبيعية الرئيسية لفيتامين (د) هو ضوء الشمس. هذا يعني أن نسبة كبيرة من سكان المملكة المتحدة يعانون من نقص فيتامين (د) خلال أشهر الشتاء. وجدت إحدى الدراسات أن البالغين الذين يعانون من كآبة الشتاء والذين تناولوا 400 - 800 وحدة دولية من فيتامين (د3) يومياً، تحسن مزاجهم بشكل ملحوظ.

قد تكون مكملات أوميغا 3 مفيدة أيضاً. تُعد آيسلندا من أقصى دول العالم شمالاً، لكنها الأقل إصابة بكآبة الشتاء. يُعتقد أن أحد أسباب ذلك هو استهلاكهم المفرط للأسماك، مثل أسماك السلمون وأسماك القد، الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة. يُعتقد أن أحماض أوميغا 3 لها تأثير مضاد للاكتئاب من خلال تحسين وظائف خلايا الدماغ والدم.

5- التأمل

يؤمن الدكتور نورمان روزنتال، الطبيب النفسي الذي بدأ البحث في ظاهرة كآبة الشتاء، إيماناً راسخاً بالتأمل التجاوزي بوصفه وسيلة لعلاج هذه الحالة. وقد أشارت الدراسات إلى أن استرخاء الجسم والعقل من خلال تحفيز إفراز هرمون الميلاتونين، يمكن أن يؤدي إلى زيادة نشاط القشرة الجبهية اليسرى، وهي جزء من الدماغ يرتبط بالسعادة، وانخفاض نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالتوتر.

6- العلاج بالضوء

أظهرت الأبحاث أن ما بين 50 في المائة و80 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من كآبة الشتاء يمكنهم الحصول على راحة جزئية أو كاملة من العلاج بالضوء الساطع، الذي يُطبّق بالجلوس بالقرب من صندوق ضوئي لمدة نصف ساعة يومياً خلال فصلي الخريف والشتاء.

من المهم استخدام وحدات إضاءة مُفلترة بالأشعة فوق البنفسجية، إذ قد يكون استخدام الضوء العادي بهذه الطريقة ضاراً.

7- تناول مُكملات التربتوفان

يمكن تعزيز فاعلية العلاج بالضوء بدمجه مع مُكمل التربتوفان، وهو حمض أميني يتحول إلى السيروتونين في الجسم. السيروتونين هو ناقل عصبي يُنظم السعادة والمزاج، ويُعتقد عادةً أن مستوياته تنخفض لدى الأشخاص الذين يُعانون من كآبة الشتاء.


روتين بسيط يخفف آلام الظهر ويزيد التركيز في العمل

الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
TT

روتين بسيط يخفف آلام الظهر ويزيد التركيز في العمل

الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)

كشفت دراسة أسترالية أن اعتماد روتين بسيط يقوم على الجلوس لمدة 30 دقيقة ثم الوقوف لمدة 15 دقيقة يمكن أن يُشكّل حلاً فعّالاً لتحسين صحة الموظفين المكتبيين، وزيادة إنتاجيتهم في بيئة العمل.

وأوضح الباحثون من جامعة غريفيث بالتعاون مع جامعة كوينزلاند أن الدراسة تقدم دليلاً عملياً مبنياً على تجربة ميدانية يمكن تطبيقها بسهولة في المكاتب، دون الحاجة إلى تجهيزات إضافية أو تغييرات كبيرة في بيئة العمل، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Applied Ergonomics).

ويُعد الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد العضلي وقلة التركيز الذهني، ما يضر بالصحة الجسدية والنفسية على المدى الطويل. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن قلة الحركة خلال ساعات العمل لا تؤثر فقط على العمود الفقري والعضلات، بل ترتبط أيضاً بزيادة مستويات التوتر وانخفاض الإنتاجية.

ووفق الباحثين، تعد هذه الدراسة من أوائل الأبحاث التي تختبر فاعلية ما يُعرف بنسبة الجلوس إلى الوقوف (30:15) مقارنة بنسب يحددها الموظفون وفقاً لراحتهم الشخصية.

وشملت الدراسة موظفين مكتبيين عانوا من آلام أسفل الظهر خلال الشهر السابق للدراسة، وكانوا يستخدمون مكاتب قابلة لتبديل الوضع بين الجلوس والوقوف.

وتمت مقارنة مجموعتين، الأولى التزمت بنسبة ثابتة 30 دقيقة بالجلوس مقابل 15 دقيقة بالوقوف، بينما اختارت المجموعة الثانية نسبها الخاصة وفقاً للراحة الشخصية.

تحسين ملحوظ

وأظهرت النتائج أن الالتزام بهذه النسبة الثابتة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحسين صحة الموظفين المكتبيين، خصوصاً الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الناتجة عن الجلوس الطويل.

كما سجل المشاركون الذين اتبعوا الجدول الثابت انخفاضاً ملحوظاً في شدة آلام أسفل الظهر مقارنة بالمجموعة المرنة، وظهر تحسن في التركيز والانتباه خلال ساعات العمل، ما انعكس بشكل مباشر على جودة الأداء والإنتاجية.

كما أسهم النظام الثابت في خفض مستويات التوتر والإجهاد النفسي وفقاً لاستبانات المشاركين، بينما حققت المجموعة المرنة نتائج أقل بسبب ضعف الالتزام.

وأرجع الباحثون ذلك إلى أن وضوح النسبة وسهولة تذكرها (30:15) ساعدا على الالتزام المنتظم وجعل الروتين أكثر استدامة، في حين أدى النظام المرن إلى انخفاض في انتظام التطبيق، وبالتالي نتائج أقل وضوحاً.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الروتين البسيط يمكن أن يكون تدخلاً عملياً ومنخفض التكلفة لتحسين صحة الموظفين في بيئات العمل التي تتطلب الجلوس الطويل، كما يمكن أن يسهم في رفع الإنتاجية والرضا الوظيفي على المدى الطويل.

وأكد الفريق أن «التحرك المنتظم خلال اليوم ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على صحة الظهر والعقل معاً»، داعين المؤسسات إلى تبني هذا الأسلوب بوصفه جزءاً من ثقافة العمل الصحي.


ارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال

الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
TT

ارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال

الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)

حذّرت دراسة عالمية كبرى من أن حالات ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال والمراهقين دون سن 19 عاماً قد تضاعفت تقريباً خلال العقدين الماضيين.

وأوضح الباحثون بقيادة جامعة إدنبرة البريطانية أن الحالات ارتفعت من نحو 3 في المائة عام 2000 إلى أكثر من 6 في المائة عام 2020، مما يعكس تزايداً مقلقاً في هذه المشكلة الصحية الصامتة على مستوى العالم، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «The Lancet Child & Adolescent Health».

وضغط الدم المرتفع هو حالة صحية تحدث عندما تكون قوة الدم على جدران الشرايين مرتفعة بشكل مستمر، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والسكتات الدماغية على المدى الطويل.

ويمكن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم مرتبطاً بالعوامل الوراثية، وزيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والتغذية غير الصحية، والتغيرات الهرمونية، خصوصاً في مرحلة المراهقة.

وغالباً ما يكون ضغط الدم المرتفع صامتاً، ولا تظهر أعراض واضحة، مما يجعل الفحص الدوري والقياسات المنتظمة أمراً ضرورياً للكشف المبكر والوقاية من المضاعفات الصحية المستقبلية. واعتمدت الدراسة على تحليل شمل بيانات أكثر من 443 ألف طفل من 21 دولة، استُخلصت من 96 دراسة كبيرة.

وأظهرت النتائج أن معدلات ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال والمراهقين دون سن 19 عاماً تضاعفت تقريباً بين عامَي 2000 و2020، لترتفع من نحو 3 في المائة لأكثر من 6 في المائة خلال عقدين فقط.

ووفقاً للنتائج، فإن عدد الأطفال والمراهقين المصابين بارتفاع ضغط الدم حول العالم تجاوز 114 مليوناً، في وقت تُظهر فيه البيانات أن السمنة تمثل العامل الأبرز وراء هذا الارتفاع المقلق.

وقد تبين أن نحو 19 في المائة من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة مصابون بارتفاع ضغط الدم، مقابل أقل من 3 في المائة بين مَن يتمتعون بوزن صحي.

ووجد الباحثون أن 8.2 في المائة من الأطفال والمراهقين لديهم «ما قبل ارتفاع ضغط الدم»، وهي مرحلة تحذيرية يمكن أن تتطور إلى ارتفاع ضغط دم فعلي. وتزداد هذه الحالة بشكل واضح في مرحلة المراهقة، إذ تصل النسبة إلى نحو 11.8 في المائة بين المراهقين، مقارنة بـ7 في المائة بين الأطفال الأصغر سناً، مع ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم عند سن الرابعة عشرة، خصوصاً بين الذكور.

وتشير النتائج إلى أن ارتفاع ضغط الدم لم يعد مشكلة تخص البالغين فقط، بل أصبح تهديداً صحياً متزايداً بين الأطفال والمراهقين حول العالم.

ويؤكد الباحثون أن الفحص المبكر، ونمط الحياة الصحي، والحد من السمنة هي مفاتيح أساسية لحماية الأجيال المقبلة من أمراض القلب والكلى مستقبلاً، مضيفين أن هناك أيضاً دعوة لتثقيف الأطباء والأهالي وصناع القرار، ودمج رصد ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ضمن استراتيجيات الوقاية من الأمراض غير المعدية.