17 عاملاً تؤثر في خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب

العديد من الحالات المرضية قد لا تكون وراثية بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
العديد من الحالات المرضية قد لا تكون وراثية بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
TT

17 عاملاً تؤثر في خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب

العديد من الحالات المرضية قد لا تكون وراثية بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً (رويترز)
العديد من الحالات المرضية قد لا تكون وراثية بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً (رويترز)

يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2050. وقد تتضاعف الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية بحلول العام نفسه، ويعاني ما بين 10 و20 في المائة من البالغين من الاكتئاب في مراحل متقدمة من العمر.

وفي حين أن هذه الأرقام صادمة، فإن هناك أدلة متزايدة تُظهر أن العديد من هذه الحالات قد لا تكون وراثية، بل يمكن تأخيرها أو الوقاية منها تماماً من خلال معالجة العوامل الصحية التي تقع ضمن سيطرتنا بشكل عام، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

ووفقاً لمراجعة موسعة نُشرت يوم الأربعاء، يُسهم ما لا يقل عن 17 عاملاً في الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب في مراحل متقدمة من العمر.

ومعالجة العوامل السبعة عشر يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض الثلاثة. وهذه العوامل هي:

-ضغط الدم.

-مؤشر كتلة الجسم.

-أمراض الكلى.

-سكر الدم.

-الكولسترول الكلي.

-تناول الكحول.

-النظام الغذائي.

-فقدان السمع أو ضعفه.

-الألم.

-النشاط البدني.

-الهدف في الحياة.

-النوم.

-التدخين.

-التفاعل الاجتماعي.

-التوتر.

-النشاط المعرفي خلال أوقات الفراغ.

-أعراض الاكتئاب.

وقالت الدكتورة سانجولا سينغ، كبيرة مؤلفي الدراسة وأستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد: «تُظهر هذه الدراسة بوضوح مدى تأثير التغييرات في نمط الحياة والسلوك على أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر».

وأضافت سينغ: «في النهاية، نأمل أن يشعر الناس بوجود رسالة إيجابية هنا، وهي أن هناك العديد من الأمور التي يمكن العمل عليها. ومن ثم، لن ينخفض ​​خطر الإصابة بالسكتة الدماغية فحسب، بل أيضاً خطر الإصابة بالخرف و/أو الاكتئاب في أواخر العمر».

في الماضي، ركزت الدراسات والأدوات ونماذج التنبؤ بالمخاطر عادةً على هذه الحالات بشكل فردي. وقالت سينغ: «من منظور إنساني، هذا غير منطقي تماماً».

وأضافت أنه في الوضع المثالي، لا يرغب الناس في الإصابة بأي من هذه الحالات؛ لذا أراد فريق البحث إيجاد عوامل خطر مشتركة ليتمكن الناس من تحقيق أهداف متعددة باستخدام الأدوات نفسها.

تقليل خطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بالعمر

إذا بدت لك القائمة مُربكة، فانظر إليها كقائمة يمكنك اختيار بعض العناصر منها، ثم واصل اتباعها مع مرور الوقت، كما قالت سينغ. وأضافت: «لكن تذكر أيضاً أن هذه العوامل متداخلة، فإذا كنت تُحسّن نظامك الغذائي وممارستك الرياضية، على سبيل المثال، فمن المحتمل أنك تُحسّن العديد من الجوانب في تلك القائمة، بما في ذلك ضغط الدم، وسكر الدم، والنوم، والكولسترول».

إليك كيفية معالجة ما وصفه الخبراء بأنه من أهم عوامل الخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب:

خفض ضغط الدم المرتفع: يعني ارتفاع ضغط الدم انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يرتبط ارتباطاً مباشراً بالسكتة الدماغية والخرف، ولكنه يرتبط أيضاً بالاكتئاب عن طريق تقليل النواقل العصبية في الدماغ.

لعلاج ارتفاع ضغط الدم، يمكنك فحص مستوى ضغط الدم لديك باستخدام جهاز في الصيدلية أو طبيب أو جهاز منزلي، وفقاً للخبراء. يُعد تقليل تناول الملح والحصول على ما يكفي من البوتاسيوم أمراً مهماً لخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، وفقدان الوزن الزائد، وإدارة التوتر، ومراجعة اختصاصي النوم إذا كنت تعاني من انقطاع النفس النومي.

الإقلاع عن التدخين: إذا كنت تدخن، فهناك إجراءات يمكنك اتخاذها الآن للإقلاع عن التدخين، وهي: تحديد محفزاتك، والتعلم من الانتكاسات، واستخدام خطوط المساعدة والتطبيقات، والتحدث مع الأطباء الذين يمكنهم مساعدتك في وضع خطة علاجية.

حسّن لياقتك البدنية: بالنسبة للنشاط البدني، اعلم أن أي كمية منه أفضل من لا شيء، ولدى منظمة الصحة العالمية إرشادات خاصة بنوع وتكرار ومدة التمارين الرياضية التي تحتاجها حسب عمرك.

احصل على قسط كافٍ من النوم: يحتاج كبار السن إلى سبع ساعات على الأقل من النوم ليلاً. يمكنك المساعدة في ضمان نوم هانئ ليلاً من خلال إبقاء غرفتك باردة وهادئة ومظلمة؛ والامتناع عن تناول الكحول أو الكافيين في الساعات القليلة التي تسبق النوم، والحد من وقت استخدام الشاشات ليلاً؛ والالتزام بروتين نوم منتظم.

نظّم مستوى السكر في الدم: يمكن لممارسة الرياضة، وإدارة الوزن، واتباع نظام غذائي صحي يحد من الكربوهيدرات المكررة والسكريات المضافة، أن تحافظ أيضاً على مستويات صحية للسكر في الدم.


مقالات ذات صلة

نصائح لمنع تحول عملك إلى «قاتل صامت»

يوميات الشرق أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت» (رويترز)

نصائح لمنع تحول عملك إلى «قاتل صامت»

أحياناً قد يتحول عمل الشخص إلى «قاتل صامت»، حيث يؤثر سلباً على صحته ويصيبه بمجموعة من الأمراض المهددة للحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية سابقاً يميلون إلى الإصابة بالاكتئاب أو الخرف (رويترز)

3 نصائح لتقليل خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب

كشفت دراسة حديثة أن هناك بعض خيارات لنمط الحياة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعور الشخص بالتعب طوال الوقت قد يرجع لنقص عنصر غذائي أساسي (رويترز)

هل تشعر بالتعب طوال الوقت؟ نقص هذا العنصر في جسمك قد يكون السبب

كشف عدد من خبراء الصحة عن أن شعور الشخص بالتعب طوال الوقت قد يرجع لنقص عنصر غذائي أساسي، لا يحظى بالاهتمام الكافي وهو الكولين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التقنية الجديدة تعتمد على التقاط الشخص صورة «سيلفي» لوجهه (رويترز)

«صورة سيلفي» قد تتنبأ بالعمر البيولوجي وفرص النجاة من السرطان

طوَّرت مجموعة من الباحثين تقنية ذكاء اصطناعي جديدة يمكن أن تحدد العمر البيولوجي للشخص، وتتنبأ بالمدة التي سيعيشها وفرص بقائه على قيد الحياة بعد الإصابة بالسرطان

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أمراض القلب والأوعية الدموية تُودي بحياة نحو 18 مليون شخص سنوياً (رويترز)

فحص «بسيط» قد يتنبأ بخطر الإصابة بأمراض القلب مبكراً بـ10 سنوات

كشفت دراسة جديدة عن أن هناك فحصاً «بسيطاً» يمكنه اكتشاف الأشخاص المُعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب قبل عَقد تقريباً، وهو التصوير بالرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (إدنبره)

سبب جديد وراء زيادة تعرض أطفال المدن للحساسية

الحساسية من أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً في مرحلة الطفولة (جامعة كولومبيا البريطانية)
الحساسية من أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً في مرحلة الطفولة (جامعة كولومبيا البريطانية)
TT

سبب جديد وراء زيادة تعرض أطفال المدن للحساسية

الحساسية من أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً في مرحلة الطفولة (جامعة كولومبيا البريطانية)
الحساسية من أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً في مرحلة الطفولة (جامعة كولومبيا البريطانية)

كشفت دراسة أميركية سبباً جديداً قد يفسر لماذا يكون أطفال المدن أكثر عرضة للإصابة بالحساسية مقارنةً بأقرانهم في المناطق الريفية، وهو وجود نوع محدد من الخلايا المناعية في أجسامهم.

وأوضح الباحثون من جامعة روتشستر، أن هذه النتائج توفر رؤى جديدة حول كيفية تشكُّل جهاز المناعة في السنوات الأولى من حياة الأطفال، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Allergy).

وتُعد الحساسية لدى الأطفال من أكثر الحالات الصحية المزمنة شيوعاً في مرحلة الطفولة، وتشمل استجابات مناعية غير طبيعية تجاه مواد غير ضارة عادة، مثل حبوب اللقاح، بعض الأطعمة، الغبار، أو وبر الحيوانات. تتنوع أعراضها ما بين طفح جلدي، وحكة، وسيلان الأنف، وضيق التنفس، وحتى نوبات ربو شديدة. وقد تؤثر الحساسية بشكل كبير على جودة حياة الطفل، وأدائه الدراسي، ونشاطه اليومي؛ ما يتطلب متابعة طبية دقيقة وتوعية الأهل لتجنب المحفزات المسببة وتقديم العلاج المناسب.

وقارنت الدراسة عينات دم من أطفال رُضع يعيشون في بيئة حضرية مع عينات من أطفال ينتمون إلى بيئات ريفية تُعرف بانخفاض معدلات الإصابة بالحساسية بين أفرادها.

وحدد الباحثون نوعاً فرعياً غير موصوف سابقاً من خلايا المناعة التائية يُعرف باسم «الخلايا المساعدة 2» (Th2) التي تتميز بخصائص التهابية فريدة. وهذه الخلايا تهاجم بروتينات غذائية معينة، عادَّة إياها مواد ضارة؛ ما يؤدي إلى رد فعل تحسسي.

وتعدّ خلايا المناعة التائية جزءاً أساسياً من جهاز المناعة، لكنها في هذا السياق تستجيب بشكل مفرط لمواد غذائية معينة وتتعامل معها كأنها تهديدات؛ ما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية، حيث تلعب خلايا «Th2» دوراً رئيساً في تعزيز الاستجابة التحسسية لدى الأطفال.

وأظهرت النتائج أن أطفال المدن لديهم مستويات أعلى من خلايا «Th2» الالتهابية، بينما كان لدى أطفال البيئات الريفية خلايا تنظيمية مناعية أكثر تساعد على تحقيق التوازن في الاستجابة المناعية وتقليل فرص الإصابة بالحساسية.

تنوع الميكروبات

ويرجح الباحثون أن الاختلاف في تكوين جهاز المناعة بين أطفال المدن والريف يعود إلى تنوع الميكروبات في البيئة المحيطة؛ إذ توفر الحياة الريفية تعرضاً أكبر لأنواع مفيدة من البكتيريا، تسهم في تنمية جهاز مناعي أكثر توازناً لدى الأطفال. أما البيئة الحضرية، فتبدو أنها تعزز وجود خلايا مناعية تميل إلى الالتهاب والتحسس.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة، الدكتورة كيرسي يارفينين - سيبو، إن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم كيف تؤثر البيئة في السنوات الأولى من عمر الطفل على صحته المناعية لاحقاً.

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا استطعنا فهم الظروف التي تؤدي إلى نشوء هذه الخلايا المناعية المحفزة للحساسية، فقد نتمكن في المستقبل من تطوير وسائل وقائية، مثل مكملات «البروبيوتيك» أو التدخلات التي تدعم تنوع الميكروبيوم للوقاية من الحساسية».