رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
TT

رياضة «البوتشيا» تُحسن المزاج وتجدّد طاقة كبار السن

الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)
الباحثون طوروا نسخة افتراضية من رياضة البوتشيا التي تتطلب دقة وتركيزاً (جامعة أوساكا للعلوم الحضرية)

وجدت دراسة يابانية أن رياضة «البوتشيا» تحدث تأثيرات إيجابية على كبار السن، حيث تساعد في تحسين المزاج، وتعزيز الطاقة والحيوية.

وأوضح الباحثون من جامعة «أوساكا» للعلوم الحضرية في الدراسة التي نشرت نتائجها الاثنين في دورية (PLOS One) أن هذه الرياضة، حتى في نسختها الافتراضية، يمكن أن تكون مثالية للاستخدام في البيئات ذات المساحة المحدودة، مثل المستشفيات، ودور الرعاية، لتحسين الحالة النفسية والجسدية للمسنين.

ورياضة «البوتشيا» لعبة طُورت خصيصاً للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، وهي من الرياضات البارالمبية التي تتطلب دقةً، وتركيزاً استراتيجياً. وتُلعب باستخدام كرات تُرمى على أرضية مسطحة، ويهدف اللاعبون إلى وضع كراتهم بالقرب من كرة الهدف.

وتختلف «البوتشيا» عن غيرها من الرياضات في أنها لا تعتمد على اللياقة البدنية العالية، بل على المهارة والتخطيط؛ مما يجعلها مناسبة لجميع الأعمار والقدرات، وقد حظيت بشعبية خصوصاً بين كبار السن لما توفره من تحفيز للعقل والجسم.

وخلال الدراسة، طوّر الباحثون نسخة افتراضية من اللعبة باستخدام تقنيات الواقع الممتد (XR)، التي تتيح للاعبين التفاعل مع بيئة افتراضية تحاكي اللعبة الواقعية، دون الحاجة لمساحات كبيرة. ويجعل ذلك من «البوتشيا XR» خياراً مناسباً بوصفها أداة لإعادة التأهيل، وتحسين الحالة النفسية والجسدية لدى كبار السن في البيئات المغلقة، مثل المستشفيات ودور الرعاية.

ودرس الفريق البحثي التغيرات في المزاج والقدرة الجسدية بين المشاركين الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، قبل وبعد ممارسة «البوتشيا XR»، والبوتشيا التقليدية، والمشي على جهاز المشي، كما قاموا بقياس النشاط العضلي في الأطراف السفلية خلال هذه الأنشطة.

وبعد جلسات «البوتشيا XR» والبوتشيا التقليدية، أبلغ مجموعة من المشاركين عن تحسن في المزاج وزيادة في مستويات الطاقة والحيوية، مقارنة بالحالة قبل التجربة. كما أظهرت النتائج أن النشاط العضلي في الأطراف السفلية كان أعلى بشكل ملحوظ أثناء ممارسة «البوتشيا»، مقارنة بالمشي على جهاز المشي، مما يشير إلى فاعلية اللعبة في تحفيز الحركة وتقوية العضلات.

وأشار المشاركون إلى شعورهم بتحسن عام في المزاج والحيوية والطاقة بعد تجربة كل من النسختين التقليدية والافتراضية من «البوتشيا». ولم تُسجل فروقات كبيرة في النشاط العضلي للأطراف السفلية بين البرامج المختلفة، رغم تسجيل زيادة في نشاط العضلة المستقيمة الفخذية، المسؤولة عن تمديد الركبة، أثناء اللعب بنسختي «البوتشيا» مقارنة بالمشي.

وخلص الباحثون إلى أن رياضة «البوتشيا XR» تقدم فرصاً واعدة للتأهيل البدني والنفسي لكبار السن، خصوصاً لمن يواجهون صعوبة في أداء التمارين التقليدية. ومع ذلك، شددوا على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات طويلة الأمد للتأكد من فاعلية هذه الرياضة في تحسين صحة كبار السن على المدى البعيد.


مقالات ذات صلة

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

صحتك الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق باطن الكوكب يتحكّم في الأكسجين (ناسا)

باطن الأرض يتحكَّم في مستويات الأكسجين بالغلاف الجوّي

اكتشاف مثير يربط بين النشاط العميق في باطن الأرض والتغيّرات في تركيبة الغلاف الجوّي، وتحديداً مستويات الأكسجين، وذلك على مدى أكثر من 540 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا «غارتنر»: نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار يعتمد على وجود حوكمة قوية وبُنية بيانات متماسكة (غيتي)

«غارتنر»: الذكاء الاصطناعي سيتخذ نصف قرارات الأعمال بحلول 2027

بحلول 2027، سيتولى الذكاء الاصطناعي نصف قرارات الأعمال، ما يعني أن نجاح المؤسسات سيتوقف على الحوكمة وجودة البيانات ووعي القادة بقدرات التقنية وحدودها.

نسيم رمضان (لندن)
صحتك مرض السكري يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم (رويترز)

برنامج صحي مبتكر للوقاية من السكري

كشفت دراسة بريطانية أن البرنامج الوقائي الذي أطلقته هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، نجح في تقليل معدلات الإصابة بالسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
TT

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

وأوضح الباحثون أن فعالية الدواء ترجع إلى آلية غير تقليدية تتعلق بخفض ضغط سوائل الدماغ، وعُرضت النتائج، الجمعة، ضمن فعاليات مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب، الذي يُعقد بين 21 و24 يونيو (حزيران) 2025 في هلسنكي، بفنلندا.

ويُعد الصداع النصفي اضطراباً عصبياً شائعاً، يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس، وغالباً ما يتركز في جانب واحد. وتُصاحب النوبات أحياناً أعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء أو الصوت، وقد تستمر من ساعات لأيام.

وتختلف شدة وتكرار النوبات من شخص لآخر، ويُعد الصداع النصفي من أبرز أسباب الإعاقة المؤقتة عالمياً، لا سيما بين النساء. وعلى الرغم من توفر عدة أدوية للتخفيف من حدة النوبات أو الوقاية منها، فإن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، مما يدفع للبحث عن بدائل علاجية جديدة وفعالة.

وأُجريت الدراسة على 26 من البالغين المصابين بالسمنة والصداع النصفي المزمن، بهدف اختبار فعالية دواء «ليراجلوتيد» (liraglutide)، وهو من فئة أدوية (GLP-1) المعروفة بتأثيرها في خفض سكر الدم، وكبح الشهية، وتقليل الوزن، ويُستخدم على نطاق واسع لعلاج السكري.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع، بمعدل 11 يوماً أقل شهرياً، بعد استخدام الدواء لمدة 12 أسبوعاً. كما انخفضت درجات الإعاقة على مقياس تقييم إعاقة الصداع النصفي بمقدار 35 نقطة، وهو تحسن كبير ذو دلالة سريرية، يعكس استعادة المرضى لقدرتهم على العمل، والدراسة، والنشاط الاجتماعي.

وأشار الباحثون إلى أن معظم المرضى شعروا بتحسن ملحوظ خلال أول أسبوعين من بدء العلاج، واستمر هذا التحسن طوال فترة الدراسة التي امتدت لثلاثة أشهر.

آثار جانبية طفيفة

ورغم أن «ليراجلوتيد» معروف بفعاليته في تقليل الوزن، فإن التغير في مؤشر كتلة الجسم للمشاركين لم يكن ذا دلالة إحصائية، ما يُعزز فرضية أن التحسن في الصداع ناجم عن خفض ضغط السائل الدماغي الشوكي، وليس عن خسارة الوزن.

ويعتقد الفريق أن تقليل ضغط هذا السائل يخفف من الضغط على الجيوب الوريدية داخل الجمجمة، مما يؤدي لتقليل إفراز أحد المحفزات الرئيسية لنوبات الصداع النصفي.

وسُجّلت آثار جانبية طفيفة لدى 38 في المائة من المشاركين، تمثلت غالباً في الغثيان والإمساك، لكنها لم تؤدِ إلى توقف أي من المرضى عن الاستمرار في العلاج.

ويُخطط الفريق حالياً لإجراء تجربة سريرية جديدة لاختبار أدوية أخرى تنتمي للفئة نفسها، قد تحقق التأثير العلاجي ذاته مع آثار جانبية أقل. وإذا تم تأكيد هذه النتائج، فقد تُفتح آفاق جديدة لعلاج الصداع النصفي، خصوصاً أولئك الذين لم تنجح معهم العلاجات المتوفرة حالياً.