أدوية الحساسية تسبب التشنجات

ثلث الأطفال المعالَجين بالأدوية المضادة للهيستامين أصيبوا بنوبات عصبية

أدوية الحساسية تسبب التشنجات
TT

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

كشفت أحدث دراسة نُشرت في نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي، في مجلة الرابطة الطبية الأميركية (JAMA Network Open)، عن احتمالية أن تتسبب الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأول (first-generation- antihistamine) في حدوث تشنجات للأطفال بنسبة كبيرة؛ خصوصاً إذا كانت سنيُّهم أقل من عامين، ولكن بنسبة أقل حتى سن السادسة.

استخدامات مضادات الهيستامين

من المعروف أن هذه الأدوية لها استخدامات متعددة، أشهرها على الإطلاق تقليل الإحساس بالحكة والرغبة في الهرش عند الأطفال. وهي تدخل كذلك في علاج أعراض البرد الشائعة، مثل الرشح والسعال. وهذه الأدوية تمر عبر حاجز الدم في المخ (blood-brain barrier) ولذلك يمكنها التأثير على نشاط الموجات العصبية في المخ.

حدوث نوبات عصبية

ولمعرفة إذا كان وصف الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأول في السنوات الأولى من عمر الطفل، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات العصبية من عدمه، قام باحثون من كوريا الجنوبية بتحليل البيانات الخاصة بهيئة التأمين الصحي الوطني في كوريا (NHIS) للأطفال الذين وُلدوا في الفترة من بداية شهر يناير (كانون الثاني) 2002 وحتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2005، واضطروا لزيارة أقسام الطوارئ المختلفة في المستشفيات لعلاج نوبات التشنجات. وقاموا باستبعاد الأطفال الذين يعانون بالفعل من نوبات في سن أقل من 6 أشهر، وكذلك الذين لم يتلقوا علاجاً يحتوي على مضادات الهيستامين من الجيل الأول قبل حدوث النوبات.

قام العلماء بتشخيص النوبات تبعاً لتصنيف دولي معين (ICD-10) حتى يمكن الحكم على الأعراض بحيادية؛ لأن أعراض النوبات يمكن أن تختلف من سبب لآخر، وبعد ذلك أكملوا المتابعة حتى 31 ديسمبر عام 2019، وقاموا بتحليل كل هذه البيانات في الفترة من شهر يونيو (حزيران) عام 2023 وحتى شهر يناير 2024، ورصدوا تاريخ بداية أعراض النوبات في الأطفال مرتبطاً بتناول الأدوية.

قام الباحثون بتثبيت العوامل التي يمكن أن تساهم في تغيير النتيجة، مثل السن والجنس والحالة الاقتصادية للأسرة ومكان الإقامة والظروف المحيطة بولادة كل طفل، بجانب تثبيت فترة أمان قبل ظهور الأعراض، حتى يتأكدوا من أن النوبات كانت نتيجة للدواء، وليس أي سبب آخر، بحيث تم احتساب الأعراض خلال أسبوعين فقط بعد تناول مضاد الهيستامين، على أن يكون الطفل خالياً من أي تشنجات لمدة لا تقل عن شهر.

كما درسوا أيضاً الأمراض التي يمكن أن تحدث مضاعفاتها على شكل تشنجات، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب البلعوم، والتهاب البلعوم الأنفي، والتهاب اللوزتين، والتهاب الأذن الوسطى، والربو، والتهابات الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، والتهاب الشعب الهوائية.

تشنجات بسبب العلاج

أظهرت النتائج أن ثلث الأطفال على وجه التقريب الذين أصيبوا بنوبات تشنج من الذين شملتهم الدراسة، كانوا قد تناولوا علاجاً يشمل الأدوية المضادة للهيستامين نتيجة للالتهابات العادية. وكان أكثر من نصفهم من الأطفال الذكور. وظهرت النوبات بكثرة في الأطفال الذين تتراوح سنيُّهم بين 6 أشهر وعامين، وبشكل أقل في الذين تتراوح سنيُّهم بين 25 شهراً و6 سنوات. وفي المجمل تم وصف 1476 دواءً مضاداً للهيستامين من الجيل الأول.

على الرغم من أن هذه الأدوية ليست أدوية عصبية أو تتعلق بالجهاز العصبي بشكل مباشر، فإن استخدامها يمكن أن يزيد من مخاطر تتعلق بالأعصاب، وأهمها الشعور بالنعاس والدوار في الأطفال والبالغين؛ لذلك يتم التحذير من تناول أدوية البرد التي تحتوي على مضادات الهيستامين في الصباح، وخلال القيادة.

وتبعاً للدراسة، يمكن حدوث النوبات، لذلك يفضل تجنبها في الأطفال بشكل تام تحت سن عامين، والتعامل معها بحرص، وحسب الوصفة الطبية حتى سن 6 أعوام، سواء في أدوية السعال أو أدوية البرد.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

صحتك الخبراء يحذرون من أن الجرعات العالية من صودا الخبز قد تشكل مخاطر صحية كبيرة (موقع ميديكال نيوز توداي)

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

تنتشر عبر تطبيق «تيك توك» فيديوهات تزعم أن إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء  يمكن أن تقلل من ارتداد الحمض، وتحسن الطاقة وتمنع أمراض الكلى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أكل اللحوم بشكل صارم ومتكرر قد يسبّب الشيخوخة والالتهابات (أرشيفية - فوربس)

قد يتسبّب بـ«الخرف ومشكلات في القلب»... تحذير من نظام غذائي منتشر يعتمد على البروتين

أحدث نظام غذائي يعتمد على تناول اللحوم فقط، الذي يتضمّن تناول المنتجات الحيوانية الثانوية مثل: اللحوم، والبيض، ومنتجات الألبان، ضجة كبيرة على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)

7 عادات خفية قد تسبب مشكلات في القلب

كثير من العادات اليومية التي لا نفكر فيها حقاً يمكن أن تؤثر أيضاً في صحة قلوبنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)

تطوير خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة

تمت زراعة خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة في اختراق قد ينهي الحاجة إلى متبرعين بنخاع العظام.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق ينصح بغسل عدد من الخضروات والفواكه باستخدام فرشاة (أرشيفية - واشنطن بوست)

ما هي أفضل طريقة لغسل الفواكه والخضراوات؟

يعتبر تناول الفواكه والخضراوات كل يوم وسيلة جيدة للحفاظ على الصحة، فيما ينصح الخبراء بضرورة التأكد من غسلها جيداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

7 عادات خفية قد تسبب مشكلات في القلب

ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)
ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)
TT

7 عادات خفية قد تسبب مشكلات في القلب

ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)
ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)

من المعروف أن بعض العادات، مثل التدخين يمكن أن تُلحق الضرر بقلبك بمرور الوقت، لكنَّ العديد من العادات اليومية التي لا نفكر فيها حقاً، مثل كم مرة نغسل أسناننا، والمكملات الغذائية التي نتناولها وكمية القهوة التي نشربها، يمكن أن تؤثر أيضاً في صحة قلوبنا.

ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب، ويؤثر في النهاية على وظائف القلب بشكل عام.

إليك بعض العادات اليومية التي يمكن أن تسهم في حدوث مشكلات القلب:

اتباع نظام غذائي قاسٍ

يقول الدكتور دانيال إدموندوفيتش، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى جامعة «تيمبل» الأميركية، إن الناس غالباً ما يعتقدون أنهم يتناولون نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً، لكنهم في الواقع يُعرِّضون أنفسهم لمشكلات القلب في المستقبل.

على سبيل المثال، رأى أشخاصاً يلتزمون نظاماً غذائياً منخفض الكوليسترول يتجنبون الدهون الصحية، وهي مغذيات كبرى مهمة. ثم قد يأكلون الكثير من الكربوهيدرات. ففي حين أن هذا النوع من النظام الغذائي لا يسبب زيادة في مستويات الكوليسترول، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ويضع كثيراً من الضغط على نظام السكر ونظام مرض السكري، وفقاً لإدموندوفيتش.

يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي قاسٍ إلى إرهاق الجهاز القلبي، وقد أظهرت الأبحاث أن التحول المفاجئ والشديد في عادات الأكل يمكن أن يؤدي إلى تدهور في وظائف القلب.

العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة

وفقاً للدكتور ريجفيد تادوالكار، طبيب القلب المعتمد في مركز «بروفيدنس سانت جون» الصحي في سانتا مونيكا، بولاية كاليفورنيا، فإن العزلة عن الآخرين يمكن أن يكون لها أيضاً تأثير عميق على صحة قلبنا.

وجدت دراسة حديثة أن النساء الأكبر سناً لديهن خطر أعلى بنسبة 8 في المائة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عند العيش في عزلة اجتماعية، وخطر أعلى بنسبة 5 في المائة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عندما يعشن مع الوحدة. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والوحدة، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب ينمو إلى 27 في المائة.

يمكن أن تسهم العزلة الاجتماعية أيضاً في الاكتئاب، ويمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى عوامل خطر القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم ونمط الحياة المستقرة وعادات الأكل السيئة، وفقاً لإدموندوفيتش.

قال إدموندوفيتش: «العزلة الاجتماعية مشكلة كبيرة، وهي تسهم في ضعف صحة القلب».

صحة الأسنان السيئة

يمكن أن تزيد مشكلات الأسنان -مثل تسوس اللثة والأسنان- من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية في مجرى الدم. وفقاً لتادوالكار، من السهل جداً أن تنتقل البكتيريا الموجودة في الفم إلى الدم.

كما وجدت الأبحاث الحديثة أن تنظيف أسنانك بانتظام يرتبط بنتائج أفضل لصحة القلب.

قال إدموندوفيتش إنه من المعروف أن التهاب اللثة وسوء صحة الفم يسببان حالة التهابية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشكلات القلب مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول أو تمزق اللويحات.

وأضاف: «نظافة الفم الجيدة مهمة. لا يمكننا أن نقول بنسبة 100 في المائة إن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كل يوم سيمنع الإصابة بنوبة قلبية، لكن عدم حدوث ذلك يمكن أن يزيد من ضعف الشخص إذا كان لديه عوامل الخطر القياسية الأخرى».

بعض الأدوية والمكملات الغذائية

وُجد أن بعض الأدوية تسبب مشكلات في القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال، يمكن لأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن تزيد من نشاط الجهاز العصبي وتسبب زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. ويمكن للأدوية ذات التأثير المدر للبول، مثل دواء سبيرونولاكتون المضاد للهرمونات، أن تقلل من ضغط الدم، وفي الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بشكل طبيعي، تؤدي إلى أعراض مثل الدوخة والدوار.

أكد تادوالكار أن هذا لا يعني أن الجميع بحاجة إلى القلق بشأن أدويتهم. ومع ذلك، قد يحتاج أولئك الذين لديهم استعداد لارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في ضربات القلب إلى توخي الحذر في جرعات أدويتهم. يجب أن يأخذ طبيبك تاريخ صحة قلبك في الاعتبار خلال تحديد الجرعة المناسبة لك.

يمكن أن تؤثر المكملات الغذائية أيضاً على القلب، خصوصاً بين الأشخاص الذين يتناولون الفيتامينات والمكملات العشبية التي لا يحتاجون إليها بالفعل. وفقاً لتادوالكار، يمكن أن تتفاعل المكملات الغذائية مع الأدوية الموصوفة ولها أيضاً تأثيرات مدمرة على القلب. ويوصي بالتحدث إلى طبيب حول المكملات الغذائية لتحديد ما إذا كانت قد يكون لها تأثيرات قلبية.

الإفراط في تناول الكافيين

إن تناول القهوة المحتوية على الكافيين آمن بشكل عام ويحمي القلب. وتشير الأبحاث إلى أن شرب كوبين من القهوة يومياً يوفر أكبر الفوائد للقلب والأوعية الدموية.

ولكنَّ الإفراط في تناول القهوة يمكن أن يكون له تأثير سلبي لأنه «يمكن أن يسرع القلب ويسبب زيادة معدل ضربات القلب وانقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، وبالتأكيد إذا كنت عُرضة لاضطرابات نظم القلب، فإن الكافيين بجرعات عالية يمكن أن يسبب ذلك»، كما قال تادوالكار.

يعد الكافيين آمناً حتى 300 إلى 400 مليغرام، وبعد ذلك، يمكن أن يكون له سلسلة من الآثار السلبية.

أظهرت الأبحاث أيضاً أن القهوة المفلترة مرتبطة بمستويات كوليسترول أفضل من القهوة غير المفلترة، مثل القهوة الفرنسية. وقال تادوالكار: «في كثير من الأحيان لا نربط الكوليسترول بالقهوة، لكن القهوة المفلترة تحتوي على نسبة كوليسترول سيئة أقل من القهوة الأقل ترشيحاً». بشكل عام، كلما كانت القهوة أكثر سواداً، كانت أكثر صحة للجسم.

الإجهاد المفرط

عندما يتم تنشيط نظام الهروب في الجسم بشكل مزمن، يمكن أن يسبب التهاباً في الجسم وإطلاقاً مطولاً لهرمونات التوتر مثل الأدرينالين. يمكن أن تتسبب هذه العوامل معاً في حدوث تغييرات فسيولوجية في الجسم، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة ومقاومة الأنسولين واضطرابات الإيقاع الكهربائي، وفقاً لتادوالكار.

يمكن أن يزيد الإجهاد المزمن أيضاً من خطر تجلط الدم في جميع أنحاء الجسم. إذا تشكلت جلطة في شريان ضيق بالفعل، فقد يتسبب ذلك في نوبة قلبية. قال تادوالكار: «هذا هو السبب في أن الأشخاص الذين يعانون من الكثير من الإجهاد المزمن، كما قد ترى، غالباً ما ينتهي بهم الأمر بنوبة قلبية».

وتوجد محفزات الإجهاد في كل مكان حولنا، وقد يكون من الصعب الهروب منها. ولأن هذه المحفزات لا تختفي، فمن الأهمية بمكان أن تتعلم كيفية إدارة إجهادك بشكل فعال، كما قال تادوالكار، الذي يوصي بأنشطة تخفيف الإجهاد مثل التأمل واليوغا والتمارين والهوايات الممتعة.

النوم الزائد أو القليل جداً

يحتاج معظم الأشخاص إلى نحو سبع إلى ثماني ساعات من النوم ليلاً -فالكثير جداً أو القليل جداً من النوم يمكن أن يسهم في مشكلات القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

لا يتعلق الأمر فقط بكمية النوم، بل بالجودة أيضاً. يعد النوم عالي الجودة والمتجدد أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على صحة القلب. يرتبط النوم الأقل جودة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين (تراكم اللويحات في الشرايين).

قال تادوالكار: «نريد أن ينام الناس جيداً، وللمدة المتوقعة من الوقت، لحماية قلوبهم حقاً».