لماذا يمشي بعض الناس أثناء النوم؟

المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق (أرشيفية - رويترز)
المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا يمشي بعض الناس أثناء النوم؟

المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق (أرشيفية - رويترز)
المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق (أرشيفية - رويترز)

يعاني بعض الأشخاص من المشي أثناء النوم، وهو أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، التي قد تكون لها عواقب خطيرة في بعض الحالات؛ حيث قد يتعرض الشخص لإصابات وجروح وخدوش في جسمه من جراء اصطدامه بأجسام صلبة أثناء مشيه نائماً.

فما السبب وراء هذا الاضطراب؟

يمكن أن يكون المشي أثناء النوم وراثياً، وفقاً لـ«مايو كلينيك»، كما أنه قد ينتج عن تناول بعض الأدوية وعن بعض المشكلات الصحية المرتبطة بالنوم.

وقالت الدكتورة فرنسيسكا سيكلاري، باحثة في المعهد الهولندي لعلم الأعصاب، لمجلة «التايم» الأميركية، إن المشي أثناء النوم قد يحدث عندما يستيقظ شخص ما جزئياً من نوم عميق، مما يتركه في «حالة هجينة»، حيث يكون «نائماً ومستيقظاً في نفس الوقت»، وقادراً على القيام ببعض الأفعال الغريبة للغاية التي قد لا يتذكرها حتى في الصباح.

ومن جهتها، تقول جينيفر مارتن، اختصاصية طب النوم السلوكي المتحدثة باسم الأكاديمية الأميركية لطب النوم، إن الأطفال أكثر عرضة للمشي أثناء النوم من البالغين، ربما لأن أدمغتهم لا تزال في طور النمو. كما يقضي الأطفال وقتاً أطول كل ليلة في مرحلة النوم التي يحدث فيها المشي أثناء النوم عادة، وهي «مرحلة النوم الهادئ» التي تأتي قبل مرحلة «حركة العين السريعة» التي تحدث بها الأحلام.

وتقول مارتن إن معظم الناس يتغلبون على المشي أثناء النوم بحلول سن الرشد المبكر، لكن بعضهم يعودون إلى هذه المشكلة خلال فترات التوتر أو التعب الشديد.

وتدعم بعض الدراسات العلاقة بين المشي أثناء النوم و«الحرمان من النوم». وتقول سيكلاري إن «ذلك يحدث عندما ينام الشخص المرهق نوماً عميقاً، ثم يزعجه الضجيج أو الصوت أو الحركة. ومن الصعب إيقاظ شخص ما من نومه العميق، خصوصاً عندما يكون مرهقاً بشكل كبير؛ لذلك لا يستيقظ بشكل كامل. ولكنه يختبر بعض التغييرات في نشاط الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى مشكلات، مثل المشي أثناء النوم».

كيف يمكن أن يواجه الشخص هذه المشكلة؟

يقول الدكتور سانفورد أوروباخ، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة بوسطن، إنه عند الضرورة يصف الأطباء أحياناً جرعات صغيرة من أدوية البنزوديازيبين المهدئة لتثبيط المشي أثناء النوم. ويضيف أن تقليل التوتر مفيد أيضاً، لأن المشي أثناء النوم يزيد أثناء فترات القلق.

ومن جهتها، تقول مارتن إن الأشخاص الذين يمشون أثناء النوم بانتظام يجب أن يفكروا أيضاً في اتخاذ بعض احتياطات السلامة، مثل تركيب نظام أمان يصدر ضوضاء إذا تم فتح باب الشقة، حتى يضمنوا عدم مغادرتهم للمنزل أثناء نومهم. وتقول إنه من المفيد أيضاً رؤية اختصاصي النوم للمساعدة في مواجهة هذه المشكلة.

وتقول مارتن إن بعض الأشخاص يعتقدون أنه لا ينبغي إيقاظ الشخص أثناء نومه، إلا أنها أكدت عدم صحة هذا الاعتقاد، مشيرة إلى أن إيقاظ شخص يمشي أثناء النوم لن يضره، ولكنها أشارت أيضاً إلى أن أفضل ما يمكنك فعله لشخص عزيز يسير أثناء نومه هو توجيهه برفق إلى السرير لاستكمال نومه في هدوء.


مقالات ذات صلة

نوع من المكسرات قد يحمينا من العمى في سن الشيخوخة

صحتك الفستق قد يحمي أعيننا من العمى مع تقدّمنا في العمر (أ.ف.ب)

نوع من المكسرات قد يحمينا من العمى في سن الشيخوخة

كشفت دراسة جديدة أن الفستق قد يحمي أعيننا من العمى مع تقدّمنا في العمر ووصولنا إلى الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة نشرها فريق الدراسة لبول ريد المريض البريطاني الذي خضع للجراحة

علاج جديد لسرطان المخ يقلص حجم الورم إلى النصف

تَمَكَّنَ علاج إشعاعي جديد من تقليص حجم ورم دماغي قاتل لدى مريض بريطاني إلى النصف، بينما يأمل الخبراء أن يكون علاجاً ثورياً للسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المعامل الصحية تنتشر في نحو ٢٢ جهة تشمل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث في مناطق المملكة (واس)

36 معملاً سعودياً لتعزيز الابتكارات في «صحة الإنسان»

يعمل ‏36 معملاً صحياً في السعودية على دعم العقول المبتكرة الطامحة إلى تقديم حلول نوعية تضمن جودة حياة صحية، وتعزيز البنية التحتية البحثية.

عمر البدوي (الرياض)

دراسة تجد صلة بين ارتفاع استهلاك الكافيين وانخفاض خطر فقدان الذاكرة

الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
TT

دراسة تجد صلة بين ارتفاع استهلاك الكافيين وانخفاض خطر فقدان الذاكرة

الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)
الأشخاص الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين كان لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن كمية الكافيين التي يستهلكها الشخص يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو أشكال أخرى من الخرف.

البحث الذي نُشر في أغسطس (آب) في مجلة «ألزهايمر والخرف» – الصادرة عن «جمعية ألزهايمر» الصحية التطوعية غير الربحية، التي تركز على المرض ودعم أبحاثه، والتي يقع مقرها الرئيسي في شيكاغو – هو الأول من نوعه الذي يجد علاقة قوية بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين أبلغوا عن انخفاض استهلاك الكافيين لديهم خطر أكبر للإصابة بفقدان الذاكرة بما يتوافق مع مرض ألزهايمر.

وقالت الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في «جمعية ألزهايمر»، لصحيفة «هيلث»: «لقد تنوعت الدراسات السابقة التي بحثت العلاقة بين استهلاك الكافيين وخطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر». وأضافت: «أظهرت بعض الدراسات أن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بكمية صغيرة، بينما لم تُظهر دراسات أخرى أي تأثير أو زيادة طفيفة في الخطر».

وفي حين أن الدراسة الجديدة تضيف إلى فهمنا لتأثيرات الكافيين على الدماغ، فإنها لا تشير بالضرورة إلى أنه يجب على الأشخاص زيادة تناولهم للكافيين.

وقالت سيكستون: «من المهم أن ندرك أن الكافيين يمكن استهلاكه بطرق متنوعة، بما في ذلك القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة». وأضافت: «يحتوي بعضها على مستويات عالية من السكريات والمحليات الصناعية والمكونات الأخرى التي قد تقلل من أي فائدة محتملة للكافيين».

العلاقة بين الكافيين والخرف

تم تأليف الدراسة الجديدة من قبل باحثين في فرنسا أكملوا دراسة مقطعية باستخدام بيانات من 263 شخصاً يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرض ألزهايمر بين عامي 2010 و2015. وأكمل المشاركون استطلاعاً حول تناولهم المعتاد للكافيين. كما خضعوا أيضاً لتقييمات سريرية وعصبية وبيولوجية عندما التحقوا بالدراسة.

وتم تقسيم المشاركين إلى فئتين اعتماداً على متوسط ​​استهلاكهم للكافيين، الذين لديهم متوسط ​​استهلاك للكافيين يساوي 216 ملليغراماً أو أقل منه يومياً، تم وضعهم في مجموعة «استهلاك الكافيين المنخفض»، أما أولئك الذين لديهم متوسط ​​استهلاك للكافيين أعلى من 216 ملليغراماً يومياً، فتم وضعهم في مجموعة «الاستهلاك العالي للكافيين».

وبعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس وحالة التدخين وغير ذلك، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا كميات أقل من الكافيين لديهم خطر أكبر للإصابة بمخاطر فقدان الذاكرة.

وفي الوقت الحالي، ليس من الواضح سبب تأثير الكافيين على خطر الإصابة بألزهايمر أو الخرف، على الرغم من أن الخبراء لديهم نظريات.

هل يمكن تقليل خطر الإصابة بألزهايمر؟

قال الخبراء إنه من السابق لأوانه اقتراح أنه يجب على الناس إضافة مزيد من الكافيين إلى روتينهم اليومي كوسيلة للوقاية من مرض ألزهايمر أو الخرف. وأوضح الأطباء أنهم قد يوصون بتغييرات في استهلاك الكافيين «في حالة القلق أو الأرق، لكن هذه التوصيات لا تعتمد على خطر الإصابة بالخرف».

وباستثناء اتّباع نمط حياة صحي، لا يعرف الباحثون كثيراً عن كيفية الوقاية من مرض ألزهايمر.