لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
TT

لماذا يميل المصابون بالخرف إلى الإفراط في تناول الطعام؟

نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)
نسيان الأشخاص أي وجبة قد يتسبب في شعورهم بالجوع المفرط (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن نسيان أي وجبة قد يتسبب في الشعور بالجوع المفرط، الأمر الذي قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف ومشكلات الذاكرة الأخرى إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

ولفتت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا ونقلتها صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى أن هذا الأمر يتعلق بخلايا في الدماغ تُنشئ ذكريات عن الوجبات، وقد يُؤدي نسيان الوجبة إلى تحفيز هذه الخلايا للجوع المفرط.

وقالت ليا ديكاري-سبين، باحثة ما بعد الدكتوراه في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا، والتي قادت فريق الدراسة، إن الخلايا العصبية في منطقة الحُصين بالدماغ (الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والتعلم) تنشط في أثناء تناول الطعام، مكونةً ما تُعرف بـ«إنغرامات الوجبات»، وهذه الإنغرامات تعمل مثل قواعد بيانات بيولوجية معقدة تخزِّن أنواعاً متعددة من المعلومات مثل مكان ووقت تناول الطعام».

وللوصول إلى هذه الاستنتاجات ومعرفة كيفية تشكل ذكريات الوجبات، استخدم الباحثون تقنيات متقدمة في علم الأعصاب، حيث راقبوا نشاط أدمغة فئران التجارب في أثناء تناولها الطعام.

ووجد الفريق أن نسيان الفئران إحدى الوجبات تَسبَّب في تضرر الخلايا التي تنشِّط إنغرامات الوجبات، مما أدى إلى شعورها بالجوع المفرط وتناولها كمية كبيرة من الطعام بعد ذلك.

كما أظهرت النتائج أن تناول الوجبات الخفيفة دون وعي قد يُضعف أيضاً إنغرامات الوجبات ويُسهم في الإفراط في تناول الطعام.

ولفت الباحثون إلى أن هذا الأمر قد يفسر ميل الأشخاص المصابين بالخرف ومشكلات الذاكرة الأخرى إلى تناول كميات كبيرة من الطعام.

وأوضحوا أن نتائجهم قد تُسهم في نهاية المطاف في تطوير مناهج سريرية جديدة لعلاج السمنة وإدارة الوزن، مؤكدين أن «تذكر ما تناولته، وموعد تناوله، لا يقل أهمية عن اختياراتك الغذائية ونمط حياتك الصحي».


مقالات ذات صلة

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

صحتك اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

أشارت دراسة جديدة إلى أن اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته قد يجعله أكثر استمتاعا به.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك البطيخ يتميز بقدرته على ترطيب الجسم خصوصاً في الأجواء الحارة (جامعة ييل)

هل البطيخ مفيد للقلب؟

كشفت دراسة أميركية أن البطيخ ليس مجرد فاكهة منعشة في أيام الصيف الحارة؛ بل يحمل في طياته فوائد صحية مهمة، أبرزها تعزيز صحة القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك إغلاق الفم للنوم بشريط لاصق (الشرق الأوسط)

إيجابيات وسلبيات استخدام شريط الفم للنوم

أصبح إغلاق الفم للنوم بشريط لاصق أمراً شائعاً. وبفضل دعم المشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صناعة قيمتها مليارات الدولارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوص التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

الدماغ يحدد بدقة العمر البيولوجي للشخص وخطر وفاته

وجد باحثون أن الدماغ يُمثل مُؤشراً قوياً بشكل خاص في تحديد العمر البيولوجي للشخص

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فوائد مذهلة لبذور الشيا (أرشيفية - نيويورك تايمز)

فوائد خارقة لبذور الشيا على الصحة

تعتبر بذور الشيا من الأطعمة «الخارقة» التي ينصح بها خبراء التغذية والصحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
TT

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)

يكافح الكثير من الأشخاص لإيجاد دافع لممارسة التمارين الرياضية بحماس والاستمتاع بها. وقد أشارت دراسة جديدة إلى أن هذا الأمر قد يتحقق عن طريق اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجريت الدراسة على 132 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و51 عاماً، قاموا بإكمال استبيان يكشف عن سمات شخصياتهم.

واستخدمت الدراسة نموذجاً شائع الاستخدام يصنف الشخصية من خلال خمس سمات: الانبساطية، والعصابية، واللطف، والانفتاح، والضمير.

ثم أجرى الباحثون اختبارات لياقة بدنية على المشاركين وقسموهم عشوائياً إلى مجموعتين. وخضعت المجموعة الأولى لبرنامج تدريبي لمدة ثمانية أسابيع لركوب الدراجات وتمارين القوة، بينما مارست المجموعة الضابطة تمارين التمدد لمدة 10 دقائق أسبوعياً.

ووجد فريق الدراسة أنه على الرغم من تحسن اللياقة البدنية لدى جميع أنواع الشخصيات التي أكملت برنامج تدريب ركوب الدراجات وتمارين القوة، فإن هناك فرقاً ملحوظاً في الاستمتاع بالتمارين.

فعلى سبيل المثال، استمتع الأشخاص الأكثر انفتاحاً بأداء اختبارات اللياقة البدنية عالية الكثافة مع الآخرين، بينما فضل الأشخاص الأكثر عصابية ممارسة التمارين المنزلية خفيفة الكثافة، بمفردهم دون أن يراقبهم الآخرون، على أن تتخلل تمارينهم فترات راحة قصيرة.

أما بالنسبة للأشخاص «الضميريين»، وهو وصف يطلق على الشخصيات التي تتمتع بضمائر حية وتهتم بالكفاءة والتنظيم في كل أفعالها، فقد «كانوا أكثر عرضة للتمتع بلياقة بدنية متكاملة» وفقا للدراسة التي أشارت إلى أنهم يميلون أكثر إلى الانجذاب إلى حقيقة أن التمارين الرياضية مفيدة لهم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، فلامينيا رونكا، الأستاذة المساعدة في علوم التمارين الرياضية في كلية لندن الجامعية: «الشخصية تحدد شدة وأشكال التمارين التي ننجذب إليها... إذا استطعنا فهم ذلك، فسنتمكن من ممارسة التمارين التي تتناسب مع شخصيتنا مما يساهم في تعزيز صحتنا».

وأضافت: «لهذه النتائج آثارٌ مهمة على تشجيع المزيد من الناس على ممارسة الرياضة، خاصةً أن 22.5 في المائة فقط من البالغين و19 في المائة من المراهقين حول العالم يمارسون 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً».

ومن جهتها، قالت أنجلينا سوتين، الأستاذة في جامعة ولاية فلوريدا والمتخصصة في دراسة الروابط بين الشخصية والصحة، والتي لم تشارك في الدراسة، إنه من خلال التركيز على أنواع الشخصية، قد يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من تقديم «نهج أكثر تخصيصاً لممارسة الرياضة».

وأضافت: «عادةً ننصح الناس بممارسة الرياضة ونقول لهم ببساطة: (التدريب المتقطع عالي الكثافة مفيد لكم، لذا عليكم ممارسته)، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عصابية شديدة، فإنهم في الحقيقة لن يمارسوا هذه التمارين. ومن ثم، فإن معرفة أن شخصاً ما يعاني من عصابية شديدة، والتوصية بممارسته التمارين منخفضة الكثافة قد تزيدان من احتمالية قيامه بها بالفعل».

وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة Frontiers in Psychology.