هل تهدي نفسك هذه الهدية في العام الجديد؟

البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
TT

هل تهدي نفسك هذه الهدية في العام الجديد؟

البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)
البيئة المحيطة بك يمكنها أن تساعدك في الحفاظ على علاقة أكثر صحة مع الطعام (رويترز)

«في العام الماضي، تعلمت أن آكل ما أريد من الخبز بلا خجل. هذا العام، عاهدت نفسي على أن أتجاهل الوصمة المرتبطة بحب الطعام وشكل الجسم».

في مذكراتها عن علاقتها بالطعام، تقول مراسلة «سي إن إن» مادلين هولكومب: «لقد كان تحقيق السلام مع ما أتناوله من طعام على رأس قائمة أولوياتي لفترة طويلة من الوقت. ولطبيعة عملي في مجال الصحة، اطلعت على الدراسات التي تُظهر كيف أن الحميات الغذائية التقييدية غير فعالة. تحدثت مع خبراء حول مدى ضرر وعدم جدوى الشعور بالخجل من الطعام والتقييد الغذائي، كما كتبت عن كيف أن معايير الجمال غير واقعية». تقول مادلين: «استغرق الأمر الكثير من العمل لإسكات الصوت الناقد القديم الموروث الذي كان يثور بداخلي في حين كنت أحدق في طبق من الطعام المحظور، أو حتى في نفسي في المرآة، ولكن بمجرد أن فهمت كيف أردت أن أفكر في جسدي وطريقة أكلي، أدركت أن العالم من حولي يمكنه أن يعيدني إلى العقلية التي كافحت للهروب منها».

في عام 2024، ركزت مادلين على أن تحيط نفسها ببيئة يمكنها أن تساعدها في الحفاظ على علاقة أكثر صحة وسعادة مع الطعام وجسدها، قائلة: «أهديت نفسي السلام». وإليكم كيف فعلت ذلك:

الصدق

تقول مادلين: «يزدهر اضطراب الأكل في سرية وخجل، نُطبع على الاستهزاء بمدى سوء ما نفعله بتناول قطعة من البسكويت، ونقول أشياء سيئة عن أجسامنا في غرفة القياس، ونتبادل النصائح حول كيفية إطعام أنفسنا بكميات أقل. وإذا لم يناقش أحد كيف يؤثر هذا الحديث عليهم، فيمكننا جميعاً الاستمرار كما لو لم يحدث شيء سيئ».

وتضيف مادلين أنه على الرغم من صعوبة الأمر، كانت خطوتها الأولى هي أن تقول بصوت عالٍ مدى معاناتها، وطلبت من أحبائها أن يساعدوها.

قالت لأصدقائها وعائلتها إنها لاحظت أنها قاسية للغاية مع نفسها بشأن شكل جسدها وطعامها، وأوضحت: «لم أكن أحب نفسي»، وأكدت لهم أنه من المهم جداً أن يعرفوا ما يجري معها.

ردود جاهزة

تشير مادلين إلى أن قليلين في حياتها كانوا يُدلون بتعليقات مباشرة أو قاسية عن قصد بشأن أكلها. لكن عبارات مثل «هذا الفستان يجعلك تبدين نحيفة للغاية»، أو «هذا يبدو لذيذاً للغاية، لكنه سيتحول إلى انتفاخ في البطن»، لم تكن تهدف إلى جعل أي شخص يشعر بالسوء، لكن هذه الملاحظات زادت من حدة الصوت النقدي في رأسها.

حتى التعليقات التي يُقصد بها المجاملة حوّلت الانتباه إلى أشياء كانت تحاول التركيز عليها بشكل أقل. لكنها استخدمت نصيحة من خبراء تحدثت إليهم، ووضعت عبارات جاهزة ومفيدة لمساعدتها. تقول: «كنت أذكّرهم بلطف بأننا لا نمارس الرياضة لكسب أي شيء، وأن التوازن صحي، وأنه لا ينبغي أن نفسد وقتاً ممتعاً بالقلق بشأن شكلنا».

لدى الجميع همومهم

في بعض الأحيان، لا ينجح التذكير اللطيف أو تغيير الموضوع بعيداً عن الأجسام والحميات الغذائية. يستمر شخص ما في الحديث عن السعرات الحرارية أو الدهون أو حتى شكل الجسم: «كان ذلك يشعرني بالحرج، كنت أشعر بأنه نقد لشخصي. لكنني أدركتُ بعد ذلك أن هذه التعليقات، كمعظم الأشياء، لم تكن تتعلق بي حقاً... لستُ الوحيدة التي لديها (وحش) في دماغها يخبرها بأن جسدها ليس جيداً بما فيه الكفاية، أو أنه خطأ لا يغتفر إذا أكلت شيئاً غنياً بالسعرات الحرارية... الكثيرون يعانون أيضاً وبدأت أشعر بالتعاطف معهم».

وأخيراً، تقول الكاتبة: «لا أعرف ما إذا كان من الممكن ألا نتأثر تماماً بثقافة الحميات الغذائية، أو أن نطرد الصوت الداخلي المزعج، لكنني أصبحتُ أفضل في أن أكون المتحكمة في حياتي، وكبح ذلك الصوت عندما يصبح مرتفعاً للغاية... إنها هدية آمل أن تهديها لنفسك أيضاً».


مقالات ذات صلة

الساعات الذكية قد تساعد في الإقلاع عن التدخين... كيف؟

صحتك متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)

الساعات الذكية قد تساعد في الإقلاع عن التدخين... كيف؟

كشفت دراسة حديثة عن أن الساعات الذكية يمكن أن تستخدم لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يركز النظام الغذائي على الخضراوات النباتية مع كمية متواضعة من اللحوم والطيور والألبان (جامعة كاليفورنيا - ديفيس)

نظام غذائي يقلل من خطر الوفاة المبكرة

وجدت دراسة جديدة أن النظام الغذائي الصحي الذي يركز على الأطعمة النباتية غير المصنعة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 30 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق يتسبب جزيء الكولسترول الضار في تراكم الرواسب الدهنية بجدران الشرايين القلبية (جورجيا تك)

تقنية متطورة تفسر علاقة الكولسترول بالنوبات القلبية

توصل باحثو المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة إلى اكتشاف مهم يسمح للباحثين للمرة الأولى برؤية كيف يتراكم الكولسترول «الضار».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الهوس بالطعام الصحي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل والأمراض العقلية (أ.ف.ب)

هوسك بالأكل الصحي قد يصيبك بالأمراض العقلية

حذر مجموعة من الباحثين من أن الهوس بالأكل الصحي قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل والأمراض العقلية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
صحتك يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية (رويترز)

«متلازمة ويتزلسوكت»... تلف للدماغ يتسبب في إدمان النكات السخيفة

يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في حدوث تغييرات كبيرة في الشخصية، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية

«الشرق الأوسط» (لندن)

عادات تجعل عقلك شاباً في الكبر

طالبة تقوم بالإشارة إلى مجسم للدماغ (أرشيفية - جامعة صن شاين كوست الأسترالية)
طالبة تقوم بالإشارة إلى مجسم للدماغ (أرشيفية - جامعة صن شاين كوست الأسترالية)
TT

عادات تجعل عقلك شاباً في الكبر

طالبة تقوم بالإشارة إلى مجسم للدماغ (أرشيفية - جامعة صن شاين كوست الأسترالية)
طالبة تقوم بالإشارة إلى مجسم للدماغ (أرشيفية - جامعة صن شاين كوست الأسترالية)

أشارت دراسة جديدة إلى أن بعض خيارات نمط الحياة تؤثر على معدل الشيخوخة في أدمغتنا، وأن أجزاء من أجسامنا يمكن أن تتقدم في السن بسرعات مختلفة.

وبقيادة باحثين من معهد كارولينسكا، وجامعة غوتنبرغ في السويد، نظر فريق دولي في إشارات بيولوجية مختلفة لتقدير عمر الدماغ لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً، ولا يعانون من ضعف الإدراك.

ما برز من تحليل الدراسة لـ739 شخصاً هو أهمية صحة الأوعية الدموية عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على مظهر الدماغ الشاب، ويمكن لعادات مثل النشاط البدني المنتظم، والالتزام بنظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، وإدارة مستويات الغلوكوز أن تُحسن صحة الأوعية الدموية.

وفي هذا الصدد، تقول عالمة الأعصاب، آنا مارسيجليا من معهد كارولينسكا: «إن النتيجة التي توصّلت إليها الدراسة هي أن العوامل التي تؤثر سلباً على الأوعية الدموية يُمكن أن تكون مرتبطة أيضاً بأدمغة تبدو أكبر سنّاً، ما يوضح مدى أهمية الحفاظ على صحة الأوعية الدموية لحماية دماغك».

ووفقاً للدراسة، ترتبط الأدمغة الأكبر سنّاً بعدم النشاط البدني، والإصابة بمرض السكري، والإصابة بسكتة دماغية، إضافة إلى مستويات أعلى من الالتهابات ومستويات أعلى من غلوكوز الدم، ما يُشير إلى مزيج من العوامل المترابطة التي لها تأثير.

وكان هناك بعض الاختلافات بين الرجال والنساء -حيث كانت مستويات الغلوكوز تحدث فرقاً أكبر في عمر الدماغ لدى الرجال، على سبيل المثال- وهو أمر يحرص الباحثون على متابعته في المستقبل.

واستخدم الفريق نموذج الذكاء الاصطناعي للتعلُّم العميق لتقييم عمر الدماغ من عمليات مسح التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، بعد تدريبه مسبقاً على أكثر من 18 ألف مسح لأشخاص لا يعانون من أي مشكلات معرفية، ثم تمت مقارنة المعلومات من عينات الدم بأعمار الدماغ المقدرة، جنباً إلى جنب مع البيانات التي جمعها الباحثون حول عوامل نمط الحياة المختلفة، والحالات الطبية، والاختبارات المعرفية.

ويقول اختصاصي الشيخوخة السريرية، إريك ويستمان، من معهد كارولينسكا: «الخوارزمية دقيقة وقوية، وسهلة الاستخدام». ويتابع: «إنها أداة بحثية لا تزال بحاجة إلى مزيد من التقييم، ولكن هدفنا هو أن تكون ذات استخدام سريري في المستقبل أيضاً، كما هي الحال في التحقيقات المتعلقة بالخرف».

إن هذا الارتباط بالخرف مهم؛ فالأدمغة الأكبر سنّاً تميل إلى أن تكون أكثر عرضة للإصابة بحالات الخرف، مثل مرض ألزهايمر، وتشير النتائج إلى طرق للحماية من هذا التدهور المعرفي.

وربطت الأبحاث السابقة بين عمر الدماغ وعوامل كثيرة، بما في ذلك مستويات السكر في الدم، كما وجدت الدراسة. في نهاية المطاف، يبحث العلماء عن طرق يمكننا من خلالها منع تطور الخرف في المقام الأول.

وتقول آنا مارسيجليا: «على الرغم من التقديم الأخير لأدوية جديدة لمرض ألزهايمر، فإنها لن تعمل مع كل مَن يعاني من الخرف؛ لذلك نريد دراسة ما يمكن أن يُعزز مرونة الدماغ ضد عمليات الشيخوخة المرضية».

ونظراً لأن لدى النساء والرجال عوامل مختلفة تتعلق بشيخوخة الدماغ، يُخطط الفريق الآن للتحقيق في كيفية تطوير المرونة، من خلال نظرة فاحصة على المحددات البيولوجية (مثل الهرمونات) والعوامل الاجتماعية الثقافية.

وتقول آنا مارسيجليا: «في العام المقبل، سنطلق دراسة لفهم كيف تؤثر الصحة الاجتماعية -بما في ذلك المشاركة الاجتماعية، والترابط، والدعم- في منتصف العمر وكبار السن، إلى جانب النوم والتوتر، على مرونة الدماغ، مع التركيز على عوامل صحة المرأة».