تعزيز استراتيجيات «الشيخوخة الصحية»

دعم مبادرات «الشيخوخة بكرامة» في «اليوم العالمي لكبار السن»

تعزيز استراتيجيات «الشيخوخة الصحية»
TT

تعزيز استراتيجيات «الشيخوخة الصحية»

تعزيز استراتيجيات «الشيخوخة الصحية»

تُعدّ شيخوخة السكان اتجاهاً عالمياً رئيسياً يُعيد تشكيل المجتمعات في جميع أنحاء العالم، إذ يتجاوز متوسط العمر المتوقع عند الولادة الآن 75 عاماً في نصف بلدان العالم، أي أطول بمقدار 25 عاماً مما كان عليه في عام 1950. وبحلول عام 2030 من المتوقع أن يفوق عدد كبار السن عدد الشباب على مستوى العالم، مع تسارع هذه الزيادة بشكل أكبر في البلدان النامية.

مع تقدّم السكان في العمر، يزداد الطلب على خدمات الرعاية الصحية الشاملة والرعاية والدعم الاجتماعي بصورة كبيرة، خصوصاً بالنسبة إلى كبار السن الذين يعانون من أمراض مثل الخرف.

مؤتمر صحافي عالمي

واعترافاً بهذه التحديات والفرص، سيركّز الاحتفال الرابع والثلاثون بـ«اليوم العالمي لكبار السن» (International Day of Older Persons)، الذي يُحتفل به في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، على موضوع «الشيخوخة بكرامة» (Ageing with Dignity)، مؤكداً أهمية تعزيز أنظمة الرعاية لكبار السن في جميع أنحاء العالم التي تحترم كرامة كبار السن ومعتقداتهم واحتياجاتهم وخصوصيتهم، والحق في اتخاذ القرارات بشأنهم.

وتزامناً مع «اليوم العالمي لكبار السن»، حضر محرر ملحق «صحتك» المؤتمر الصحافي السنوي الذي عقدته شركة «جي إس كي» على مدى يومين في مدينة وافر (قلب إنتاج اللقاحات في العالم) في بلجيكا، سُلّط خلالهما الضوء على خصائص الفئة العمرية لكبار السن، وأهمها ضعف الجهاز المناعي؛ مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وبوجه خاص المعدية، وطرق الوقاية منها. ويشكّل هذا تحدياً كبيراً أمام الحفاظ على شيخوخة صحية، وهو هدف حاسم لكبار السن.

استراتيجيات «الشيخوخة الصحية»

إن المفهوم الأساسي الكامن وراء تأثير الشيخوخة على «الشيخوخة الصحية» (healthy ageing) هو الضعف التدريجي لجهاز المناعة. فمع تقدّم الأفراد خلال العقود السادسة والسابعة والثامنة من حياتهم، يفقد جهاز المناعة لديهم قدرته على مكافحة الأمراض المعدية بشكل فعّال. وتتطلّب هذه القابلية المتزايدة للإصابة بالعدوى اتباع نهج استباقي للحفاظ على الصحة البدنية وتنفيذ الاستراتيجيات الوقائية.

وقد التقت «صحتك» نائب الرئيس للقيادة الطبية العالمية في شركة «جي إس كي»، أحد المتحدثين في المؤتمر الدكتور ألكسندر لياكوس (Alexander Liakos)، ليوضح لنا خصائص مرحلة الشيخوخة وكيف يمكن حماية «الشيخوخة الصحية».

أوضح لياكوس أن علينا أولاً أن نكون واعين لفهم حقيقة أننا لسنا أقوياء في مرحلة الشيخوخة كما كنا في منتصف العمر، وسيزداد ذلك مع تقدمنا في السن. علينا أن نعمل بجد لمواجهة ذلك من خلال عدة خطوات، تشمل الحفاظ على نمط حياة نشط بدنياً نمارس فيه الرياضة بشكل منتظم، وضمان اتباع نظام غذائي متوازن ومغذٍ، وإعطاء الأولوية للنوم الكافي، والمشاركة في أنشطة محفزة عقلياً، وتعزيز الروابط الاجتماعية القوية. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي اعتبار التطعيم ضد بعض الأمراض المعدية، مثل: الإنفلونزا والهربس النطاقي (shingles)، جزءاً من استراتيجية «الشيخوخة الصحية» الشاملة، (وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، 2019).

حقائق حول إصابات كبار السن

- تكتسب الاحتياجات الصحية لكبار السن أهمية متزايدة مع تقدم سكان العالم في السن، فخلال عقد «الشيخوخة الصحية» (2021 - 2030)، سيزداد عدد السكان البالغين من العمر 60 سنة فما فوق بنسبة 34 في المائة، من 1 إلى 1.4 مليار نسمة (وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في 2020). وبحلول عام 2050، سيكون هناك ما يُقدّر بـ2.1 مليار نسمة، يبلغون من العمر 60 عاماً أو أكثر.

- مع تقدم البالغين في السن تبدأ وظيفة الجهاز المناعي الانخفاض. وفي مرحلة الشيخوخة يزداد النظام المناعي ضعفاً، ويرتفع خطر الأمراض المعدية؛ إذ يُسهم انخفاض المناعة المتصل بزيادة العمر في زيادة قابلية الإصابة بالأمراض المعدية في سن الشيخوخة التي يمكن الوقاية من أغلبها باللقاحات. ومن المتوقع أن يرتفع العبء المجتمعي، على مدى السنوات الثلاثين المقبلة، للأمراض التي يمكن الوقاية منها بالتطعيم لدى البالغين من العمر أكثر من 50 سنة.

- ترتبط مخاطر الإصابة بالأمراض بزيادة شدة الظروف المرضية لدى كبار السن، ومنها الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الأورام الخبيثة والحميدة، والأورام الدموية أو المناعية، والغدد الصماء، والاضطرابات النفسية والعصبية، والقلب والأوعية الدموية، والجلد، والهيكل العضلي والعظمي، والجهاز التنفسي والبولي والتناسلي. وترتفع النسبة المئوية للإصابة بمرض واحد منها أو أمراض متعددة مع زيادة العمر بالسنوات، وفقاً لبيانات بحوث الممارسة السريرية في مستشفيات إنجلترا.

- كبار السن الذين يعانون من الأمراض هم أكثر عرضة لخطر دخول المستشفيات، فعلى سبيل المثال، معدلات دخول المستشفيات المرتبط بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV) في أوساط البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و74 سنة، ممن يعانون من حالات مرضية مزمنة، في الفترة 2017 - 2018 كانت مرتفعة جداً، مقارنة بمن لا يعانون من أمراض مزمنة.

تبعات الإصابة بالأمراض المعدية

- يمكن أن يكون للعدوى تأثير كبير في الحالة الوظيفية ونوعية الحياة لكبار السن، على المدى الطويل، وقد تتجاوز الأمراض الحادة في تأثيرها.

- كبار السن المنومون بالمستشفيات والمصابون مثلاً بالفيروس المخلوي التنفسي المرتبط بالعدوى التنفسية الحادة (RSV - ARI) يمكنهم أن يواجهوا مشكلات كبيرة طويلة الأجل، فنحو 24.5 في المائة منهم يحتاجون إلى رعاية منزلية متخصصة، و26.6 في المائة يحتاجون إلى التنويم مرة ثانية خلال 3 أشهر، و8 في المائة ممن تم تنويمهم بالمستشفيات بتشخيص مؤكد للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي فقدوا استقلاليتهم بعد مرور 6 أشهر من مغادرة المستشفى. كان معدل الوفيات في غضون سنة من تاريخ تنويمهم بالمستشفيات هو 33 في المائة تقريباً، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في مجلة «الأمراض المعدية» (J Infect Dis 2020)، قام بها تسينج (Tseng HF) وزملاؤه.

- ترتبط الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV) بآثار ضارة على الإنتاجية، والأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية، والعلاقات، والنوم العاطفي أو البدني أو الوظيفي.

- كبار السن معرّضون لخطر متزايد لدخول المستشفيات، وقد يعيشون فترة أطول مع صحة متردية، إذ إنهم الأكثر عرضة للمعاناة من نتائج سيئة بسبب التهابات الجهاز التنفسي السفلي (RSV)، والهربس النطاقي، أو «الحزام الناري» (herpes zoster or shingles).

- لُوحظ، في إحدى الدراسات، أن أعلى معدل لدخول المستشفيات كان في الفئة العمرية 55+، في حين الفئة العمرية 20 - 54 سنة كان لديها معدل دخول إلى المستشفى أقل بكثير. أما معدل الوفيات فهو الأعلى أيضاً في الفئة العمرية 55 عاماً فما فوق، أما الفئة العمرية من 20 إلى 54 سنة فلها معدلات وفيات أقل بكثير.

حقائق عن «الحزام الناري»

«الحزام الناري» (shingles)، المعروف أيضاً بـ«الهربس النطاقي»، هو حالة شائعة تتميّز بظهور طفح جلدي بثري مؤلم. يمكن أن يستمر الألم المصاحب للحالة لعدة أسابيع أو أشهر، وفي بعض الحالات الشديدة، قد تكون له بعض العواقب غير المرغوب فيها؛ إذ يؤدي إلى مضاعفات تكون لها، أحياناً، عواقب أكثر خطورة.

تشير التقديرات العالمية إلى أن «الحزام الناري» واسع الانتشار، وأن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في العالم سيعاني نوبة من «الحزام الناري» خلال حياته. وتزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر؛ إذ يُلاحظ ارتفاع في معدلات الإصابة بعد سن الخمسين.

وهناك إرشادات وتوصيات حديثة بشأن الوقاية من «الحزام الناري» عالمياً، وهي تعتمد على السلطات الصحية المحلية لكل دولة. والسمة الرئيسية لهذه الإرشادات هي تقديم الوقاية إلى الأشخاص مع تقدمهم في العمر؛ إذ يبدأ إعطاؤهم اللقاح من سن 50 عاماً، مع التركيز على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.

التطعيم بعد الإصابة، يمكن إعطاء اللقاح للأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بـ«الحزام الناري»، بشرط أن تكون هناك فجوة زمنية بين الإصابة وتلقي اللقاح. والخط الأول في الوقاية من «الحزام الناري» هو اللقاح، ويكون غالباً لقاحاً معاد التركيب، مما يعني أنه لا يحتوي على فيروس حي.

وقد أظهرت دراسات سريرية حديثة أُجريت على مدى 20 عاماً أن اللقاح فعّال وآمن، وأن نسبة فاعليته تظل نحو 80 في المائة حتى بعد 11 عاماً من التطعيم الأولي.

تزداد مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية والأورام الخبيثة والحميدة والاضطرابات النفسية

التحصين والوقاية من الأمراض

تمتد فوائد تحصين البالغين (كبار السن) إلى ما يتجاوز الوقاية من الأمراض الحادة. كما تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من الصحة الفردية وتعود بالنفع على جميع السكان والمجتمعات.

وتكتسب الاحتياجات الصحية لكبار السن أهمية متزايدة مع تقدم سكان العالم في العمر. ومن الممكن تجنّب أكثر من 3 ملايين من الوفيات المبكرة، وهو ما يشكّل أكثر من ربع إجمالي الوفيات، بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 75 عاماً من خلال تحسين التدخلات الوقائية وفي مقدمتها التحصين، وفقاً لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD» لعام 2019.

ويتضح من نتائج الدراسات التي ذُكرت آنفاً أن كبار السن في خطر أعلى للتعرض بشكل كبير لدخول المستشفيات والوفاة بسبب العدوى، والسبب هو ضعف جهاز المناعة ووجود أمراض مصاحبة أخرى في هذه الفئة العمرية. وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية تدخلات الرعاية الصحية المستهدفة، مثل التطعيم والعلاج المبكر لكبار السن؛ للحد من عبء هذه الأمراض المعدية.

ولذا فإن زيادة الاستثمار في التحصين على مدى الحياة هي أمر بالغ الأهمية للاستفادة الكاملة منه بوصفه استراتيجية وقائية فعّالة.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

صحتك رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

رعشة اليدين: 7 نقاط حول أنواعها وأسبابها

قد لا يكون بمقدورك منع ارتجاف يديك أو تهدّج صوتك في لحظات غضبك وانفعالك. ولكن حينما يكون القيام بالأنشطة البسيطة، مثل التقاط فنجان من القهوة، فعلٌ صعبٌ للغاية

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك عقوبات الفصل من المدرسة لها آثار نفسية بالغة السوء

عقوبات الفصل من المدرسة لها آثار نفسية بالغة السوء

حذَّرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP في أحدث توصياتها، من الآثار النفسية بالغة السوء لعقوبة الحرمان من المدرسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

بعد إجراء عملية جراحية للدماغ وإزالة ورم من الدرجة الثانية وبعد تصوير الأشعة، ما النصائح التي يمكن تقديمها للمريض؟ وهل يتبع المريض حمية غذائية خاصة؟

د. حسن محمد صندقجي
يوميات الشرق رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)

600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

أفادت دراسة أميركية بأن فرش الأسنان ورؤوس الدش الخاص بالاستحمام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الفيروسات، تصل لأكثر من 600 نوع، معظمها لم يُرَ من قبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك كان يُعتقد على نطاق واسع أن تناول سعرات حرارية أقل يمكن أن يطيل العمر (رويترز)

الجينات أم النظام الغذائي... أيهما يحمل سر العمر الطويل؟

أكدت دراسة جديدة أن جينات الأشخاص مسؤولة بشكل أكبر عن إطالة العمر من النظام الغذائي المتبع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار
TT

استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

استشارات طبية: تغذية مرضى أورام الدماغ... واختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

تغذية مرضى أورام الدماغ

• سؤالي هو: بعد إجراء عملية جراحية للدماغ وإزالة ورم من الدرجة الثانية وبعد تصوير الأشعة، ما النصائح التي يمكن تقديمها للمريض؟ وهل يتبع المريض حمية غذائية خاصة؟

عدنان حبابن - بريد إلكتروني

- كان هذا نص سؤالك. وتشخيص الإصابة بورم في الدماغ أمرٌ مرهقٌ للمريض. لكن الحفاظ على نظام غذائي مفيد؛ لأنه يعدّ خطوة تمكينية بمقدور المُصاب اتخاذها لإدارة حالته الصحية نحو الأفضل. وذلك لأن تناول الطعام الجيد يُمد الجسم بالطاقة أثناء العلاج، ويعزز جودة حياة المريض، وقد يؤثر حتى على نتائج العلاج.

وهذا ما يفيد به على وجه الخصوص الأطباء في مركز أورام الدماغ بجامعة ديوك الأميركية، الذي يُصنّف الثالث بين قائمة مراكز العلاج الرئيسية لأورام الدماغ. ويضيفون: «يلعب النظام الغذائي دوراً حاسماً في إدارة معالجة أورام الدماغ. وتعمل الخطة المتوازنة على تقوية جهاز المناعة لديك، وتسريع عملية الشفاء، وتقليل الآثار الجانبية للعلاجات مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي. وتوفر التغذية السليمة اللبنات الأساسية التي يحتاج إليها جسمك لإصلاح الأنسجة والحفاظ على الوظائف الحيوية».

وبالنسبة لأورام الدماغ بالذات، يقولون: «يُعد الحفاظ على التغذية المثلى أكثر أهمية لمرضى أورام الدماغ. يمكن أن تكون العلاجات شاقة للغاية؛ ما يؤدي إلى التعب ونقص التغذية المحتمل. يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المختلفة في مكافحة التعب ودعم الوظيفة الإدراكية وتحسين الصحة العامة. كما يمكن أن تساعد الاستراتيجيات الغذائية المحددة في إدارة الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان وفقدان الشهية وتغيرات التذوق. يمكن أن توفر لك استشارة اختصاصي التغذية خططاً غذائية مخصصة للتأكد من حصولك على العناصر الغذائية اللازمة لدعم رحلتك».

والعناصر الغذائية الأساسية التي يجب على مرضى أورام الدماغ التركيز عليها تشمل:

. البروتينات، وهي اللبنات الأساسية للتعافي. ويتمثل دورها في أن البروتين ضروري لعمليات الإصلاح والتجديد في الجسم؛ فهو يساعد في إعادة بناء الأنسجة والحفاظ على كتلة العضلات ودعم وظيفة المناعة. والمصادر هي اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والبقول والمكسرات والبذور في نظامك الغذائي. كما تُعدّ مصادر البروتين النباتية مثل الفاصوليا، والعدس والتوفو خيارات ممتازة أيضاً.

. الدهون الصحية، وهي الداعمة لصحة الدماغ؛ فهي تساعد في تقليل الالتهاب وتوفير الطاقة. ومن أهم المصادر تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون، والماكريل والسردين، بالإضافة إلى بذور الكتان، وبذور الشيا، والجوز والمكملات الغذائية التي تحتوي على الطحالب. وتشمل مصادر الدهون الصحية الأخرى الأفوكادو، وزيت الزيتون والمكسرات.

. الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للطاقة في الجسم. وتوفر الكربوهيدرات المعقدة (حبوب القمح الكاملة، الخبز الأسمر، الشوفان، والكينوا، وغيرها) طاقة مستدامة وهي غنية بالألياف التي تساعد على الهضم. أضف مجموعة متنوعة من الفواكه، والخضراوات والبقوليات لضمان تناول الفيتامينات والمعادن بشكل ثابت.

. الفيتامينات والمعادن مهمة لوظيفة دعم الجهاز المناعي وتعزيز الصحة العامة وتسهيل الشفاء والحفاظ على مستويات الطاقة. والفيتامينات الأساسية لمرضى أورام المخ تشمل فيتامينات إيه A وسي C وإي E ومجموعة فيتامينات بي B. ويوجد فيتامين A في الجزر، والبطاطا الحلوة والخضراوات الورقية. وفيتامين C يوجد في الحمضيات، والتوت، والفلفل الحلو والبروكلي. وفيتامين E يوجد في المكسرات، والبذور والخضراوات الورقية الخضراء. وفيتامينات B توجد في الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان، واللحوم والخضروات الورقية. والمعادن الأساسية لمرضى أورام المخ تشمل الزنك والسيلينيوم والمغنيسيوم. والزنك يوجد في اللحوم، والمحار، والبقول، والبذور والمكسرات. والسيلينيوم يوجد في جوز البرازيل، والمأكولات البحرية والبيض. والمغنيسيوم يوجد في الشوكولاتة الداكنة، والأفوكادو، والمكسرات، والبذور والحبوب الكاملة.

وبهذا، يمكن لمرضى أورام الدماغ دعم احتياجات أجسامهم أثناء العلاج والتعافي من خلال دمج هذه العناصر الغذائية الأساسية في نظامهم الغذائي.

وفي الوقت نفسه، يذكر مركز أورام الدماغ بجامعة ديوك الأميركية مجموعة من الأطعمة التي يجب تجنبها. والسبب أنه يمكن لبعض الأطعمة أن تزيد من حدة الأعراض أو تتداخل مع العلاج. ومنها الأطعمة المصنعة؛ لأنها غالباً ما تحتوي على دهون غير صحية وسكريات زائدة وإضافات صناعية يمكن أن تساهم في الالتهابات ومشاكل صحية أخرى. ومن أمثلتها: الوجبات الخفيفة المعبأة، والوجبات السريعة، واللحوم المصنعة والحبوب السكرية.

وكذلك يجدر تجنب تناول الأطعمة والمشروبات السكرية. حيث يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى زيادة الوزن وزيادة الالتهابات وضعف الجهاز المناعي. والبدائل الأكثر صحة هي المُحليات الطبيعية مثل العسل أو ثمار الفاكهة الكاملة الطبيعية كالتمر والتين والمشمش.

وأيضاً يجدر تجنب تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتباس السوائل؛ مما قد يكون مشكلة لمرضى أورام الدماغ. ولتقليل تناول الصوديوم تجنب أنواع الحساء المعلب، والوجبات الخفيفة المصنعة والوجبات السريعة. واستخدم الأعشاب والتوابل لنكهة الطعام بدلاً من الملح.

اختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار

• لدي ارتفاع في ضغط الدم، وأتناول أدوية لذلك... لكن هل من الطبيعي اختلاف ضغط الدم بالليل عن النهار، وماذا عليّ أن أفعل؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي أن ضغط الدم له «تريند» يومي من النمط الطبيعي لدى غالبية الناس. وهو الانخفاض في الليل، و«بدء» الارتفاع قبل الاستيقاظ في الصباح. ثم يستمر في الزيادة أثناء ساعات النهار، حتى يصل إلى أقصى ارتفاع له في منتصف اليوم. وبعدها يبدأ ضغط الدم في الانخفاض آخر النهار بعد الظهر وفي المساء. ثم يواصل ضغط الدم الانخفاض بصورة طبيعية ليلاً أثناء النوم.

لكن البعض يُعانون عدم انخفاض ضغط الدم لديهم ليلاً.

وتحديداً، فإن الطبيعي لدى غالبية الناس، حصول انخفاض ضغط الدم الليلي بنسبة 10 إلى 20 في المائة مقارنة بمقداره في النهار. وعندما ينخفض ضغط الدم فقط بنسبة أقل من 10 في المائة ليلاً، أو أن يكون مرتفعاً مقارنة بالنهار، أوعند حصول ارتفاع ضغط الدم في الصباح الباكر، فإن هذا يُعدّ غير طبيعي.

ومن المنظور الإكلينيكي في متابعة مرضى ارتفاع ضغط الدم، هناك تداعيات عدة لهذه الحالة، تمت ملاحظتها من نتائج الكثير من الدراسات الطبية، وغالبها سلبي يتطلب المتابعة من قِبل الطبيب، واتخاذ خطوات الوقاية. ذلك أنه قد ثبت ارتباط ارتفاع ضغط الدم أثناء الليل، عنه في الصباح الباكر، بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وثمة أسباب عدة لهذا الوضع غير الطبيعي، من أهمها:

. عدم ضبط طريقة معالجة ارتفاع ضغط الدم. وذلك إما بسبب عدم تناول المريض أدوية ضغط الدم وفق ما نصح به الطبيب، أو أن جرعات أدوية علاج ضغط الدم غير كافية وتحتاج إلى زيادة، أو عدم توزيع أوقات تناول تلك الأدوية بشكل ملائم لاحتياج جسم المرء،

. وجود مرض انقطاع التنفس أثناء النوم،

. تتابع تناول وجبات الطعام الليلي،

. طول فترات السهر الليلي،

. قلة ممارسة الرياضة البدنية بالعموم،

. التدخين الليلي،

. نوبات العمل الليلي،

. الشعور بالوحدة المؤلمة نفسياً في الليل.

والمُستهدف في معالجة ارتفاع ضغط الدم هو ضبط خفض ارتفاعه طوال الـ24 ساعة، بما في ذلك الفترات الليلية والصباحية. وهناك جانبان في التعامل مع هذه الحالة:

- الجانب الأول: اهتمام المريض بتعديل نمط الحياة اليومية نحو السلوكيات الصحية. مثل الاهتمام بقضاء وقت من الاسترخاء الذهني في الليل. أي عدم استخدام ساعات المساء لاسترجاع هموم النهار، وتقليل استخدام الهاتف الجوال. ونوم عدد كافٍ من الساعات بالليل. وضبط التغذية الليلية، عبر تبكير وجبة العشاء والتوقف بعدها عن تناول أي أطعمة، والامتناع عن التدخين، وتخفيف تناول المشروبات الغنية بالكافيين، وضبط معالجة انقطاع التنفس أثناء النوم ضغط، إن كان ثمة ذلك.

- الجانب الآخر: التعاون مع الطبيب في متابعة تأثيرات إجراء تغيرات في أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم من ناحية مقدار الجرعات ووقت تناولها. وغالباً ما تنضبط الحالة بهذه الطريقة.