تعرف على فوائد القرفة... ومخاطرها

تعرف على فوائد القرفة... ومخاطرها
TT

تعرف على فوائد القرفة... ومخاطرها

تعرف على فوائد القرفة... ومخاطرها

تعد القرفة من التوابل البارزة في الخريف وتظهر الأبحاث أنها يمكن أن تكون جيدة لصحتك أيضاً، ولكن الزيادة منها قد تؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية.

وأشار الدكتور مايكل إل دانسينجر، وهو طبيب باطني وأستاذ في كلية الطب بجامعة تافتس الأميركية، إلى أن «هناك دراسات إيجابية كافية تشير مجتمعة إلى أن نحو نصف ملعقة صغيرة من القرفة يومياً قد تحسن قليلاً من نسبة السكر في الدم ومقاومة الإنسولين وضغط الدم ومستويات الكوليسترول والالتهابات، مقارنة بالعلاجات الوهمية».

وقد أظهرت القرفة بالفعل إمكانات إيجابية لبعض الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني أو السمنة، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هاف بوست» الأميركية.

ومن جانبه، أشار اختصاصي التغذية توبي سميثسون إلى أن القرفة تحتوي على فوائد صحية واعدة ولكنها تتطلب أيضاً الحذر، وقال: «الخبر السار هو أن القرفة تحتوي على مكونات نشطة بيولوجياً، بما في ذلك مضادات الأكسدة، وقد أظهرت بعض الدراسات فوائد صحية لمستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم وتحسنات متواضعة في ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبات ومستويات السكر في الدم أثناء الصيام».

وقالت جوليا زومبانو، اختصاصية التغذية في مركز التغذية البشرية في عيادة كليفلاند: «على الرغم من أننا نعلم أن فوائد القرفة حقيقية، فإن الجرعات الدقيقة لم يتم تحديدها بعد حيث هناك حاجة إلى مزيد من البحث». لكنها أضافت أيضاً: «استخدم القرفة قدر الإمكان، كتوابل، للاستفادة من مميزاتها».

أنواع القرفة

هناك أنواع مختلفة من القرفة، والنوعان الأكثر شعبية هما القرفة السيلانية من سريلانكا وكاسيا، وهو صنف أقل تكلفة نشأ في جنوب الصين ولكنه يُزرع الآن في العديد من مناطق شرق وجنوب آسيا.

قال سميثسون إن نوع القرفة الذي تختاره يحدث فرقاً. وأضاف: «حددت وكالة الغذاء الأوروبية الحد الأقصى اليومي لتناول قرفة كاسيا بمقدار نصف ملعقة صغيرة يومياً بسبب وجود مركب يسمى الكومارين». وأضاف: «تحتوي قرفة كاسيا على نحو 250 ضعف الكومارين الموجود في نوع القرفة من سيلان، ويُشتبه في أن الكومارين يسبب تلف الكبد بجرعات عالية».

وهناك تحذير آخر بشأن القرفة الفيتنامية، وفقاً لأخصائية التغذية المسجلة أماندا فرانكيني. قالت: «وجدت شركة Consumer Labs، وهي شركة تختبر بشكل مستقل جودة منتجات الصحة والتغذية، أن القرفة الفيتنامية من Simply Organic تحتوي على 6.2 ملغرام من الكومارين لكل غرام. وهذا يشير إلى أن الفئات المعرضة للخطر قد ترغب في الحد من استهلاكها لهذه العلامة التجارية».

كيف ينبغي لك أن تستهلك القرفة؟

حذَّر الطبيب دانسينجر: «عليك ألا تنخدع بالاعتقاد بأن لفائف القرفة أو مكملات القرفة هي علاج جيد لمرض السكري أو طريقة جيدة لمنع المشاكل الصحية. أفضل طريقة لاستخدام القرفة هي دمجها في الأكل الصحي». ويتفق العديد من خبراء الصحة على أن اتباع استراتيجية الأكل ونمط الحياة الصحي بشكل عام أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة وطول العمر، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني والسرطان والخرف والعديد من المشاكل الصحية الشائعة الأخرى.

كيف تضيف المزيد من القرفة إلى نظامك الغذائي؟

ينصح خبراء التغذية بإضافة القرفة إلى القهوة والحلويات والحساء لكونها تحتوي على الألياف المشبعة، فملعقة صغيرة واحدة فقط من القرفة توفر أكثر من غرام من الألياف.

ومن المهم أن نتذكر أن المذاق اللذيذ للقرفة قد يكون بديلاً جيداً للاختيارات الأقل صحة، حيث أوضح الخبراء أن إضافة القرفة إلى وجباتك يمكن أن تضيف نكهة، دون إضافة سكر، مما قد يساعدك على تقليل تناولك الكلي للسكر.

ويمكن رش القرفة فوق دقيق الشوفان أو في القهوة الصباحية أيضاً. كما تضاف إلى الفطائر وتتناسب القرفة جيداً مع مكونات مختلفة مثل التفاح والمشمش والتوت الأزرق والكمثرى والموز واللوز والدجاج.

لا داعي للإفراط

إن الإفراط في تناول شيء مفيد قد يكون فكرة سيئة. قال الدكتور دانسينجر: «قد تكون القرفة سامة بكميات كبيرة، على سبيل المثال، إذا تناولت ما يصل إلى ثلاث ملاعق صغيرة يومياً».

مضيفاً أن تناول الكثير من القرفة يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد وقرح الفم وانخفاض نسبة السكر في الدم. وكما هو الحال مع أي مادة مسحوقة، إذا تم استنشاق القرفة، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في الجهاز التنفسي مثل السعال والعطس وصعوبة التنفس.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال