دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: أدمغة المراهقين ازدادت شيخوخة بسبب «كورونا»

مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)
مراهقات يرتدين أقنعة واقية خلال فترة كورونا في اليابان (أرشيفية - رويترز)

وثَّقت دراسة حديثة وجود مشاكل في صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية بسبب وباء «كورونا».

وتشير دراسة جديدة إلى أن هذه الظواهر تسببت في نمو أدمغة بعض المراهقين في السن بشكل أسرع بكثير مما كانت عليه في العادة - أسرع بنحو 4.2 سنة لدى الفتيات و1.4 سنة أسرع لدى الأولاد في المتوسط، وفقاً للدراسة التي نُشرت الاثنين في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وتعدّ الدراسة أول من ساهم بتفاصيل حول الاختلافات في الشيخوخة حسب الجنس، كما تضيف الدراسة إلى دراستين سابقتين حول جائحة «كوفيد - 19» وتسارع شيخوخة الدماغ بين المراهقين.

وتقول الدكتورة باتريشيا ك. كول، مؤلفة الدراسة الرئيسية والمديرة المشاركة لمعهد التعلم وعلوم الدماغ في جامعة واشنطن في سياتل، عبر البريد الإلكتروني لشبكة «سي إن إن»: «إن النتائج هي جرس إنذار مهم بشأن هشاشة دماغ المراهقين. يحتاج المراهقون إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى».

يحدث تطور اجتماعي وعاطفي كبير أثناء فترة المراهقة، جنباً إلى جنب مع تغييرات كبيرة في بنية الدماغ ووظيفته. وكتب المؤلفون في الدراسة أن سُمك القشرة المخية يبلغ ذروته بشكل طبيعي أثناء الطفولة، وينخفض ​​بشكل مطرد طوال فترة المراهقة ويستمر في الانخفاض طوال عمر الفرد.

كان الباحثون يعتزمون في الأصل تتبع نمو دماغ المراهقين العاديين بمرور الوقت، بدءاً من التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أجراه المؤلفون على أدمغة المشاركين في عام 2018. وخططوا لمتابعتهم لإجراء فحص آخر في عام 2020.

وأدى الوباء إلى تأخير التصوير بالرنين المغناطيسي الثاني لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات - عندما كان المشاركون البالغ عددهم 130 في ولاية واشنطن تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاماً. استبعد المؤلفون المراهقين الذين تم تشخيصهم باضطراب في النمو أو أي اضطراب نفسي أو الذين كانوا يتناولون أدوية نفسية.

استخدم الفريق بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي قبل الوباء لإنشاء «نموذج معياري» لكيفية تطور 68 منطقة من الدماغ على الأرجح خلال فترة المراهقة النموذجية، والتي يمكنهم مقارنة بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد الوباء بها ومعرفة ما إذا كانت تنحرف عن التوقعات.

وقال المؤلفون إن هذا النموذج المعياري يشبه مخططات النمو المعيارية المستخدمة في مكاتب طب الأطفال لتتبع الطول والوزن عند الأطفال الصغار. كما استخدمه باحثون آخرون لدراسة آثار الظروف مثل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، والتوحد، والاكتئاب، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو الإجهاد الصادم.

وكشفت الدراسة عن تسارع ترقق القشرة المخية في أدمغة المراهقين بعد الجائحة، حيث حدث ذلك في 30 منطقة من المخ عبر نصفي الكرة المخية وجميع الفصوص لدى الفتيات، وفي منطقتين فقط لدى الأولاد. وبلغت نسبة انتشار الترقق 43 في المائة و6 في المائة من مناطق المخ المدروسة لدى الفتيات والفتيان على التوالي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور ماكس ويزنيتزر، أستاذ طب الأطفال وعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، عبر البريد الإلكتروني، والذي لم يشارك في البحث، لشبكة «سي إن إن» إن الدراسة «ليست كشفاً كبيراً، كما يعترف المؤلفون»، لكنها تضيف إلى معرفتنا بالموضوع.

وقال المؤلفون إنهم لم يكن لديهم أيضاً بيانات عن وظائف أسر المشاركين أو الأمن المالي أو الغذائي أو عن تمارين المشاركين أو نومهم أو عاداتهم الغذائية. كما أنه من غير المعروف ما إذا كان المشاركون الذين ربما أصيبوا بـ«كوفيد - 19» قد ساهموا في النتائج.

قال الدكتور إيان غوتليب، مؤلف دراسة أجريت عام 2022 حول هذا الموضوع ومدير مختبر ستانفورد للنمو العصبي والعاطفي والأمراض النفسية في جامعة ستانفورد، عبر البريد الإلكتروني: «دراستهم جيدة، لكن حتى في هذه الحالة ربما لا تحتوي على عينة كبيرة بما يكفي للقول إن الاختلاف بين الجنسين في شيخوخة الدماغ هو نتيجة موثوقة».

ومع ذلك، أضاف غوتليب، الذي لم يشارك في الدراسة: «بعد قراءة هذه الورقة، فحصنا الاختلافات بين الجنسين في البيانات التي استخدمناها في دراستنا - اتجاه الاختلافات نفسه بين الجنسين كما ذكر المؤلفون، لكن ليس له دلالة إحصائية مع عينة أصغر قليلاً».

وقالت كول إن هناك عاملاً آخر لا يعرفه الباحثون بعد وهو ما إذا كانت هذه التأثيرات على الدماغ دائمة. وأضافت كول: «لا يتعافى الدماغ ويصبح أكثر سُمكاً، ونحن نعلم ذلك، ولكن أحد المقاييس التي تحدد ما إذا كان المراهقون يظهرون التعافي بعد انتهاء الوباء وعودة الحياة الاجتماعية الطبيعية تماماً، هو ما إذا كانت أدمغتهم ترقق بشكل أبطأ». وأردفت: «إذا كانت هذه هي الحالة، فيمكننا القول إن أدمغة المراهقين أظهرت بعض التعافي. هذه دراسة يمكننا إجراؤها بالفعل في المستقبل».


مقالات ذات صلة

للتخلص من الشخير: عقار لعلاج الصرع قد يكون الحل

صحتك الحالة التنفسية التي تسبب الشخير الثقيل تعد مرضاً شائعاً (أ.ف.ب)

للتخلص من الشخير: عقار لعلاج الصرع قد يكون الحل

كشف بحث أن الشخير يمكن علاجه بحبة دواء يومية بعد أن وجد علماء أن تناول عقار موصوف حالياً لعلاج الصرع يمكن أن يخفض الأعراض لدى مرضى انقطاع النفس الانسدادي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك الكمامة الذكية (صورة من موقع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

الكمامة الذكية تكشف إن كنت مصاباً بالربو أو غيره من أمراض الجهاز التنفسي

يقول الباحثون إن أنفاسك يمكن أن تحمل دلالات على وضعك الصحي وبناءً على ذلك تم تطوير كمامة ذكية للاستفادة منها.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
صحتك الأمور التي نقوم بها في النهار تكاد تكون بالأهمية نفسها لما نقوم به عندما نذهب إلى الفراش (رويترز)

6 نصائح للنوم السريع

متوسط الأشخاص الأصحاء يستغرقون من 15 إلى 20 دقيقة للنوم؛ حيث إن بعض الناس أكثر استعداداً للنوم بسرعة بسبب عوامل مثل الوراثة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية تعزّز قدرة الجسم على تخزين الدهون بشكل أفضل (أ.ف.ب)

الرياضة قد تساعد جسمك على تخزين الدهون بشكل أفضل

لا تساعدك التمارين الرياضية على فقدان الدهون فحسب، وإنما قد تعزّز أيضاً قدرة الجسم على تخزين الدهون بشكل أفضل، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)

ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

يُحذر كثير من الخبراء من أن مشروبات الطاقة قد تكون لها مخاطر صحية كبيرة، خصوصاً عند استهلاكها بشكل منتظم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

ماذا تفعل مشروبات الطاقة بجسمك؟

عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)
عبوات من مشروبات الطاقة على رف متجر في بروكلين بنيويورك (أرشيفية - رويترز)

ينظر كثير من الناس إلى مشروبات الطاقة على أنها الخيار الأفضل لإبقائهم نشطين ومتيقظين لفترة طويلة. إلا أن الخبراء يُحذِّرون من أن هذه المشروبات قد تكون لها مخاطر صحية كبيرة، خصوصاً عند استهلاكها بشكل منتظم.

وتحدثت شبكة «سي إن إن» الأميركية مع الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ والأستاذة المساعدة في الطب السريري بجامعة جورج واشنطن، عن مشروبات الطاقة والمخاطر المتعلقة بها.

ما مشروبات الطاقة بالضبط؟

تقول وين: «في حين لا يوجد تعريف موحد لمشروبات الطاقة، إلا أنها عادةً ما تكون مشروبات يتم تسويقها على أنها تزيد الانتباه واليقظة والطاقة. وغالباً ما تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين بالإضافة إلى السكر والمنشطات القانونية، بما في ذلك التورين والغوارانا وإل-كارنيتين».

وتختلف هذه المشروبات عن المشروبات الرياضية التي تحتوي على إلكتروليتات (نوع من المعادن والأملاح) ويستخدمها الرياضيون وغيرهم من الأشخاص الذين يفقدون الماء والإلكتروليتات خلال التمارين الشاقة والتعرق.

ويحتوي بعض المشروبات الرياضية على الأملاح والإلكتروليتات فقط، فيما يحتوي البعض الآخر على سكريات مضافة.

وقد تحتوي مشروبات الطاقة أيضاً على بعض الإلكتروليتات والسكريات المضافة، لكن الغرض الرئيسي منها هو العمل كمنشط. ولا ينبغي استخدامها لتعويض الإلكتروليتات والسوائل المفقودة في أثناء التمرين.

ما خطورة مشروبات الطاقة؟

أكدت وين أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين. ويمكن أن يتسبب ذلك في تسارع ضربات القلب، وفي إصابة الشخص بالتوتر والقلق، ومعاناته من مشكلات في النوم، مما يسبب له التعب والإرهاق بمرور الوقت.

وأضافت: «تناول كمية كبيرة جداً من الكافيين قد يؤدي إلى (التسمم بالكافيين). وهذا أمر غير شائع ولكنه قد يكون خطيراً، بل يهدد الحياة، خصوصاً عندما يضطرب إيقاع القلب. وقد يعاني الأفراد من السكتة القلبية بالإضافة إلى أعراض خطيرة أخرى مثل تورم المخ وفشل الكلى».

وقد يصاب من يستهلكون مشروبات الطاقة معتقدين أنها تمدهم بالأملاح والسوائل، بالجفاف، حسبما أكدت وين، مشيرةً إلى أن الكافيين مدرٌّ للبول ويعزز فقدان السوائل.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر، الأمر الذي قد يصيب الأشخاص بأمراض مثل السكري ويزيد من أوزانهم.

هل تزيد هذه المخاطر لدى الأطفال؟

نعم. وتؤكد وين أن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصي بعدم تناول الأطفال والمراهقين مشروبات الطاقة. كما توصي بعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكر المضاف، مشيرةً إلى أن تناول مثل هذه المشروبات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالقلق وفرط النشاط وحتى زيادة الوزن المفرطة وأمراض القلب ومرض الكبد الدهني.

ومع ذلك، فإن 30 في المائة إلى 50 في المائة من المراهقين في الولايات المتحدة أفادوا باستهلاك مشروبات الطاقة. ويتم بيع مشروبات الطاقة أحياناً في المدارس.

مَن الأفراد الذين يجب أن يكونوا حذرين بشكل خاص بشأن تناول مشروبات الطاقة؟

تقول وين: «بالإضافة إلى الأطفال والمراهقين، فإن الأشخاص الآخرين الذين يجب أن يكونوا حذرين من هذه المشروبات هم أولئك الذين يعانون من مشكلات قلبية مزمنة أو ارتفاع ضغط الدم لأن الكافيين والمنشطات الأخرى الموجودة في مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم».

وأضافت: «يمكن أن يتداخل الكافيين أيضاً مع بعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب وأدوية السكري. ويجب على الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية أن يتجنبوا مشروبات الطاقة».

عاجل بدء المناظرة الرئاسية بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب