نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
مسافرون بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
TT

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
مسافرون بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)

«أحتاج إلى (سفرية)»... لم تكن تلك العبارة الشهيرة تُقال من فراغ، فالسفر يفيدنا بأكثر من طريقة؛ فهو يمنحك شيئاً تتطلع إليه، ويجعلك تستكشف ما هو أبعد من راحتك، بل وقد يحسِّن من صحتك.

ويقول الخبراء إن هناك ترابطاً بين الإجازات والفوائد الصحية المؤثرة على صحتك الإدراكية والعقلية، إليك كيف يمكن للسفر أن يحسِّن من صحة دماغك، وفقاً لما ذكره تقرير لموقع «هاف بوست» الأميركي.

السفر يعزز مزاجك

قالت بريجيد جانون، ممارسة للطب النفسي والعلاج عبر الإنترنت: «أعتقد أن إحدى أسرع الطرق لتحسين مزاجك وإخراج نفسك من حالة الاكتئاب هي الخروج من روتينك المعتاد. والسفر هو إحدى الطرق للقيام بذلك».

في حين أن الرحلات الطويلة إلى دول أجنبية تكسر بالتأكيد رتابة حياتك اليومية، فإنه حتى الرحلة إلى مكان على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة تجبرك على تجربة أشياء جديدة. يمكن للسفر أيضاً أن يفتح منظورك لثقافات مختلفة وطرق مختلفة للعيش.

وأضافت جانون: «في أي وقت يكون لدينا منظور أكثر انفتاحاً، أعتقد أن مزاجنا يتحسَّن على الفور».

المشي الذي تقوم به أثناء الرحلة مفيد لصحة دماغك

خلال رحلات السفر تزيد ساعات المشي أثناء الإجازة؛ حيث يقفز متوسط ​​عدد الخطوات اليومية من 4000 في المنزل إلى 20 ألفاً أثناء استكشاف مدينة جديدة. وهذه الزيادة في النشاط البدني لا تفيد قلبك فحسب، بل إنها مفيدة لدماغك أيضاً.

أوضحت إميلي روجالسكي، أستاذة علم الأعصاب في جامعة شيكاغو، بأن النشاط البدني يساعد في تحفيز نمو خلايا المخ، ويقوي الروابط داخل المخ. يمكن أن تفيد الخلايا الدماغية الجديدة مناطق مثل الذاكرة والقدرة على التعلُّم مع تقدُّمك في السن.

ومن المعروف أيضاً أن النشاط البدني المنتظم يقلِّل من فرص إصابتك بالخرف، وبينما قد لا تكون التمارين الرياضية أثناء الرحلة نشاطاً بدنياً منتظماً، فإنها يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لحياة أفضل.

يتحدى السفر الدماغ، وهو أمر جيد للإدراك

قالت روجالسكي إن أدمغتنا تزدهر بالجديد والتحدي، تماماً مثل نمو عضلاتنا، عندما نُدفَع للقيام بروتين لياقة بدنية أكثر صرامة.

وأوضح الدكتور أوغوستو ميرافالي، طبيب الأعصاب في المركز الطبي لجامعة راش بشيكاغو، أن تغيير البيئات يمكن أن يقلل أيضاً من خطر الإصابة بحالات ضعف صحة الدماغ.

ووجدت دراسة صينية أُجريت عام 2023 أن كبار السن الذين يسافرون لديهم خطر أقل للإصابة بضعف الإدراك الخفيف والخرف. وأضاف ميرافالي: «لذلك كلما سافروا أكثر، انخفض هذا الخطر».

وأوضح أن السفر «يجبرنا على تعلُّم أشياء جديدة، والتنقل في بيئات جديدة وفهم روتين جديد ربما لم نعتَدْه».

يلهمك السفر لتعلم لغة جديدة، وهو ما يفيد عقلك

من المعروف أن التعليم يحمي من تطور الخرف.

قال ميرافالي: «من الممكن أن نعتقد أنه كلما تعلمنا أكثر، قلَّلنا من خطر الخرف طوال الحياة».

غالباً ما يكون التعلُّم والإجازة متلازمين، سواء أدركتَ ذلك أم لا. على سبيل المثال، قد تتحدى نفسك لتعلم بضع كلمات بلغة جديدة، أو تجد أنك بحاجة إلى تعلم كيفية التنقل في نظام النقل العام في مدينة جديدة.

وجدَتْ دراسة تحليلية أُجريت عام 2020 أن كونك ثنائيَّ اللغة يمكن أن يؤخر ظهور أعراض مرض ألزهايمر، بنحو 5 سنوات.

غالباً ما تجبرك السفر على أخذ استراحة من العمل

قالت جانون إنه نظراً لأن خدمة الإنترنت ليست مضمونة دائماً، وغالباً ما يكون هناك فارق زمني، فإن السفر طريقة طبيعية لأخذ استراحة من العمل. وأضافت: «إنها طريقة لطيفة حقاً للتخلص من السموم الرقمية، التي نحتاج إليها جميعاً».

كما أنها تشجع على إقامة علاقات اجتماعية، وهو أمر مفيد لصحتك العاطفية والإدراكية.

قالت جانون: «يمكن أن يساعد السفر أيضاً الأشخاص حقاً على إعادة الاتصال بما هو مهم حقاً في الحياة، مثل علاقاتنا... التي قد ننساها أحياناً عندما نكون في صخب الحياة اليومية».

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف جيداً أن العلاقات الاجتماعية مهمة لرفاهيتنا؛ فالأشخاص الذين يغذون العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للسعادة. وبعيداً عن الصحة العاطفية، يمكن أن تكون هذه الرحلة مهمة لصحة دماغك أيضاً.

وتشير الأبحاث إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يضران بوظائفنا الإدراكية.

ويُعد الاتصال الاجتماعي غير المتكرر أحد عوامل الخطر الـ12 القابلة للتعديل للإصابة بالخرف. من خلال كونك اجتماعياً أكثر، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالمرض - ويمكن أن تكون الرحلة مع أصدقائك أو عائلتك إحدى الطرق لتقليل مشاعر الوحدة.


مقالات ذات صلة

كيف تجعل ذكرياتك «تعيش مدة أطول»؟

يوميات الشرق يمكن للعواطف أن تجعل الأشياء أسهل في التذكّر (سيكولوجي توداي)

كيف تجعل ذكرياتك «تعيش مدة أطول»؟

كل لحظة وكل ذكرى تثير استجابة عاطفية معينة، ويمكن للعواطف أن تجعل تذكّر الأشياء أسهل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي (رويترز)

كيف تؤثر منتجات العناية بالبشرة على العقل والمزاج؟

ربطت عدد من الدراسات السابقة بين منتجات العناية بالبشرة والدماغ والجهاز العصبي، حيث أشارت إلى أن هذه المنتجات تؤثر على العقل والمزاج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا تركز على ما فقدتَ من مال أو فرص من أجل تعزيز الشعور الإيجابي (أرشيفية-رويترز)

5 عبارات يكررها الأشخاص الأقوياء لتفادي الأوقات الصعبة

غالباً ما يؤمن الأشخاص الأقوياء عقلياً بخمس مقولات، وفق الخبير النفسي سكوت موتز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السعادة تقل عند مقارنة نفسك بالآخرين (أرشيفية - رويترز)

3 أفعال تجنّبها لتشعر بالسعادة الحقيقية

هل تساءلت يوماً عن سبب شعورك بأن السعادة بعيدة المنال؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي قد يسهم في تحسين الصحة النفسية (جامعة ليدز)

زيادة خطواتك اليومية تقلل الاكتئاب

ربطت دراسة إسبانية بين زيادة عدد الخطوات اليومية وتقليل أعراض الاكتئاب لدى البالغين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
TT

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)

أكدت دراسة أميركية أن دواءً معتمداً للوقاية من الصداع النصفي يمكن أن يبدأ مفعوله فور تناوله. وأوضح الباحثون من كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، أن الدواء يوفر نتائج سريعة مقارنة بالأدوية التقليدية، وفق الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية (Neurology) التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب.

والصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد، غالباً ما تكون على جانب واحد من الرأس، وترافقه أعراض مثل: الغثيان، والقيء، والحساسية الشديدة للضوء أو الصوت. وتختلف شدة النوبات ومدتها من شخص لآخر؛ حيث يعاني البعض من نوبات عرضية تدوم ساعات، بينما قد تستمر نوبات أخرى أياماً.

ويصيب الصداع النصفي النساء أكثر من الرجال، ويُعد أحد الأسباب الرئيسة للإعاقة، بسبب تأثيره السلبي على الحياة اليومية والأنشطة الاجتماعية والمهنية.

واستندت الدراسة إلى بيانات من 3 تجارب سريرية شارك فيها 629 شخصاً، لفحص سلامة وفعالية عقار «أتوجيبانت» (Atogepant) الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخراً للوقاية من الصداع النصفي.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا «أتوجيبانت» كانوا أقل عرضة للإصابة بنوبة صداع نصفي في اليوم الأول من العلاج، مقارنة بمن تناولوا دواءً وهمياً. كما سجلوا انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع النصفي أسبوعياً، خلال الأسابيع الأربعة الأولى، واستمر هذا التحسن خلال فترة الدراسة التي امتدت 12 أسبوعاً.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون الذين تناولوا الدواء تحسناً ملحوظاً في التقييمات المتعلقة بتأثير الصداع النصفي على أنشطتهم اليومية وجودة حياتهم، مقارنة بالمجموعة الوهمية.

وقال الدكتور ريتشارد ليبتون، الباحث الرئيسي للدراسة، من كلية ألبرت أينشتاين للطب، إن «الأدوية التقليدية للوقاية من الصداع النصفي غالباً ما تحتاج إلى أسابيع أو حتى شهور لتحقيق فعاليتها الكاملة، مما يدفع بعض المرضى إلى التوقف عن تناولها قبل الوصول إلى الجرعة المناسبة».

وأضاف عبر موقع الجامعة أن «تطوير دواء فعّال وسريع المفعول يُعد أمراً ضرورياً، ولا سيما أن الصداع النصفي يُعد السبب الثاني للإعاقة عالمياً والأول بين النساء الشابات؛ حيث يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والمهنية والوضع المالي».

ووفق الباحثين، تُمثل نتائج هذه الدراسة خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة مرضى الصداع النصفي، من خلال زيادة الالتزام بالعلاج، وتقليل الآثار السلبية للنوبات على الأنشطة اليومية؛ مما يسهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.