تقليل وقت الجلوس بمقدار 40 دقيقة يومياً يمنع تفاقم آلام الظهر

التغييرات البسيطة في النشاط يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر (أرشيفية - رويترز)
التغييرات البسيطة في النشاط يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر (أرشيفية - رويترز)
TT

تقليل وقت الجلوس بمقدار 40 دقيقة يومياً يمنع تفاقم آلام الظهر

التغييرات البسيطة في النشاط يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر (أرشيفية - رويترز)
التغييرات البسيطة في النشاط يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر (أرشيفية - رويترز)

أشارت دراسة حديثة إلى أن زيادة النشاط اليومي يمكن أن يساعد على منع تفاقم آلام الظهر، مقارنةً بمواصلة نمط الحياة المستقرة. وتُظهر نتائج الدراسة أن 40 دقيقة فقط أقل من وقت الجلوس يمكن أن تُحسِّن آلام الظهر.

وتعد مشكلة آلام الظهر مشكلة واسعة النطاق، إذ يمكن أن يزيد خطر إصابة شخص ما بآلام الظهر إذا كان يعاني زيادة الوزن أو تقدماً في السن أو حالات مرتبطة بالتوتر.

ويريد الخبراء فهم التدخلات في نمط الحياة التي يمكن أن تكون الأكثر فاعلية للأشخاص الذين يعانون آلام الظهر، وعلى مدى ستة أشهر، لاحظ المشاركون الذين زادوا في المتوسط ​​من نشاطهم المعتدل إلى القوي بمقدار 20 دقيقة يومياً وخفضوا من سلوكهم المستقر بمقدار 40 دقيقة يومياً تراجع آلام الظهر مقارنةً بمجموعة التحكم التي استمرت في سلوكها المستقر.

وتسلط النتائج الضوء على كيف يمكن للتغييرات البسيطة في الأنشطة اليومية أن تساعد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر.

وأراد الباحثون في الدراسة الحالية فهم المزيد عن العلاقة بين آلام الظهر وتقليل السلوك المستقر وحساسية الإنسولين والإعاقة ونسبة الدهون في العضلات المحيطة بالعمود الفقري. ترتبط الدهون في العضلات المحيطة بالعمود الفقري ومقاومة الإنسولين بألم الظهر.

وشملت التجربة 64 شخصاً بالغاً. كان لدى جميع المشاركين مؤشر كتلة الجسم الذي يشير إلى السمنة أو زيادة الوزن، وأفاد المشاركون بأقل من ساعتين من النشاط البدني المعتدل إلى القوي كل أسبوع.

وعند قياس مقدار حركة المشاركين باستخدام مقاييس التسارع، كانوا أيضاً خاملين لمدة 10 ساعات أو أكثر أو 60 في المائة على الأقل من وقت ارتداء مقياس التسارع. كان المشاركون أيضاً مصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، مما يعرض المجموعة لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، كما استبعد الباحثون المشاركين الذين يعانون بالفعل مرض السكري أو يستهلكون الكحوليات بشكل مفرط أو يستخدمون منتجات التبغ.

قبل بدء التجربة، قاس الباحثون النشاط البدني والسلوك المستقر للمشاركين باستخدام مقاييس التسارع لمدة شهر تقريباً. قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعة تحكم ومجموعة تدخل. واستمر التدخل لمدة ستة أشهر.

حاولت مجموعة التدخل تقليل السلوك المستقر بمقدار ساعة واحدة كل يوم. واستمرت مجموعة التحكم في نمط حياتها الطبيعي. في المتوسط، فيما زاد المشاركون في مجموعة التدخل من النشاط البدني المعتدل إلى القوي بمقدار 20 دقيقة يومياً وخفضوا سلوكهم المستقر بمقدار 40 دقيقة يومياً.

بشكل عام، لم تشهد مجموعة التدخل تغييرات في آلام الظهر، بينما شهدت مجموعة التحكم زيادة كبيرة إحصائياً في آلام الظهر.

وجد الباحثون أيضاً ارتباطاً بين زيادة الخطوات اليومية وتحسين امتصاص الغلوكوز في العضلات المحيطة بالعمود الفقري. وشهدت كلتا المجموعتين زيادة في الإعاقة المرتبطة بالألم، ولكن لم يكن هناك فرق كبير في الإعاقة المرتبطة بالألم بين المجموعتين.

وتضيف النتائج إلى الأدلة التي تفيد بأن حتى التغييرات البسيطة في النشاط يمكن أن تفيد الأشخاص الذين يعانون آلام الظهر.

سلَّط مؤلف الدراسة، والباحث في الدكتوراه جوآ نورها، الضوء على النتائج التالية لـ«ميديكال نيوز توداي»: «آلام الظهر هي شكوى شائعة ومعوقة في بعض الأحيان. وقد اقترحت الأبحاث السابقة أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون عامل خطر لآلام الظهر، لكن دراستنا كانت من بين أولى الدراسات التي بحثت بالفعل في ما يحدث إذا بدأت في الجلوس بشكل أقل».

وأضاف: «لقد وجدنا بالفعل أن الحد من وقت الجلوس اليومي يساعد على منع آلام الظهر. لا يمكن تحديد حد واحد لكمية (آمنة) من الجلوس لأسباب عديدة، لكنّ الفكرة الرئيسية هي تغيير عادات الجلوس الطبيعية للأفضل -سواء عن طريق تقليلها من 10 إلى 8 ساعات يومياً أو من ثماني إلى سبع ساعات يومياً».

لا يزال ألم الظهر مشكلة صعبة يعالجها الأطباء والمتخصصون. تشير النتائج إلى كيف يمكن للتدخل البسيط أن يحسن النتائج في حياة الأفراد.

سلط الدكتور مدحت ميخائيل، إخصائي إدارة الألم والمدير الطبي للبرنامج غير الجراحي في مركز صحة العمود الفقري في مركز «ميموريال كير أورانج كوست» الطبي في فاونتن فالي، كاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة، الضوء على ما يلي حول آلام الظهر لـ«ميديكال نيوز توداي»: «آلام الظهر شائعة جداً. نحو 80 - 90 في المائة من الأشخاص في الولايات المتحدة يعانون آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم. يميل الألم إلى الزيادة مع تقدم العمر، وأظهرت الإحصائيات أن النسبة تتراوح من 28 في المائة للأعمار من 18 إلى 29 عاماً، و35 في المائة بين سن 30 إلى 45 عاماً، و45 في المائة بين سن 45 و64 عاماً، و46 في المائة لمن هم في سن 65 عاماً وما فوق. وذلك بسبب قلة التمارين والنشاط البدني بالإضافة إلى تطور الأمراض المزمنة».


مقالات ذات صلة

11 نوعاً من الخضراوات والفواكه يجب غسلها قبل تناولها

صحتك الفراولة أكثر الفواكه التي تحتفظ بالمبيدات الحشرية ويجب غسلها جيداً قبل أكلها (أرشيفية - رويترز)

11 نوعاً من الخضراوات والفواكه يجب غسلها قبل تناولها

خضراوات وفواكه يمكن تناولها دون غسلها بالماء، وأخرى يجب غسلها لتفادي المبيدات الحشرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مع تقدمنا ​​في العمر من الطبيعي أن تصبح الخلايا أقل نشاطاً ما يجعل الشعر رمادياً (أرشيفية - رويترز)

ما علاقة الإجهاد والضغط العصبي بنمو الشعر الأبيض؟

يعتمد تحول الشعر إلى اللون الرمادي أو الأبيض إلى حد كبير على العوامل الوراثية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يمكن العثور على الجراثيم في المياه النظيفة والمالحة بأنحاء العالم التي قد تدخل جسم الإنسان من خلال الجروح (د.ب.أ)

مع انتشار بكتيريا الضمة في بحار العالم... هل يجب على السباحين القلق؟

يتزايد انتشار بكتيريا الضمة في مياه البحار حول العالم، وذلك في ظل ارتفاع درجات حرارة المياه بسبب التغير المناخي، حسبما قالت وكالة معايير الغذاء الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك 4 مكملات أساسية يجب تناولها (رويترز)

4 مكملات غذائية أساسية للوقاية من السرطان وتحسين المزاج والوظائف الإدراكية

في السنوات الأخيرة، تَطَوَّرَ الحديث بشأن المكملات الغذائية لتصبح استراتيجية صحية سائدة، يوصي بها خبراء الصحة المشهورون على وسائل التواصل ومقدمو البرامج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)

بحث يربط بين أمراض القلب الشائعة والإصابة بالخرف... ما العلاقة؟

كشف بحث علمي جديد، نُشر أمس (الخميس) من قبل «جمعية القلب الأميركية»، عن أن الحفاظ على حدة عقلك مع تقدمك في السن له علاقة كبيرة بصحة قلبك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

11 نوعاً من الخضراوات والفواكه يجب غسلها قبل تناولها

الفراولة أكثر الفواكه التي تحتفظ بالمبيدات الحشرية ويجب غسلها جيداً قبل أكلها (أرشيفية - رويترز)
الفراولة أكثر الفواكه التي تحتفظ بالمبيدات الحشرية ويجب غسلها جيداً قبل أكلها (أرشيفية - رويترز)
TT

11 نوعاً من الخضراوات والفواكه يجب غسلها قبل تناولها

الفراولة أكثر الفواكه التي تحتفظ بالمبيدات الحشرية ويجب غسلها جيداً قبل أكلها (أرشيفية - رويترز)
الفراولة أكثر الفواكه التي تحتفظ بالمبيدات الحشرية ويجب غسلها جيداً قبل أكلها (أرشيفية - رويترز)

يمكن أن تكون الخضراوات من أكثر الأطعمة الصحية التي تضعها على طبقك، ولكن بعضها يحتوي على كميات أعلى من المبيدات الحشرية مقارنة بغيرها، وقد يكون من المفيد غسلها قبل تقطيعها أو تقشيرها وتناولها.

وفي حين أن كميات ضئيلة من المبيدات الحشرية لا تسبب عادة مشاكل صحية كبيرة، فإنها قد تسبب مشاكل صحية كبيرة إذا تم استهلاكها بكميات أكبر. وأفاد موقع «سي نت» بأنه لا بأس من وجود بعض البقايا، ولكن إذا كنت قلقاً بشأن تناول المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية الأخرى التي قد يكون طعامك قد تعرض لها، فقد يكون من الأفضل أن تتبنى نهجاً أفضل وتغسل الخضراوات والفواكه قبل تناولها.

وينصح الخبراء، أبرزهم «مجموعة العمل البيئي»، وهي منظمة غير ربحية لسلامة الأغذية، بقائمة بأكثر المنتجات احتمالاً لاحتواء المبيدات الحشرية، والتي يجب عليك دائماً غسلها.

واختبرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووزارة الزراعة الأميركية 46569 عينة من 46 نوعاً من الفواكه والخضراوات، ووجدت نتائج بارزة، أهمها أن أكثر الفواكه التي تحتوي على مبيدات حشرية ويجب غسلها هي الفراولة؛ إذ تحتوي الفراولة على عدد أكبر من المواد الكيميائية الموجودة عليها مقارنة بأي فاكهة أو خضراوات أخرى تم تضمينها في التحليل الشامل.

وهذه قائمة بأكثر 11 نوعاً من الأطعمة احتمالاً لاحتواء المبيدات الحشرية:

  • الفراولة
  • السبانخ
  • الكرنب الأخضر
  • الكمثرى
  • الخوخ
  • التفاح
  • العنب
  • الفلفل الحلو والحار
  • الكرز
  • التوت الأزرق
  • الفاصوليا الخضراء

كما حدد التحليل أن قائمة «الدزينة القذرة»، وهي مؤشر يهدف إلى تنبيه المستهلكين إلى الفواكه والخضراوات التي تحتاج إلى الغسل الكامل، جاءت بنتائج أخرى؛ إذ أظهرت نتائج اختبارات أكثر من 90 في المائة من عينات الفراولة والتفاح والكرز والسبانخ والخوخ والعنب، وجود بقايا مبيد حشري أو أكثر. وتم العثور على 210 مبيدات حشرية مختلفة على عناصر قائمة «الدزينة القذرة».

ومن بين هذه الـ210 مبيدات حشرية، تم اكتشاف أكثر من 50 مبيداً حشرياً مختلفاً على كل نوع من المحاصيل المدرجة في القائمة، باستثناء الكرز. كما تم اكتشاف أكبر عدد من المبيدات الحشرية في الكرنب والكرنب الأخضر، بالإضافة إلى الفلفل الحار والفلفل الحلو، مقارنة بأي محصول آخر - 103 و101 من المبيدات الحشرية في المجموع، على التوالي.

وفقاً للدراسة، فإن هذه هي أقل الفواكه والخضراوات احتمالاً لاحتوائها على المبيدات الحشرية:

  • الأفوكادو
  • الذرة الحلوة
  • الأناناس
  • البصل
  • البابايا
  • البازلاء الحلوة (المجمدة)
  • الهليون
  • البطيخ الحلو
  • الكيوي
  • الملفوف
  • الفطر
  • المانجو
  • البطاطا الحلوة
  • البطيخ
  • الجزر

وأشار التقرير إلى أن 15 نوعاً من الفواكه والخضراوات تحتوي على أقل مستويات تلوث المبيدات الحشرية في جميع العينات التي تم اختبارها، ولكن هذا لا يعني أنها غير ملوثة بالمبيدات الحشرية على الإطلاق. ولا يعني هذا بالتأكيد أن الفواكه والخضراوات التي تحضرها إلى المنزل ليست ملوثة بالمبيدات الحشرية أيضاً. وستكون أكثر أماناً إذا تناولت طعاماً غير مغسول من 15 نوعاً من الفواكه والخضراوات بدلاً من 11 نوعاً من الأطعمة الملوثة، ولكن لا يزال من الجيد أن تشطف جميع الفواكه والخضراوات قبل تناولها.