الاستهلاك المفرط للزبادي بالفواكه قد يسرّع الشيخوخة

الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية (جامعة ولاية بنسلفانيا)
الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية (جامعة ولاية بنسلفانيا)
TT

الاستهلاك المفرط للزبادي بالفواكه قد يسرّع الشيخوخة

الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية (جامعة ولاية بنسلفانيا)
الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية (جامعة ولاية بنسلفانيا)

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين الإيطاليين أن الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسريع الشيخوخة البيولوجية لدى البشر، بغضّ النظر عن مستوى جودة النظام الغذائي.

وقدّر باحثون من وحدة أبحاث علم الأوبئة والوقاية من الأمراض في مركز أبحاث الطب النفسي وعلم الأوبئة في بوزيلي، بالتعاون مع جامعة «إل يو إم» (LUM) في كاساماسيما بإيطاليا، استهلاك المشاركين بالدراسة للأطعمة فائقة المعالجة، من خلال استبيان تفصيلي حول مدى تكرار تناول تلك الأنواع من الطعام.

ولا تشمل الأطعمة فائقة المعالجة الوجبات الخفيفة المعبأة أو المشروبات السكرية فحسب، بل تشمل أيضاً منتجات مثل الخبز المجهز للاستخدام في إعداد الساندويتشات، والزبادي بالفواكه، وبعض حبوب الإفطار، وهي حبوب مصنعة غالباً ما يضاف إليها أحد منتجات الألبان، أو بدائل اللحوم المصنعة، على سبيل المثال لا الحصر.

ووفق الدراسة المنشورة في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية»، حلّل الباحثون بيانات أكثر من 22 ألف مشارك، واستعانوا بقياسات أكثر من 30 مؤشراً حيوياً مختلفاً للدم لقياس العمر البيولوجي.

وأظهرت النتائج أن الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بتسارع كبير في الشيخوخة البيولوجية للمشاركين. إذ تبين أن الأشخاص أكبر سناً بيولوجياً من أعمارهم الزمنية الفعلية.

وتقول سيمونا إسبوزيتو، الباحثة في وحدة أبحاث علم الأوبئة والوقاية، والمؤلفة الأولى للدراسة، في بيان صادر الثلاثاء: «تظهر بياناتنا أن الاستهلاك المفرط للأطعمة فائقة المعالجة ليس له تأثير سلبي على الصحة بشكل عام فحسب، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تسريع الشيخوخة».

وتعرف الأطعمة فائقة المعالجة بأنها الأطعمة المصنوعة جزئياً أو كلياً بمواد لا تستخدم بشكل روتيني في المطبخ، مثل البروتينات المحللة بالطرق الكيميائية، والدهون المهدرجة، وتحتوي عادة على إضافات مختلفة، مثل الأصباغ والمواد الحافظة ومضادات الأكسدة ومواد لمنع التكتل ومعززات النكهة والمحليات.

وعلى عكس العمر الزمني، الذي يعتمد حصرياً على تاريخ الميلاد، فإن العمر البيولوجي يعكس الظروف البيولوجية لجسمنا، بما في ذلك حالة الأعضاء والأنسجة والأنظمة الحيوية بالجسم، وهو ما قد يختلف عن عمرنا الزمني.

وتعد الشيخوخة البيولوجية بمنزلة «ساعة داخلية» لجسمنا، التي يمكن أن تدق أسرع أو أبطأ من السنوات المحددة في التقويم السنوي الذى نستخدمه في حياتنا العادية، ما يعكس الحالة الصحية الحقيقية للكائن الحي.

مجموعة من حبوب الإفطار بأحد المتاجر (رويترز)

وهو ما تعلق عليه الباحثة ماريا لورا بوناسيو، عالمة الأوبئة الغذائية، وأحد باحثي الدراسة: «عادة ما تكون الأطعمة فائقة المعالجة غنية بالسكريات والملح والدهون المشبعة أو المتحولة، كما تخضع لمعالجة صناعية مكثفة تعمل على تغيير قيمتها الغذائية، مع فقدان عناصرها الغذائية والألياف الخاصة بها».

وتضيف: «يمكن أن تكون لهذا عواقب مهمة على سلسلة من الوظائف الفسيولوجية، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز، وتكوين ميكروبات الأمعاء المفيدة ووظائفها. كما أن هذه المنتجات غالباً ما تكون مغلفة بأغلفة بلاستيكية، وبالتالي تصبح بمنزلة مركبات سامة للجسم».

وتقول ليشيا ياكوفيلو، مديرة وحدة أبحاث علم الأوبئة والوقاية بجامعة «إل يو إم» (LUM) في كاساماسيما: «تدفعنا هذه النتائج إلى إعادة تقييم التوصيات الغذائية الحالية، التي يجب أن تتضمن أيضاً تحذيرات بشأن الحد من تناول الأطعمة فائقة المعالجة في نظامنا الغذائي اليومي».


مقالات ذات صلة

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

صحتك رجل يمارس رياضة الركض أمام أحد الشواطئ (رويترز)

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة أن القيام بالنشاط البدني، مرتين في اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساعة السادسة مساء، قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11 %.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الزواج يقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اليوغا الافتراضية علاج فعّال لآلام الظهر المزمنة (كليفلاند كلينك)

برنامج يوغا افتراضي لعلاج آلام الظهر

كشفت دراسة أجراها باحثون من «كليفلاند كلينك» في الولايات المتحدة أن برنامجاً افتراضياً للعلاج باليوغا قد يمثل خياراً آمناً وفعالاً لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
TT

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

وأوضح الباحثون بحسب النتائج المنشورة، الاثنين، في «المجلة الدولية للسرطان» أن هذه الأحماض معروفة أيضاً بفوائدها في خفض مستويات الكوليسترول، والحفاظ على صحة الدماغ، وتعزيز الصحة النفسية.

واعتمدت الدراسة على بيانات طويلة الأمد شملت أكثر من 250 ألف شخص، تم تتبع حالتهم الصحية على مدار أكثر من عقد من الزمن. وخلال هذه الفترة، أصيب حوالي 30 ألف مشارك بنوع من السرطان. وعلى الرغم من أن بعض الدراسات السابقة أشارت إلى وجود صلة بين مستويات الأحماض الدهنية وخطر الإصابة بالسرطان، فإنه لم يتمكن أي منها من تحديد ما إذا كانت الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» تقلل من معدلات الإصابة بالسرطان أو تزيد فرصة النجاة منه.

واستكشف الباحثون فعالية الأحماض الدهنية في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان، ووجدوا أن 14 منها ارتبطت بـ«أوميغا-6»، بينما ارتبطت 5 أنواع بـ«أوميغا-3». وقد أدى ارتفاع مستويات «أوميغا-6» لدى الأشخاص إلى انخفاض معدلات الإصابة بـ 14 نوعاً من السرطان، بما في ذلك سرطان الدماغ، وسرطان الجلد، وسرطان المثانة.

كما أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين لديهم مستويات مرتفعة من «أوميغا-3» كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون، وسرطان المعدة، وسرطان الرئة، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي الأخرى. وأكد الباحثون أن زيادة تناول «أوميغا-3» و«أوميغا-6» يمكن أن تكون لها فوائد صحية كبيرة، خصوصاً أن هذه الدهون الصحية تساهم في تحسين صحة القلب والعقل.

وأشارت النتائج إلى أن التأثير الوقائي كان أقوى بين المشاركين الأصغر سناً، خصوصاً النساء، ما يبرز أهمية هذه الأحماض في الأنظمة الغذائية للوقاية من السرطان. ووفقاً للباحثين، فإن أهمية هذه الدراسة تكمن في تقديم دليل على الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» في الوقاية من السرطان.

وأضافوا أن النتائج تعزز أهمية إدراج هذه الدهون في النظام الغذائي اليومي، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعامل مع عوامل الوقاية من السرطان، سواء من خلال تناول أطعمة غنية بهذه الأحماض أو استخدام المكملات الغذائية.

يشار إلى أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6»، «تعتبر دهوناً صحية» ضرورية لصحة الإنسان، وتوجد بشكل طبيعي في مصادر غذائية مثل الأسماك الدهنية، بما في ذلك السلمون، والسردين، والماكريل، وبعض المكسرات، مثل الجوز، وبذور الكتان، والشيا، بالإضافة إلى الزيوت النباتية مثل زيت الكانولا، وزيت الذرة، وزيت الصويا. ومع ذلك، قد لا يتناول معظم الأميركيين كميات كافية من هذه الأطعمة، ما يدفع كثيرا منهم إلى استخدام مكملات «أوميغا-3» و«أوميغا-6»، التي تُعد من بين أكثر المكملات الغذائية شعبية بسبب فوائدها الصحية المتعددة.