علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر

صحة الفم يمكن أن تكون المفتاح للوقاية منه

علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر
TT

علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر

علاقة أمراض اللثة بمرض ألزهايمر

مرض ألزهايمر هو أحد أكثر الأمراض العصبية انتشاراً في العالم، ويؤثر على ملايين الأشخاص وأسرهم. وعلى الرغم من الأبحاث المكثفة، لا يزال السبب الدقيق وراء مرض ألزهايمر غير واضح.

إلا أن الدراسات الحديثة بدأت تسلّط الضوء على علاقة محتملة بين صحة الفم وأمراض اللثة وبين تطور هذا المرض العصبي.

مرض ألزهايمر

مرض ألزهايمر هو نوع من أنواع الخرف يؤثر على الذاكرة، والتفكير، والسلوك. يتفاقم المرض بمرور الوقت، ما يؤدي إلى تدهور الوظائف العقلية والاجتماعية، وبالتالي يؤثر بشكل كبير على حياة المصابين به وقد أحصت منظمة الصحة العالمية أن في عام 2019 كان هناك تقريباً 55 مليون شخص قد أصيبوا بهذا المرض في العالم. ويتوقع العلماء أن يرتفع العدد إلى 78 مليون شخص في عام 2030 وأن يصبح 139 مليوناً في عام 2050. كما أن المنظمة قدرت أن تكاليف علاج مرض ألزهايمر قد وصلت تقريباً إلى 1.3 تريليون دولار أميركي في عام 2019 وتتوقع المنظمة أن تصل التكلفة السنوية إلى 2.8 تريليون دولار أميركي في عام 2030.

وفي بريطانيا فإن 65 في المائة من المصابين بهذا المرض من النساء ويعد أكثر أسباب الوفيات بين النساء في بريطانيا.

دور الالتهابات

تشير الأبحاث إلى أن الالتهابات المزمنة تلعب دوراً رئيسياً في تطور مرض ألزهايمر. فالالتهابات المستمرة يمكن أن تسهم في تلف الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى تراكم البروتينات السامة المسماة «الأملويد» التي تعد من السمات المميزة لهذا المرض.

ويتم تشخيص هذا المرض عبر أشعة مقطعية للدماغ تبحث عن كمية «بروتين الأملويد».

الذكاء الاصطناعي في التشخيص

وهنا لا بد من الإشارة إلى مجموعة من العلماء الأستراليين تمكنوا من تصميم برنامج للذكاء الاصطناعي يتمكن من التنبؤ بمرض ألزهايمر قبل 3 سنوات من بدء الأعراض، من خلال خوارزمية للأشعة المقطعية للدماغ تبحث عن «بروتين الأملويد» ما يضمن تأخير الأعراض.

أمراض اللثة وعلاقتها بالالتهابات

أمراض اللثة، مثل التهاب اللثة والتهاب دواعم السن منتشرة بشكل كبير في العالم العربي، حيث تشير الإحصائيات تقريباً إلى أن 60 في المائة من العرب البالغين يعانون منها. وهي حالات التهابية تصيب اللثة والعظام التي تدعم الأسنان. عندما تصبح اللثة ملتهبة، يمكن أن تنتشر البكتيريا والسموم إلى مجرى الدم، ما يسبب استجابة التهابية في أجزاء مختلفة من الجسم.

البكتيريا الفموية ومرض ألزهايمر

أظهرت الدراسات أن بعض أنواع البكتيريا الفموية، مثل بكتيريا «بورفيروموناس جينجيفاليس»، قد تكون لها علاقة بتطور مرض ألزهايمر. هذه البكتيريا يمكن أن تنتقل من الفم إلى الدماغ عبر مجرى الدم أو الأعصاب، ما يسبّب التهابات في الدماغ وتلف الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى ترسب «بروتين الأملويد» حول أنسجة الدماغ.

دراسات حديثة تكشف العلاقة

في دراسة حديثة، اكتشف الباحثون وجود بكتيريا اللثة في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر. ويشير هذا الاكتشاف إلى أن هناك رابطاً محتملاً بين البكتيريا الفموية والالتهابات العصبية التي تؤدي إلى تطور المرض.

وفي دراسة مقارنة في جامعة بريستول - بريطانيا، لاحظ الباحثون تحسناً في الإدراك الذهني لمرضى ألزهايمر بعد علاج مرض اللثة، وزيادة الاهتمام بتنظيف الفم.

الوقاية من أمراض اللثة لحماية الدماغ

نظراً للعلاقة المحتملة بين أمراض اللثة ومرض ألزهايمر، فإن الوقاية من أمراض اللثة قد تكون خطوة مهمة في الوقاية من هذا المرض العصبي. وللعناية الجيدة بصحة الفم ينبغي:

- التنظيف المنتظم باستعمال فرشاة الأسنان مرتين في اليوم ولمدة دقيقتين كل مرة مع استعمال فرشاة ما بين الأسنان مرة بعد كل وجبة وزيارات دورية لطبيب الأسنان وكشف أي مشكلات في اللثة في مراحلها المبكرة.

- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامين «C» وفيتامين «D»، لدعم صحة اللثة.

- الابتعاد عن التوتر والقلق: ممارسة التمارين الرياضية، وتقنيات الاسترخاء، والأنشطة التي تساعد على تقليل التوتر.

- التوقف عن التدخين: يُعد التدخين عامل خطر رئيسياً لأمراض اللثة ويمكن أن يزيد من الالتهابات في الجسم.

- التحكم في الأمراض المزمنة: مثل السكري، الذي يمكن أن يزيد من مخاطر أمراض اللثة والالتهابات.

إن العلاقة بين أمراض اللثة ومرض ألزهايمر هي مجال جديد ومثير للبحث، وقد تحمل مفاتيح مهمة للوقاية من هذا المرض المدمر. من خلال تعزيز الوعي بأهمية العناية بصحة الفم وفهم تأثيرها المحتمل على صحة الدماغ، يمكننا اتخاذ خطوات ملموسة لحماية أنفسنا وأحبائنا من هذا المرض.


مقالات ذات صلة

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

صحتك هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يُعد أشهر مرض مزمن في فترة الطفولة. لكن يمكن حدوثه في أي فترة عمرية.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)

تعرف على عدد ساعات النوم الأنسب لعمرك

نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية فعل ذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية فعل ذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
TT

تعرف على عدد ساعات النوم الأنسب لعمرك

نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية فعل ذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)
نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا في النوم ومع ذلك لا يزال كثير منا لا يعرف كيفية فعل ذلك بشكل صحيح (أرشيفية - رويترز)

أصدرت المؤسسة الوطنية للنوم في المكسيك تحليلاً عن احتياجات النوم للأعمار المختلفة. وأظهرت الدراسة، وفقاً لموقع «إم إس إن»، أهمية التوازن بين النوم القليل والكثير لحياة صحية.

على سبيل المثال، يوضح التحليل أن الأشخاص الذين ينامون بعد منتصف الليل يتعرضون لمخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 12 في المائة أكثر مقارنةً بمن ينامون في الساعة العاشرة مساءً.

لذلك يُوصي الخبراء بأن يذهب البالغون للنوم بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساءً، وأن يناموا بين سبع وتسع ساعات، لكنهم في الوقت نفسه يعترفون بأن الالتزام بهذا التوقيت يومياً يمكن أن يكون صعباً بسبب اختلاف أسلوب الحياة لكل فرد.

الساعات الموصى بها للنوم حسب العمر

وحددت المؤسسة فئات العمر والساعات الموصى بها للنوم من أجل حياة صحية:

  • من 0 إلى 3 أشهر: الساعات الموصى بها للنوم هي 14 إلى 17 ساعة، ويجب ألا تكون أقل من 9 ساعات أو أكثر من 19 ساعة.
  • من 4 إلى 11 شهراً: الساعات الموصى بها للنوم هي 12 إلى 15 ساعة، ويجب ألا تكون أقل من 10 ساعات أو أكثر من 18 ساعة.
  • من سن عام إلى عامين: الساعات الموصى بها للنوم هي 11 إلى 14 ساعة، ويجب ألا تكون أقل من 9 ساعات أو أكثر من 16 ساعة.
  • من 3 إلى 5 سنوات: الساعات الموصى بها للنوم هي 10 إلى 13 ساعة، ويجب ألا تكون أقل من 8 ساعات أو أكثر من 14 ساعة.
  • من 6 إلى 13 عاماً: يُنصح بمدة نوم تتراوح بين 9 و11 ساعة، ويجب ألا تقل عن 7 ساعات أو تزيد على 12 ساعة.
  • من 14 إلى 17 عاماً: يُنصح بمدة نوم تتراوح بين 8 و10 ساعات، ويجب ألا تقل عن 7 ساعات أو تزيد على 11 ساعة.
  • من 18 إلى 25 عاماً: يُنصح بمدة نوم تتراوح بين 7 و9 ساعات، ويجب ألا تقل عن 6 ساعات أو تزيد على 11 ساعة.
  • من 26 إلى 64 عاماً: يُنصح بمدة نوم تتراوح بين 7 و9 ساعات، ويجب ألا تقل عن 6 ساعات أو تزيد على 10 ساعات.
  • من 65 عاماً فما فوق: يُنصح بمدة نوم تتراوح بين 7 و8 ساعات، ويجب ألا تقل عن 5 ساعات أو تزيد على 9 ساعات.

جدير بالذكر أن هذه التوصيات هي محل إجماع بين مختلف المتخصصين في الصحة، بمن في ذلك علماء النفس وأطباء الأطفال والأطباء النفسيون.