فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

ضرورة الالتفات إلى علاماته ومؤشراته

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية
TT

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

فكّ ألغاز ضعف الدورة الدموية

إن لم يعد الشعر ينمو على أصابع قدميكِ، أو كانت أظافر قدميكِ تنمو ببطء أكثر من أي وقت مضى، فلا تتجاهلي هذه التطورات على أنها مجرد عادات غريبة جديدة.

علامات ضعف الدورة الدموية

إلى جانب آلام الأرداف، أو الجلد الأحمر أو المشدود أو اللامع على الساقين، وهي علامات أقل شهرة، تشير تلك العلامات إلى أن نظام الدورة الدموية لديك (أي شبكة الأوردة والشرايين والشعيرات الدموية التي يبلغ طولها 60 ألف ميل، والتي تمكن الدم من حمل الأكسجين والمغذيات حول الجسم) قد لا يعمل بصورة جيدة كما ينبغي.

وبينما تكون كل هذه الأوعية متصلة، فإن كل نوع يعمل بشكل مختلف تماماً. لذا، عندما تنشأ المشكلات، فإنها تظهر أيضاً بشكل مختلف، وغالباً بطرق متنوعة مربكة.

تقول الدكتورة دارا لي لويس، طبيبة القلب المتخصصة في صحة قلب المرأة في مستشفى بريغهام والنساء، التابع لجامعة هارفارد: «يُعنى الناس بالدورة الدموية الخاصة بهم، لكنني لا أعتقد أنهم يفهمونها جيداً. يتداول الناس مصطلح (ضعف الدورة الدموية) من دون أن يكون لديهم بالضرورة إدراك لما يعنيه».

الشرايين مقابل الأوردة

تعمل الشرايين والأوردة بشكل مترادف، ولكن أيضاً في تعارض: تنقل الشرايين الدم من القلب إلى الجسم، بينما تعيد الأوردة الدم إلى القلب. يؤثر هذا التمييز على المشاكل التي يمكن أن تصيب الدورة الدموية بكل منهما.

تقول الدكتورة مونيكا ياناماندالا، طبيبة القلب وإخصائية الأوعية الدموية في مستشفى بريغهام والنساء: «أفكر غالباً في الجهاز الوعائي كنظام عضوي منفصل تماماً. إذ تمد الشرايين الساقين بالدم بشكل مختلف عن القلب، على سبيل المثال. والأنسجة الدماغية مختلفة تماماً عن الأمعاء، التي تتعرض للحظات من الطلب المرتفع عندما نأكل. لذا، فإن الطريقة التي يجب أن تعمل بها الشرايين والأوردة مختلفة جداً اعتماداً على العرض والطلب».

مشاكل الشرايين

تتميز الحالات التي تتعلق بالشرايين بانخفاض تدفق الدم إلى عضو أو جزء من الجسم. وغالباً ما تكون خطيرة، وتشمل:

• آلام الصدر المتكررة (تسمى الذبحة الصدرية angina)

• النوبة القلبية

• السكتة الدماغية

• مرض الشرايين الطرفية (peripheral artery disease)، الذي يقلل تدفق الدم إلى العضلات، عادة في الساقين، عندما يؤدي تراكم اللويحات إلى تضييق الشرايين البعيدة عن القلب. وتقول الدكتورة لويس: «جرس الإنذار في ذلك هو الشعور بالألم في عضلات الساق عند المشي».

مشاكل الأوردة

غالباً ما تنشأ مشاكل الدورة الدموية التي تتعلق بالأوردة عندما تضعف الصمامات الموجودة في هذه الأوعية، ما يسمح للدم والسوائل الأخرى بالتجمع، وزيادة الضغط. وتشمل:

• الدوالي الملتوية المنتفخة (varicose veins) في الساقين

• تغير لون الجلد على اليدين أو القدمين

• تورم الساقين أو الكاحلين أو القدمين.

علامات ينبغي الانتباه إليها

هل من الممكن أن يكون لديك ضعف في الدورة الدموية وقلب سليم؟ ليس في المعتاد. يقول خبراء هارفارد إن الأوعية الدموية الصحية والقلب القوي يسيران جنباً إلى جنب عادة.

تقول الدكتورة ياناماندالا: «يمكن لمشاكل الدورة الدموية أن تكون مثل طائر الكناري في منجم الفحم (كان يمثل جرس إنذار عند انبعاث غاز قاتل في المنجم). يضخ قلبك الدم إلى هذه الشبكة من الطرق السريعة والمسارات الصغيرة التي تؤدي كلها إلى أعضائك. لذلك، إذا وجدنا مرضاً في الشرايين، يمكننا الرهان على وجود مرض في موضع آخر».

مؤشرات جدية

لهذا السبب، يجب أن تأخذ أي علامات ضعف في الدورة الدموية على محمل الجد. والمتابعة مع طبيبك إذا لاحظت:

• ألماً في الصدر

• الدوخة

• النعاس، أو الوخز أو التورم في الذراعين أو الساقين

• آلام العضلات في الساقين أو ربلة الساق أو القدمين

• فقدان قوة العضلات في الساقين

• جروحاً بطيئة الشفاء

• صعوبة المشي لمسافات طويلة.

لكن بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية لا يلاحظون أي علامات تدل على ذلك. تقول الدكتورة ياناماندالا: «لا يعاني كثير من الناس من أي أعراض، أو لا يعتقدون أن لديهم أعراض. قد يخطئون أيضاً، عندما يسندون أي دلائل إلى تقدم العمر».

ثم تضيف: «مرة بعد مرة، أرى أشخاصاً يعتقدون أن عدم قدرتهم على المشي لمسافة طويلة أمر طبيعي، مجرد جزء من الشيخوخة. ولكن هذا ليس طبيعياً».

عزّز تدفق الدم بهذه الخيارات اللذيذة

ليس سراً أن النظام الغذائي السيئ يساهم في الإصابة بأمراض القلب، التي تقتل أكثر من 2500 أميركي كل يوم، وتظل السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة بالنسبة للنساء والرجال على السواء. ولكن تجنب ما يُسمى غالباً بالأطعمة المسببة للالتهابات، مثل اللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة، والأطعمة المقلية، والحلويات السكرية، ليس سوى جزء من استراتيجية النظام الغذائي لمكافحة انخفاض تدفق الدم الذي يميز أمراض القلب وحالات الدورة الدموية الأخرى.

يمكن أن تساعد بعض العناصر الغذائية في مكافحة الالتهابات، وزيادة نسبة الكوليسترول «الحميد» (إتش دي إل)، والمساعدة على توسيع الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم وتقليل مخاطر التجلط. وتميل هذه الأطعمة المضادة للالتهابات لأن تكون غنية بمضادات الأكسدة والألياف. وتشمل:

- الفواكه

- الخضراوات

- زيت الزيتون

- المكسرات

- الأفوكادو

- الفاصوليا

- الحبوب الكاملة.

في الوقت نفسه، الأطعمة التي تعزز تدفق الدم غنية بشكل طبيعي بالنترات. وهي مركبات مكونة من النتروجين والأكسجين، وتحولها أجسامنا إلى أكسيد النيتريك، وهو جزيء يسبب استرخاء الأوعية الدموية وقد يساعد في خفض ضغط الدم. أما الأطعمة التي تضاف إليها النترات، كاللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد، والهوت دوغ، واللحوم الباردة، فليس لها هذا التأثير، ويمكن أن تكون ضارة عند تناولها كثيراً.

والأطعمة الغنية بالنترات بشكل طبيعي تشمل:

- البنجر

- الكرفس

- الثوم

- البروكلي

- القرنبيط

- الشوكولاتة الداكنة.

تقول الدكتورة دارا لي لويس، طبيبة القلب المتخصصة في صحة قلب المرأة في مستشفى بريغهام والنساء، التابع لجامعة هارفارد: «عند الوصول إلى هذه الخيارات المغذية، يجب أن تضع في اعتبارك أن القيام بذلك ليس علاجاً سحرياً لجميع الأمراض. إذا كان لدى شخص ما انسدادات كبيرة بالفعل في شرايينه، فإن كل أكسيد النتريك في العالم لن يساعد»، كما تقول. ولكن عندما يقترن هذا مع ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، ومرض السكري، يمكن للطعام الصحي أن يساعد في منع مشاكل الدورة الدموية.

المشي وسيلة للوقاية

في حين أن الشيخوخة بحد ذاتها يمكن أن تساهم في مشاكل الدورة الدموية، فإنه يمكن الوقاية منها إلى حد كبير إذا تمكنا من التحكم في عوامل الخطر الكامنة مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول المرتفع. تقول الدكتورة ياناماندالا: «يتداخل كثير من الأدوية التي يمكن أن تعالج كل هذه الأمراض».

ربما تكون أفضل طريقة لتجنب مشاكل الدورة الدموية، أو القضاء عليها في مهدها، هي المشي لفترات أطول وأبعد تدريجياً. تقول الدكتورة ياناماندالا: «أحد أروع الأشياء بشأن الشرايين والأوردة هو قدرتها على النمو لمحاولة التغلب على الحواجز. أفضل طريقة لبناء الشرايين هي ممارسة الرياضة. عندما تزيد الطلب، تستدعي العضلات مزيداً من الدم، وتحفز هذه الإشارة الشرايين فعلياً على التكون لتلبية هذا الطلب».

• رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.